الخميس، 25 أبريل 2013

@ في ذكرى مولد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام



كتبت من محاضرة صوتية ألقيت في الكويت قبل سنوات

في ذكرى مولد الإمام الحسن (ع) ، ذلك الإمام المظلوم الذي ظلم حتى من أتباعه وشيعته، فكاد أن يكون الشيعي مع كل معرفته واعتصامه بأئمته يكون أكثر حبّاً واندفاعاً بالنسبة إلى الإمام الحسين (ع) بالقياس إلى الإمام الحسن (ع) .
وكما نعلم جميعاً أنّ الشريعة المقدّسة رسمها المعصومون بسيرتهم لكي تكون مطبّقة وفعلاً خارجياً يتمكن الإنسان بواسطته أن يعرف مواطن الصلح ومواطن الحرب، فربّ حربٍ في يوم كانت تهلكة، ويسأل عنها الإنسان يوم القيامة؛ لأنه يعرّض نفسه والآخرين إلى دمارٍ وهلاك، ورب صلحٍ في يوم يكون سيادة، فلا يمكن أن نعطي الشريعة عنواناً واحداً: بأنّ الشريعة قائمة على ثورة، أو على صلح.
فعلي (ع) بطل الإسلام الذي لا يتردّد متردد في شجاعته وإقدامه، تهابه الأبطال راح ليقاد إلى المسجد وكأنه ليس هو ذلك الرجل العظيم، ورسول الله (ص) ــ الذي يقول علي (ع) في حقّه: ( كنّا إذا اشتدّ البأس اتّقينا برسول اللَّه (ص) ) ([1][1]) ــ ثلاثة عشر سنة في مكة المكرمة أمر أصحابه جميعاً أن لا يقابلوا لطمة بلطمة، بل يتجاوزوا ويغضّوا الطرف عن عدوان المعتدين حتى قال(ص) : ( ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) ([2][2]) ، وعاش في شعب أبي طالب كما هو معلوم.
فالدين الإسلامي هو تشخيص للمواقع والأزمنة المختلفة، فربما يكون الصلح إحياءً لأمة، وربما يكون في الجهاد إحياءً لأمة، وهكذا كل شيء لابد وأن يكون في زمانه ومكانه المناسب لـه، لكن الأمة ربّما راحت لتبتعد عن سير وسلوك المعصومين ، فراح البعض جهلاً ليتصور الشريعة ثورة حسينية، وليست صلحاً حسنياً، والشريعة هي الشريعة يرسمها رسّامها، ويرسمها من أوكل الله تعالى إليهم الأمور ليبينوا متى يكون الصلح صلاحاً ومتى يكون الحرب والجهاد صلاحاً، ومتى يكون الصبر والكفّ عن المعتدين صلاحاً، ومتى يكون و ... ، فهذه أمور يتمكن الإنسان المؤمن حينما يدرس الشريعة أن يعرفها كما قال رسول الله (ص) : ( اعرفوا الحق تعرفوا أهله) ([3][3]) .
فلابدّ أن يدرس المؤمن السنوات الأخيرة من حياة الإمام علي (ع) وخطبه التي خاطب بها الناس، وما وصل أمر الأمة إليه في أواخر الأيام لحكم علي (ع) .
لقد كان معاوية يغير على أطراف الكوفة، ولا يغار عليه، وكان معاوية قد بعث بجيوشه إلى اليمن والحجاز وكثير من المناطق الأخرى وإلى مصر. وهكذا كانت الأمة المسلمة متمزّقة تاركة الحق ورجال الحق لتـتّبع من قال في حقه رسول الله (ص) (يا عمار تقتلك الفئة الباغية) فوصل أمر الامة الى مرحلة صار أمير المؤمنين لها بعد الامام الحسن (ع) رئيس الفئة الباغية, سمته هذه الامة بأمير المؤمنين وسمت من تأخر عنه بأمراء المؤمنين, أعود فأقول مرة ثانية إخواني لا تقاس الامور بأفعال الرجال ولا يجوز لأحد ان ينزّل الشريعة على فعل الرجال.
هذه الامة الاسلامية يوما من الايام سمت رئيس الباغين بأمير المؤمنين وراحت لتسمي يوما آخر رئيس شر بة الخمور كيزيد ابن معاوية بأمير المؤمنين فلا يجوز لأحد ان يقول لولم يكن حقا لما سكت علماء الدين والأمة وأهل الحل والعقد وعظماء الأمة عن مثل هذه الأخطاء, الاخطاء تجري منذ اترحل رسول الله (ص) والأخطاء والفلتات يتبع بعضها بعضا ففعل الرجال لا يكون حجة بل لابد من معرفة الشريعة بكتاب الله وسنة نبيه ولابد من ملاحظة الشريعة في مواطن التطبيق والعمل بما قام به رسول الله (ص) من الفعل حتى تكون الرسالة مشروحة شرحاً عملياً بفعل رسول
الله (ص) ، ولتكون الرسالة مشروحة بفعل الأئمة المعصومين في حال حكمهم وسجونهم، وفي حال ابتعادهم عن المجتمع كيف عاشوا، وكيف رسموا الشريعة، لنعرف كيف نكون متّبعين ومشايعين لهم في الشدة والرخاء.
فالأمور بين ثلاثة مواقع: بين أناس يعيشون حياتهم منهومين على الزعامة والرئاسة، يخططون ليلهم ونهارهم لقبض أزمة الأمور، وهؤلاء أبناء الدنيا الذين يتكالبون عليها.
وهناك قابلهم آخرون في جانب تفريط، فأخذوا الاعتزال والرهبنة والتقشّف ظانين أنفسهم يعيشون الزهد، ولم يعوا قول رسول الله (ص) : ( من أصبح و لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) ([4][4]) ، فما كان الأئمة بعد وفاة رسول الله (ص) يوماً من الأيام يخططون لقبض أزمة الأمور، ولو خططوا لقبضوها، لكن الله تعالى أراد بعد كلّ نبي أن يبقى الناس يعيشون حالة الاختيار والاختبار، وإلاّ لسلّط على الأرض أولياءه: سليمان بعد سليمان، يحكمون الأرض بسلطان وهيمنة إلهية، لا يتمكن أن يفرّ من قبضتهم أحد، فالله يريد الدنيا جسراً ومختبراً يختبر به العقول والأمم: أتعي، أو لا تعي الحق؟ وإن وعت الحق، أتعمل بالحق، أو لا تعمل به؟
فالأمة بعد وفاة رسول الله (ص) ما كانت تعيش أزمة جهلٍ، وإنما كانت تعيش أزمة حضارة جاهلية، وقد تقدم أن قلنا حينما قرأنا قصص بني إسرائيل، فحينما جاوز بهم موسى (ع) البحر رأوا أمة عاكفة على أصنام لها فأرادوا منه أن يجعل لهم صنماً، وكأنهم ما عاشوا حياة نبوة ولا معرفة، ثم تجاوزوا هذا الأمر من بعد ما أضاف الله عشرة أيام فوق الثلاثين يوماً التي وعدها لموسى ليعبدوا عجلا، فراحوا بعد ذلك ليطلبوا من موسى (ع) أن يريهم الله جهرة.
هذه هي الحضارة الجاهلية، فالحضارة الجاهلية لا يمكن أن تنتزع من القلوب في ليلةٍ وضحاها، وإنما الحضارة الجاهلية تنتزع من القلوب شيئاً بعد شيء، وجيلاً بعد جيل، ليستعدّ الناس مرحلة بعد مرحلة لكمال شريعة السماء وروح السّلام، فكما جاء الأنبياء بالأديان متدرّجين فيها شيئاً بعد شيء، فما حرّمت الخمرة إلاّ بعد سنين، وما أوجب الله الجهاد على المسلمين إلاّ بعد سنين، وهكذا الكثير من الأحكام ما جيء بها دفعة واحدة، وإنما جيء بها متدرّجة حتى يستعد الإنسان إلى الرقي والنور، فأراد الله سبحانه وتعالى بعد كلّ نبي من أجل ينسلخ الناس من رواسب الجاهلية التي تكون متأصلة في القلوب أراد من بعد كلّ نبي أن يجعل نقباء وأوصياء، حتى لا تصاب الشريعة بالزيادة والنقصان، ولا تصاب الشريعة بتفسير المفسّرين تبعاً للهوى وبتأويل المؤوّلين جهلاً، فجعل بعد كل نبي نقباء يحفظون الشريعة، ويفسّرون بطونها وأبعادها، فجنت الأمة على نفسها حينما راحت لتسمّي أمثال معاوية بـ ( أمير المؤمنين) ، وتسمّي شَرِبة الخمور كيزيد بن معاوية والمتوكل بـ ( أمير المؤمنين) ، وتسمّي الجناة والخارجين على مسلك الحق بـ ( أمراء المؤمنين) !
هكذا هي الأمة التي جاءت لترسم للأمم من بعد رسول الله (ص) خطى الرسول (ص) .
فإذن: نقول في المقام: من تأمّل في السنين الأخيرة من حياة الإمام علي (ع) في أيام حكمه يجد كيف كانت تتوالى الأحداث، وكيف كان الناس يبتعدون عن الحق يوماً بعد يوم، فالناس يريدون سلطاناً تقوم دعامة حكومته على أمرين وركيزتين: على ترغيبٍ، ومن أبى فترهيب وسيف، فهذه هي الدعائم التي جعلها الحكام على طول التأريخ: ترغيب، كأن تريد ولاية أو جاهاً ومقاماً، أو تريد مالاً ... ، وهذا هو أول لسانٍ يتكلّم به الحاكم، فإن أبى الشخص يبدأ الترهيب، فإن لم ينجح يتحرك السيف بعد ذلك لقطع الرقاب، فهكذا تعامل مَن يسمّي نفسه بـ ( وارث الأنبياء) والذين سماهم المجتمع بـ ( أمراء المؤمنين) ، وهكذا تعاملوا مع الأمة ترغيباً وترهيباً، فهذه الأمة التي عاشت حياة الجاهلية ثم جاءت لتعيش حياة الاستبداد الذي هو من معالم الجاهلية بعد وفاة رسول الله (ص) ضيّعت مقاييس دينها وحقائق أمورها جميعاً.
فمن بعد استشهاد الإمام علي (ع) بأيام قلائل حاول الإمام الحسن (ع) أن يدعو الأمة إلى محاربة رئيس الباغين، فدعاهم أن يجتمعوا ليتحركوا إلى النخيلة، فمن بعد الإصرار الشديد والكلام المتواصل ما حضر إلاّ اثنا عشر ألفاً من أربعين ألفاً كانوا مستعدّين في آخر أيام الإمام علي (ع) ، متواجدين بالنخيلة، في مقابل جيش تجاوز الثمانين ألفاً أو أكثر من ذلك أعدّه معاوية لمقاتلة الإمام الحسن (ع) ، فبعث رجلاً من كندة فأغراه معاوية، فباع دينه وشرفه وضميره والتحق بمعاوية مرجّحاً للدرهم والدينار، فبعث آخر فالتحق بمعاوية خائناً، فوجد أنّ أحسن إنسان يمكن أن يبعثه ابن عمه عبيد الله بن العباس، فهو كان والياً على اليمن، وهو موتور بولديه حيث قتلهما بشر بن أبي أرطاة الذي بعثه معاوية غازياً على اليمن، فهو رجل موتور بولديه، ومن بني هاشم، ومن أقرباء الإمام الحسن (ع) ، فبعث إليه معاوية سرّاً يغريه بالمال ويمنّيه بالزعامة، فترك الجيش ليلاً والتحق بجند معاوية.
ففي هذه الخيانات التحق من مجموع اثني عشر ألفاً ثمانية آلاف قبل بدء الحرب بمعاوية، حتى لا يتصوّر متصور أن هناك فرقاً بين الروحية الحسينية والحسنية، أو يقول شخص: أنا ثوري حسيني، ولست حسنياً مصالحاً، فإن كان يعي ما يقول فالتشيّع والمذهب بريء منه؛ فإنّ الجند الذين أعدّهم الإمام الحسن والذين بلغوا إلى اثني عشر ألفاً قبل الاحتدام التحق منهم ثمانيةآلاف بمعاوية، فهل من العقل لدى عاقل أن يقاتل
الإمام (ع) بأربعة آلاف ما يتجاوز الثمانين أو المائة ألف؟ وهو بنفسه حينما توجّه بهذا الجيش القليل هاجمه البعض فطعنوه في خاصرته أو في فخذه، ونزف نزفاً شديداً، ونقل للعلاج.
هذه المأساة التي عاشتها الأمة في ظلّ أنظمة الاستبداد والجهل.
والآن وعلى وجه السرعة نذكر بعض بنود الصلح التي جرت بين الإمام الحسن (ع) و معاوية بن أبي سفيان، وهي:
1 ــ أن يسلّم الإمام (ع) الخلافة إلى معاوية شريطة أن يعمل معاوية بكتاب الله وسنة رسوله (ص) وسيرة الخلفاء الصالحين.
ففي الشرط الأول أسقط شرعية معاوية، فهو قضية شرطية، يعني: إن أصبح معاوية يعمل بكتاب الله وسنة رسولـه، فكيف قبلت الأمة أن يكون معاوية من العاملين بكتاب الله وسنة رسولـه وهو من المؤلّفة قلوبهم، وهو من كان زعيم الفئة الباغية التي قتلت عمار بن ياسر على رواية مشهورة متفق عليها بين جميع المسلمين، حيث قال رسول الله (ص) لعمار: ( تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنة، ويدعونك إلى النار) ([5][5]) .
فهذه الأمة قبلت دعاة النار والباغين أن تسميهم بـ ( أمراء المؤمنين) ، فلا يجوز لإنسان أبداً ومطلقاً مشاهدة الشريعة في وجه الرجال، فالشريعة لا تشاهد في وجه الرجال.
وكان في الشرط أيضاً: ( وأن لا يسمّيه الإمام الحسن باسم أمير المؤمنين) .
2 ــ أن يكون الأمر للحسن من بعده، فإن حدث للحسن حدث كان الأمر للحسين، وليس لمعاوية أن يعهد لأحدٍ من بعده.
وهذه الأمور كما تعلمون جعلها معاوية تحت قدميه عندما دخل الكوفة غير مبالٍ بأحدٍ من المسلمين؛ لأنّ المسلمين الذين لا يميزون بين باغٍ ومؤمن لا يستحقون الكرامة أبداً ومطلقاً، فجعل من بعد ذلك يزيد بن معاوية، وسحق الشروط جميعاً؛ لأنه لا يجد المسلمين والمؤمنين حتى يلتزم لهم بشريعة رسول الله (ص) .
3 ــ على معاوية أن لا يتعقب أحداً من شيعة علي (ع) .
وهنا لابد من التوجّه إلى أمر، وهو: لم قامت الحرب؟ وتحت أيّ شعار أشعل معاوية الحرب؟ فعنوانها المطالبة بدم عثمان (الخليفة الثالث)، فإذن: هو ما قام إلاّ طالباً لدم عثمان، فلمَ نسي معاوية شرطه الأساسي في الحرب الذي قتل المسلمين من أجله وسفك دماءهم؟ فلا تجدون لهذا الأمر دخالة أبداً في مسألة الصلح التي جرت بين الإمام الحسن (ع) ومعاوية، فإن كان هناك مستضعف غرر به وكان لا يفهم موازين الشرع وظنّ أنّ معاوية متأثر على الخليفة الثالث المظلوم المقتول فلا أظنّ بعد هذه أصبح مستضعفاً، وأصبح جاهلاً لا يعي أمراً، فأين يا معاوية ما قمت من أجله؟ فلما جاءت الزعامة والرئاسة نسي معاوية قتلة عثمان بن عفان، وما سأله المسلمون: يا أمير المؤمنين، كيف تترك من أشعلت الحرب من أجل الوصول إلى قتلته؟ فالذين قاتلوا مع معاوية في صفين ما كان مغرراً بهم، وما كانوا جهالاً.
وأضرب لكم مثالاً على ذلك: في بدايات حرب صفين جاء الكثير من السواد الأعظم إلى معاوية يقولون لـه: لا نتردّد أنا سمعنا بأنفسنا أو سمعنا من صحابة رسول الله (ص) كلاماً مشهوراً مسلّماً لا نتردد فيه، وهو ( يا عمّار تقتلك الفئة الباغية) ([6][6]) ، وها هو عمار بن ياسر يقاتل في صفوف علي (ع) مندفعاً بكل حماس ضد الشام والشاميين، فما كان لمعاوية أن ينكر هذا الخبر الواضح، فاستشار عمرو بن العاص بماذا يجيب هؤلاء، فها هو عمار يقاتل كلّ يوم في صفوف علي، وهو رجلٌ قد تجاوز التسعين سنة، ففكّر الرجلان بفكرةٍ وهي: أن عماراً مغشوش، وسيلتحق بنا، وسيرى الحق بعد حين، فاستمرّ السواد الأعظم يقاتل علياً (ع) ، باعتبار أنّ عماراً سيلتحق بجيوش معاوية، وإذا وجدوا عماراً في جانب من جوانب المعركة انحازوا عنه، فحاول الجيش أن يخدع نفسه، واستمرت معركة صفين وعمار مصرٌّ في خطاباته وحماسه مع علي (ع) ، وبعد فترة من الزمن وفي يومٍ معين قُتل عمار رضوان الله تعالى عليه، فصارت ضجة كبيرة في معسكر معاوية: بأنّك يا معاوية أنت ووزيرك وعدتمونا أن يلتحق عمار بكم، وها هو عمار قد قتل! فقال: أسألكم سؤالاً : أنحن أخرجنا عماراً من بيته، أم أخرجه علي (ع) ؟
أنظر عقل المسلم كيف ينحطّ في تفكّره ويقبل معاوية أميراً للمؤمنين لـه وقريناً لعلي (ع) ! تعرف ها هنا مقياس هذا العقل المنحط إلى الحضيض التابع لأمثال معاوية وعمرو بن العاص، فقال معاوية: أسألكم أيها الناس: أنحن أخرجنا عماراً من بيته ومأمنه؟ قالوا: كلاّ، أخرجه علي، فقال: إذن لسنا نحن من قتل عماراً، بل من أخرجه إلى سيوف المقاتلين فهو الذي قتله، قالوا: الآن عرفنا الحق، وتبصّرنا وعرفنا أنّ من قتل عماراً ليسوا أهل الشام، بل قتله من أخرجه إلى سيوف المقاتلين. وعلى هذه المقاييس إذن رسول الله (ص) قد قتل حمزة (ع) ، وكل الأبرار والمؤمنين والربانيين الذين قاتلوا تحت راية الأنبياء فقد قتلهم الأنبياء؛ لأنهم هم الذين أخرجوهم إلى ساحة القتال، والذي قتل حبيب بن مظاهر وزهير بن القين و ... هو
الحسين (ع) !
أيمكن أن يتصور إنسان عنده قدر من العقل أن يكون هذا هو كلام منطقي؟ كلاّ، ما كانت الأمة مخدوعة ولا تفهم، وبهذا القدر من الغباء، لكنها كانت تعيش حضارة جاهلية، ولذا قبلت قول القائل حينما قال: ( من ينازعنا سلطان محمد) ، فالخلافة الربانية سلطان وحكومة بعيدة عن معارف وأبعاد الرسالة وقيمها.
وأما بقية البنود فنتركها للمحاضرة القادمة إن شاء الله تعالى، وبعدها سوف نبدأ البحث عن الحجة (عج)، وهل نحن نعيش قرباً للظهور أو لا نعيش؟ ونحن لا نريد أن نوقّت، لكن نقول: اللهم اجعله قريباً، واجعلنا من الأنصار والمستشهدين في ركاب منقذ البشرية.
والحمد لله ربّ العالمين.


[1][1] ــ النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير 1 : 91 .
[2][2]ــ مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب 3 : 42 .
[3][3]ــ
[4][4]ــ الكافي، الشيخ الكليني 2 : 163 ، باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم،
ح 1 .
[5][5]ــ تاريخ الأمم والملوك، ابن جرير الطبري 8 : 186 .
[6][6]ــ دعائم الإسلام، القاضي النعمان المغربي 1 : 392 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق