الخميس، 25 أبريل 2013

@ الإمام المهدي المنتظر المحاضرة رقم 1



المحاضرة الأولى
بيان إجمالي لكافة المطالب

إمام العصر و الزمان ,خليفة الرحمن , خاتم الولاية المطلقة المحمدية صلى الله عليه وآله وقد ورد في المأثور }و نوّر أبصار قلوبنا بضياء النظر إليك ، حتى يحرق أبصار القلوب حجب النور فيصل إلى معدن العظمة ، فتصير أرواحنا متعلقة بعز قدسك{ فمن بلغ إدراك حقائق الأمور شاهد مراتب الولاية بمنظار القلوب في حجب النور. فمن جملة أهم البحوث العقائدية مسألة المهدي (عج) و هذه المسألة قد يبحث عنها من نواح شتى ، حيث أنه ربما راح لينظر إليها الناظر متسائلاً :هل هي مسألة شيعية مختصة بالمسلك و المذهب الإمامي؟ أو هي مسألة إسلامية أو هي مسألة بشرية عامة ، هذا هو البحث الأول فيها .
و البحث الثاني الذي يمكن أن يتطرق إليه الإنسان هو مسألة طول العمر من أنه هل من الممكن أو المعقول ما تقول به الشيعة من بقاء إنسان ما قد يستمر في الحياة آلاف السنين؟
والبحث الثالث :الذي يمكن أن يتطرق إليه الإنسان في المقام هو أنه قد يقال : إن البشرية منذ خلق الله آدم عليه السلام إلى الخاتم صلى الله عليه و آله إلى الأئمة المعصومين بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله مرت بعظماء كثيرين و يقينا ما مرت البشرية و لن تمر بمثل رسول الله (ص) من الأولين و الآخرين ، سيد الكائنات طرا و هو إمام الأئمة ، سيد الأنبياء ، المعلم لكافة الممكنات في عالم الإمكان من الجن و الإنس بل حتى الملائكة الكرام و ذلك لأنه إذا كان آدم عليه السلام علّمالملائكة الأسماء كلها فرسول الله أولى بأن يكون معلما لكافة الخلائق و عندها فيقال: إذا كانت البشرية مرت بمثل رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلامكيف يعقل أن يقول قائل أن الشريعة ما طبقت و ما شرحت جميع بطونها في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وستطبق في عصر و حكومة المهدي(عج)؟ فهل يعقل أن لا تطبق الشريعة على يد سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله و تطبق على يد المهدي (عج) ؟ وكيف يمكن أن تطبق البشرية قانون العدل و هي قد خالفت سيد الكائنات و خالفت نفس الرسول صلى الله عليه وآلهو هو علي عليه السلام وعانى منها ما عانى من نفاق و من رياء و أذى ؟ فكيف يكون من المعقول تصور تطبيق الشريعة بأبعادها العلمية و بطونها السبع و السبعين و حكومتها الإسلامية على أيدي المهدي المنتظر(عج) ؟و هي لم تشرح ببطونها و لم تطبق بنظامها بنحو التمام على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.
والبحث الرابع : أنه إذا كانت الشريعة سوف تطبق على أيدي منقذ البشرية فهل تطبق بقهر و هيمنة ربانية ؟ أو تطبق بواسطة سلطان إلهي يسلب الناس إختيارهم حتى تستسلم البشرية قهراً إلى المهدي الموعود أو تنقاد إليه ملتجئة ؟أو تطبق بواسطة سلطان سليماني على وجه الأرض ؟ أو تطبق بواسطة إظهار الجنان و النيران أوبواسطة إظهار الملائكة و آيات الله الكبرى حتى لا يبقى متردد يتردد و لا يبقى مفّر لإنسان يتمكن بواسطته أن يفر من الحق؟
هناك محتملات نذكرها في المقام إن شاء الله و على كل إنسان بعقله ومعاشرته للشريعة و السنن الإلهية التي أجراها الله تعالىعلى وجه الأرض مع كون الدنيا دار اختبار و اختيار أن ينظر في هذه المحتملات ليرى أياً منها هي أقرب إلى الواقع و الصواب و العلم عند الله عزوجل
فنقول أولا: مرت البشرية بقادة مختلفين و بمسالك مختلفة دينية و غير دينية فاليهودية مثلاً تدّعي أن الحق في جانبها و النصرانية تدعي ذلك أيضاً و إن كان الموحدون طرا بداية بآدم عليه السلام ونهاية برسول الله صلى الله عليه وآله وكافة الأوصياء و الأولياء ما دعوا إلا إلى شريعة واحدة هي الإسلام ، فللموحدين مسلكهم و منهجهم و ما دعوا إليه من الحق كما و أن هناك في مقابل الموحدين مسالك كثيرة للطبيعيين و العلمانيين و غيرهم و ما يدّعون من الحرية و الإخاء و القيم الإنسانية .
فإذاً قد جائت البشرية على إختلاف مسالكها ليدعي كل صاحب مسلك و دين أنه صاحب الحق الفريد و أنه الذي يريد تطبيق العدل على وجه الأرض حتى وصلنا في هذه العصور المتأخرة بما تحمل من العلم و التقنية لنسمع دعاة العصر بصياغة جديدة ما تدعيه من الحرية و الديمقراطية و الدفاع حتى عن حقوق الحيوانات فضلا عن الحق الإنساني .
فنتسائل عندها : أين الحق المتنازع فيه ؟و من هوالصادق و من هو الكاذب و من هو المصيب و من هو المخطئ في دعواه كما و أنه لقائل أن يقول ما إدعته الإديان على إختلاف مسالكها وكذا ما إدعاه رسول الله (ص)لعله كان فرضية و إحتمالا عقليا لأنه لم يطبّق و لم تشرح بطونه بعد ,فهلا يمكن أن تكون هذه الدعوة أيضا كأخواتها فرضية لا مصداقية لها في الخارج ؟ أو لابد لها يوما من الأيام من مصداقية لكي تخرج الأديان من الفرضية والمثالية و الإدعاء إلى مرحلة التطبيق و العمل ؟
فنقول إن الله تعالىأبى أن يبقي الشرائع فرضا و تقديرا بل لابد أن تخرج الشرائع بواسطة منقذ بشري يخرج البشرية من ظلماتهاو دمارها و شتاتها بواسطة العدل الواقعي الإلهي البعيد عن النزعات و الشهوات و المصالح الشخصية.
فإذن الغاية من بعثة الأنبياء أن يقوم الناس بالقسط و العدل و ما لم تتحقق هذه الحقيقة بتطبيق قانون العدل تطبيقا عاما على كافة أرجاء الأرض ستبقى الشريعة كبقية المذاهب فرضاً و تقديرا و عليه فلابد أن يخرج الله تعالىالدين من مرحلة الفرضية و المثالية التي بدأت بآدم عليه السلامو إنتهت بالخاتم صلى الله عليه وآله ولمتحكم الأرض حكما عاما بمنقذ بشري حتى تقام الحجة كما ورد في الأدلة } أشهد أنك الحجة على الماضين أو الحجة على من مضى و من بقى {
فكيف يكون (عج) حجة على الماضين؟
نقول: الله تعالىلابد أن يخرج الشرائع من الفرض و التقدير في كافة مراحلها العلمية و العملية إلى مرحلة التطبيق و العمل, فإذا خرجت الشريعة بواسطة المنقذ من الفرض و التقدير و طبقت على وجه الأرض و أخرجت الأرض بركاتها و كنوزها و ما تحمل من الخيرات و النعم و عاشت البشرية عدلا حقيقيا فإنه بذلك تقام الحجة على الماضين و على الباقين من البشر بأن الله تعالى لطفا بحال العباد ما كان من جانبه قد حققه بيوم خلق البشرية يوم خلق آدم عليه السلامحيث أنه تعالى لم يجعله إنسانا عاديا بل بدء البشرية بنبي و شريعة وأنهى الأمر بسيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله.
حتى لا تبقى لأحد حجة و لا كلمة يمكن أن تقال بأنه يا إلهي و سيدي و مولاي إن الشرائع كانت مثالية و فرضية معنوية لم تثبت مصداقيتها في الخارج ,فإنه إذا خرج المنقذ و طبق الشريعة تطبيقا حقيقيا سد الأبواب على كل متكلم و أثبت أن الشرائع ما كانت فرضا و تقديرا و مثالية خيالية و وهما من الأوهام ,ليثبت بذلك أن المانع كان من قبل المجتمع البشري و أن الناس ما كانوا على صراط مستقيم و أنهم ما كانوا يريدون الهداية و الحقيقة و الحق و أنهم لمّا عبدوا الهوى و تشتتت بهم الأهواء و الأغراض و المصالح جنوا على أنفسهم و توصلوا إلى ما ساروا إليه من الغايات حيث الدمار و الشتات.
فإذاً لابد و أن تخرج الشرائع بواسطة منقذ بشري من مرحلة الفرضية إلى مرحلة التطبيق في كافة أنحائها علما و عملا حتى يكون حجة على الماضين و الباقين من البشر, بأن الله عزوجل قد تمم في حق البشرية منذ أن خلق آدم عليه السلاملطفه و هدايته بالأنبياء و العقل و بكل ما يمكن أن يأخذ بالبشرية إلى الكمال و لكن المانع كان من قبل الناس و أنهم لما إنحرفوا عن الطريق حصدوا و جنوا ما إكتسبته أيديهم.
هذا أمر مسلم بحكم العقل و دلت عليه الأدلة و الآيات وعليه فنقول إن مسألة المنقذ هل هي مسألة شيعية تفرّد بها الشيعة في المقام أم هي مسألة إسلامية ، فهناك الروايات الكثيرة حتى قال البعض أنها تجاوزت ثلاثة آلاف حديث كلها متفقة على أنه لابد من منقذ و هو من آل محمد صلى الله عليه وآله يخرج البشرية من دمارها و ظلماتها إلى العدل و القسط .
نعم إختلفت ألسنة الأحاديث فبعض الأحاديث تقول بنحو مطلق أنه من آل محمد صلى الله عليه وآله وبعضها تقول من ذرية فاطمة عليها السلام وبعضها تقول أنه من ذرية فاطمة و علي عليهما السلام وبعضها تقول أنه من ذرية الحسين عليه السلام أو من ذرية علي بن الحسين عليه السلام أو....
فنقول إن المسألة من جهة أصل الموضوع من أنه لابد من منقذ من آل محمد صلى الله عليه وآله ليس بيننا و بين القوم من خلاف و أي خلاف يمكن أن يقال في المقام و قد دلت الكتب من العامة فضلا عن الخاصة جميعا على أن المنقذ من آل محمد صلى الله عليه وآله و إن فرض هناك خلاف بيننا و بين القوم ففي مسألة واحدة و هي أهو مولود أو سيولد؟
هذا هو غاية ما يمكن أن يدّعى من الخلاف بيننا و بين أبناء العامة و الجماعة و إلا فليس هناك من خلاف في أصل المنقذ و أنه من آل محمد صلى الله عليه وآله من الواضح أنه يعد الخبر متواترا يقينيا إذا دل عليه ثلاثون أو أربعون حديثا فكيف بأمر قد دلت عليه مئات الأحاديث بل آلافها من العامة و الخاصة حتى قال إبن حجر و قال الكثير من أبناء السنة و الجماعة أن المنكر للمهدي كافر خارج من دين الإسلام لأنه يكون منكرا لضرورة و من أنكر ضرورة من ضروريات الدين الإسلامي يكون كافرا.
فالقائل بإنكار المهدي و المنقذ من آل محمد صلى الله عليه وآله بإتفاق المسلمين كافر خارج عن دين الإسلام و ليست مسألة إختصصنا بها أو إبتدعناها في المقام إلا أن يكون المنكر لها جاهلا مستضعفاً لم يقرأ كتب المسلمين و أحاديثهم من العامة و الخاصة.
فمسألة المنقذ قبل أن تكون إسلامية هي مسألة بشرية إتفقت عليها الآراء حتى من البوذيين و الزرادشة و كافة الأديان و المذاهب من أنه لابد من منقذ بشري يخرج البشرية من دمارها لتصل إلى الغاية التي خلقت من أجلها و هي الكمال و العدل و إن حاول البعض أن يتهم الشيعة قائلا : بأن كل مضطهد وعاجز يحاول أن يخلق لنفسه ما يرضيها و يسكّن من روعها ببعض المهدءات كمنقذ يخرجها من إضطهادها و حرمانها و بؤسها,لكن إتفاق المذاهب عليها حتى من اليهود و النصارى و العامة و حكم العقل بأنها غاية بعثة الأنبياء ينفي عنها مثل هذه المحاولات الناشئة من الأحقاد أو الجهل بالمصادر و قد ورد بإتفاق الجميع أنه قال رسول اللهصلى الله عليه وآله : لو لم يبق من أيام الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله تعالى رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا و عدلا من بعد ما ملئت ظلما و جورا { .

إمامة الصبي

الشبهة الثانية التي أوردها القوم علينا : أنكم تدعون إمامة و زعامة لصبي كان في الخامسة من عمره و كيف يمكن أن يدعي إنسان عاقل إمامة و زعامة لإنسان يكون صبيا و كأن القوم ما قرؤوا كتاب الله المجيد حيث يقول { يا يحيى خذ الكتاب بقوة و آتيناه الحكم صبيا} و كأنهم ما قرؤوا القران الكريم حينما تكلم عن عيسى عليه السلام : فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا<[1][1] ، فإن كانت هذه من الممتنعات أو كانت هذه من الأمور التي لا تعقل و تدعو إلى السخرية فالإشكال أولا و بالذات يجب أن يتوجه على القرآن المجيد و ليس على أتباع آل محمد صلى الله عليه وآله أتباع الكتاب و السنة حقا و لكن ماذا نصنع مع سنن الأحقاد الناشئة من سنن الجاهلية فالإعراض عنهم أجدر بالعقل و الدين حيث الإصرار على الباطل بعد تمامية الآيات و الروايات المتفق عليها بين الفريقين و نحن نعيش القرن الخامس عشر الهجري و هم لا يزالون يصرون على العناد و قد نصحت الكثير من إخواني المؤمنين أن يبتعدوا عن قادة اللجاج و العناد و لا اقصد بذلك أبناء المذاهب الإسلامية بل المكفرة الذين أخذوا من ربهم الصكوك على أنهم على نهج السلف الصلاح الذي هو نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وأن بقية المسلمين كفرة و أهل بدع و ضلال لأنهم مستعدون أن يناقشوا اللهتعالى و رسوله في آياته و سننه و يثبتون الخطأ في حقهما سعيا وراء تقديس الرجال بدلا من تقديس موازين الشرع القويم .


ما هي ثمرة الغيبة ؟

لعل قائلا يقول ما هي الثمرة من وجود إمام غائب لا يستفاد منه ؟ فإن أردنا أن نبحث عنها بحثا عرفانيا لكان للبحث مجال واسع حيث تقول الروايات }لو لا الحجة لساخت الأرض بأهلها{و الولاية إسم إلهي لابد له من ظهور لأن الله تعالى هو الولي الحميد, فإذن و جود الحجة على مسلك الشيعة بل و على مسالك العرفاء ضرورة من ضرورات الأرض و بدون الحجة لا يمكن أن تبقى الأرض لأنه قوام عدلها و إعتدالها سواءً كانت الولاية و الحجة خاصة أو مطلقة لها تمام مظاهر الأسماء الحسنى لكن لقائل أن يقول: إن وجود حجة مستورا لا ظاهرا ما هي الثمرة من وجوده ؟
أضرب مثالا أولا ثم أتي إلى محل البحث فأقول:نحن لا نتردد أن الكتاب المجيد هو تبيان لكل شيء و العبارة مطلقة لا يمكن أن نخصصها بحكم كصلاة أو صوم ، وإذا كان القران المجيد تبيانا لكل شيء و بيانا لكل الحقائق و الأسباب و العلل و المصالح و المفاسد و أنه الكتاب الذي جاء ليوصل البشرية إلى كمالها المطلوب و قد تجاوز الإنسان الكامل الملائكة المقربين بعروجه حينما سار سبل الحق و منهج الكتاب المجيد .
فنقول عندها فهلا من حقنا أن نتسائل من أنفسنا ماذا فهمنا من هذا الكتاب الذي هو تبيان لكل شيء و الذي به تجاوز الإنسان الكامل مقام الملائكة العظام فسجدت له و لم يسجد لهاو رسول الله أحق بهذا المقام من آدم عليه السلامو في هذا الكتاب من الأسرار والمعاني والحكم وهي لم تنكشف لحد اليوم و قد مرت البشرية منذ نزل هذا الكتاب المجيد إلى يومنا هذا بمتاهات و خلط بين الحق و الباطل و ها هي تتنازع في حقانية علي و معاوية .
فالأمة التي تعيش هذا الحضيض يقينا لم تعرف من مفردات الكتاب المجيد حرفين ، الأمة التي تخلط بين الظلمة و النور و صراحة الحق و الباطل ليست أمة تعيش نقاءً إسلاميا ، الأمة التي لم تعرف ليومنا هذا الكثير من سننها البدائية و أخذت تستفيدها من الغرب و من بعض العلوم العصرية الأخرى فمثل هذه الأمة ليست تلك الأمة التي أرادها الله عزوجل أن تكون خير أمة أخرجت للناس في واقعها الخارجي لا بحسب قانون الله تعالى لتقود الخلائق طراً للخير و الصلاح.
أجل نحن نعتقد أنه لابد و أن يكون هذا الكتاب المجيد مفتاحا و وسيلة لكل عالم بعلمه و لابد أن يتوصل الحكيم بحكمته من طريق الكتاب المجيد إلى قمة الحكمة و لابد أن يتوصل العارف بعرفانه من طريق الكتاب المجيد إلى قمة العرفان و لابد أن يتوصل الفلكي من طريق الكتاب المجيد إلى قمة التوحيد لفهم أسس عالم الإمكان و لابد أن يتوصل كل عالم و كل طالب لحقيقة عن طريق القران المجيد إلى أسرار و علوم مختلفة و إلى حقائق مودوعة في هذا الكتاب المجيد.
و ها نحن نمرّ عليها غافلين مرور الكرام, و لابد أن يكون القران المجيد هو الوسيلة و الطريقة و العلم الذي لو سار أهل البادية ببدائياتهم لوجدوا سبل الحق فيه و لو سار أهل الفلسفة و أهل الطب و أهل الفلك و أهل كل علم من العلوم من طريقتهم لوجدوه نورا و وسيلة للعروج إلى الحق سبحانه و تعالى.
مرت القرون و البشرية تعيش الغفلة فلقائل أن يقول ما هي ثمرة كتاب لا يستفاد منه؟ فإن كان وجود الشيء الذي لا يستفاد منه نقدا و إشكالا و لو كان المانع من قبل نفس البشر فأول النقد و الإشكال يجب أن يتوجه على الله تعالى بالنسبة إلى كتابه المجيد الذي هو تبيان لكل شيء .
فإنه الكتاب الذي قال في حقه الإمام الصادق عليه السلام :(إنا عرفنا ما كان و ما يكون من كتاب الله ) هذا الكتاب الذي هو بمنظار العارفين حقيقة الحقائق التي تكشف ما كان و ما يكون بكل أبعاده و قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآلهأو أحد المعصومينعليهم السلام ( أن للقرآن سبعا وسبعين بطنا) و السبع و السبعون كما تعلمون إشارة في اللغة العربية إلى الشيء اللامتناهي أو إلى الشيء القابل للإزدياد اللامتناهي كما و أن العدد قابل للإزدياد بما لا حد له.
فالكتاب المجيد حامل للمعاني التي لا تتناهى, لأن الله تعالى ليس متناهيا في وجوده فلا يكون متناهيا في عطائه و جوده و فضله على البرية و هو الغاية المطلوبة التي لو سارت الخلائق طرا بما لا يمكن أن يفرض من الأزمنة و الدهور لما تمكنت أن تصل إلى هذه الغاية و هي الله تعالى, فجعل الله تعالى القران وسيلة للعروج إلى غاية لا حد لها فهو يحمل أسرارا لا حد لها أيضا تختلف بإختلاف منظار الناظرين.
فالإشكال من بعض أبناء العامة و الجماعة بالنسبة إلى غيبة الإمام (عج) لمانع من قبل الخلق و عدم إستفادة الأمة التي إنقلبت على الأعقاب من بعد الرسول صلى الله عليه وآلهكما لم تستفد من أوصياء الرسول عليهم الصلاة والسلاممن بعد وفاته هو ليس إلا كبطون الكتاب المجيد الغائب عن أنظار الخلق و الأمة لمانع و هو حجب الغفلات و الظلمات و عليه فيجب أن يرد هذا الإشكال أولا و بالذات على القرآن المجيد الذي هو تبيان لكل شيء أو يرد على الله عز إسمه من أنه كيف ينزل كتابا يحمل من البطون و الأسرار ما لا يتناهى و هي لحد الآن لم يستفد منها السواد الأعظم إلا ظهورا أو بعض مراتب البطون و قد مرت عليه القرون فما استفاد منه إلا نوادر البشر و كاد أن يكون مهجورا عند أغلب المسلمين من العامة و الخاصة.
فكتاب موجود بكل أبعاده ما استفادت منه البشرية و إن كان الله تعالى قد تمم لطفه على العباد بأن جعل لهم كتابا عظيما بأبعاد لا متناهية لو عاشوا واقع الحياة و ابتعدوا عن الغفلة و الهوى لوجدوا كل حقيقة مودوعة فيه, فمع كونه وسيلة للعروج اللامتناهي إلى الحق سبحانه و تعالى و هو بين أيدينا ما إستفدنا منه شيئا إلا القليل النادر.
فلقائل أن يقول هذا الكتاب المجيد الذي ما إستفاد منه في ضمن أربعة عشر أو خمسة عشر قرناً إلا أفراد نوادر من البشر ما هي الثمرة منه كما يقال ما هي الثمرة من وجود إمام غائب لا يستفيد منه المجتمع ؟
فنقول ما هو من جانب الحق من اللطف الإلهي قد تممه بحق العباد بأن جعل لهم أنيباء و أرسل لهم رسلا هادين و بعث محمدا بكتاب كان تبيانا لكل شيء أما أن البشرية تعيش العمى, تعيش الهوى,تعيش شركا و ضلالة فهذا ليس نقصا في جانب الحق لأن ما هو على الحق تعالى لطفا بحال العباد تممه بجعل كتاب بين أيديهم لو عاشوا الطهارة للمسوا هذه الحقيقة حيث تلمس عند ذهاب الغفلة كما أشار تعالى : >كنت في غفلة عن هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد <[2][2].
فإذاً البصيرة بالفطرة و العقل السليم تامة في دار الدنيا لو لا حجاب الغفلة و هذه المسألة و هي ما تكلمنا عنه بالنسبة إلى الكتاب المجيد نأتي بها و نطبقها على ما نحن فيه من عدم استفادة الأمة من إمام مستور كما و أنها ما استفادت من أحد عشر إماماً كانوا ظاهرين و ذلك للإنقلاب على الاعقاب الذي حصل بعد رحيل الرسول (ص) قال تعالى : > و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين<[3][3] .
و لا أظن أن منصفا لم يصب بمرض اللجاج و العناد و قد قرأ صحاح العامة من البخاري و مسلم و غيرهما و كذا تتبع كتب الخاصة لم يحصل له الجزم و اليقين بإنحراف هذه الأمة كبقية الأمم عن مسلك الأنبياء و إن إختلفت مراتب الإنحراف شدة و ضعفا .
فنقول بعث الله تعالى نبيا و بعث بعده إثني عشر نقيبا هاديين مهديين إلى الصراط المستقيم فامتحن البشرية بأحد عشر نقيب فما وجدهم يحبون حقيقة و لا يريدون واقعية و لا رشادا بل وجدهم يصرون على الإنقلاب على الأعقاب ، فما كانت فلتة كما قال الثاني بل إنها فلتات لأن الفلتة يتراجع عنها الإنسان بعد لحظات أو أيام و ما جرى بعد وفاة رسولالله صلى الله عليه وآلهمن الإنقلاب على الأعقاب كان إصرارا على الإبتعاد عن الصراط المستقيم ليومنا هذا ,حيث راحت الأمة لتفسر الكتاب و السنة بالرأى و تطبق الشريعة و النظام الإسلامي تبعا لرغبات الحكام و لما تمم الله تعالى الحجة على العباد بأحد عشر نقيب أخفى آخر نقيب من النقباء لتستمر الحجة على الخلق ليثبت أن المانع من الإستفادة من النقباء و خلفاء الرسول عليهم السلام كان من قبل الأمة.
كما و أن المانع من عدم فهم الكتاب و السنة كان من قبلهم أيضا لأنهم عبدوا الرجال و قدسوهم من دون الله تعالى و لو أن الناس إهتدوا حقا عامة و خاصة في هذه الليلة هداية حقيقية فصاروا يحبون الحقيقة بقلوب سليمة لا بألسنة فارغة لأظهر الله تعالى وليه الحجة المنتظر (عج) في هذه الليلة فهو موجود رحمة من الله تعالى بحال العباد و بالأخص بالنسبة إلى أمة محمد المرحومة التي خصصها الله عزوجل ببعض خصائص الرحمة لكنها أبت إلا أن تسير على ما سارت عليه الأمم كاليهود و النصارى من بعد أنبيائها كما أشارت إلى ذلك الأحاديث المتواترة عند الفريقين سنة و شيعة.
و بالجملة فكما و أن البيان في الكتاب المجيد متحقق بالنسبة لكل شيء و لكن للحجاب لا نرى النور الإلهي في ذلك الكتاب العظيم فكذلك ولي الله تعالى موجود بين ظهرانينا بعد ما إختبرنا الله عزوجل بواسطة النقباء الأحد عشر بعد الرسول (ص)لكن للحجاب أيضا لم يتحقق الظهور و إذا كان المانع من قبل أنفسنا لا يمكن أن يقول قائل ما هي ثمرة إمام غائب لا تستفيد منه البشرية و كأنها حينما جاءت لتورد مثل هذا النقد كانت مستفيدة من عليعليه السلامحينما كان بين ظهرانيهم أو بقية الأئمة الهداة المعصومين عليهم أفضل الصلاة و السلام .
فجعل الله تعالى لهذه الأمة المرحومة و هي أمة محمد صلى الله عليه وآلهوليا من أعاظم أوليائه بين ظهرانيهم موجودا لو طلبوه بقلوب سليمة و صفاء من الضمائر لوجدوه حاضرا بينهم لكنهم أصروا على الغي و العناد و لا يتصور متصور أن القوم فقط انقلبوا على الأعقاب فنحن أيضا إنما نعيش حبا لأهل البيت لا مشايعة لعلي عليه السلامكما وردت الكثير من الروايات بهذا المضمون من قبل الأئمة عليهم السلام.
فلا نخدع النفس بالعبائر و المصطلحات و ذلك لأنا ولدنا في مجتمع يحب و يوالي أهل البيت فعشنا محبة لهم لا مشايعة و فرق بين الشيعي و بين المحب فالشيعي عمار وأبوذر و سلمان و المقداد و مالك و ما أدراك ما مالك, فهؤلاء شايعوا الأئمة حقا أما نحن فالكثير منا لسنا بشيعة مشايعين للنقباء بعد الرسول صلى الله عليه وآله و قول القائل أنه ما ثمرة إمام غائب؟ نقول له كان بعد وفاة رسول الله أئمة ما استفادت الأمة منهم مع كونهم كانوا ظاهرين موجودين و ما كانوا مستورين وقد أبقى الله تعالى آخر نقيب حجة على الخلائق كما جعل القران حجة و ما استفدنا من هذه الحجة بما لها من العلوم و البطون.
فالقران حجة و الحجة المنتظر حجة حتى يكون كما قالت الروايات } أشهد أنك الحجة على الماضين و على الباقين { و إذا ظهر الحجة المنتظر (عج) يحتج الله عزوجل على البشرية به منذ خلق آدم عليه السلامقائلا: إني أتممت في حقكم الألطاف و بعثت إليكم الأنبياء بكتبهم و بما تحمل تلك الكتب لكنكم عشتم الضلالة و الإبتعاد عن الصراط المستقيم فما كان الأمر من قبل الحق قاصرا و إنما كان المانع من قبل أنفسكم حاصلاً .
فهذا إذاً لا يكون إشكالاً و إنما هو ثمرة الحجة البالغة من الله تعالى على العباد وأما إن تكلمنا بمنطق العرفان فقد قال العرفاء إن الله لابد له من ولي و بدون الولي لا يمكن أن تستقيم الأرض و هو (عج) ظهور اسم الولي على وجه الأرض و إن نظرنا إلى الروايات فإنها تقول لو لا الحجة لساخت الأرض بأهلها.
فالقضية الأولى التي نريد أن نتكلم عنها قلنا أولا وردت الأحاديث بثلاثة آلاف أو بستة آلاف حديث تثبت و تتكلم جميعا عن مسألة المنقذ البشري من آل محمد صلى الله عليه وآلهو هناك الكثير من الآيات فسرت بيوم الظهور أيضا عند العامة و الخاصة فمن الآيات التي وردت في المقام قوله تعالى: > و نريد أن نمن على الذين إستضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين< [4][4].
و قد فسرت عند الأكثر على أنها تشير إلى يوم الظهور في حين أن الله تعالى ما جعل الأولياء متسلطين على وجه الأرض إلا أيام تسلط رسول الله صلى الله عليه وآلهعلى مكة و المدينة و ما كان انتشارا عاما على وجه الأرض فلابد إذاً من أن تتحقق هذه الآيات بسلطان عالمي يحقق العدل لتكون مصداقا لقول الله تعالى و حاشاه من أن يخلف الوعد و قد قال تعالى في الوعد الإلهي >وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا < [5][5]و قال تعالى > هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون <[6][6] و قال تعالى >و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون<[7][7] , فإذن من جهة الآيات اتفقت كلمات المسلمين على أن بعض الآيات تدل بصراحة من القول أن البشرية لابد لها من منقذ يحقق العدل الإلهي على وجه الأرض هذا من جهة الآيات .
وقد تقدم الكلام عن الأخبار ، و الأخبار وردت في صحيح البخاري و الترمذي و سنن أبي داود و سنن ابن ماجة و مسند الإمام أحمد بن حنبل و ذخائر العقبى و الشعراني و فتوحات ابن العربي و الطبراني و...وقد قلنا أن الروايات تجاوزت ثلاثة أو ستة آلاف حديث عند الفريقين .

 
الإجماع

الأمر الثالث:كل قضية تتفق عليها آراء المسلمين قاطبة تسمى مسألة ضرورية و تسمى ما قام عليه الإجماع و كل ما قام عليه الإجماع من الأمور التي لا يمكن لمنازع أن ينازع فيه يكون إنكاره إنكاراً للضرورة و منها مسألة المنقذ البشري و أنه من آل محمد صلى الله عليه وآله, فمنكره إما جاهل من المستضعفين أو معاند من أهل الكفر و الشقاق الذين لو جاءهم محمد بن عبد الله (ص) لجادلوه في فهمه لدين الإسلام فالإعراض عنهم أجدر بسلامة العقل و الدين و ليس لهم إلا أن نقول : >فإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما<[8][8] .

العقل

الأمر الرابع: هو العقل و ما يمكن أن يستفاد منه في المقام؟
قلنا إن الله تعالى منذ خلق آدم عليه السلامكانت الغاية من بعثة الأنبياء > ليقوم الناس بالقسط <[9][9] لتخرج البشرية من الجهل و الغواية إلى الحق و الصراط المستقيم.
فنتسأل عندها هل تحققت هذه الغاية على وجه الأرض أم لم تتحقق ؟ يقينا ما تحققت و لا يعقل أن يترك الله تعالى الغاية التي بعث من أجلها جميع الأنبياء من دون تحقيق، فالغاية من بعثة الأنبياء أن يخرج الناس من الضلالة إلى الكمال و الرشاد كمالا بعد كمال و هذه الغاية التي هي غاية بعثة الأنبياء جميعا ما وجدناها تحققت على وجه الأرض يوما من الأيام.
فالعقل حاكم بأنه لابد من تحقيق هذه الغاية على وجه الأرض ببعدها العلمي و العملي حتى تتمكن البشرية أن تعيش رشدها و كمالها المطلوب ليثبت الله عزوجل يوم القيامة أنه قد تمم نعمته على البشر منذ خلق آدم عليه السلامو إنما البشر لانحراف و عبادة الهوى لما ابتعدوا عن الصواب أرادوا هذا الدمار لأنفسهم فعاشوا الاضطهاد و البؤس و الحرمان .
و إن العقل حاكم أيضا بلزوم مجيء منقذ بشري ليثبت الله تعالى بواسطته للخلائق طرا أنما عاشوه طيلة القرون من البؤس و الحرمان كان لسوء التدبير و عدم الأيدي الأمينة التي جعلت الخيرات تذهب هدرا و إلا فإن كان الله تعالى قد خلق عشرة من الناس فقد تكفل لهم بعيش يكون كفيلا بمؤنة ما يتجاوز الثلاثين و ذلك لجوده و كرمه في حين أن المشاهد على وجه الأرض هو القصور و الحرمان بالنسبة إلى كثير مما تحتاجه البشر.
إن الله تعالى أحكم الحاكمين و العقل حاكم على لزوم مجيء منقذ بشري يثبت للخلائق طراً عدل الله عز ذكره في خلقه بتكافيء بين الخلق و النعم بل بكون الخيرات الإلهية أكثر بكثير مما تحتاجه البشر و العقل حاكم أيضا أن هناك الكثير من النقد يتوجه في المقام من أنه كيف الله تعالى خلق البشرية بما لها من العدد و هي تعيش الحرمان و الجوع و الفقر .
فنقول إنه إذا أظهر الله تعالى المنقذ العالمي تقول الروايات الخير يعم و البركات تنزل و كل ما هو من الكنوز في قلب الأرض يكون ظاهرا مستفادا منه و أن الأموال تقسم فلا تجد لها سائلا و طالبا .
يريد أن يقول الله تعالى بذلك إني ما خلقت خلقا وجعلت أمرا على وجه الأرض بدون أن أجعل في مقابل الخلق نعما و خيرات تزيد على البشرية فإذا خلقت بشرا يحتاج إلى عشر درجات من النعم جعلت النعم بثلاثين أو أربعين درجة و إنما العدوان و الاضطهاد و الجهل البشري كان سببا لعدم نزول هذه البركات و سببا لضياعها بأيدي الظالمين و الجاهلين و الغافلين.
فالله تعالى لابد و أن يحقق الغاية التي من أجلها بعث الأنبياء و لابد و أن يثبت للبشرية أن ما عاشوه من الفقر و العناء و ما شاكل هذه الأمور ما كان من الله تعالى بل كان بسبب ما اكتسبته أيديهم من الفساد في البر و البحر قال تعالى: >ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون<[10][10] , فعدوانهم سبب بؤسهم و خروجهم من الاعتدال سبب ما عاشوه من الاضطهاد و لا خروج من ذلك إلا بالمنقذ البشري الإلهي و ذلك كما قلنا ليثبت به الله تعالى أن سبب هذا البؤس كان بما كسبته أيدي الناس,
إذا العقل حاكم أو مدرك بأنه لا يعقل أن يخلق الله تعالى خلقا بدون أن يضمن لهم كافة شؤون حياتهم حياة كريمة و لكننا نرى في الخارج أكثر الأمم تعيش الفقر و الحرمان و كاد أن يتوهم البعض عدم التناسب بين الخلق بملايين البشر و بين ما جعل الله تعالى من الخيرات فنقول ليس الأمر كذلك و لابد من يوم يقام فيه العدل الإلهي بواسطة المنقذ البشري ليثبت الله تعالى أن الناس لو إستقاموا على الطريقة لأنزل عليهم بركاته من السماء و أخرج كنوز الأرض و الروايات دالة على ذلك.
ولكن قد يتسائل البعض هاهنا من أنه هل يحقق الله تعالى حكومة إسلامية بهيمنة و ولاية إلهية تسلب الناس إختيارهم أو أنه يحقق ذلك بمعجز يقوم به أو أن البشرية تطحن طحنا تاما بواسطة حروب تسبق الدعوة و لمّا تعجز البشرية و تعيش المذلة تلبي دعوة الحق بعد ذلك أو أنه لا يكون ذلك بل الله تعالى من بعد ما تصل البشرية إلى كمالها المطلوب في العلم و الفهم و الإدراك حتى تصبح مستعدة لفهم الكتاب المجيد و بطونه التي ما شرحت لحد اليوم ؟
فنقول لا يعقل أن يأتي المنقذ الأعظم لكي يطبق عدلا على وجه الأرض على أناس دمرتهم و ذلتهم الحروب, بل لابد أن يأتي و الناس على قمة العلم فإنه جاء كل عظيم على قمة أمر من الأمور فقد جاء موسى عليه السلام في قمة السحر و قوة سلطان فرعون و جاء عيسى عليه السلامفي قمة الطب و جاء إبراهيم في قمة سلطان النمرود و لابد أن يأتي المنقذ لكي يكون معجزا للبشرية في كل جوانبها بشرحه لبطون الكتاب المجيد فالمعجز الأخير هو شرح الكتاب المجيد بأبعاده العلمية و العملية و لذلك نقول ستستسلم البشرية لأبعاد العلم و سنتكلم عن هذا إن شاء الله تعالى.


[1][1] مريم 29
[2][2] : ق 22
[3][3] : آل عمران 144
[4][4] : القصص 5
[5][5] :نور 55
[6][6] : توبة 32 و وردت أيضا نفس الآية في صف 9
[7][7] : الأنبياء 105
[8][8] : فرقان 63
[9][9] : الحديد 25
[10][10] : الروم 41

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق