الاثنين، 28 سبتمبر 2015

قصيدة في عيد الغدير

ذاك الغدير بخمٍ والحجيج به

نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني في عيد الغدير الأغر

……………………

أمِن لهيب الهوى في عتمة الظلمِ .. سهرتَ ليلكَ والآفاق كالضرمِ

فرحتَ تسعى لإخفاء الهوى ولهاً .. تسامر الأنجم العلياء في الغسم

تعيش عزلة عشاق على طلل .. تقادَم العهد منه فهو كالرمم

ظننت سرّكَ لا دمع يبوح به .. ولا يُدلّ على الأشجان بالسقم

فكيف تخفي عن العشاق ما نطقتْ .. به السماوات والأرضون في القدم

والحبّ نورٌ من الرحمن أورثه .. قلباً تسامى لوصلٍ فهو في القمم

وراحَ يطرب من أنغامه زُمر .. من الملائك صفاً غير مخترم

وكيف لا والجوى طيفٌ له نصبتْ .. معالم الحق فوق العرش كالعلم

كلا فإنيَ لا أخفي شجون هوى .. للنفس عن فتية تصبو إلى السلم

إني أبوح بما في النفس من طربٍ .. للوالهين ذوي الأفهام والحكم

ولست أنكر ما تروي العيون وما .. قد بات مُتضحا من شدة الألم

إني أعيش غراما لست أكتمه .. ولا أريد له عذرا لدى الأنم

وكيف يعتذر العشاق عن شجن .. والحبّ سلمُ ذي الأنغام والهمم

إني أعوذ بربّ الكون من شططٍ .. يدعو لستر الهوى خوفا من التهم

دعْ من يلوذ بأوهام ملفقة .. يموت غيظا من العشاق للعظم

محّضتُ حبيَ للأطياب من مضر .. آل الرسول ذوي الألباب والعصم

فرحْتُ أطرب من ذكرى الوصيّ ومَنْ .. هو الوليد ببيت الله ذي الحرم

إمُامنا القائد الهادي إلى قمم .. هي السلام بيوم الحشر والندم

وهو الشفيع بيوم الدين إنْ نسفتْ .. مظاهر الشرك والأوهام والوصم

دعا إلى الحق في جهد وفي عظم .. حتى توارى الدجى من سطوة الخُدُم

وراح يزحف نحو الكفر في زمر .. من التقاة بيوم الكرب والصوم

حتى أحال جيوش البغي في وضحٍ .. من النهار إلى تلٍ من الركم

فأشرق البيت بالآلاء مبتشرا .. بطلعة الوتر بعد الحق ذي النعم

وغرّد الطير في أوكاره فرحاً .. يكاد يفصح لولا لكْنة العجم

واستبشر الوالهون الغرّ من نبأ .. سِفر الوجود به قد تمّ للنسم

سرى بطيفٍ له فوق العروش علاً .. شمساً بجنب غدير خير معتصم

ذاك الغدير بخمٍّ والحجيج به .. كالسيل منحدراً من قمّة القمم

لولم يصب بسفوح الأرض ما انكدرتْ .. منه المعالم حتى صار كالفحم

فأوقف المصطفى سيل الحجيج ومَنْ .. قد جاز ناداه للتوديع والذمم

وأنزلَ الله بلغ ما أمرتَ به .. ولا تخف دَنسَ الأوغاد واللمم

فأنتَ في عاصمٍ فوق الدنا عظماً .. لايرتقي لعلاه الطيش بالغسم

فبات يصغي ذوي الألباب وانغمستْ .. عصابة البغي في تيهٍ من الصمم

كأنها من شقاق في بواطنها .. تساق للموت من إشراقة الحكم

لكنّ طه مضى فيما دعاه له .. ربّ العباد بعزم ثابت القدم

فقال يا قوم هلا قد أتيتُ لكمْ .. بكلّ خير من الرحمن ذي الكرم

وكنتُ خير نبيّ قاد أمته .. بصالح الأمر في الدارين للسلم

فمَنْ رآني لنهج الحق أسوته .. فذاك بعدي علىّ الطهر ذي الهمم

ومن رآني له موْلاً ومعتمدا .. فحيدر الغرّ بعدي مرشد القلم

فانصرْ أيا ربّ من كانت مودته .. فرضاً تلاه عظيم الآي للأنم

فليس من عجبٍ إنْ بات في طربٍ .. كلّ الوجود لذكرى خير معتصم

من خطه البارئ الرحمن في حجبٍ .. أنوار قدسٍ سرتْ من ساحة القدم

وخصّه بعظيم القرب فانحدرتْ .. منه المعالم كالأطياف للهرم

فاق الملائك قدساً في حضيرته .. وساد ما ساد بالعرفان والنظم

فكان للحق فرقانا يفصله .. وفي التجلي هو القرآن للفهم

نفس الحبيب بنصّ الآي منزلة .. فالحسن نورٌ تجلى غير منقسم

وهو الخليل لخير الخلق إن سمعتْ .. أُذن الأنام بلا وقر ولا صمم

وهو الذي كان للألباب قاطبة .. باب النبيين للعرفان والحكم

وهو الذي إن أتاه الصادقون غداً .. عادوا من الحوض بالتنسيم والسنم

لله ماذا أقول اليوم في عمدٍ .. هوالغمام لبحر الجود والكرم

لا يرتقي لعلاه الطير إن خفقتْ .. له الجناح لآفاق من العظم

وهو الإمام الذي لولا ولايته .. كان السلام خيالا في دجى الظلم

وهو الذي قد تجلى بعد مهبطه .. حتى يشرّف ركن البيت والحرم

فراح يفخر بيت الله مبتهجا .. بما تشرف من إطلالة الرحم

قد كان كلمة حقّ لا مثيل لها .. إلا ابْنُ آمنةٍ في قمّة القمم

أخطأت إنْ قلتُ ذاك الطود معجزة .. وهو الوسيط لأمر الله في القدم

صلى عليه مليك الكون في زمرٍ .. من الملائكِ في الإصباح والغسم

قد تمّم الله في يوم الغدير به .. مناهج الرّسْلِ من عرب ومن عجم

وهو الذي ورث الأمجاد قاطبة .. من آدم الغرّ حتى سيّد الأنم

إن جاء طه لتنزيل الكتاب .. يكون إلا بتأويلٍ من الفهم

العالمون بأمر الله أورثهمْ .. علم الكتاب وما في اللوح والقلم

سلْ عنه خيبر والأحزاب قاطبة .. وسلْ حنيناً وبدراً عن لظى الحمم

وسلْ فراشاً لطه عند هجرته .. من بات درعاً يقي المختار في الضرم

وسلْ كتاب الهدى فيما تلى صحفاً .. من صاحب العرش في حق السنا العلم

وسلْ أحاديث صدق كلها سور .. تروى بحقّ أمين الله ذي الشمم

وسلْ قلوبا لعشاق لهم سمر .. حتى الصباح بذكر الآي والعصم

قد جاز من رسل عزا ومن عظم … فلكون منه سلام غير مخترم

منزه عن بلوغ العقل منزلة .. فكيف يهبط في وادٍ لذي صمم

وهو الذي قوّم الإسلام حين أتى .. بالسيف يهدم عرش الكفر والدهم

وهو الذي تمّم الرحمن منهجه .. يوم الغدير به في واضح الكلم

لولاه ما أصبحت آياته سلماً .. حيث الولاية للتبيين والنظم

إن لم يكن كان دين الله في حجب .. من الظلام بطيّات من العدم

دعْ مَنْ يغالط نفساً سوّلتْ شبُها .. حتى رأى الليل صبحا من شقى اللمم

سرى بأنفاق وهْم ظنها قمما .. فراح ينسب صفو المزن للصنم

تعزية لأسرة آل مطوع

إنا لله و إنا إليه راجعون 
نعزي الأسرة الجليلة الكريمة أسرة آل المطوع آل عصفور و بالأخص (الأخ أبو أسامة و الأخ ابو اشرف) و بقية الأخوة الكرام بوفاة فقيد الأسرة وعميدها المرحوم المغفور له الحاج حسن, داعين الله تعالى أن يحشره مع النبي (ص) و آله الأطهار (ع) و أن يمن على أهله بالصبر و أن يكتب لهم الثواب الجزيل آمين رب العالمين.
محمد كاظم الخاقاني