الخميس، 25 أبريل 2013

@ الإمام المهدي المنتظر المحاضرة رقم 9



المحاضرة التاسعة

الإحتمال الثامن في المقام أن تسبق الظهور لنظام العدل الإلهي العالمي حروب عالمية تطحن برحاها أكثر البشر و تحصل كوارث إضافة على ذلك تذل البشرية قاطبة فيأتي المهدي و الناس يعيشون الضعف و الخوف و الهوان و الرعب يريدون من يخلصهم مما هم فيه فيسوقهم ذلك إلى قبول دعوة الحق .
فيكون ذلك رافعا للمانع الذي دفع بالناس إلى الطغيان و الجبروت و الضياع في الشهوات من بعد ما كان لا نقص في رسالة أو قيادة إلهية على طول التأريخ البشري.
فنقول : أجل ذلك من جملة المحتملات التمهيدية لمسألة الظهور ليكون من الدواعي إلى الرجوع إلى الحق تعالى لعل الناس بذلك إلى الله بقلوبهم يتوجهون لكنه لا يكون هو العلة التامة لإعداد النفوس للعودة إلى رسالات السماء إن لم تجتمع معه العديد من المؤهلات الأخرى لإقامة دولة العدل الإلهي .
فالعدل هو الذي يحقق الغاية التي بعثت جميع الأنبياء من أجل تحقيقها و بالعدل تكون الصلاة في مواطن اجتماعها صلاة و إلا فرب مسجد كان مسجد ضرار و رب إمام صلاة كان الحجاج بن يوسف الثقفي و رب خليفة كان يزيد بن معاوية و رب خمس أو زكاة دفعت لتشييد أسس نظام جائر و رب علم لفقيه في ظل نظام جائر كان وسيلة لانحراف أمة و كان العالم بلعم باعورا .
كما و أنه لا تشرح بطون الرسالة بأبعادها السبع و السبعين و لا تتجلى مكارم الأخلاق و القيم و المثل تحت سقف الفراعنة و إن سماهم المسلمون جهلا أو عنادا بأمراء المؤمنين و ولاة الأمر بعد سيد المرسلين بغضا لسيد الوصيين و إمام الموحدين علي بن أبي طالب و إن بلغهم عن الرسول (ص) إن من علائم النفاق هو بغض علي (ع) .
فإن بلوغ مدارج العلم و مكارم الأخلاق و إقامة العدل العالمي يحتاج إلى أمم تستوعب أبعاد هذه القمم العوالي و عليه فلا يعقل أن تقام دولة العدل على أنقاض البشرية بعد حرب تأكل الأخضر و اليابس و تسوق البشرية لقبول الحق للهوان و الذل و إن كان الحرب و الخوف من جملة دواعي الرجوع إلى الله (ص) كما هو من السنن الإلهية لإرجاع الأمم إلى ربها بعد ليالي الغفلات .
الإحتمال التاسع : أن تكون الدواعي لقبول دولة الحق و تأهيل الناس لتطبيقها إقامة المعاجز الحسية .
فرسول الله (ص) و كافة الأنبياء جاؤوا بكثير من المعاجز لأممهم و عندها فنقول : هل تحقق الدولة العالمية الإسلامية و الولاية المطلقة على وجه الأرض بواسطة المعجزات لتكون هي الأساس لتأهيل النفوس في العالم لقبول العدل العالمي.
و المراد من المعجز في هذا الافتراض المعجز على صعيد المحسوس بما لا تتمكن البشرية بإتيان مثله مهما بلغت العلوم و التقنيات في أوجها و رقيها في هذه القرون أو القرون الآتية التي يكون فيها عصر الظهور.
فنقول في المقام : لا ريب أن المعجز الحسي هو المناسب لكثير من الناس للعودة إلى الحق تعالى و الإذعان بسلطان الله (ص) لكنه أحد الأسباب لاقامة دولة الحق لأن المعجز عند الظهور يجب أن يكون بإطلاق الكلمة على اختلاف مراتب عقول و علوم البشرية لأن الناس يختلفون باختلاف القابليات فمنهم من يشاهد المعجز الحسي لعجزه عن إدراك المعجز العقلي و آخر من يشاهد المعجز العلمي في ميادين الاقتصاد أو علم النفس أو الخلق الكريم .
فعصر الظهور عصر الإعجاز في كافة الميادين فهو إعجاز للفلاسفة في فلسفتهم و للعرفاء في عرفانهم و لأهل الدنيا في مسالك دنياهم و لأهل الآخرة في شهود أنوار ربهم حتى لا يكون إعجازا بأزاء فن أو أمة خاصة لكي لا يقول قائل إنما جاء القرآن ليعجز العرب في بليغ أدبهم حتى تذعن الأمم بواقع قلوبها لنداء الحق و إلا فلا يمدح الإنسان و لا يذم إن كان مجبراً على فعل أو كان مكرها عليه، فالدين لا إكراه فيه و بهذه السنن الإلهية تقام دولة العدل العالمي .
و هذا الاحتمال و إن كان من أهم المحتملات في المقام لإقامة دولة الحق إلا أنه لا يكون العلة التامة لإقامة العدل ما لم تتحقق بعض المعدات و المؤهلات الأخرى لرجوع الناس إلى رب العالمين فتكون المحتملات يكمل بعضها بعضا و إن كان إعمال بعضها يكون أقل حظا لأنه لا يتناسب و قانون الاختيار و الإختبار الذي سيبقى جار إلى أن تظهر علامات الساعة حيث لا يقبل من أحد عندها توبة.
و سوف تشاهد البشرية عند الظهور كلما أخبر عنه الكتاب المجيد من غيب و ما أشار إليه من دواعي و موجبات الرقي أو السقوط للأمم .
فبشريعة الحياة الإسلامية كل إنسان بما يحمل من القابليات و بما له من الموانع التي منعته من العمل بالحق و قبوله سوف يعامل بما يؤهله للرشاد إلا من كانوا من المغضوب عليهم من أهل العناد و اللجاج حيث لا يصلحهم إلا السيف كبعض اليهود و الطواغيت و من هو شرمنهما و هم أعداء آل محمد (ص) من النواصب الذين حرفوا شرع الله (ص) على علم فضلوا و أضلوا الأمة ببغيهم و إعلان حربهم على الله (ص) و رسوله الكريم .
و بالجملة نقول : كادت أن تكون الأدلة العقلية و النقلية تامة واضحة في المقام من أن المعد لتحقيق دولة الحق و ما سيكون أساس قوامها ليس أمرا واحدا بل لابد أن تجتمع أمور عدة حتى تصبح البشرية على اختلاف حضاراتها و مراتب عقلها و اختلاف منازل طهر النفوس و علمها مستعدة لقبول نداء الحق و العمل به .
كل ذلك من بعد ما تصل الأمم إلى مرتبة اليأس من كل داعية يدعوا إلى الحق و العدل و السلام و الحب على إختلاف الدعاة و مذاهبهم و ملابسهم دينية كانت أو غير دينية و تلمس الناس جميعا أن جميع الدعاة لم يقصدوا إلا المصالح الشخصية و إن كان هناك النوادر من رجال الحق على الرغم من صدق نواياهم الا انهم مستضعفون لا يصغى إليهم و هم في ميادين الحل و العقد مصداق ما ورد إن حضروا لم يعدّوا و إن غابوا لم يفتقدوا .
أجل من بعد ما تيأس البشرية من جميع الدعاة إلى العدل و الاصلاح حتى الموحدين منهم فضلا عن دعاة الحرية أصحاب حق الفيتو و مؤسسات التخدير العالمي التي أصبحت مكشوفة لدى كل عال و دان و إن كان بعض الشر أهون من بعض و أقساه ما كان بإسم الدين .
و سوف تلمس البشرية أن الأكل و الشرب لا يكون غاية لأشرف كائن و هو الإنسان و إنه بسكينة النفس بذكر الله (ص) إطمئنان القلوب الذي من لم يعشه عاش ضنك الحياة .
و ليس عصر الظهور عصر إعداد المسلمين فقط لنداء الحق بل لعل الدعوى يلبيها الكثير من غير المسلمين قبل السواد الأعظم من المسلمين الذين نشؤوا مسلمين تقليدا .
و لا يكون الظهور كما تقدم إلا عند يأس البشرية من كل دعاة الإصلاح لما تشاهد من إدعاءات فارغة لا تخدم إلا المصالح الشخصية و إن اختلفت العناوين و الأسماء.
فهذا يتسلق إلى مصالح نفسه باسم الدين و ذلك ينادي باسم الحضارة و العلم و الثقافة و لا يكون الظهور إلا في زمن العلم ليكون معجزا للعلماء على اختلاف مراتبهم و مسالكهم ليصبح نظام العدل العلمي مشهودا لذوي البصائر العلمية و يلمس أبناء الدنيا من ناحية أن ما هم عليه من قوة فتك و أسلحة دمار بأزاء قوة الحق تعالى كسلاح البشرية في بداية حياتها حينما قامت لتحارب بالعصي و الأحجار و العظام .
فيستسلم لذلك جبابرة الأرض و يكون الضامن لتطبيق نظام العدل الإلهي نفوس البشر التي تصبح لحب العلم و اليأس من دعاة الإصلاح لا تتمكن أن تشاهد نفاقا و لا كذبا و لا مكرا و لا رياء حيث يشمئز الناس من الكذب و الكذابين و الدجالين و المنافقين .
و قد أخذ الله (ص) على نفسه أن يرفع السدود أمام دعوة الحق كما صنع ذلك بأزاء رسالات السماء التي جاء بها أولوا العزم من الرسل لتنتشر راية الحق و تبلغ مسامع الناس جميعا كما أهلك الله (ص) طواغيت قريش و كسرى و أهلك فرعون و النمرود و هامان.
و من جملة من تطهّر الأرض منهم رؤساء الخبث من اليهود حيث تشير الآيات إلى ذلك ، قال تعالى :و قلنا من بعده لبني إسرائيل إسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا فإنهم لابد أن يجتمعوا بمشيئة الله (ص) في فلسطين و بيت المقدس للقضاء عليهم في اليوم الموعود لأنه لا سلامة لجسم بلا إستئصال المرض الخبيث و قادة اليهود و الكثير من أعداء آل محمد (ص) لابد أن تطهر منهم الأرض حتى تصبح محلا لعدل الله (ص) و لا ندري لرحمة الله التي وسعت كل شيء هل تطهرهم نار الله الموقدة بعد أحقاب أم لا ؟
و نأمل من الله (ص) أن يكون اليوم الذي تهلك به طواغيت اليهود و أعداء آل محمد (ص) قريبا لتقر به أعين المؤمنين و المسلمين بواسطة عدل الله (ص) على أيدي مهدي آل محمد (ص) .

شعار يا لثارات الحسين عليه السلام

هناك بعض الروايات تشير إلى أن منادي آل محمد (ص) ينادي يا لثارات للحسين (ع) فهل المراد بذلك أن روح الإنتقام و لو من أعداء آل محمد (ص) تسود الدعوة لإقامة العدل لأنهم جرثومة الفساد داخل الهيكل الإسلامي حيث كان بغض علي (ع) من أبرز علائم النفاق ؟
نقول : كلا ثم كلا فإن المهدي يأتي لإحياء سنة رسول الله (ص) الذي بعثه الله (ص) رحمة للعالمين و وردت الروايات في حقه عجل الله تعالى فرجه الشريف : السلام عليك أيتها الرحمة الواسعة .
نعم لكل دعوة شعارا و شعار الحق تعالى هو شعار منهج الحسين (ع) الذي هو ثورة ضد الباطل و الظلم و الجور و الطواغيت و إلا فكيف تكون دعوة إلى العدل و هي تزر وازرة وزر أخرى بتصفية الحساب مع قوم ارتكب أسلافهم جريمة و إن كان لكل فعلة حق أو باطل من المحبين و المبغضين و من أحب عمل قوم أشرك معهم و أمثال يزيد و عمر بن سعد و عبيد الله بن زياد ما أكثرهم على وجه الأرض لو وجدوا حسينا عليه السلام .
و لكن شعار يا لثارات الحسين لا يعني الانتقام بل يعني شعار الحق أمام الباطل الذي رفعه الحسين (ع) حينما إندرست معالم الحضارة الإسلامية النبوية ظاهرا و باطنا بمجيء يزيد بن معاوية على الحكم و سماه المسلمون أمير المؤمنين.
و بالجملة نقول : لعل ما أشارت إليه الروايات من الانتقام هو الانتقام من رؤوس الجريمة التي لا صلاح للأرض إلا بتطهير الأرض منهم حيث لا يصلحهم إلا السيف كأمثال أبي جهل و المنافقين أعداء آل محمد (ص) الذين بعد ما كلّت سواعدهم من مقاومة الدعوة دخلوا في الإسلام لينالوا منه و هم في داخل الهيكل الإسلامي ليكونوا أشد وقعا بالإسلام و المسلمين فأمثال هؤلاء لا يعطيهم المهدي (عج) مجالا للتلاعب في عصر الظهور ليفسدوا على البشرية الأمر و يحرفوا الموازين عن مواطن إستقامتها .
فالمهدي سيف الحق و الرحمة العامة للعالمين مظهر تجليات الأنوار المحمدية فهو مظهر اللطف و العطف و العلم و العدل و الحكمة و جميع الأسماء و الصفات الإلهية فلا يقيم دولة الحق لارعاب عام بشري و لا يكون وسيلة للانتقام و الثارات.
فما قام التوحيد لأخذ الثارات و تصفية الحسابات و ما قام أحد من الأنبياء بذلك و شعار يا لثارات الحسين قد فهم البعض منه فهما سيئا بعيدا عن سنن الله (ص) في العالمين ظانا أن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف رئيس قبيلة يأتي ليأخذ الثار من أبناء من قتلوا جده الحسين (ع) غافلا عن أنها معالم النبوة التي هي الرحمة للعالمين متجلية في مهدي آل محمد (ص) .
(طول عمره الشريف عج)
        من جملة أهم سنن الله تعالى في عباده جعل الأوصياء بعد الأنبياء لتعيش الأمم بعد أنبياءها حضارة السلام والإيمان على أيدي النقباء وينتهي بذلك ما يكون من رواسب الجاهلية على شتى أشكالها ومذاهبها طيلة تربية تستمر إلى اثني عشر نقيب وجيل.
        وقد أراد الله تعالى ذلك أيضا في شريعة محمد (ص) بواسطة اثني عشر نقيب دلت على ذلك أخبار العامة والخاصة حتى لا تندرس معالم الحق وسبل الرشاد كما اندرست في ربوع الماضين وبقيت الأديان هيكلا صوريا وجسدا لا حراك فيه، كل ذلك لو أحبت الأمة الحياة والعز والكرامة.
        ثم خصص الله تعالى هذه الأمة المرحومة وهي أمة محمد (ص) بأن جعل بين ظهرانيهم ولياً من أعاظم أولياءه الكرام مستورا عن الأنظار لكي تلبي دعوة الأمة لو رجعت يوما إلى الصواب وطلبت من ربها تحقيق العدل، لتكون الإجابة من الله تعالى للرشاد بنفس يوم صفاء القلوب وبعدها عن الهوى والجهل والضلالة لطفا من الله تعالى بحال العباد ليكون بقائه حجة من الله تعالى على الأمم يوم يقوم الناس للحساب في يوم الدين ويكون حجة على الماضين والباقين بأن عدم التطبيق لشرائع السماء كان من جهة بعد الناس عن الحق والصراط المستقيم.
        لكن قد يورد بعض الناس هاهنا شبهة بالنسبة إلى طول عمره الشريف يحتمل أن يكون مشأها أحد أمور نذكر بعض المحتملات في المقام:
v منها أنه قد يكون منشأ الشك راجعا لعدم معرفة الشخص عموم القدرة الإلهية بالنسبة لكل ممكن بعد كون طول العمر من الممكنات لا من المستحيلات فيكون البحث عند ذلك بحثا توحيديا راجعا لإثبات عموم القدرة الإلهية مع المتردد في ذلك الأمر.
v ومنها أن يكون الشك ناشئا بسبب الجهل بمسائل العلم وكون الخلايا قابلة للبقاء الطويل ول لا حدوث العارض من الإفراط أو التفريط في مستلزمات الصحة أو للجهل بها وما شاكل هذه العوائق التي تعرقل مسيرة الحياة الصحية من أمور مادية أو نفسية وكون هذا بعيدا عن ساحة أولياء الله تعالى الذين يريد الله عزوجل إبقاءهم لأغراض هو أعرف بها من غيره من الخلق.
v ومنها أن يكون الشك ناشئا من جهة البعد عن معرفة مسلكية المذاهب الإسلامية حيث ذهب الكثير من أعلام المذاهب سنة وشيعة إلى الإعتقاد ببقاء الخضر وعيسى عليهما السلام وكذا بقاء أصحاب الكهف أيضا حيث لا يكون القول بعد ذلك ببقاء مهدي هذه الأمة بدعا من القول في مناهج المسلمين.
v ومنها أن يكون الشك ناشئا من جهة البعد عن معاشرة الكتاب المجيد حيث راح يتحدث عن حياة بعض الأولياء قائلا: (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) ولعلها كانت أيام دعوته فقط وعليه يكون على الناقد قبل النقد أن يعيش بعض الشيء مع القرآن المجيد.
v ومنها أنه قد يكون الشك ناشئا من جهة بعد الشخص عن أحاديث المسلمين أو عن فهم دلالاتها حيث كان من جملة ما اتفق عليه الفريقان سنة وشيعة قول الرسول (ص): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) حيث يقع التسائل في مصداقية هذا الحديث الشريف طيلة هذه القرون بغض النظر عما يمكن أن يكون من مصاديقه في فترة قصيرة من الزمن، لكن لا أظن أحدا من المسلمين أنصف من نفسه يقول بأن من مات ولم يعرف الكثير من حكام بني أمية أو بني العباس أو العثمانيين أو الكثير من حكام المسلمين المعاصرين مات ميتة جاهلية وعلى هذا لم يبق لهذا الحديث من مصداقية في أغلب السنين منذ وفاة رسول الله (ص) ليومنا هذا إلا على مسلك الشيعة حيث لم يخلو زمان من الأزمنة كان خاليا من إمام من أئمتهم عليهم السلام فعدم التأمل في دلالة مثل هذه الأخبار قد يكون هو المنشأ للإنكار.
v ومنها ما يحصل من لزوم تعيين خلفاء الرسول تبعا للرغبات والأهواء كمن جاء ليعين خلفاء الرسول (ص) الذين دلت عليهم الكثير من الأحاديث من السنة والشيعة على أنهم اثنا عشر نقيبا كلهم من قريش حيث راح ليختار الأربعة الأول بعد وفاة رسول الله (ص) ثم سار ليتخطى الآخرين حتى وصل إلى عمربن عبد العزيز ثم منه إلى هارون الرشيد وهكذا يحاول بذلك تكملة العدد الذي دلت عليه الأخبار فمثل هذه التوجيهات أيضا قد تكون منشئاً للإنكار’
v ومنها البعد عن روح الأحاديث الدالة على أن طول العمر ليس أمرا عجيبا كما يشاهد ذلك حينما قيل للإمام الصادق (ع) عجبا من طول عمر مهديكم فأجاب: (ليس العجب من طول عمره وإنما العجب من قصر أعماركم).
v ومنها البعد عن روح الحكمة المستفاد من أحاديث أهل البيت أيضا: إنه ليس من الحكمة والعدل أن يبقي الله تعالى الشيطان الذي يضل الناس ولا يبقي معه إماما يهديهم إلى الصراط المستقيم.
v ومنها أنه أي مانع في كون عمره الشريف على سبيل الإعجاز والخرق لنواميس الطبيعة بما لها من جريان عادي لو دلت الأحاديث على ذلك لغاية ومصلحة لا يعرفها إلا الله تعالى.
v ومنها أنه لمَ لا تكون الأولوية لأحاديثنا المثبتة لغيبته (عج) على أحاديث غيرنا الساكتة عن هذا الأمر المتفقة معنا على أصل منقذ من آل محمد (ص) حيث أن أئمة الشيعة باتفاق الفريقين هم من أعاظم علماء المسلمين وهم من آل بيت الرسول (ص) فلتكن أحاديثهم شارحة أو مخصصة للأحاديث المطلقة الدالة على مجيء منقذ للبشرية من آل محمد (ص).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق