السبت، 27 أبريل 2013

@ حتى إذا ما أتى يوم الغدير ضحىً

حتى إذا ما أتى يومُ الغدير ضحاً

نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

في ذكرى يوم الغدير لعام 1999

……………………

 فكم سرى الليل في ركب الهوى لضمي .. وسامَرتْ أنجم العلياء ذا سقمِ

وعانقتْ شهبٌ قلباً لذي شغفٍ .. فبات مصطحبا للبؤس والوصم

وكم روى الواله المشتاق من ألمٍ .. وجد الصبابة حتى صار كالرمم

أيرتوي من حديث الوجد ذو شجنٍ .. والقلب منه بسهم الناعسات رمي

عدّي جوابا لدى الرحمن إن سئلتْ .. ريم الفلا عن قتيل في ربى الأجم

ملكت نفسا فجودي بالوصال على .. من ظنّ جودا وصال الطرف للعصم

أفديك بالمال بل بالنفس يا حلماً .. طاف الخيال فأضحى غاية الهمم

يا ناعس الطرف لي يوم الحساب غداً .. عتْبٌ على من يداوي الجرح بالضرم

فلست من حبّ عذراء أتوب ولا .. أخاف من لهَب النيران والحمم

خادعْتُ نفسي إذا ما قلت عن غضبٍ .. إني أتوب عن الحسناء في الخيم

أحبّها حبّ من لا يبتغي عوضا .. ولا وصالا إذا جفتْ يدُ الكرم

يا لائمي لا تلمْ عبد الهوى أبدا .. فالقلب في شغل والسمع في صمم

دعني أهيم بوادي العاشقين ولا .. تعْتبْ عليّ فما في النور من ظلم

ما كان ذنبا هيام المرء في نغمٍ .. والحقّ حقاً بنى ذا الكون بالرحم

بالحبّ سارتْ سماوات الإله معاً .. وحقق الحقّ ما في الكون من عظم

فالحبّ خير سبيل خطّه قدرٌ .. لو أنصف العقل في رأي وفي كلم

لو كنتُ أعلم أنّ الحبّ منقصة .. ما كنتُ أطربُ من حسن لذي نغم

طربْتُ من طيفِ مَنْ أهواهُ مبتسما .. صبّاً أهبّ إلى العلياء والقمم

طربْتُ حتى رمتني الناس من طربي .. بالجهل والهزل والأوهام والحلم

وكيف لا تطرب الألبابُ من عظم .. لولاه ما تمّ نور الله في النظم

طربْت من ذكر خير الناس كلِهُمُ .. من بعد طه سميّ المجد والسيم

علِقتُ طيفا سرى من أنجم بدمي .. مددْت طرفاً له من ساحة القِدم

علقتُه فجرى ينمو بلا قدر .. والنفس في حُجُبٍ والفلك في عدم

حتى إذا ما أتى يومُ الغدير ضحاً .. تناغمتْ نبرات الوجد والشيم

يومٌ به تمّم الرحمن منهجه .. ونزّه الشرع من أوهام ذي الوصم

علِقتُ خير نجيٍ للأمين ومَنْ .. أرجوهُ في كرَب الأهوال والندم

سناءُه من سناء الحقّ طلعته .. وقوله قولُ طه سيّدُ الأنم

هامتْ إلى قِمَم العلياء أنفسنا .. وما اسْتكانتْ إلى دانٍ من الحشم

تسعى إلى كلّ مجدٍ في سماء علاً .. يهدي إلى الرشد تواقاً إلى الحكم

يا عصمةً لذوي الألباب منزلها .. عند الإله قريبُ العهد والعصم

ذاكَ الوصيّ الذي لولا ولايته .. لأصبح الدين جسماً غير ذي نسم

وصاحب الحوض في يوم الصراط غداً .. يسقي الهداة كؤوس الخلد والنعم

وقاسم النار والجنات إن جُمِعَتْ .. طرّ الخلائق من عُربٍ ومن عجم

فحيدرٌ ما له في الخلق من شبهٍ .. غير البشير حبيب الله ذي الهمم

فحيدر المرتضى نار على علمٍ .. يضيء كالشمس في الإصباح والغسم

إنْ عدّ أهل التقى كانت إمامته .. للمتقين سبيلا واضح السيم

نمّو إليه جميعا فهو قائدُهمْ .. إلى الجنان بعزم ثابتِ القدم

وإنّ عنديَ من وجد الفؤاد جوىً .. بثثته لأمين الله في الأمم

ذاك بْنَ طه سميّ المصطفى علماً .. للمكرمات حباه الله للقيم

يبْنَ البتولة ضاق الصدر من ألمٍ .. يحز بالنفس حز السيف بالعظم

يبْنَ البتولة إنّ الحقّ مهتضم .. والصالحون أسارى البغي والتهم

يبْنَ البتولة أرضُ الله قد مُلئتْ .. بالجور والظلم والعدوان والقتم

يبْنَ البتولةِ كم مِن ظالم نصبتْ .. له الأسنة في حلٍّ وفي حرم

وراح يضرب أركان الهدى قزمٌ .. يبغي الغواية في عربٍ وفي عجم

يبْنَ البتولةِ ضاع الحق في شبهٍ .. من الدعاة باسم الحق والقلم

يبْنَ البتولةِ ساد الناكثون ومَنْ .. للقاسطين بأيام الفخار نمي

يبْنَ البتولة قلّ الآمرون بما .. جاءت به الرسل من حسنٍ ومن شيم

يبْنَ البتولة كم من ناسكٍ لعبتْ .. به العتاة باسْم السِّلمِ والسَّلّم

يبْنَ البتولة طال الإنتظار فما .. عاد التصبّر يجدي في لظى الدهم

يبْنَ البتولة لا كهفٌ نلوذ به .. ولا عمادٌ ولاعهدٌ لذي ذِمم

يبْنَ البتولةِ قمْ واسعِفْ لنا أمما .. ضاعتْ بتيهٍ من الأوهام والسأم

يبْنَ البتولةِ إن جاوزتُ في قدري .. حدّ العتاب فذا عطبٌ من اللمم

أو كان شقشقة من جاهلٍ هدرتْ .. يضيق ذرعاً من الأقدار والنظم

لله تجري مقادير الأمور وما .. في الكون من شططٍ في نظرةِ الحكمِ

……………………………………………………………………

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق