الأربعاء، 24 أبريل 2013

الأخلاق المحاضرة رقم 1



 لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

من جملة أهمّ البحوث الإسلامية: الكلام عن القيم الأخلاقية في الشريعة، حتى وصل أمر الخلق في الإسلام أن مُدح الرسول (ص) في القرآن الكريم وإنّك لعلى خلق عظيم ( [1][1])، وقال هو (ص) : إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق ([2][2]).
فنتساءل هاهنا: ما المراد من الأخلاق التي هي في قمّة الكمال، حتى أصبحت خصوصية خاصّة يمتدح بها الرسول الأعظم؟ وقد مدح نفسه (ص) أيضاً حيث قال: (إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق) .
وكلنا نعرف أنّ هناك سلوكاً وتصرّفاً معيناً في مجتمعاتنا الإسلامية قد يقال لـه بأنّه الأخلاق، فيقال: فلان يمتلك خلقاً رفيعاً؛ لأنّه سمح الوجه، مبتسمٌ مع الآخرين، متواضع مع الناس، فيمتدح من أجل هذه الخصوصيات، وهذا النوع من السلوك الأخلاقي يختلف من مكانٍ إلى مكان، بحسب الآداب والرسوم الاجتماعية الموجودة في كل مكان وزمان.
لكن المراد من الخلق الإسلامية ــ التي نريد أن نتكلّم عنها في هذه المحاضرات ــ هي قيم الإنسانية، وموازين الحياة التي هي اعتدال الفطرة، وسلامة العقل، بكيفيّة تكون ظهوراً لكلّ الحقائق، حتى يصبح الإنسان قرآناً حاكياً عن كلّ الكمالات بأفعالـه، فيكون تجسيداً للرسالة بكلّ أبعادها.
فليس علم الأخلاق هو البحث عن الأمور العلميّة بما هي علمية حتى نتكلّم عنها بما هي علم، كعلم الفلسفة، أو العرفان، أو علم الكلام مثلاً؛ لأنّ كل إنسان عارف بأنّ الصدق خير من الكذب، أو أنّ الصدق من الفضائل، وأنّ الكذب من الرذائل، وهكذا جميع الصفات الحسنة والقبيحة يعرفها الإنسان بفطرته، فمعرفة هذه الأمور ــ حيث إنّها فطرة بشرية ــ لا يختلف فيها اثنان، فلو ذهبت إلى أيّ مكانٍ في العالم وأردت أن تقول لشخص: يا جبان، أو يا متهوّر، فإنّه لا يكون راضياً بمثل هذه الكلمات حتى لو كان من أجبن الجبناء، أو كان من المتهوّرين، وإنّما يرضى ويرتاح لكلمة: شجاع، فلأنّ هذه الأمور فطرة بشرية ثابتة لا يتردّد فيها متردّد في العالم أجمع، وعليه فلا تكون مفيدة في البحوث الأخلاقية.
نعم، إن بقي هناك كلام فهو في تحقيق مرتبة الشجاعة بواقعها الخارجي بما هي فعل إنساني، حتى لا تكون الأفعال بالغة حد الإفراط، أو التفريط.
فالأخلاق علم سلوكٍ، وجري عملي، وليس علماً يؤخذ من مدرس، أو من متكلّم، وإنّما المدرّس يرشد ويذكّر بالفطرة.
فإذن: إن أردنا أن نتدرّج في علم الأخلاق علينا أن نعرف أنّا سائرون في بحوثنا على علم سلوكٍ إن طبقناه تطبيقاً عملياً كان أخلاقاً، وكان عروجاً إلى اللَّه تعالى، طبقاً لتربية الأنبياء قدماً بعد قدم، لتصبح الحقائق بعد فترة من الزمن ملكة للنفس الإنسانية.
لكن إذا كنّا نريد أن نسمع موعظة فقط فالموعظة من دون تطبيق لا تفيد الإنسان شيئاً؛ لأنّه كم من إنسان سمع المواعظ الكثيرة فبكى، أو تباكى، لكنه يعيش الطغيان والغرور، وكم من حاكم وخليفة دعا الخطباء فاستمع إلى خطبهم فبكى، أو تباكى في تلك اللحظة، لكنّه بعد لحظات سفك دماء المجتمع، وعاش العدوان على الآخرين.
فمن جملة الأمور التي نريد أن ندرسها هي مصاديق هذه الصفات الحسنة والقبيحة.
مثلاً نريد أن نعرف ما هي موارد الشجاعة؟ وكيف نستطيع أن نطبّقها في الخارج؟
فالمشكلة الكبرى ليست هي معرفة أن الشجاعة خير من الجبن، بل هي أولاً : تشخيص مصاديق الشجاعة، وعدم اختلاط هذه المصاديق مع التهور والجبن مثلاً.
وثانياً ــ وهي الأعظم ــ : تطبيق هذه المصاديق على النفس لكي تصبح ملكة في النفس.
ومن جملة الأمور المهمّة جدّاً ــ من أجل تطبيق الخلق ــ هي دراسة حياة المعصومين والأنبياء عموماً، دراسة تحقيق، لا دراسة قصصٍ للحفظ.
فإذا درسنا حياة الأنبياء والأوصياء تمكّنا أن نعرف: أنّه لا فرق بين الإمام الحسن المجتبى (ع) ، والإمام الحسين الشهيد (ع) ، حينما يقف أحدهم موقف الجهاد في كربلاء، ويقف الآخر موقف الصلح مع أكبر طاغوت من طواغيت الأرض وماكرٍ من مكرتها، كمعاوية بن أبي سفيان، وإن سمّاه الجاهلون والماكرون: أمير المؤمنين.
وإن جئنا ننظر بلا دراسة لسلوك المعصومين‏ فقد تصبح نفوسنا مترددة في صلح الحسن (ع) ، وفخورة بجهاد الحسين (ع) في كربلاء، فينشأ الإنسان بلا توجّه وهو يحبّ الحسين (ع) أكثر من حبّه للحسن (ع)، وهذا الإحساس ينشأ من عدم الدراسة الدقيقة لسيرة المعصومين المتطابقة مع الشرع القويم؛ حيث كانا عليهما السلام رسّامي خطى الرسالة باختلاف الزمان والمكان، فالإمام علي (ع) ، وهو رجل الثبات والإقدام والشجاعة الذي لا يتردّد فيه متردّد حتى مَنْ كان من أشدّ أعدائه، نراه في رسمه لخطى الرسالة يجلس في بيته خمساً وعشرين سنة، فأين ذهبت تلك الإقدامات عند هجمة القوم على الدار؟ وأين ذهبت حينما جلس الجماعة أيّاماً يدبّرون الأمر لقبض أزمة الأمور؟
هذه أمور يجب أن تدرس دراسة دقيقة وصحيحة، حتى لا نخلط بين صلحٍ هو بروز للشرع، وبين صلحٍ هو بروز للجبن والاستسلام، فإن تمكّنا من دراسة هذه الأمور بدقة، نتمكّن أن نصل إلى معرفة الأخلاق الإسلامية بواقعها في الحياة البشرية.
وما دامت النفس تعيش الحجب والظلمات والغفلات لا يمكن أن تتوصّل إلى معرفة مواطن فضائل الأخلاق في ميادين واقعها الخارجي لكي يأتي دور التطبيق بعد المعرفة.
فمثلاً شرّع اللَّه الصلاة لتنزيه النفس من الكبر، كما قالت الصدّيقة الكبرى فاطمة (عليها السلام) ، فنحن إذا أردنا أن نشاهد أنّ الصلاة هل صارت سبباً لإذهاب الكبر والغرور النفساني، يجب علينا أوّلاً أن نلحظ الصلاة في مواطنها، هل تحقّقت آثارها: من كونها تنهى عن الفحشاء والمنكر، أو هل تحقّقت آثارها من كونها عمود الدين، أو من كونها معراجاً للمؤمن، أو لا؟ فإن وجدنا هذه الآثار لم تتحقّق علمنا أنّها ليست صلاة حقيقية، أي ليست بوسيلة أخلاقية لتحكيم قيم الرسالة في النفس حتى ننطلق بواسطتها بعد إذهاب الغرور والكبرياء لكي تصبح النفس متواضعة، لها ذلٌ ربوبي تسير في ميادين الربوبية الإلهية من مرتبة إلى مرتبة، ومن مرحلة إلى مرحلة، حتى تأخذ في الكمال والعروج بصدق إلى مبدأ الكمال اللامتناهي، وهو الحق سبحانه وتعالى.
فعلم الأخلاق هو تهذيب النفس، ولا يمكن لأيّ إنسان أن يسعى لتهذيب النفس ما لم تكن هناك استجابة من بواطن النفس، وأعماق
الضمير.
فما مرّ إنسان، ولم يمرّ على التاريخ البشري كرسول اللَّه (ص) ، فهو المعلّم الأوّل لقيم الأخلاق، لكن لم تكن سيرته مؤثّرة على الكثير من أصحابه الذين عايشوه فترة طويلة من الزمن، ولذا كان يحذّر الأمة دائماً؛ لما يعلم من رسوخ حضارة الجاهلية في النفوس قائلاً: (إنّي لستُ أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخشى عليكم أن تتنافسوا فيها(أي الدنيا) وتقتتلوا، فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم) ([3][3]) .
فإذن: مفتاح الخلق أنا وأنت، فيجب علينا أن نفتح الضمير حتى تؤثّر الكلمات الصحيحة في النفس، ثم يبدأ السلوك العملي لتحقيق خطى الرسالة في واقع حياتنا، والأخلاق كما قالوا: هي جمع خُلُق، والخُلُق: هي اعتدال الفطرة كما قلنا؛ لأنّه تعالى ما جاء ليحمّل أحداً أمراً يتنافى مع فطرته، لكنّ الأمور الفطرية قد تخرج عن الحدّ السويّ أحياناً إلى جانب الإفراط، أو التفريط، وكم من أمور فطرية تحت ظلّ حكومة جائرة فسّرت بتفاسير غير صحيحة، وحُرّفت عن مجاريها إلى أمور أخرى لا ربط لها بالفطرة البشرية.
فالخلق: حقائق ثابتة لا اختلاف فيها بين أمة وأمة أخرى، وبحسب مكانٍ وزمان، لكنّ الاختلاف الذي نراه في المجتمعات يرجع إلى الآداب والرسوم لأصل القيم الإنسانية، أي إنّ الاختلاف في كيفية الأدب والاحترام، لا في أصلهما مثلاً، وكذا فيما هو من محقّقات الكرم أو الشجاعة، لا في أصل كونهما من الفضائل في مقابل الرذائل التي هي البخل والجبن.
إنّ الفطرة تدعونا إلى احترام الناس، أو احترام العالم الرشيد، لكن لمّا كانت العلوم بحسب أنظارنا تختلف اختلفنا في تكريم العلماء، فهذا يحترم عالم فقه، وذاك يحترم عالم رياضيات، والآخر يحترم عالماً في علم الاقتصاد مثلاً، فهذه كلّها علوم، لكنّ النفوس تختلف في حبّها وتعظيمها للعلماء في الخارج بحسب الغايات.
وأيضاً كلنا يعلم بأنّ الاحترام فطرة، لكن هذا يحترم شخصاً بتقبيل يده، وذاك بتقبيل جبهته، أو القيام إليه، فهذه الأمور كلّها ترجع إلى إبراز الفطرة، والإبراز يختلف بحسب الزمان والمكان، لكن الاحترام احترام، لا يختلف معناه في أيّ زمانٍ، وأيّ عصرٍ، وإنما مظاهره هي التي تختلف.
فمثلاً العبودية لمّا كانت فطرة ما اختلفت في زمان، ولا مكان، بل اختلفت مظاهرها، فهذا وصل في الكمال ــ على أيدي الأنبياء ــ إلى مرحلة، فعرف أنّ اللَّه لا شريك له، وأنّه هو الوجود اللامتناهي الذي لا يمكن أن يُرى، ولا يمكن أن يُكيّف، فعبد وجوداً طبقاً لتربية خاصّة، لكن لو ذهبنا إلى الغابات لوجدنا القبائل هناك ــ أيضاً ــ لها أصنامها، ولها عباداتها وخضوعها وتذلّلها، وهذا ينبى‏ء بأنّ العبادة أو العبودية فطرة جامعة بين الخلائق طرّاً، إلاّ الشذاذ من البشر، وإن كانوا لا انسلاخ لهم عن واقع العبودية؛ حيث راحوا ليعبدوا الهوى والدرهم والدينار.
فإن قلت: كأنّ الخُلُق ــ كما قالوا ــ من الأمور النسبية، وليست من الأمور الثابتة، والدليل على ذلك أنّكم تقولون: إنّ الكذب قبيح، وقد يقدم عليه أكابر الناس، فيكذبون في بعض المواطن؛ لنجاة نفسٍ محترمة، أو لدفع الضرر عنها.
نقول: قد يكون المقام من دوران الأمر بين القبيح والأقبح، أو بين المهم والأهم، فالأهم والمهم في جانب الكمال والفضيلة، والقبيح والأقبح في جانب الرذيلة، فعندما يضطر الإنسان للعمل بأحدهما، أو عندما يكون الأمر من العلّة التامة في القبح، فتكون جميع مصاديقه قبيحة، كالظلم، وحينما يكون ليس كذلك، كالكذب الذي هو كالسبب المحتاج إلى تحقيق الشرط وارتفاع المانع، ولذا جاز الإقدام عليه في بعض الأحيان؛ حيث يخرج عن كونه من مصاديق القبح إلى الحسن.
وقد يقال: الإنسان المعتدل الذي يتمكّن أن يتكيّف مع الزمان، مع حفظ الفطرة، هو الذي يكون صادقاً، لكن إذا دار الأمر بين الصدق الذي هو فضيلة وبين حفظ النفس المحترمة وجب تقديم حفظ النفس على الصدق الضار، لكن لا بتبع الهوى، وإذا كان الأمر يدور بين رذيلتين، كشرب الخمر والكذب مثلاً، فهنا الخمر خمرٌ، ولا تتبدّل واقعيته، ولا آثاره، في زمان أو مكان، ولو أبيح للضرورة فإنه يرتفع حكم الحرمة وتبقى آثاره الوضعية لا تنسلخ عنه، فهذا الخمر الذي قد ورد فيه عن علي (ع) حيث قال: (لو وقعت قطرة خمر في بئر ثم بنيت مكانها منارة لم أؤذن عليها، ولو وقعت في البحر ثم جفّ ونبت فيه الكلأ لم أرعه) ([4][4]) ، وإذا به يباح عند الاضطرار، وقد يجب إذا عرف الإنسان أنّه يهلك عند عدم شربه الخمر، ولا وسيلة أخرى لدفع قتل النفس إلاّ بشربه.
فالأخلاق التي تصوّرها البعض بأنّها نسبية ليست بنسبية كما قلنا، وإنما قد تختلف الأحكام باختلاف موضوعاتها، أو حين تتزاحم ملاكاتها: حسناً وقبحاً، أو أولوية ورجحاناً؛ حيث يأتي دور الأولويات.
إذن: المرحلة الأولى والمهمّة في علم الأخلاق هي تطبيق الفضائل، أي السعي من أجل أن نصيّر النفس متلبّسة في الخارج بالفضائل، وهناك طرق متعدّدة قد طرحها العلماء في كيفيّة تهذيب النفس حتى تكون مجسّدة في الخارج تجسيداً عملياً لخطى رسالة السماء، ويصبح المسلم أسوة للآخرين.
والمرحلة الثانية هي تمييز المصاديق، حتى لا يقع الإنسان في الخطأ في تشخيص المصاديق، فالشجاعة وإن كانت فضيلة، وقد يكون الشخص شجاعاً، لكن قد يخطأ في المصداق، فتكون الشجاعة ــ مثلاً ــ وسيلة وأداة بيد ماكر يستفيد منها، فيصبح هذا الإنسان الشجاع جسراً لأغراض الماكرين، والكريم قد يبذل المال لأغراض قوم طامعين يريدون الأموال لغايات غير سليمة.
فعلينا أن نبذل الجهد في تشخيص المصاديق حتى لا نخطأ في تطبيقها، ولا نصبح وسيلة وأداة بيد أناس قد يستفيدون من شجاعتنا وعفّتنا وكرمنا لمواردهم وشؤونهم الخاصّة، ولمصالحهم المعيّنة.
وقد قلنا في بداية هذه المحاضرة: إنّ اللَّه امتدح نبيّه، حيث قال تعالى: وإنك لعلى خلق عظيم ([5][5]) ، وقلنا: إنّ الخلق فطرة، والفطرة الإنسانية هي الكمال الجامع لشتات الكمال في العالم، والإنسان الكامل الجامع لشتات العالم كان مسجوداً للملائكة، وكان خليفة للَّه لا على وجه الأرض فقط، بل كان خليفة على سطح البسيطة، ولذا فإنّ الإنسان الكامل علّم الملائكة الأسماء كلّها، والإنسان الكامل عرج فكان قاب قوسين أو أدنى.
فعلينا أن نرى: ما هو المراد من الخُـلُق الذي ورد المدح به لسيد الكائنات محمّد (ص) ، حتى نعرف: ما المراد من الخُـلُق الذي هو أبرز صفة لمخلوق؟
كما وأنّه يجب أن نعرف الموارد التي استعملت فيها العبودية (أنّه عبد اللَّه) و (أنه عبدٌ من عبادنا) و ... .
أما فساد الأخلاق في الغرب وغير الغرب؛ فنحن لا نريد أن ننكر كتبهم وآراءهم، ولا نريد أن نقول ببطلانها، لكن الأمور هناك أخذت تُفسَّر تحت ظلال الشهوات والرغبات، وإذا جاءت النفس بلا زكاة لتفسِّر المعنويات، جاءت لتفسِّر الأمور مشوّهة، وغير صحيحة.
فلابدّ من تزكية النفس من الخبائث، وتحليتها بالفضائل، ثم تجلية النفس حتى تصبح نوراً واقعياً ومصداقاً للفضائل، وهذا الأمر يحتاج إلى سيرٍ وجهاد متواصل في ميادين العلم والعمل الصالح، فإذا جاهد الإنسان وسعى صار بمرتبة من المراتب فرقاناً، وصار قرآناً، وبمرتبة أخرى صار ولياً من أولياء اللَّه تعالى، وإن كان السير والسلوك بخطى رسالات السماء لا يجعل الفرد معصوماً، ولكن قد يمنحه بلطف الحق تعالى بعض مراتب الأولياء والعصمة في ميادين العمل.
فكم من عارف وحكيم وفقيه وعالم لا يكون العلم إلاّ وبالاً عليه؛ لأنّه يريد بواسطة العلم والمعرفة، وبواسطة آيات اللَّه تعالى، أن يتوصّل إلى أغراضه الشخصية وميولـه الخاصّة التي لا ربط لها بالإسلام، فيستفيد من كلام اللَّه والصدّيقين لضرب الإسلام والمسلمين، كما رأينا ذلك في زمان أمير المؤمنين (ع) عندما قال: (كلمة حقّ يراد بها باطل) ([6][6]) .
فيجب علينا أن نعرف القيم الرسالية حتى نعرف أهل الحق، ونميّزهم من أهل الباطل والمكر والخديعة، لنعيش مع قيم الإسلام والشريعة السماوية، وخُطً رسّامها من الأنبياء والأوصياء والصالحين.
والحمد للَّه ربّ العالمين.



[1][1] ــ سورة القلم، الآية 4 .
[2][2] ــ مجمع البيان، الشيخ الطبرسي 10 : 86 .
[3][3] ــ صحيح مسلم، مسلم النيسابوري 7 : 67 .
[4][4] ــ زبدة البيان، المحقّق الأردبيلي: 630 .
[5][5] ــ سورة القلم، الآية 4 .
[6][6] ــ نهج البلاغة، شرح محمّد عبده 4 : 45 ، كلمة رقم 198 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق