الثلاثاء، 24 مارس 2020

تضح لله من حكامها الأمم - قصيدة لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

تضج لله من حكامها الأممُ .. وتشتكي جور مَنْ هم في الشقا علمُ

تعيش في نكد الأحزان غارقةً .. في بحر أدمعِها والقلب يضطرم

كأنّها من أسى الأحزان سالكةً .. درب المنايا وفي أحشائها الضرم

تبكي على جدث الأحباب نادبةً .. حظاً تعثّر فهْو البؤس والألم

تريد من ربّها في ليل محنتها .. كشف الكروب التي ماجت بها الظلم

تدقّ باب مليك الكون سائلةً .. منه الكرامة حيث العدل ينعدم

وحيث قد بيعتِ الأوطان قاطبةً .. لخسّةٍ من ولاةٍ مالهم ذمم

كأنهم خلقوا والشرّ من سبخٍ .. ملحٍ أجاجٍ هو الإعصار والحمم

فأين ما حلّ منهم واحدٌ هلكتْ .. لشمّ أنفاسه الأشجار والأمم

كأنهم توأمٌ والمكر قد خلقوا .. فيا لهم من ولاةٍ خيرهُمْ نقم

فهمْ وإبليس والحجاج من لهبٍ .. هو الشقاوة والأحقاد والألم

فهاهي الأرض من اجرامهم شررٌ .. وهاهو الكون من سفك الدماء دم

وها هو الشعب في أكواخه ألمٌ .. وها هي الدور من أحقادهم كوم

لم ينج من بطشهم طفلٌ ولا هرمٌ .. ولا عجوز بكوخ البؤس تعتصم

لهم مفاخر عزٍ كلها شرف .. لا يرتقى لعلا أنوارها القلم

سراق شعبٍ لهم في النهب معرفة .. وفي الأكاذيب سفرٌ واسع عمم

كواسرٌ لبست للمكر أقنعةً .. تخفي بها غور شرٍ حين تبتسم

وحين تأتي إلى الأيتام واضعةً .. فوق الرؤوس أكفّاً ملؤها سقم

تظن من جهلها تخفي شموس علاً .. بحجب غربالها إنْ تشفع الظلم

فارْحمْ أيا ربّ من قد جاء ملتجأً .. بباب لطفك حيث الجود والكرم

واجْعلْ له من دجى أيامه فرجاً .. بمطلع الشمس حيث العز والنعم

فوعدك الحق فيما قلتَ من كلمٍ .. وقولك الصدق يا من لطفه نسم

فأنتَ من قال بعد العسر ميسرةً .. وبعد طيش الدجى الأنوار والنظم