في خطى الرسالة المحمدية 3
كتبت من محاضرات صوتية لسماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني في
سورية قبل سنوات
)كتابة منصورة محمد كاظم الخاقاني)
كان الحديث عن الحجة المنتظر عج ،و تقدم أن الأدلة جميعا تشير إلى
أنه الغاية من بعثة الأنبياء، لكل شيء غاية، الطالب يدرس من أجل غاية كالعلم أو من
أجل أن يحصل على وظيفة والإنسان يعبد ربه لغاية وهكذا ما من شيء وأمر إلا وله غاية
وإذا كان الشيء بلا غاية كان عبثا فما المراد من كون مهدي آل محمد عج هو الغاية من
بعثة الأنبياء؟
بلا شك ولا ريب أن الله
تعالى منذ خلق آدم ع بعثه برسالة السماء وهي رسالة السلام وهي الدين الإسلامي وما
جاء نبي من الأنبياء إلا وهو يدعو إلى رسالة السلام حتى الرسول ص فليست هناك من
نصرانية ولا يهودية تختلف من نبي إلى آخر كلهم جاءوا بشرع الله تعالى وشرع الله هو
الإستسلام إلى الحق فهي شريعة السلام.
فكيف يكون المهدي عج
غاية لبعثة الأنبياء؟ لابد وأن ننظر أن الأنبياء حينما بعثهم الله تعالى بعثهم لأي
غاية، القرآن صريح على أن الغاية (ليقوم الناس بالقسط) والروايات صريحة حينما
يقول الرسول ص (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فالعدل والإحسان غاية بعثة
الأنبياء ولا عدل ولا إحسان إلا بأمة تعيش مكارم الأخلاق، فلابد وأن نتساءل أولاً
هذه الشريعة التي هي شريعة السلام هل تحققت معالمها يوم السقيفة بعد رحيل رسول
الله ص فهل يمكن أن نشاهد معالم السقيفة حينما هجم القوم على سعد بن عبادة فضربوه
نزاعا على الكراسي أو حينما أمر القوم بالهجوم على بيت فاطمة عليها السلام فسأل
المتساءلون الرجل قائلين أتحرق الدار بمن فيها؟ قال نعم، إن لم يبايع علي
والمتحصنون في الدار، قالوا له إن فيها فاطمة بنت محمد ص، قال وإن! فقالوا فيها
الحسنان، قال وإن! فهل هذه الأمة تحكي حضارة السلام التي جاء بها الأنبياء بعد
وفاة رسول الله ص بطهارة نفوسهم وثقافتهم التي رفعت أعلامها في السقيفة ورسول الله
ص بعد لم تجري عليه مراسيم الدفن والتشييع والتوديع،
فهل هذه تحكي
بحضارتها وشؤونها وبعدها النفسي تحقيق الغاية وهي السلام؟ أم تحكي استبدادا،
عدوانا بلا شورى، إن غمضنا الطرف عن الإمامة والغدير وما شاكل هذه الأمور ثم نأتي
لنرى هل معالم العلم ظهرت في هذه الأمة وهل يمكن أن نرى أن القرآن المجيد الذي هو
تبيان لكل شيء تجلت معالمه حينما خاطب الرسول ص بعد حجة الوداع المسلمين قائلاً
سلوني عما بدا لكم سلوني قبل الساعة؟
حينما قام إليه رجل
من المسلمين يسأله هل هو ابن أبيه أم لا؟ ويسألة آخر بأن لا يفضحهم بما ارتكبوا في
أيام الجاهلية أو حينما قام علي ع وقال سلوني قبل أن تفقدوني؟ يقوم له رجل فيقول
كم شعرة في لحيتي؟
فأين معالم السلام
وجدناها متجلية هل بالسقيفة؟ أم بالهجوم على الدار؟ أم بمهزلة قتل الجن لسعد بن
عبادة بالشام حينما خالف القوم وما حضر أن يبايعهم أين هذه المعالم تحققت بعلمها
وعدلها، فإذن الغاية من بعثة الأنبياء ما تحققت منذ أن خلق الله آدم ع وبعثه إلى
يوم ختم رسالات السماء بواسطة سيد الكائنات محمدص.
عن أي غاية نتكلم؟
كل واحد منا يعيش الفخر حينما يشاهد القرآن المجيد يخاطب الناس قائلا إنه تبيان
لكل شيء إذا كان القرآن المجيد تبيانا لكل شيء فهل المسلمون فهموا أبعاد هذا
الكتاب وكيف يكون تبيانا لكل شيء، أي تبيان؟ في الفلك والاقتصاد وعلم النفس، أين
تبيانه في كثير من الحقائق عندما يكون ضمانا لخير الدارين دنياً وآخرة والمسلمون
يتنازعون فيما بينهم ويقتل بعضهم بعضا ويحقد بعضهم على بعض فأين التبيان الذي
يتكلم عنه القرآن المجيد وأين المسلمون من هذا الواقع والبعد العظيم، يقينا ليومنا
هذا ما لمس المسلمون واقع هذا التبيان لكل شيء وكيف أنه لم يغادر صغيرة ولا كبيرة
، فهناك أمور لابد وأن نتدرج فيها لنرى هل أن هذه الغاية التي منها كون القرآن
تبيانا لكل شيء والتي منها أنه يحمل سبعا وسبعين بطنا، هل تحققت هذه الأمور ليومنا
هذا أو ما تحققت؟
وهل تحقق ما جاء به
رسول الله ص حينما قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) هل تجلت مكارم الأخلاق في
الهجوم على بيت فاطمة ع أو في ضرب سعد أو في قتل الجن في مسرحية لرئيس الأنصار سعد
أو في شورى تحققت أو في عدل أو حروب، ومن تردد فاليراجع الحروب الإسلامية كيف كان
قادة المسلمين يطوقون البلاد ليلا ويحاصرونها ويقتحمونها عند الفجر فيقتلون رجالها
ويقسمون نساءها ويسلبون أموالها بلا بيان ولا توضيح ولا مقدمة ثم يحركون قبل أن
يصل الخبر إلى بقية المدن مستعجلين على الغنائم والحسناوات فينتقلون إلى مدينة
أخرى ويرتكبون فيها ما ارتكبوا في سابقتها، أهكذا تكون معالم الشرع ورسالة السماء
متحققة؟ وهل بهذا تتحقق غاية بعثة الأنبياء بواسطة من سمى نفسه خليفة رسول الله ص
أهكذا كانت المعالم؟
أين معالم الأخلاق
التي يتكلم عنها الرسول ص؟فلا يمكن أن تنتهي الدنيا بدون أن يحقق الله وعده على
وجه الأرض حتى يرث الصالحون بواقع العدل والإحسان، فهل تحققت وراثة الصالحين للأرض
برجال أتقياء يحققون العدل والإحسان؟
بالعدل تقام
الموازين، في كل بلد لم يقم العدل يأكل الضعيف القوي ويعتدي كل واحد على الآخر لا
حياة كريمة بلا عدل، وبالإحسان يتحقق الإخاء والمودة بين المجتمع، فالإحسان مرتبة
أعلى من مراتب العدل، العدل تحقيق للنظم والإحسان جلب للقلوب بالفضائل والمكارم
الرفيعة لولاة الأمر، نحن ما شاهدنا من الولاة عدلا حتى نترقب منهم إحسانا فكيف
يترك الله دينه الذي بدءه بآدم ع وختمه بخاتم الأنبياء بعيدا عن التطبيق والواقع
الخارجي، إلا لقائل أن يقول لعل الأديان كمدينة أفلاطون الفرضية الفاضلة، جاءت
الأديان فوعدت الناس بكثير من الأمور وما تحقق منها شيء فلعل ما وعد به الأنبياء
من عدل و إحسان ومكارم أخلاق كانت وعدا كما وعدت الشيوعيون الناس بالفردوس وكما
يعد اليوم الذين يدعون الديمقراطية والدفاع حتى عن حقوق العجماوات وهم ليلهم
ونهارهم يدبرون للناس وللمستضعفين على وجه الأرض، يتظاهرون بالبسمات ويسفكون دماء
البشرية، فلعل قائلا يقول لعل الأديان ما جاءت به ووعدت به كان كبقية ما وعدوا به من
الشيوعية والعلمانية والإشتراكية و.......
فلعل قائلا يقول يوم
القيامة يا إلهي ما وجدنا مكارم الأخلاق يوما تطبقت فلعلها ما كانت قابلة للتطبيق؟
يا الهي ما وجدنا العدل والإحسان يوما فلعلها كانت فرضية غير قابلة للتطبيق؟
فلابد وأن يطبق الله
تعالى على يد إنسان منقذ للبشرية لكي يكون حجة كما تقول الروايات على الماضين
والباقين (ولله الحجة البالغة) لا يجعل أحدا يوم القيامة يورد إشكالا ويقول يا
الهي سمعنا الكثير لكم الأديان كانت فرضية مثالية غير قابلة للتطبيق ولهذا ما
شاهدناها طبقت يوما على وجه الأرض منذ أن بعث الله أول رسول إلى أن ختمت بآخر رسول
ص.
فلابد بحكم العقل
وبحكم وعد الله أن يرث الأرض الصالحون، لابد أن يأتي يوم من الأيام يطبق الله عدله
وإحسانه على وجه الأرض حتى لا يبقى لأحد أو لقائل أن يقول يوم القيامة يا إلهي
ظنناها فرضية.
فلابد وأن تتحقق
في الخارج حتى لا يبقى لأحد مثل هذه الكلمات وهناك إخواني
أمور أخرى لابد من الالتفات إليها، القرآن المجيد يتكلم عن إحياء الموتى فلقائل أن
يقول هذا خبر أصبح من أخبار كان، كيف يمكن أن يجعل الله الروح في مخلوق بعد موته؟
فلابد وأن ياتي يوم
ولا يكون ذلك اليوم إلا في يوم العلم حتى تثبت الأمور بأدلتها حتى لا يقول قائل ما
أخبر به الكتاب المجيد من إحياء للنفوس على يد عيسى ع وعلى يد غيره أو من إحياء
يتصور يوم القيامة كلها افتراضات في افتراضات وكلها أخبار لا يمكن أن يصدق بها أحد
أو لعل يتردد حتى بعض المؤمنين .
والله سبحانه وتعالى
من المستحيل أن يذكر شيئا في الكتاب المجيد لا يأتي لها بمصداق قبل أن يختم دار
الدنيا فلابد وأن يأتي يوم حينما يقول القائل سلوني؟يسأله الناس عن السماوات
والأرض، عن بطون القرآن وعن العلوم المختلفة ومكارم الأخلاق حتى يكون القرآن معجزة
بإطلاق الكلمة.
أرجو التوجه: نحن
فخورون بأن القرآن الكريم وقف أمام قريش وتحداهم في إعجازه الأدبي، لكن الإعجاز لا
يتحدد بالأدب ، القرآن ترك الأمة آنذاك لأنه يعلم بأنهم ليسوا أهلا للمعارف
والعلوم حتى ياتي بمعجزات على كافة الأبعاد فلابد وأن يأتي يوم يثبت الله تعالى به
بواسطة مهدي آل محمد عج أن القرآن يتحدى الأمم ويعجز الخلائق بكافة الميادين.
حتى يرى المجتمع عند
الظهورأن ما جاءوا به من عظيم تقنية ومقدرة كأنها أسلحة في بدايات أيام الغابات
بأزاء المدافع والرشاشات والطائرات لابد وأن يوصل الله تعالى الأمم يوم الظهور في
الإعجاز العلمي إلى مرحلة يفهم الصغير والكبير وتستسلم البشرية للعلم حتى يذعن كل
أحد أن الدول التي تصيح هل من مبارز، والعالم كله يصيح أين المسلمون أين ادعاءاتهم
أين هم في القوة والسياسة والإقتصاد والتقنيات، نحن نسمع النداء وكأنهم يكررون
كلام عمر بن ود عندما كان ينادي هل من مبارز، فلا يترك الله تعالى هؤلاء يترنمون
ويخاطبون أنبياء الله تعالى بمثل هذا وإن خاطبوا المسلمون فالمسلمون بعيدون كل
البعد عن واقع رسالات السماء، لايجوز لعاقل أن يخلط بين الإسلام والمسلمين،
المسلمون أسواقهم مهددة بعدم الأمن، تأتي لتشتري سلعة بدينار أو دينارين وأنت خائف
لعل الطرف غبنك في الشراء المسلمون لا يؤتمن أحدهم على الآخر بدينار ودينارين
المسلمون يعيشهم بعضهم الحقد على الآخر مجالسهم الغيبة وعلماءهم متعالون، أين
المسلمون من رسالة السماء والسلام؟
فإذن ما جاء القرآن
ليخاطب العرب هل من مبارز في الأدب لكنه جاء في زمن أعجز العرب في أدبهم وبقى
معجزا أدبيا إلى يومنا هذا لكن ما وجدناه أعجز الغرب في تقنية اليوم، المسلمون ما
أعجزوا الغرب بشتاتهم وعجزهم وتمزقهم وبعدهم عن كتاب الله تعالى الذي يقول الإمام
الصادق ع " عرفنا ما كان وما يكون من كتاب الله إلى يوم القيامة" فأنا
أي شرع عرفت وكذلك المسلمين أي شيء عرفوا من كتاب الله تعالى، القرآن يقول إن
عفريتا من الجن يخاطب سليمان عليه السلام أنه قادر أن يحضر عرش بلقيس قبل أن يقوم
من مقامه ووصي من أوصياء الأنبياء آصف بن بلخيا قال له أحضر عرش بلقيس قبل أن يرت
إليك طرفكن هذه كلمات نسمعها ونقبلها كمسلمين وقد يمر عليها غير المسلمين مرور
الكرام وقد يتصورها من أساطير الغابرين فلابد وأن يأتي يوم نرى فيه إن كنا أحياء
كيف يحضر عروش الجبابرة في العالم أذلاء خاسئين في مهد الولاية الكوفة لنراهم أذلة
أمام محكمة العدل الإلهي بلحظة واحدة،حتى لا يتردد متردد في حديث إحضار عرش بلقيس
إن وجد طواغيت الأرض ومجرميها أذلة في قفص الإتهام عند ولي الله الاعظم في الكوفة
عاصمة الولاية.
هذه أمور إخواني إذا جاء القرآن الكريم
وضربها مثالا إنما ضرب أمثلة وما جاء ليحصي القضايا كلها في كل مكان، كذلك إخواني
لابد وأن يثبت الله تعالى عند الظهور كل كلمة ورد ذكرها في القرآن الكريم كإحياء
بعض المتقدمين من المجرمين الذين حرفوا شرائع الأنبياء بعد الأنبياء وصاروا سببا
لإنقلاب الأمم على الأعقاب بعد آدم إلى الخاتم ص ولابد وأن يحيي الله تعالى الكثير
منهم ليشاهدهم الناس كيف أضلوا الأمم وكيف كانوا سببا لإنقلاب الأمم على أعقابها
ولابد وأن يحي الله تعالى لإقامة العدل على وجه الأرض الكثير من الأكابر والعظماء
ومسألة الكهف مثال ومسألة إحياء فلان أو فلان مثال فنحن نعتقد على أن الله تعالى
عند ظهور الحجة عج لا يترك إدعاءاً وكلاما ورد في القرآن مهجورا لم يطبقه فسنشاهد
إن كنا أحياء كيف يكشف لنا جلسات تآمرهم على الأنبياء وكيف حرفوا الأديان وكيف
تلاعبوا وكيف ضحكوا على المجتمعات وتظاهروا بما تظاهروا فيه من النصح والتقوى وما
تظاهر أحد كما تظاهر أولئك المنافقون فنشاهد إن شاء الله تعالى كيف يحييهم الله
ويشهدوا أمام العالم طرا كيف تلاعبوا وأجرموا بحق الإنسانية،لابد وأن يظهر رؤساء
الجريمة الذين سببوا إنقلاب الأمم على أعقابها ولابد وأن يحي أيضا بعض النخبة من
الأبرار لإثبات الإحياء، ويجعل تعالى الكثير من دعائم الدعوة قائمة على كثير من
الأبرار الذين ماتوا وكانوا من أنصار آدم ع أو نوح أو من أنصار بقية الأنبياء
عليهم السلام إلى زمن الرسول ص أو من أنصار الأئمة ع فليس بمستبعد أن يقيم عدله
بأناس عظماء لإثبات إحياء النفوس فيجعلهم قادة يقودون الأمم تحت ظل عدل الله تعالى
ومظهر عدله الحجة المنتظر عج فنحن لا نستبعد أن يقيم عدله بمالك وسلمان وكثير من
صحابة الرسول و الأئمة ع هذه
مواعيد ولا يمكن أن يترك الله مواعيده.
فإذن كل ما ورد في
الكتاب المجيد لابد وأن يأتي اليوم الذي لا يبقي الله تعالى كلمة إلا يؤولها
ويفسرها ويجعلها مشهودة ، كَ ما المراد من خلق السماوات والأرض في ستة أيام؟ هذه
كلمات ربما لا نفهم الكثير من أبعادها، ما المراد من سبع سماوات وأرضين؟ كلمات
نسمعها ونقبلها قبول تعبد وإن كنا لا نفهم أبعادها فيجب أن يأتي من يفسرها ومن
يبين أبعادها العلمية ولابد وأن يأتي يوم ويبين الله تعالى فيه ما المراد من
الأيام الست التي خلق الله تعالى في خلالها السماوات و الأرضين، إن كانت اليوم
البشرية تتباهى بسرعة نورية وما شاكل هذه الأمور في حين أننا سمعنا بأن الرسول
الكريم طاف الكائنات ووصل إلى سدرة المنتهى ثم توقف جبرائيل عليه السلام وراح
ليسبح في أنوار الربوبية وصلى الملائكة والأنبياء خلفه وعاد قبل لحظة لابد وأن
يأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه كيف تطاف السماوات والأرضين في لحظة واللحظة من باب
التسامح في التعبير وما معنى خلق الإشياء بكلمة كن الوجودية فإذا افتخر اليوم المفتخرون
بوصول إلى قمر أو مريخ فلابد وأن يأتي يوم يثبت الله تعالى بواسطة مهدي آل محمد
كيف تطاف السماوات والأرضين وكيف يتمكن الإنسان المؤمن بمشيئة إلهية أن يطوف
السماوات والأرضين حتى تكون حقائق ثابتة وليست بادعاءات.
كيف يبرئ عيسى عليه
السلام وكيف يخبر الناس عما يدخرون في بيوتهم وكيف شق القمر في زمان رسول الله ص
وإذا كنا نتساءل لماذا لم يكشف الله تعالى هذه الأمور في زمان رسول الله ص نقول
الأمة لم تكن مستعدة لمثل هذه الأمور عندما سألها رسول الله سلوني عما بدا لكم
يسأله السائل هل أنا ابن أبي أم لا ويقول له آخر لا تفضحنا بخفي ما اطلعت عليه من
أفعالنا في الجاهلية واستمر الأمر إلى يومنا هذا فلم تكن فلتة واحدة بل كانت فلتات
ولايجب علينا فقط أن ننتقد القوم بل نركز على أعمالنا أيضا حينما جاء القائل منا
فخور على حبه لأهل البيت وظن أن حب أهل البيت يكفي ولا تترتب عليه حقائق ،ولاية
أهل البيت ليست شعارا جاء قوم إلى الإمام الصادق ع فقالوا نحن من شيعتكم فقال لهم
ع من شيعة علي الحسن والحسين فهل أنتم كذلك فإذا كان من شيعة علي الحسن والحسين
فهل نحن كذلك، إذا كان من شيعة علي كأبي ذر وسلمان ومالك فهل نحن كذلك هذه الحقائق
يجب أن نعرفها حتى لا نكون كمن يتكلم وهو لا يلتزم بالامور هناك أمور أخرى سنبينها
إن شاء الله في الأسبوع القادم منها أن الروايات تقول إذا ظهر عج يظهر ولا بيعة
لأحد في عنقه هل كانت هناك بيعة في عنق الأئمة عليهم السلام حتى يظهر ولا بيعة
لأحد في عنقه وهل كانت بيعة الفلتات بيعة وهي أجلها إن سميناها بيعة وأما البيعة
التي حصلت بعد ذلك للقوم فإما كانت تنصيبا أو كانت مهزلة بإسم شورى والروايات تقول
أيضا يظهر ولا يعمل بالتقية فإن كانت التقية هي دين الإمام الصادق ع ودين أباءه
فهل من الممكن أن يترك دين الآباء وهناك تساءل آخر الغيبة بدأت متدرجة بدأت بحصار
الإمامين العسكرين وابتعاد الشيعة عنهم وعدم التمكن من الإتصال بهم ثم بدأت
بالغيبة الصغرى ثم حصلت الغيبة الكبرى فحصل تدرج حتى يعتاد الناس كيف يعيشون إذا
فقدوا أئمتهم ورسام شرعهم فهل الظهور يكون دفعة واحدة عند بيت الله الحرام أو يكون
متدرجا شيئا بعد شيء حتى يصل الأمر بعد مراحل إلى الظهور وهل يعقل بدون أرضية
إيمانية أن يظهر عج ويقول أيها الناس ها أنا مهدي آل محمد فأتوا إليّ وبايعوا أم
لابد وأن تكون الدعوة عند الظهور كما كان الأمر في بداية الغيبة، فهل الظهور يحدث
دفعة واحدة أم بشكل تدريجي؟
سنة
الله تعالى في خلقه أنه ما بعث الأنبياء إلا متدرجين فهل سنن الله ستختلف هل أن
الله تعالى سيغير نواميس الكون تقول الروايات الشمس تبزغ من المغرب هل يغير نواميس
الكون هناك الكثير من التساءلات التي لابد من الإجابة عليها وسنحاول إن شاء الله
أن نجيب عليها في الأسبوع القادم وتستمر هذه الدروس إلى شهر رمضان المبارك وتكون
معطلة في شهر رمضان وإن كنا أحياء فمن بعدها إن شاء الله يكون للحديث مقام آخر و
الحمد لله رب العالمين .
www.alkhaghani.org
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق