الجمعة، 7 أكتوبر 2016

كم قد خُدعتُ لحُسنِ اللّحنِ والكلمِ

كم قد خُدعتُ لحُسنِ اللّحنِ والكلمِ
قصيدة نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
-----------------------------------------
كم قد خُدعتُ لحُسنِ اللّحنِ والكلمِ ---- وما ظننتُ بأنَّ السُمَّ في الدَّسَمِ
فَبتُّ أحلُمُ في صُبحٍ أعيشُ به --- عدلَ السّلامِ بلا مكرٍ ولاسَقَمِ
وأنَّ ثورةَ حقٍ قد أزيلَ بها --- طيشُ المتاهةِ والأسقامِ والقَتمِ
فأصبحَ الحُكمُ في كفّ الألى عُرفوا --- بمن هُمُ سَفط الإحسان والحكمِ
وأنَّهم أهلُ عدل الله في أممٍ --- تَضجُّ من بغي ذي الأدران والصَّممِ
وأنهم مَن بهِم نحو الرشاد سَرَتْ --- قوافلُ الصّدقِ والإيمانِ والهممِ
قومٌ بهم قد جَرَت نحو العلا قدمٌ --- فذا همُ لفناء القُربِ في القممِ
كأنَّهم نور شَمسٍ غازلتْ أفقاً --- فأصبحوا لعلوّ الكونِ كالعَلمِ
فَهُم إذا ما تَلو آياً لمستَمِعٍ --- كانوا لعرفانها بحراً من العِظَمِ
ومَعْلمَاً قد بَنى في كُلِّ مُنطلقٍ --- أواصر العز والإحسانِ والقلمِ
حتى كأنهُمُ من حُسنِ مَظهرهم – نُسْكاً تعالى عن الأهواء واللَّممِ
ودمَعةً قد جرتْ كالسّيلِ مُنْحدِراً --- من خَشيةِ الحقِّ في الإصباحِ والغَسمِ
فاستبشرتْ أمةٌ من حُسنِ طالعها --- حَظَّاً يصاغُ بكفٍّ مِنْ سَنا الكرمِ
وأنّها سوف لن تقضي الحياةَ كمَا --- قد كان من قبلُ في الأسواء والضَّرمِ
لأنها تحت ظلّ الشرعِ قد لبستْ --- أثوابَ عزٍّ بِصبحِ السلمِ والنّعمِ
وما دَرتْ أنّها في كل مُنقَلبٍ --- ستشربُ الكأسَ مُرّاً في دجى ظُلمِ
وأنها سُنّةٌ لله قد حَكَمتْ --- طُرّ الخلائق حتى منقذِ الأمَمِ
من سوف يأتي بسيفِ الحقّ منتصراً --- لدينِ أحمدَ حقاً ثابتَ القَدمِ
وفي ركابٍ له يوم السّلام غَداً --- طلائعُ المجدِ والإحسانِ والشّيمِ
قَومٌ إذا ما دعاهم للهدى نَبأ --- ساروا بعزمٍ إلى العَلياء والقِممِ
قومٌ همُ الصّدقُ في فِعلٍ وفي كلمٍ --- وهم سبيلُ رشاد الخَلق والأنمِ
يَقودهم للهدى مَنْ فيه قد جُمِعتْ --- معالمُ الحقِّ صدقاً مِنْ سَما العِصمِ
مِنْ أحمدَ الغرّ ِخير الخلقِ قاطبةً --- ومِنْ عليّ الندى ذي الصَّفحِ والهممِ
ومن بتولةِ طه كان منحدراً --- يَسمو لكلِّ علاً في واسعِ الكَلمِ
شرعاً وكوناً به قد بات مجتمعاً --- طرُّ الوجود بما للكونِ من عِظمِ
ومِنْ حُسينِ الإبى قَد صار مُكتَسباً --- سيفَ الكرامةِ فوقَ الجورِ والغَسَمِ
ذاك الذي كان للأحرار ِمُفتَخَراً --- وللمكارمِ نُوراً من سَمَا القِدَمِ