الأربعاء، 24 أبريل 2013

@ عدالة الصحابة المحاضرة رقم 1



عدالة الصحابة 1

محاضرة لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

 
        من الأمور التي يجب أن نلتفت إليها في المقام صراع الحق والباطل بحسب السنن الإلهية هل ينتهي هذا الصراع على وجه الأرض أيمكن يوما من الأيام أن نشاهد الحق منتصرا بلا أن نجد في مقابله باطلا يتصارع معه منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم (ع) وصراع الحق والباطل محتدم إلى يومنا هذا وكم راح المؤمن يتمنى لو أن الله سبحانه وتعالى حسم النزاع بين المحقين والمبطلين وكم راح الإنسان الشيعي يندفع متمنيا أنه تعالى لمَ لم يذكر اسم علي (ع) في الكتاب المجيد و اسم الأئمة المعصومين من بعده بنص صريح واضح يكون سببا لحسم النزاع بين السنة والشيعة حتى لا تفتح الأبواب أمام المعاندين وأمام المؤولين والمفسرين للحقائق تبعا لأهوائهم و مذاقهم الخاص وهكذا راح الكثير من المؤمنين غيرة على الدين ليتحمس الواحد منهم قائلا لم فوت الإمام علي (ع) الفرصة حينما وجد القوم يتكالبون في السقيفة على الدنيا فترك الأمور ليتسابق إليها الأول والثاني ويندفع ثم يتكلم بعد ذلك حينما أخذت البيعة فياليته لم يتأخر وياليته بادر إلى السقيفة أو لعل الإنسان في بعض الأحيان يذهب مندفعا لمَ لم يقف الرسول "ص" في آخر أيام حياته ويبين للمجتمع فتنة قادمة ويفسق الرجال الذين يدبرون للأمر بعد رسول الله "ص" حتى لا تنقلب الأمة على أعقابها بعد رسول الله "ص" وتبقى رسالة الهدى واضحة نيرة للأجيال بدون نزاع طائفي بدون شبه وبدون مشكلات وسفك دماء وادعاءات المبطلين ولعل الكثير من المؤمنين راح ليتأوه أسفا على أن مسلم بن عقيل رضوان الله تعالى عليه حينما مكنته الفرص من عبيد الله بن زياد حينما جاء زائرا لشريك الذي كان صديقا له فلمَ لم يسمع قول شريك ويبادر إلى قتل عبيد الله بن زياد أو لمَ لم يسمع قول هاني بن عروة ولم يبادر إلى قتل عبيد الله بن زياد فكأنه ترك الفرصة الذهبية التي كانت بيده فلو كان قد قتل عبيد الله بن زياد لفتح الباب أمام قدوم الحسين (ع) وإذا وصل الإمام الحسين (ع) ولم تكن المسألة كما كانت في كربلاء بعيدا عن الكوفة لعل الأمر يكون بكيفية ثانية هكذا الكثير من المؤمنين غيرة على الدين يعيشون لهيبا في بواطنهم قد يتكلم بذلك المتكلم وقد لا يتكلم بذلك لكنها هي أمنية كل مؤمن أنه لم ترك الله سبحانه وتعالى إسم علي (ع) ولم يذكره بنص صريح في الكتاب المجيد؟
        لو أراد الله سبحانه وتعالى أن يحسم النزاع بين المحقين والمبطلين لما فتح المجال للتصارع بين الحق والباطل ولحسمه وهو أقدر القادرين سبحانه وتعالى لكن كون الدنيا دار اختيار واختبار، لا يمكن أن تحسم فيها الأمور و إلا لحسم النزاع في مرتبة سابقة على الإمامة في مجال التوحيد حسما حسيا بلا حاجة إلى أن يجتهد المجتهدون أي يبذل الإنسان جهده من أجل معرفة الحق مجاهدا في سبيل الله ليعرف التوحيد بالدليل والبرهان وينازع المشركين وينازع الملحدين والزنادقة والشيوعيين، كان الله قادرا في بداية خلق الإنسان أن يكشف نيرانه وجنانه للناس فسوف لن تجد أحدا ينازع في مسألة توحيد في مقابل شرك أو زندقة وما شاكل هذه الأمور .
        فالله سبحانه وتعالى أراد النزاع أن ينتهي على وجه الأرض بالدليل والبرهان أن ينتهي بجهاد المجاهدين في سبيل الله فإذا جاهد الإنسان جهادا علميا وجهادا زكاتيا تطهيريا للنفس تمكن أن يشاهد الحق و أن يميز الحق عن الباطل ها هو القران المجيد يشير إلينا بصراحة من القول في المقام أن التوراة والإنجيل أشارتا إلى نبي يأتي بعد عيسى عليه السلام إسمه أحمد (ص) ، هل لا كان قادرا أن يقول إسمه محمد (ص)، هل لا كان قادرا أن يحدد زمن ولادته في مكة المكرمة بآباءه وأجداده وأخواله وعنوانه وزمانه ومكانه يقينا كان قادرا أن يبين هذا فلماذا يأتي بكلمة أحمد ويبعث نبيا بإسم محمد "ص" ليرى أن النزاع على الأسماء وعلى الكلمات أم النزاع على الحق والباطل المعروف بسيرة أهل الحق هناك سيرة هي التي تقيم رجال الحق في مقابل رجال الباطل فالذين يخادعون أنفسهم حينما يأتي المتكلم منهم ويريد أن يناقش في كثير من الأمور التي وردت في حق علي (ع) من مسألة وحديث الغدير أو غير ذلك من الأدلة الكثيرة الكثيرة كأنت مني بمنزلة هارون من موسى، هؤلاء ما جاءوا ليجادلوا في حق وباطل، هؤلاء جاءوا عنادا ولجالا بتبعية لموروث أو اكثرية جاءوا لينازعوا في مثل هذه الأمور وإلا إن ترددوا في حقانية كرامة وخبر وحديث وتفسير آية لا يتردد المتردد منهم في أن المقدم بالعدل هو سائر على منهج رسول الله (ص) وما قسم الأموال بالعدل والسوية غير علي (ع) وهذه تقسيمات الخليفة الثاني بالطبقية واضحة لدى كل أحد لا يتردد فيها متردد .
        إذا كان لا يميز الحق من آية أو رواية هلا كان قادرا أن يميز الحق في سيرة طبقها علي (ع) وخالفها القوم جميعا إن كان يتردد في آية أو رواية هل كان يتردد في سيرة لرسول الله (ص) وهي سيرة الحرية وسيرة إبداء الرأي والتفاهم مع الاخرين هل وجدها متحققة في السقيفة حينما قام الثاني ليضرب سعد بن عبادة حينما خالفهم على نهمة على الكراسي هل كانت هذه سيرة رسول الله (ص) أنه إذا خالفه أحد يقول إجمعوا الحطب لنحرق أهل ا لدار بمن فيها ولو كانوا أطفالا صغارا، القوم يشاهدون سيرة لا تتناسب مع سيرة إنسان عادي فضلا عن سيد الكائنات فراحوا ليتجاوزوا على الأعراض فهل كان هناك من شبهة للقوم على مثل هذه المسألة ما كانت هناك من شبهة لدى أصحاب البصائر أما من كان يحاول العناد واللجاج فلو جئته بآية على الفرض والتقدير في كتاب الله قائلة من بعد رسول الله (ص) خليفته علي بن أبيطالب ومن بعده كذا نقيب وأسماءهم كذا وكذا فمن أطاعتهم وسار على خطاهم كان سائرا على خطى الرسالة وإلا فهو منقلب على الأعقاب لقال لك القائل نعم لكن من أراد أن يسترشد في مسائل العلم فعليه أن يتوجه إلى علي (ع) وما قال أن الحكومة والرئاسة تعود إلى على (ع)، من يريد أن ينحرف ويؤول لو جئته بألف دليل ودليل لوجدته مستعدا للمغالطات والتوجيهات والتأويلات فإذن نقول لو أراد الله سبحانه وتعالى أن يحسم النزاع بين السنة والشيعة في مسألة الإمامة لسبق الحسم في مسألة النبوة والتوحيد .
        فإذن لا يتوقع متوقع غيرة على الدين ويقول يا ليت الله سبحانه وتعالى ذكر إسم علي (ع) في كتابه المجيد إعلموا لو أن الناس جميعا كانوا على مذهب واحد كالمذهب الشيعي لاختلفوا أيضا فيما بينهم على آراء مختلفة، ما لم تطهر النفس وتزكى لا يمكن أن يقام العدل على وجه الأرض ولا يمكن أن تكون الدنيا دارا يعيش فيها الإنسان السعادة فالذي يريده الله تعالى من البشر ما أشارت إليه الآية الشريفة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) إن كان هناك جهاد في ميادين العلم وجهاد في مرتبة تزكية النفس وطهارتها تمكن الإنسان أن يتوصل إلى الحق وأن يطبق الحق وإلا فلا يمكن أن يطبق الحق ولو ظهر الحجة (عج) وجعل الناس أمة واحدة سيعودون مرة ثانية للصراع والنزاع وسيعود نزاع الحق والباطل مرة ثانية ولو تحت عنوان التشيع أو الإسلام الموحد ما لم تطهر النفوس.
        هذه مقدمة أردت أن أتكلم بها ولابد من الإلتفات إلى أن القصص القرانية التي أشارت إلى حياة بني إسرائيل ما كانت قصصا نمر عليها بدون أن نأخذ منها العبر هذه القصص التي تحكي عن حياة بني إسرائيل أنهم طلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم صنما كما للآخرين أصناما وآلهة ثم عبدوا العجل ثم طلبوا منه أن يروا الله جهرة وما شاكل هذه الأمور، هذه قصص تحكي سنن الله تعالى على وجه الأرض وأنها هي السنن القائمة بعد موسى عليه السلام وبعد عيسى عليه السلام وبعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوما الأمة تعبد عجلا ويوما تعبد الهوى العبادة لغير الحق هي واحدة سواء كانت عبادة هوى في السقيفة أو كانت عبادة عجل ظاهر كما في مسألة بني إسرائيل فإذن لابد وأن نلتف على أنه ليس هناك من أحد أغير على دين الله من الله سبحانه وتعالى وليس هناك من أحد أغير على الله تعالى من رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا عرف المؤمن على أنه لا أحد أغير من الله ورسوله على الدين يعرف أن الدنيا إنما جاء إليها ليقيم الحجة على الآخرين وليبين لأهل الحق الحق فمن تبع الحق تبعه ومن لم يتبعه كان ضارا لنفسه وكان مخالفا لربه فإذا بدئنا ببيان الشبهة التي هي مطروحة على الساحة لا يتصور متصور أنا نريد ببيان الشبه أن نحسم نزاعا في الكويت أو في أي بلد أخرى هذا النزاع سبقى إلى ظهور الحجة (عج) وسبقى إلى أن تظهر أشراط الساعة وحينها لا يقبل الله تعالى من أحد توبة إذا ظهر مظاهر أشراط الساعة أما حتى في زمان الحجة (عج) سيبقى النزاع بين الحق والباطل وإن كان الحق سيبقى أكثر ظهورا وأكثر سلطة وإنتصارا لكن ليس معناه أن النزاع سينتهي وهذه الليلة باختصار لأنها تتزامن مع وفات الإمام الصادق (ع) رئيس المذهب فلابد بالإشارة بعض الشيء إلى حياة الإمام الصادق(ع) : حينما يأتي الواحد منا ليتكلم عن سيرة الإمام الصادق (ع) يتكلم عن علمه عن ولادته وشهادته وكم عاش عاصر أي الحكام وماذا كان موقفه مع هؤلاء الحكام هذا هو الباحث عن سيرة الأئمة عليهم السلام ويقول قال زرارة عن الإمام الصادق في الصلاة كذا وقال محمد بن مسلم عن الإمام الصادق في الصوم كذا هكذا اعتاد الشيعة أن يتكلموا عن سيرة أئمتهم أين ذهب ما جاء به الإمام الصادق الذي تكلم به في المسائل العقائدية وفي العلوم المختلفة لجابر بن حيان ولغيره من أكابر العلماء في العالم لمَ يسمع الواحد من اسم الإمام الصادق فيأتي لينظر إلى الإمام الصادق بإكبار أكثر مما كان ينظر إليه مما يرجع إليه من بعد ما يرجع من جامعة من الجامعات في العالم الغربي.
        سمعت من أحد المشايخ يتكلم عن مكتبة في الغرب ولعلها في روما يقول دخلتها فوجد فقط عن الإمام الحسين عليه السلام خمس مائة كتاب خطي وما وجدت هذه الكتب في المحافل الإسلامية فلمَ إخواني نتكلم فقط عن آيات الأحكام و الأحكام ونترك سيرة حياة الإمام الصادق والباقر وبقية الأئمة متروكة مهجورة كالقران المجيد أو منهوبة بأيدي قوم آخرين حتى يكتب الغربي من ألمانيا كتابا في الإمام الصادق (ع) ويسميه العقل المفكر الشيعي أو يكتب آخر في بلدة أخرى عن الإمام الصادق (ع) ونحن نسمع بذلك من بعد ما تكتب مثل هذه الكتب لم نجزء الشريعة ولم لا تكون حوزاتنا منهجية هذا يبحث عما قاله الإمام الصادق في الفلكيات وذاك يبحث عما قاله الإمام الصادق في الفيزياء أو الكيمياء وليكن ثالث يبحث عما قاله الإمام الصادق (ع) في الأحكام الخمسة وجوبا وحرمة وما شاكل هذه الأحكام لم نستجدي حتى ما قاله أئمتنا من الغربيين،هذا واقع حياتنا وواقع مجتمعنا الذي نعيشه اليوم فليست اللائمة إخواني على سلفي متحجر مدفوع أو غير مدفوع من قبل الآخرين إن أصلحنا أنفسنا أصبحنا أقوياء في مقابل أي هجمة أي شبهة من الشبهة وإذا كنا ضعفاء فلا ننتظر من عدوٍ غربيا كان أو متحجرا سلفيا أو تكفيريا من الخوارج هؤلاء الذين تكلم عنهم الإمام علي (ع) وقال إنهم سيأتون في القرون يوما من الأيام تقربوا إلى الله تعالى بقتل علي (ع) فلا نستغرب في يوم آخر أن يتقربوا إلى الله بدمائنا بل نحن بأزاء علي (ع) إن كان العقل يصل بالإنحطاط إلى مرحلة بأنه يتقرب بدم علي (ع) ويقف فخورا فليس من الغريب أن نجد جهالا مجرمين في مثل هذه الأيام أن يتقربوا في العراق وفي غير العراق بقتل أتباع آل محمد هذا ديدنهم ولا نتوقع منهم غير هذا لكن علينا أن نعود مرة ثانية إلى فهم الكتاب المجيد، علينا أن نعود مرة ثانية إلى بحث سليم سريع وفهم واقعي عن حياة أئمتنا وعن علومهم المختلفة حتى نكون مسلمين حقا وحتى نكون شيعة شايعوا أئمتهم حقا لكي لا نكون مدعين وإلا فالإدعاء كثير فكم من سني يدعي الإنتساب إلى سيد الكائنات ولا ربط له بمحمد (ص) فلا نكون كالقوم ننهى عن أمر ونحن نأتي بمثله.
والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق