في خطى الرسالة المحمدية المحاضرة 4
كتبت من محاضرات صوتية لسماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني قبل سنوات
في سوريه
)كتابة منصورة محمد كاظم الخاقاني)
بقيت بعض الأمور المتعلقة بزمن الظهور
أو قبل الظهور، هناك علائم عدة تذكر في الكتب وتسمى بعلائم الظهور وهناك علائم
أخرى تذكر وتسمى بعلائم الساعة أو أشراط الساعة فهل هناك من فرق بين العلامتين أو
هي تكون في زمن واحد؟
أشراط الساعة إنما تكون في آخر الزمان
حينما ينتهي النزاع بين الحق والباطل، حينما يريد الله سبحانه وتعالى أن يقضي على
كل ما يجري على وجه الأرض لتقوم العلائم وتظهر العلائم التي لا تبقي للتوبة مجالاً
عند وذلك عند ظهور أشراط الساعة لا تقبل من أحد توبة ولا ندامة ولا رجوع ولا أي
شيء وكأن الإنسان يعيش بداية يوم القيامة فإذا ظهرت أشراط الساعة وزلزلت الأرض
وأظهر الله كثيراً من آياته على وجه الأرض التي تجعل الناس يلتجئون إلى الله خوفاً
من تلك الآيات والمظاهر فإنه بمجرد أن تصل الآيات في مظاهرها خوفاً وهيمنة فيظهر
الله سبحانه وتعالى ببعض مظاهر آيات الجبروت كالسلطان والمهيمن والمنتقم وما شاكل
هذه المظاهر فإنه بمجرد أن تظهر هذه المظاهر على وجه الأرض يسد باب التوبة وتسد
جميع الأمور لأن الناس تصبح ملتجئة إلى الله كما يكون ذلك في يوم القيامة فندم
الإنسان يوم القيامة لا يفيد لأنه انتهى دور الإختبار وتصارع الحق والباطل
كلامنا عمّا يرجع إلى علائم الظهور،
هناك علائم كثيرة تذكر في المقام من جملة هذه العلائم قتل النفس الزكية، كثير من
الروايات تقول إنها من جملة علائم الظهور، أرجو التوجة إلى أمر، هل إن العلائم
التي تتكلم عنها الأخبار هي علائم يفهمها كل أحد أو هي علائم يفهمها أهل البصائر؟
لو كانت علائم يفهمها كل أحد جلية واضحة لا يختلف فيها إثنان لانسد باب النزاع بين
الحق والباطل فلابد وأن تكون العلائم لأهل البصائر الذين ينظرون إلى الأمور بنور
الله تعالى، هؤلاء يتمكنون أن يميزوا هذه العلائم ويشخصوها ويستفيدوا منها
للإرتباط بالحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وللإرتباط بالدعاة المرتبطين به، فإذن
علائم الظهور كالنفس الزكية وقتلها الإنسان العادي ربما تدفعه الرغبات، ربما تدفعه
المصالح، ربما يدفعه الجهل أن يسمي كل مقتول على يد ظالم هو ذلك الرجل المقصود وهو
صاحب النفس الزكية، أنا أحب زيداً قابل دولة ظالمة قتلته تلك الدولة أعتبره
باعتقادي شهيداً وهو المشار إليه بالنفس الزكية، فكم مر التأريخ في كل قرن من
القرون إذا قام رجل حق أو رجل بمنظار المجتمع أنه من رجال الحق ووجده الناس زكياً
تقياً سواء كان في الواقع تقياً زكياً أو لم يكن في الواقع تقياً زكياً لعله دفعته
دوافع الرئاسات والزعامات في كل قرن جاء الناس ليقولوا فلان هو صاحب النفس الزكية
وقد قتل فإذن الظهور قريب ، مثل هذه العلائم علائم عامة يشكل تشخيصها على أنها هي
لزيد أو لعمرو هي في القرن الكذائي أو في القرن الكذائي فمن أصعب الأمور أن يتمكن
العامة ببصيرة عموم الإدارك لا ببصيرة أولياء الله لا ببصيرة من ينظر بنور الله أن
يميز مثل هذه العلامة وأن يشخص الرجل المراد منها حتى يقول هذه هي العلامة فيا نفس
استعدي للقاء الحجة عجل الله تعالى فرجه وأن ظهوره قريب
من جملة العلائم حرب تقوم بين المشرق
والمغرب أو بين أهل الشرق والغرب يقتل فيها رجال كثير، لعلنا اليوم نطبقها على
زماننا وما حدث من غزو الغربيين للبلاد الإسلامية ولعل آخر طبقها على المغول أو
التاتار، ولعل البعض طبقها على الحروب الصليبية ولعل البعض طبقها على كثير من
الحروب التي جرت بين المسلمين والرومان فكل واحد جاء ليطبق مثل هذه الظواهر على
زمانه ظاناً أنها هي العلامة التي تشير إليها بعض الروايات .
وكذلك إخواني بعض الروايات تقول إذا
صار الظهور ظهر جبرائيل عليه السلام واضعاً رجلاً في المشرق ورجلاً في المغرب وإذ
به ينادي يا أهل الأرض ترقبوا ظهور المهدي وترقبوا ظهور الحق وانبساط العدالة على
وجه الأرض هل يمكن أن تكون هذه العلائمة من جملة العلائم التي تكون من علائم
الظهور أم لا؟ إن أخذنا هذه العلامة بظاهرها فهي من أشراط الساعة لا من علائم
الظهور ، لم مثل هذه العلامة التي يظهر فيها جبرائيل عليه السلام للبشرية منادياً
الناس عليكم بمهدي آل محمد عجل الله تعالى فرجه فلا يبقى بعد ذلك هناك من صراع بين
الحق والباطل، الناس كلهم يلتجئون إلى الحق ويخافون من ربهم لأن الناس لا يدركون
إلا المحسوس فإذا شاهدوا ملكلا بهذه المظاهر ومحسوساً يسمعون صوته ويرونه وهو
يهددهم ويخاطبهم فلا يبقى هناك من نزاع بين الحق والباطل فهذه العلامة إذن تناسب
أشراط الساعة ولا تناسب أيام الظهور أو تناسب علامة ومقدمة للظهور، فإذن نعود
ونقول مرة ثانية مثل هذا النداء إن قلنا أن هذه الأدلة من علائم الظهور لا من أشراط
الساعة إنما هي لأهل البصائر، علامة يدركها أصحاب البصائر، كيف يسمعون نداء
جبرائيل عليه السلام وكيف يشاهدونه وكيف وكيف؟ لا ندري لأن مثل هذه تحتاج إلى زكاة
وطهارة نفس لا تفهم بالدليل والبرهان، الإنسان قد يدخل الحوزة أو قد يدخل الجامعات
فيفهم أدق المعاني دليلاً وبرهانا لكن أين أصحاب الدليل والبرهان من الذين زكّوا
أنفسهم فطهرت نفوسهم فصارت شفافة ترى الحق حقاً والباطل باطلاً وترى نور الله فلعل
هذا كلام يشير إلى نور وتجلٍ إلهي يظهر بواسطة جبرئيل عليه السلام يشاهده أهل
البصائر فيستعدون للقاء المهدي عجل الله تعالى فرجه.
فإذن بعض الأمور من الصعب أن نجعلها
من علائم الظهور وإن جعلناها من علائم الظهور فهي من العلائم التي يدركها أصحاب
البصائر لا العامة من المسلمين فضلاً عن غيرهم .
ومن جملة العلائم بزوغ الشمس من
المغرب فهل أن الله تعالى يغير مجاري الكون فبدلا من أن تبزغ الشمس من المشرق
يجعلها بازغة من المغرب أو هو كلام آخر، أيضا إخواني من المستبعد أن يغير الله
سبحانه وتعالى مجاري الكون لأن بتغيير مجاري الكون الناس سيجزمون جزماً قاطعاً أن
هناك حدثاً كونياً مهماً وتغييرا لنواميس الكون والله يريد في زمان الحجة عجل الله
فرجه أن يبقى النزاع والصراع بين الحق والباطل ومثل هذه التغييرات الكونية لا تدع
مجالاً لنزاع بين الحق والباطل فلعل المراد من مثل هذه الكلمات أن الله سبحانه
وتعالى يريد أن يشير إلى واقع وهو أن القلوب إذا بنيت على العناد واللجاج يصبح
الإنسان أبده البديهيات لا يدركها، لما جاء رسول الله (ص) وكانت اليهود تدّعي ما
تدّعي وأنها هي التي ستقوم بهذه الدعوة الهامة النبوية وإذ بمشركي قريش مع كل
فسقهم وجرائمهم وغيرهم من الأمم على كل ضياعهم جاءوا إلى الحق وسمعوا نداء الحق
واليهودي إلى يومنا هذا لم يسمع نداء الحق أبداً لأنه معاند فالكثير من النفوس
التي تسمي نفسها نفوساً مسلمة إعتادت على العناد واللجاج والنفس إذا انطوت على
العناد واللجاج تصبح من بعد فترة لا تعرف إلا خباثة ولجاجا وعناداً بعيدة عن كل
دليل وبرهان فضلاً عن زكاة النفس فلعل مثل هذه الروايات تشير إلى أنه عند الظهور
سيلبي دعوة الحق فساق الغرب لأنهم فسقة عملاً ولم يصابوا بمرض اللجاج والعناد كبعض
المسلمين الحاقدين على مذهب آل محمد صلى الله عليه وآله فأولئك سيصبحون أقرب من
هؤلاء لأن أولئك إن فسقوا فلم تختل ضمائرهم ولم تختل فطرتهم عما يمكن أن يدركوه من
الحق ومن الموازين وإن كان الإنسان شارباً للخمر فشارب الخمر أهون ممن شرب العناد
والحقد واللجاج فأصبح يعيش حجاباً ظلمانيا لا يمكن أن يطهر إلا بنار الله الموقدة
فلعل مثل هذه الروايات تشير على أن الشمس ستبزغ من المغرب يعني أن الله سبحانه
وتعالى لوجود أرضية خصبة في الغرب ولو بقدر ما لا نريد أن نعطيهم أكثر من حجمهم
ومن واقعهم لكن لا يحقد عليك لأنك شيعي ولا يعاديك لأنك شيعي ولا يحقد على الحق
بما هو حق ولو كان لا ربط له بدين فهناك لعل الأرضية تكون أحسن من أرضية ديارٍ
مسماة بديار المسلمين ملأت خبثاً و حقدا وعنادا وإلى يومنا هذا الكثير منهم لم
يتغير عمّا هو عليه من الحقد ومن تسمية أتباع آل محمد صلى الله عليه وآله بالروافض
وبالزنادقة وبما شاكل هذه التعابير.
فالأمة التي بعد الف وأربعمائة سنة
بعد الظهور هي بعد تعيش ضلالة السقيفة فلا يمكن أن نتوقع منها في يوم وليلة أن
تسمع نداء الحق فإذن علائم الظهور إخواني الكثير منها قابلة للتوجيه والتفسير وكون
الإنسان أن يكون جازماً لأنها هي في زماننا هذا من الصعب جداً لأن كل أمة مرت عانت
ما عانت من الظلم والإضطهاد، الذين عاشوا في زمان بني أمية عانوا ما عانوا من
الظلم والإضطهاد فكانوا يظنون الفرج في زمانهم والذين عاشوا في زمن بني العباس
والأتراك وغيرهم إلي يومنا هذا الناس تعاني ما تعاني من الظلم والإضطهاد وكذلك من
بعد ما تعدى القوم في السقيفة على علي عليه السلام من ذلك اليوم اختلت كل الموازين
وشاهد أهل الحق ما شاهدوا من العدوان والإضطهاد ففي كل زمان الناس لعلهم يظنون أن
الهداية والظهور سيكون في زمانهم فعلائم الظهور إنما هي من العلائم التي يدركها
أهل البصائر ببصائرهم ليعدوا النفوس للقاء منقذهم للقاء ولي الله الأعظم أما
العامة من الناس فإنهم يعيشون الغفلات ويعيشون البعد عن واضحات الأمور وإذا كانت
العلائم وصلت إلى الإدراك الحسي تسد الباب وهو النزاع بين الحق والباطل والله
تعالى يريد حتى عند الظهور أن يبقى النزاع بين الحق والباطل قائماً.
إخواني ومن جملة المطالب التي يجب أن
نلتفت إليها: الكثير من الروايات تؤكد وتصرح على أنه عجل الله فرجه الشريف إذا ظهر
يظهر في زمان لا بيعة لأحدٍ في رقبته أو في عنقه، هاهنا تسائل قد يخطر على بال كل
مؤمن، عن أي بيعة تتكلم هذه الروايات؟ أي بيعة كانت في عنق غيره من الأئمة
المعصومين حتى لا تكون في عنقه عجل الله تعالى فرجه، هل هناك من بيعة؟ فإنها قضية
سالبة بانتفاء الموضوع، أي بيعة كانت متحققة حتى تتكلم الروايات وتقول إذا ظهر
يظهر في زمان لا بيعة لأحد في عنقه هل بيعة السقيفة كانت بيعة؟ أمثل هذه تسمى
بيعة؟ فليخرج علي عليه السلام وإلا أحرقنا الدار بمن فيها ولو كان فيها فاطمة بنت
محمد (ص) ولو كان فيها الحسنان (ع) ، أهذه بيعة؟ هذه بيعة تحت ضلال السيوف، بيعة
بهذه الهمجية وبهذا العدوان ساحقين تحت أقدامهم موازين الوصاية وموازين الشورى
يسمّون عدواناً وهمجية باسم البيعة أكانت بيعة هذه؟ حتى تتكلم عنها الروايات هذه
مثالية البيعة بعد رسول الله (ص) وهي قد أخذت من علي (ع) بما تعلمون وأخذت من سعد
بما تعلمون فلما عجزوا من أن يرغموه على البيعة قتلوه وادعوا أن الجن قد قتله هذه
مثالية الديمقراطية والحرية والإنسانية والبيعة والشورى بعد وفاة رسول الله (ص)
تجسدت في زعيم بني هاشم حينما جائوا يهدمون على داره وهو أول الناس إسلاماً وهو
علي وما أدراك ما علي لا ينكره منكر وتجلت في أخذها من الأنصار بمظاهرها وأما
البيعة في زمان بني أمية وفي زمان بني العباس وإلى يومنا هذا فعليها الف سلام
وتحية تنصيب وجعل بإسم البيعة وبإسم الشورى فعن أي بيعة تتكلم الروايات من أنه إذا
ظهر لا تكون لأحد بيعة في عنقه؟
لا نريد أن نتكلم عن بيعة حق في مقابل
بيعة باطل بيعة الحق هي البيعة التي كانت في رقاب المسلمين للأئمة الإثني عشر وعلى
رأسهم علي عليه السلام بيعة نص ربوبي، هذه ما حصلت حتى تتكلم عنها الروايات أو
بيعة معارف بما نسميها اليوم بالديمقراطية والحرية هذه أيضا ما حصلت فلا بيعة
الكرامة والشرف والإنسانية حصلت ولا بيعة الديمقراطية والحرية حصلت كذلك بعد وفاة
رسول الله لتشير إليها مثل هذه الروايات ولا بيعة إلهية سماوية حصلت بأدلة الغدير
وغيرها حتى تتكلم عنها مثل هذه الروايات فعن أي بيعة تتكلم هذه الروايات؟
لا إكراه في الدين فلو أن المسلمين
جاءوا بعد وفاة رسول الله (ص) من بعد ما سحقوا قيم الرسالة بنصوصها وقيم الإنسانية
والشرف والكرامة والحرية بقيمها حينما سحقوا هذه جميعاً تحت أقدامهم وسموا أمثال
يزيد بن معاوية بأمير المؤمنين فوجدوا تجليات الرسالة السماوية بأبعاد الكتاب
والسنة ومظاهرها النبوية متجلية بشربة الخمور فلهم ألف هنيئ ، المسلمون الذين
وجدوا في أمثال يزيد بن معاوية تجليات الرسالة وقيمها بكتابها وسنتها ووجدوا مظاهر
سير رسول الله (ص) المظاهر العظيمة التي تكلم عنها (إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق)
وبما مدحه الله تعالى من الخلق العظيم حينما وجد المسلمون هذه المظاهر والقيم
الرسالية بكل أبعادها متجلية في يزيد بن معاوية فليكن أميراً للمؤمنين، إذا كان
هذا أمير المؤمنين فكيف يكون حال المؤمنين؟ إذا كانت زعامة المؤمنين متجلية بيزيد
فيقيناً المؤمنون التابعون لهذا المؤمن الذي هو رئيسهم تعرف مكانتهم ومعارفهم
وأبعادهم وما يستحقونه من الشريعة هذا أولاً وإذا كان الدين الإسلامي لا إكراه في
الدين ترك اليهود والنصارى وما أجبرهم أن يدخلوا في الإسلام إذا كان الإسلام يكرم
اليهود والنصارى وما أجبرهم أن يدخلوا في الإسلام فليكن المؤمن على جهالته وضلالته
وعلى تسميته لأمثال يزيد بن معاوية أميرا للمؤمنين اعتبرها بيعة في عنقه والتزم
بها فإذا كان المسلمون قبلوا مثل هذه الولاية وقبلوا مثل هذه الإمارة ووجدوا فيها
معالم الرسالة بكل أبعادها متجلية جهلاً أو فسقا أو بعداً عن المعارف لأي جهة من
الجهات، إذا كان الله سبحانه وتعالى يقرّ اليهود والنصارى على ما هم عليه ولم
يجبرهم أن يدخلوا في شريعة رسول الله (ص) فبالأولى أن يقر المسلم الجاهل التابع
لأمثال هؤلاء الفسقة الجناة أن يقره على ما هو عليه إن أحب أن يكون هؤلاء مظاهر
لرسالة رسول الله (ص) فبعد هذه المقدمة أرجو التوجه:
إذا جاء الناس وبايعوا رجلاً وقبلوه
على أنه ممثل لرسول الله بعد سحق مقدمتين الشورى بقيمها والنصوص بعلو مكانتها
الإلهية، الله سبحانه وتعالى قال لا إكراه في الدين هل هذه شريعة رسول الله (ص)؟
قالوا نعم، هل يمثلها يزيد بن معاوية؟ قالوا نعم ، هل ترون في يزيد بن معاوية
تطبيقا وشرحاً لرسالة رسول الله؟ قالوا نعم، مستوى الرسالة التي جاء بها خاتم
الأنبياء صلى الله عليه وآله هل هي هذه؟ قالوا نعم، فإذن هذه الرسالة التي كنتم
تنتظرونها وهي رسالة السلام؟ قالوا نعم فإذا قالوا نعم وبايعوا رجلاً لا يخالفهم
إمام من الأئمة على ذلك هذا مستواهم وهذا ما يستحقونه وهذا ما يدركونه وهذا ما
يسئلون عنه يوم القيامة عند ربهم أكانوا قاصرين أو مقصرين وإذا كانوا مقصرين لم
قبلوا هذا لأنفسهم ولم ولم هذه أمور أخرى.
فإذن تكريماً لحرية الرأي حينما جاءت
الأمة لتبايع من سمتهم بأمراء المؤمنين وقبلوا ذلك واحتج علي عليه السلام محذراً
من مغبة أمر عظيم وخطر عظيم وأصرت الأمة على فلتة فكانت فلتات أرضيتم بذلك قالوا
نعم بعد ما أقام الحجة وامتنع ستة أشهر من البيعة جاء فبايع إن كان هذا هو الإسلام
فهذه البيعة إنما هي تكريم لما سماه المسلم بإمارة وزعامة وما شاكلها، وكذلك ما
حصل بواسطة الإمام الحسن عليه السلام أو بواسطة بقية الأئمة عليهم السلام فإنه ما
كان تكريما للقيم الإنسانية ولا كان رضوخاً لواقع النص وإنما كان تكريما لحرية
الناس، الناس الذين يريدون هذا ويصرون عليه فليكن ديناً لهم ولتكن خلافة لهم وليكن
أمراً يرجعون إليه، فإذن ما حصلت بيعة لشورى بمكارم الأخلاق ولا كانت رضوخا لواقع
رسالة بنصوصها لكن حصل أمر وهو أن المسلمين قبلوا هؤلاء أمراء وجاءوا وبايعوهم فإذا
قبلوا هذا و قلنا لا إكراه في الدين وقد كرّم الله اليهود والنصارى على ما هم عليه
من الأخطاء واندارس شرايعهم قبلها يهودية فكرمهم بحرية الرأي وقبلها نصرانية
فكرمهم لحرية الرأي لأنهم ينسبون أنفسهم إلى أنبياء ولم ينسبوا أنفسهم إلى الأصنام
إن كانت هذه هي الرسالة وهذا هو الواقع فالبيعة التي حصلت ما نقضها إمام من الأئمة
حتى من بايع المتوكل ما نقض بيعة للمتوكل فمثل هذه البيعة هي التي تشير إليها
الروايات وهي البيعة تكريم لحرية الرأي ولو كان الطرف خاطئا وجاهلا ويعيش الظلمات
بإسم النور فإنه مادام سمّى الظلمة نورا فلتكن نورا له يلقى بها ربه، مثل هذه
البيعة ما حصلت في عنق الحجة عجل الله تعالى فرجه وسيظهر في زمنٍ المسلمون لا
يسمون الولاة بأمراء المؤمنين إنتهى ذلك الزمان فإن الناس يسمونهم الآن بالحكام و
القادة والأمراء لأن العقلية تجاوزت هذه المرحلة فالمسلم اليوم لا يسمي هؤلاء
بأمراء المؤمنين.
وثانياً سوف
تصل الناس إلى ضياع تام تعجز من كل غاياتها التافهة فتعيش ضياعاً فإذا جعل الضياع
يده بيد اليأس من كل داعية جاءت القادة من المسلمين والنصارى واليهود فادعوا ما
ادّعوا من الحق حتى وصلت الأمم إلى اليأس التام من كل داعية حق نصرانيا كان أو
يهودياً أو مسلماً سنياً أو شيعياً وجاءت الناس لتسمع نداء العدل والحرية والحق من
المدعين للديمقراطية والإشتراكية والشيوعية و العلمانية وسييأسون من الجميع فإذا
يأس الناس من الجميع تقول الروايات دولتنا آخر الدول ولن يبقى أهل بيت لهم دولة
إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا لو ملكنا سرنا بمثل هذه السيرة فإذا
ملكت جميع الطوائف على اختلاف مذاهبها ومسالكها نسبت نفسها إلى شرائع السماء أو
جاءت لتتكلم بمسلكية دنيوية بأي عنوان من عناوينها فإذا يأست البشرية لجانب
وأهلكها الضياع بجانب آخر، وتعبت من كل فسق وفجور إذا تعبت البشرية سيكون الظهور
فالظهور عند اليأس وما بقيت إلا بعض الرايات وسوف تيأس منها البشرية بعض الرايات
انكشفت أو ستنكشف عن قريب والراية التي تهز العالم اليوم هي الراية العلمانية
وتدّعي ما تدّعي يجب أن تنكشف ويجب أن يعرف الناس جميعاً أن هؤلاء ليسوا دعاة حق
ولا خير وإنما جاءوا لكل جريمة بإسم العدالة وبعد ذلك يكون الظهور ونحن نرتقب
الظهور ولعله سيكون قريباً وعلينا أن نعدّ النفوس لذلك اليوم العظيم بعد يأس
البشرية من كل داعية وضياعها والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد
وآله الطاهرين
www.alkhaghani.org
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق