الإمام المهدي المحاضرة رقم 10
العقل في مسألة المنقذ
1 : يحكم العقل أو يرشد أنه لابد من
خروج الأديان من مرحلة الإدعاء أو الفرضية للمثل أو المعجزات و سائر العلوم
المدعاة في الكتاب المجيد إلى مرحلة التطبيق بواسطة المنقذ البشري.
2 : لخروج البطون و الأبعاد السبع و
السبعين بعد دعوى كون القرآن تبيانا لكل شيء إلى مرحلة الواقع.
3 : لإقامة الحجة على الماضين و
الباقين إلى قيام يوم الدين.
4 : لإثبات أن الله تعالى إذا كان قد
خلق الواحد قد ضمن له من الحياة الكريمة بما يكفي الثلاث مما أودع في الأرض من
قابليات للحياة من الزرع و المعادن و غيرهما.
5 : لإثبات أن السبب الرئيس لتدهور
البشر كان رهين سوء إختيارهم و إلا فالمقتضي لإقامة الحق و العدل كان موجودا بسنن
الله تعالى التي جاءت
بها الأنبياء بمعنى تمامية اللطف الإلهي في جميع القرون على العباد و إن المانع
كان من قبل البشر.
فكرة الانتقام
فكرة الانتقام لا تجتمع مع مناهج
الأنبياء القائمة على العفو و الإحسان و الصفح فضلا عن العدل الذي لا يتناسب أن
يزر الإنسان وازرة وزر أخرى كما أشار الكتاب المجيد و سنن الله تعالى لا تبديل و
لا تغيير لها فهي ثابتة في جميع أيام الدنيا التي منها أيام الظهور و كون الشعار
أيام الظهور ( يا لثارات الحسين (ع) ) ليس معناه زرع روح الانتقام بل معناه قيام دولة الحق
على ما قام به الحسين (ع) من إقامة الحق بأزاء الباطل و أنها دولة الشيم و الكرامة
و الجهاد في سبيل الله تعالى لإنهاء دول الظلم و النفاق و الباطل.
فهي دولة أخذ بثأر الحسين الذي هو رمز
الشرف و الكرامة و الشمم من الظالمين و الماكرين , فراعنة الأرض إلا أن يتبرّوا و
يتركوا تعديهم أو تطّهر منهم الأرض كما و أن الجبر و القهر الديني لا يتناسب مع
دينٍ شعاره > لا إكراه في الدين[1][1] <.
و قد قلنا لا يكون الظهور إلا بعد ما
تختبر البشرية كافة السبل و المذاهب و تيأس من كل مدع يدعي الحق و الحرية وتلمس
الضياع في نفق الشهوات و تدرك عدم كونها غاية بعد ما تعيش إشباع الرغبات حتى إذا
ظهر داعية الحق لا تقول أمة من الأمم لو حكمنا لعدلنا.
عندها تلبّي البشرية ببواطن القلوب
نداء الحق و العدل و العلم و يكون الضامن لإقامة دولة العدل هي نفوس البشرية
بسوادها الأعظم و إن لزم بحكم العقل أن تزول السدود أمام دولة الحق كما أزالها
تعالى عند دولة كل نبي من أنبياء أولي العزم لتضرب مناهج الإنسانية أركانها على
وجه الأرض .
و أما في الحقوق الخاصة الفردية فلا
داعي للانتقام فيها فإن ولي الدم هو أولى بها عفوا أو دية أو قصاصا و إن كانت
الدولة الإسلامية تبعا لسنن الأنبياء تدعوا الناس و ترغبهم لإحياء حياة العفو و
الصفح.
شبه و ردود
و أما ما راح يردده بعض المتفلسفين من
المنتسبين إلى الثقافة من أن إدعاء المهدوية في بعض العصور دليل على بطلان
الاعتقاد بالمهدي و المنقذ البشري.
فأول دليل على رد هذه الشبه أنها شبهة
في مقابل النص و هو ما عليه المسلمون سنة و شيعة تبعا للنصوص الواردة من أنه لابد
من مجيء منقذ بشري و لو بقي يوم واحد من أيام الدنيا لأطال الله تعالى ذلك اليوم
كما عن النبي (ص) .
و ثانيا إن دل هذا فهو يدل على
الأحقاد التي قد تدفع إلى الإنكار عند العناد و لو لمسلّمات الشريعة أو يحكي مدى
مبلغ علم صاحبها و أنه صفر الدين من فهم الكتاب المجيد و أحاديث السنة النبوية .
و ثالثا قد أجاب عن هذه الشبهة بعض
الأعلام بأن دعوة المهدوية في عصور مختلفة لا يكون دليلا على بطلان مسألة المهدي
بل هو دليل على الصحة لأن المدعي لا يدعي أمرا مشكوكا أو متنازعا فيه بل يحاول
دائما أن يتشبث بما هو من المسلّمات كما حاول الكثير إدعاء الربوبية أو النبوة أو
الإمامة.
الإمامة للأفضل
قد ورد أن عيسى عليه السلام باتفاق
المسلمين إلا من جعل العناد شعارا لحياته يصلّي خلف المهدي فيكون المهدي أعلى منه
مكانة لأن الإمامة للأفضل دون المفضول و المهدي عصارة غاية بعثة الأنبياء صاحب
الولاية المطلقة لبيان رسالات السماء و بسطها على وجه الأرض فلا معجز أو أمر حكاه
الكتاب المجيد إلا و هو آت به و بما جاء به الأنبياء إثباتا لكل دعوى وردت في
رسالات السماء.
علما ء السو ء
عاشت الأمة تقديس الرجال بدلا من
تقديس الرجال بالشرع وراحت تريد سحب الشريعة وراء خطى الرجال و النساء و لو نبحتهن
كلاب الحوئب ببذل قصارى الجهد و لو كلف الأمر من التأويل و التفسير ما تنسف به
الشريعة ناسية قول رسول الله (ص) : }إعرفوا الحق تعرفوا أهله[.
و قد قال تعالى في حق علماء السوء
الذين لا تخلوا منهم أمة أو مذهب >و أتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا
فانسخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين<[2][2] و قال تعالى>و لو شئنا لرفعناه بها و لكنه أخلد إلى الأرض و اتبع
هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا
بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتذكرون <[3][3], و المشار
إليه في هذه الآية الشريفة هو أحد أعلام بني إسرائيل و هو بلعم باعورة ليكون عبرة
و تحذيرا للأمة من علماء السوء الذين لا يخلو منهم مذهب و لا دين.
و قال
تعالى:[ مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل
القوم الذين كذبوا بآيات الله ... < [4][4]يقص علينا
القرآن المجيد قصة من قصص بني إسرائيل ليجعل موازين القسط حكما تقام بها الحجج على
الأمة و ذلك بأن العلم وحده لا يكفي لمسيرة الحق و الكمال كما ظن ذلك الكثير من
أتباع الأديان الإلهية بالنسبة إلى علمائهم يهود كانوا أو نصارى أو مسلمين سنة أو
شيعة و عليه فلابد من إحراز قيود و شروط أخرى وراء العلم بعد كون هذه الأمة أيضا
تتبع من كان قبلها من الأمم و أنه تقع فيما وقعت فيه اليهود و النصارى من تقديس
الرجال بعيدا عن معارف الشرع .
و من كتاب
كمال الدين و تمام النعمة (للشيخ الصدوق)
ص16 الخليفة قبل الخلقة قال تعالى: >و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة < البقرة 3 – بدأ بالخليفة قبل الخليقة , فمن
زعم أن الدنيا تخلو ساعة من إمام لزمه أن يصحح مذهب البراهمة في إبطال الرسالات و
لا يكون خليفة العدل الحكيم إلا معصوما .
و قال تعالى : >وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم و ليبدلنهم من
بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا<[5][5] .
و قال الشيخ ص 28: و لقد كلمني رجل
بمدينة السلام (بغداد) فقال لي إن الغيبة قد طالت و الحيرة قد إشتدت و قد رجع كثير
عن القول بالإمامة لطول الأمد فكيف هذا ؟
فقلت له : إن سنة الأولين في هذه
الأمة جارية حذو النعل بالنعل كما روي عن رسول الله (ص) في غير خبر و
أن موسى (ع) ذهب إلى
ميقات ربه على أن يرجع إلى قومه بعد ثلاثين ليلة فأتمها الله عزوجل بعشرة , فتم
ميقات ربه أربعين ليلة و لتأخره عنهم فصل عشرة أيام على ما واعدهم استطالوا المدة
القصيرة و قست قلوبهم و فسقوا عن أمر ربهم و عن أمر موسى (ع) و عصوا
خليفته و إستضعفوه و كادوا يقتلونه و عبدوا عجلا جسدا له خوار من دون الله عزوجل و قال لهم
السامري : هذا الهكم و إله موسى و كان هارون يعظهم و ينهاهم عن عبادة العجل و
يقول: > يا قوم إنما فتنتم به و إن ربكم
الرحمن فاتبعوني و أطيعوا أمري , قالوا : لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى
, و لما رجع موسى الى قومه غضبان أسفا قال : بئس ما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر
ربكم و ألقى الألواح و أخذ برأس أخيه يجره <.
فليس بعجيب
أن يستطيل الجهال من هذه الأمة غيبة صاحب زماننا و يرجع كثير منهم عما كانوا دخلوا
فيه بغير أصل و بصيرة .
و قال ص37
: إن الرسل الذين تقدموا قبل عصر نبينا (ص) كان أوصيائهم أنبياء فوصي آدم كان شيث
إبنه و وصي نوح كان سام إبنه و وصي ابراهيم كان إسماعيل إبنه و وصي موسى كان يوشع
بن نون و وصي عيسى كان شمعون الصفا و وصي داود كان سليمان إبنه .
أقول : فيا
عجبا لمحمد سيد الكائنات (ص) لِمَ خرق سنن الأنبياء و منهج الحق تعالى في أمته تاركا
إياهم يتصارعون فيما بينهم سلطانه كما يزعمون غير متحسس لعظيم المسؤولية بالنسبة
إلى الرسالة حفظا من الشطط و النزاع و ضياع العدل و هي الرسالة الخاتمية على الرغم
من عظيم المسؤولية التي أحس بها الخليفة الأول من بعده و كذا الثاني إلى نهاية عهد
الخلافة الإسلامية و يحس بها إلى قيام يوم الدين كل ذي مسؤولية .
هكذا يا إلهي و سيدي و مولاي و ربي
نسب القوم إلى حبيبك محمد (ص) نبي الرحمة و الكمال الذي شيّبته آية في سورة هود و هي >إستقم كما أمرت<[6][6] و الذي أنقض
ظهره ثقل الرسالة ناسيا هؤلاء المنكرين وصاية رسول الله (ص) لتعيين أمر
الرسالة لعلي عليه السلام و هم يروون أنه ِ(ص) قال : لزعيم بني عامر حينما اشترط
الدخول في الإسلام أن يرجع إليه الأمر أن الأمر لله يضعه حيث يشاء .
فأمر الخلافة مشيئة إلهية و ليس تراثا
يتنازعه المهاجرون و الأنصار للتسلق إلى الكراسي , لكنها سنة الله عزوجل في الأمم لا
مفر منها حيث يشير إليها الحبيب محمد (ص) لتتبعن سنن من كان قبلكم ... .
و قد ورد
عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : } إن الله
عزوجل إختار من الأيام الجمعة و من الشهور شهر رمضان و من الليالي ليلة القدر و
إختارني على جميع الانبياء و اختار مني عليا و فضله على جميع الأوصياء و إختار من
علي الحسن و الحسين و إختار من الحسين الأوصياء من ولده ينفون عن التنزيل تحريف الغالين
و إنتحال المبطلين و تأويل المظلين تاسعهم قائمهم و هو ظاهرهم و هو باطنهم [ .
المسيح الدجال
قال الأعلام : إن الدجال فعال من
الدجل و التغطية و الخلط و اللبس و الخداع و سمي دجالا لأنه يغطي الحق بباطله و
يسمى أيضا المسيح الدجال و مسيح الضلالة في مقابل مسيح الحق عيسى (ع) كما سماه
النبي (ص) ، أي سيحا في
الأرض لإحقاق الحق و سيحا في الأرض لتحقيق الباطل .
قال إبن
الأثير : سمي الدجال مسيحا لأن عينه الواحدة ممسوحة و المسيح هو الذي أحد شقي وجهه
ممسوحا لا عين له و لا حاجب و الدجل الكذب .
و أما عيسى فيسمى بالمسيح إما لأنه يسيح في الأرض أو
لأنه كان يمسح ذوي العاهات بيده فيبرئهم الله عزوجل .
و فتنة الدجال تقع في آخر الزمان و هي
أعظم الفتن التي تمر على البشرية ، فهو منبع الكفر و الضلال و ينبوع الفتن و قد
أنذرت به و حذرت منه الأنبياء أقوامها و حذّر منه النبي (ص) أمته .
و قد قال رسول الله (ص) :} إن بين يدي
الساعة ثلاثين دجالا كذابا ، رواه أحمد في مسنده[ .
أقول المنقلبون على الأعقاب و
الغافلون عن منهج الحق و من سلكوا مسالك الباطل لا يحتاجون إلى دجال ليخرجهم عن
منهج الحق لأنه تحصيل حاصل و إن كان الباطل له أبعاد كثيرة .
فالمفهوم بحسب ما يترآى من تحذير
الأنبياء و بالأخص الرسول (ص) من فتنة الدجال إنما هو تحذير المؤمنين خوفا من إنزلاقهم
في الباطل .
و قد قيل : إن الدجال يخرج من إقليم إصفهان أو من أرض
بالمشرق يقال لها خراسان من قرية يقال لها إصفهان و العلم عند الله عزوجل .
و عليه فمن اللازم على المؤمنين الحذر كل الحذر ممن
يتظاهرون بمظاهر القديسين و الزهاد الناسكين فإن في أعتابهم مزالق الأقدام .
بقاء الدجال
مع الشك ببقاء المهدي (عج)
عن فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس
أنها سمعت منادي رسول الله (ص) ينادي : الصلاة جامعة ، فخرجت إلى المسجد ، قالت : فصليت
مع رسول الله (ص) فكنت في صف
النساء ، فلما قضى رسول الله (ص) جلس على المنبر و هو يضحك فقال : ليلزم كل إنسان مصلاه
ثم قال : أتدرون لم جمعتكم ؟ قالوا الله و رسوله أعلم ، قال : جمعتكم لأن تميما
الداري كان رجلا نصرانيا فجاء و بايع و أسلم و حدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم
عن المسيح الدجال ، حدثني أنه ركب سفينة بحرية مع ثلاثين رجل من لحم و جذام ، فلعب
بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفؤوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في
أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فوجدوا فيها ديرا فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا
و أشد وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويحك من
أنت ؟ قال : أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن
نخلها هل يثمر ؟ قلنا له : نعم قال: يوشك أن لا يثمر ، قال : أخبروني عن بحيرة
طبرية ؟ قلنا عن أي شأنها تستخبر؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا ؟ هي كثيرة الماء ،
قال : أما أن ماءها يوشك أن يذهب ، قال أخبروني عن عين زُعر ، قالوا : عن أي شأنها
تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ؟ و هل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هي
كثيرة الماء و أهلها يزرعون من ماءها ، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟
قالوا : قد خرج من مكة و نزل يثرب ، قال : أقاتله العرب ؟ قلنا نعم ، قال : كيف
صنع به ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب و أطاعوه ، قال لهم : قد كان
ذلك ؟ قلنا : نعم . قال: أما إذا ذاك خير لهم أن يطيعوه .
وإني مخبركم عني إني أنا المسيح و إني
أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأسير في الارض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة
غير مكة و طيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما
إستقبلني ملك بيده السيف .
أقول : يا لله و بصيرة العناد التي قد
توصل الإنسان إلى التصديق بوجود الدجال في مثل هذه البحيرة و بقائه القرون من قبل
زمن الرسول (ص) إلى عصر
الظهور بقصص سمعنا الكثير من أمثالها بنسيج الوهم والخيال من العجائز حينما كنا
أطفالا .
أجل هو تصديق لإمراة لم يقم حتى على
ما يمكن أن يكون مستندا روائيا تدعى هالة من أمور غير مترابطة حتى في صياغة
المعاني و الكلمات وهو يتردد في بقاء منقذ البشرية من آل محمد (ص) .
إنتظار الفرج
ورد أفضل الأعمال إنتظار الفرج أي تهيئة النفس للظهور و
عدم اليأس من رحمة الله تعالى و تقوية النفس أملا بقيام حكم الله عزوجل في الأرض .
و قد قال الإمام علي (ع) :} اللهم بلى لا تخلوا الأرض من قائم لله
بحجة إما ظاهرا مشهورا و إما خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله و بيناته[ .
و فائدة وجوده عند غيبته كفائدة الشمس إذا حجبتها الغيوم
و لو لا الحجة لساخت الأرض بأهلها .
الولادة
قد قال (ص) :} لن تنقضي
الأيام و الليالي حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطيء إسمه إسمي و كنيته كنيتي
يملأ الأرض قسطا و عدلا بعدما ملئت ظلما و جورا [و قد كانت
ولادته عجل الله تعالى فرجه الشريف سنة 255 في سامراء 15 شعبان و إسمه محمد و أبوه
الإمام الحسن العسكري و أمه نرجس أو مليكة تنسب إلى شمعون وصي عيسى (ع) و كنيته أبو
القاسم و من ألقابه القائم و المهدي و المنتظر و صاحب الزمان و الحجة و صاحب الأمر
و صفته ناصع اللون واضح الجبين أبلج الحاجب مسنون الخد أقنى الأنف أشم أروع بخده
الأيمن خال و قد إستمرت غيبته الصغرى 69سنة و قيل 70 و قيل 74.
و نقش خاتمه : أنا الحجة و محل ظهوره
مكة المكرمة و عاصمته الكوفة و خلّص أصحابه 313 و هم أصحاب الرايات و الألوية و
نخبة أنصاره الأوائل عشرة آلاف و علائم الظهور الكثير منها حتمي الوقوع و منها ما
قد يكون مشمولا ليثبت الله و يمحو و عنده أم الكتاب و ظهوره أمر محتوم شاء أعداء
آل محمد (ص) و الكفار و
المشركون أم أبو ذلك و ذلك باتفاق المسلمين سنة وشيعة .
و قد قال الشيخ محيي الدين بن العربي في الفتوحات المكية
: إعلموا أنه لابد من خروج المهدي لكن لا يخرج حتى تملىء الأرض جورا و ظلما
فيملئها قسطا و عدلا و هو من عترة رسول الله (ص) و من ولد فاطمة (عليها السلام) جده الحسين بن علي بن أبي طالب و والده الإمام الحسن
العسكري بن الإمام علي النقي بن الإمام محمد التقي بن الإمام علي الرضا بن الإمام
موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين
بن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب يواطيء إسمه إسم رسول الله (ص) يشبهه في
الخَلق و ينزل عنه في الخُلُق إذ لا يكون أحد مثل رسول الله (ص) ، أسعد الناس
به أهل الكوفة ، يقّسم المال بالسوية و يعدل في الرعية.
و قال:
إذا
دار الزمـــان على حــروف بـبسم الله فالمهــدي قـاما
و
يخرج بالحطيم عقيب صوم ألا فقرأه من عندي السلاما
و قد ورد في الأحاديث أيضا عن النبي (ص) :}
إن الحجة من
ولدي إسمه إسمي كنيته كنيتي و شمائله شمائلي و سنته سنتي يقيم الناس على ملتي و
شريعتي من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني و من أنكره في غيبته فقد أنكرني و
من كذبه فقد كذبني ومن صدقه فقد صدقني[ ثم قال (ص) : } إلى الله
أشكو المكذبين لي في أمره و الجاحدين لي في شأنه و المضلين لأمتي عن طريقته و
سيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون [.
و قد ورد عن النبي (ص) في حديث طويل
في مسألة المعراج يقول فيه تعالى : } و بالقائم
منكم (أهل البيت) أعمر أرضي بتسبيحي و تقديسي و تهليلي و به أطهر الأرض من أعدائي
و أورثها أوليائي و به أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى و كلمتي هي العليا[
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق