السبت، 2 مايو 2015

في مولد الإمام علي عليه السلام

قصيدة في مولد الإمام علي عليه السلام 
نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

--------------------------------------------------------------

يا مولد الفجر قد هبت تناغينا---لذكر مجدك أطياف وتعلينا

نبيت من طرب نصبو إلى قمم--- لولا سناءك ما كانت تدانينا

نغرد اليوم من ذكراك يا علماً--- عم البرية أنغاما براهينا

لولا ولاءك أضحت دارنا ضنكا---صفرا من الحق أوهاما عناوينا

فأنت يا كعبة الأبرار معجزة---تهدي إلى الرشد إن غامت ليالينا

في كفك المجد يا رمز العلى قدما--- وفي سناءك ما يعشي الشياطينا

إنا سنبقى على عهد الولاء وإن--- طال الزمان وبات الجور يفنينا

لم نخش يوما دعاة المكر قاطبة--- وإن توالت سهام الغدر ترمينا

إنا عجنّا بحب المرتضاء ومن--- يرقى إلى المجد لايبغي المضلينا

يا ساقيا أمما يوم الرشاد غداً--- اعطف على سفط العشاق واروينا

يا ساقيا كأس خلد لايباح به--- إلا لمغترب عاش النوى دينا

فذاق من ولهٍ طعم الصبا ألماً--- يعالج النفس بالآهات تسكينا

يخاله المرء من وجدٍ ألمّ به--- من عصبة للهوى باتوا مجانينا

قد جن من حب طود لا يقاس به--- في العالمين نبي غير هادينا

إنا علقنا بسوح الغيب منعطفا---للشمس ينشرنا طورا ويطوينا

وراح في نغم العشاق يجمعنا---وجد الصبابة عشاقا لساقينا

فكيف ينكر من لولاه ما كملت---للحق آيٌ وما كانت موازينا

يا كعبة طافت الألباب حائرة--- تسعى لتسجد في أعتابها حينا

نالت لقربٍ من الأعتاب منزلة--- صارت لمجد العلا فيها سلاطينا

فأنقذت أمما من تيه مهزلة--- حيكت لتصبح أبوابا دكاكينا

*************************************************
يا مولد الفجر قد أرست مراسينا--- في قرب من إن عفو كانوا شياطينا

عشنا نردد مجداً في ظلام دجى---وهل سيسعد من رجواه تنينا

لم ندر ماذا جرى أو بات منحدرا--- في مربع الحيّ يالله ما فينا

إنا أناس أضعنا سر منهجنا--- فبات فينا الهوى يروي أمانينا

قسنا بدينك حتى قال قائلنا--- إن لم تجد فقياس الصحب يكفينا

وراح يعبد أربابا مقدسةً--- من الرجال عديد من مضلينا

لا نعرف الحق إلا عن سماسرة---باعوا الحقيقة زهادا وباكينا

كأنما الحق لا آي تبوح به--- ولا هداة له من آل ياسينا

إن القداسة في حقٍ وفي سور---لا في مقالة وعاظٍ ومغوينا

قد بات دينك يا خير الورى غرضا---للطامعين بغاةً أو مداجينا

*******************************************
يا مولد الفجر قد دامت ليالينا--- وجف دمع تجارى من مآقينا

بتنا نحدث عن مجد نصول به--- في مربع الوهم أبطالا ميامينا

في كل يوم لنا من دهرنا خطر--- يصارع النفس من حينٍ إلى حينا

نخادع النفس فيما كان منقصة---بأنه قد توالى من أعادينا

مشتتين كأن الجهل مسلكنا--- والنقد مطعمنا والتيه يروينا

أزرى بنا الدهر أم ضاعت لنا قيم---بكف طاغية قد بات يهدينا

فراح طيش الهوى والبغي يحكمنا---ونحن في دارنا بتنا مساكينا

**********************************************
يا مولد الفجر قد طاشت مرامينا--- وبات يحكم فينا من يعادينا

سالت على سفح الأعتاب أنفسنا---من بعد ما هجرت ما كان يؤوينا

مثل الجراد إذا ما طار طائرنا--- يحطّ بالصين طوراً أو بصفينا

لم ندر ماذا يحاك اليوم من شرر--- ندنوا إليه لجهلٍ أو يدانينا

عودي أيا أمة الهادي إلى رشد--- قد ضاع في وجه جهالٍ مصلينا

أو ضيعته أناشيد لمرتزق---في أعين الناس أسفارا براهينا

واستخلصي الدين من أيدٍ تعوث به--- ترعى المصالح لا ترعى الموازينا

قد فسرت لهوى ما كان من حكم--- تبغي الضلالة في حالٍ وماضينا

أضحت على مهج الأوطان تخلفنا---كواسرٌ للردى تهدي القرابينا

هم للأباعد رقٌ في مساكنهم--- وعند أهليهمُ باتوا سراحينا

إني تركت ديارا أصبحت وطنا--- للبؤس من بعد ما كانت تحيينا

تركت فيها الأيامى عند مقبرة---تحن باكية فقد المحبينا
*********************************************
يا مولد الفجر قد طابت قوافينا---في مدح خائنة كذبا تغنينا

تبدي مظاهر حسن في مضاجعها--- حتى إذا ما طربنا السمّ تسقينا

وإن تحدّر فوق الخد مدمعنا---راحت تشاطرنا دمعا لتغوينا

يا دمعة قد جرت من عين ماكرة---كفي عن الغدر قد جفت مراعينا

كفي أيا دمعة التمساح من دنس--- أباد من أمة الهادي ملايينا

كفي فما بات في داري ولا وطني--- نجمٌ يؤانسني من بعد أهلينا

كم قد سحقتي بنار الحقد من عمدٍ--- كانت محافله أمناً وتسكينا

كنا إذا ما قضينا الليل في سهرٍ---أنغام ودٍ له تطفي براكينا

كنا نعيش غرام الوجد في كنفٍ---رشت مقاعده عطرا رياحينا

كفي أيا نفس من عتبٍ على زمنٍ---أعلامه صحف في كفٍ هاوينا

يسعون من أجل أن ترضى جبابرة--- نحو الدنية ركبانا وماشينا

إن قال ذو الكرم المأمول قولته--- قالوا له قلت حقاً في نوادينا

وإن صغى لحديثٍ عندهم طربا---صاغوا له من عظيم القول تلحينا