الأحد، 13 مارس 2016

لها وجهُ زُهادٍ وجُبة مُرشدٍ

لها وجهُ زُهادٍ وجُبة مُرشدٍ
قصيدة نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
أناشيدُ رُهبانٍ بِساحةِ مَعبدِ ---- تَهِبُّ لها الركبانُ مِنْ كلِ مَشهدِ؟
أم أذكارُ قطبٍ صاغَها ألمُ الجوى ---- بليلٍ لتروي لوعةَ الأمسِ للغدِ
أم أحكامُ إرشادٍ لفكرةِ عالمٍ ---- رآها بليلٍ مِنْ مَسالكِ مُنجدِ
أم أشعارُعشاقٍ تروغُ لدى النَّوى ---- لكلِ غريبٍ باتَ للأهلِ يهتدي
أم أنغامُ تهليلٍ لنبرةِ آيةٍ ---- سَرتْ من مَنارٍ فوقَ قُبَّة مسجدِ
لتروي أحاديثَ الوصالِ نَقيّة ---- منَ الطيشِ في صبحِ الخلودِ المؤيَّدِ
فراحتْ تدوّي مِن أقاليمَ سَبْعةٍ ---- أحاديثُ صدقٍ مِنْ سُلالةِ أحمدِ
وباتتْ لشمسِ الحقِ تَهبطُ أنجُمٌ ---- لها مِنْ عَظيمِ الشأنِ أعظمُ مَرصَدِ
فطافتْ بِها مِنْ مَوطنِ المجدِ فِتيةٌ ---- كرامٌ لدى الرحمنِ في قُربِ مُسندِ
بلى إنها آيٌ تلاها بنُ أحمدٍ ---- يُجددُ عَهداً سيّداً بعدَ سيدِ
يجددُ عَهداً للهداةِ تقوّضَت ---- معالِمُه مِن جورِ بَغيٍ ومُعتدِ
فكانتْ قلوبُ العالَمينَ أكِنَّةً ---- فباتَتْ لها تَسمو إلى كلِ سؤدَدِ
كأنَّ الألى كانوا على الأرضِ نُوّمَاً ---- تَجافَوا عنِ الأحلامِ في صُبحِ أوحَدِ
وَفرّت جيوشُ الناكثينَ كأنَّها ---- تُساقُ لِنطعٍ تحتَ صارمِ مُرعدِ
وكفَّت عنِ المكرِ البغيضِ عُصابـَة ---- أضلّت عبادَ اللهِ في كلِ مَوردِ
لها وجهُ زُهادٍ وجُبة مُرشدٍ ---- وأنيابُ ذُئبانٍ وخنجرُ مُعتدِ
ولحيةُ قدّيسٍ وعِمَّةُ مُنذرٍ ---- وكلمةُ حقٍ مِن سَريرةِ مُلحدِ
إذا مَا سَرَتْ يَوماً على الأرضِ خِلتَها ---- مَلاكاً تجلى عندَ عَتبةِ مَعبدِ