الجمعة، 3 مايو 2013

@ أما آن

نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

في تأملات سياسية لحال الامة والشعب

………………………………………………………..

 

أما آنَ أن يزهو بمبسمه الفجرُ ..

                                    .. فقد طال ليل الهجر وانعدم الصبرُ

 

أما آنَ أنْ تعلو على الأفق أنجمٌ ..

                                     .. تنير بجنح الليل يقدمُها البدرُ

 

أما آنَ أن تجلى الغيوم لتعتلي ..

                                   .. على الأفق شمسٌ في نواظرها البِشْرُ

 

أما آنَ أنْ يعلو على فنن الهوى ..

                                     .. بألحانه طرباً لذي شغفٍ طيرُ

 

أما آنَ أن تصحو من النوم أمةٌ ..

                                    .. يعشعِشُ في أوطانها البومُ والفقرُ

 

أما آنَ أن يُبكى على حال أمةٍ ..

                                   .. رماها بسهم الذلّ للوهن القهرُ

 

أما آنَ أنْ تستنهض البيض للعلا ..

                                       .. براية عدلٍ في طلائعها النصرُ

 

أما آنَ أنْ يستبدل الجور والشقى ..

                                      .. بصبح سلامٍ في مرابعه العِطرُ

 

……………………………………………………

@ تضج لله من حكامها الأمم

تضج لله من حكامها الأمم


نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


******************************

تضج لله من حكامها الأممُ .. وتشتكي جور مَنْ هم في الشقا علمُ


تعيش في نكد الأحزان غارقةً .. في بحر أدمعِها والقلب يضطرم


كأنّها من أسى الأحزان سالكةً .. درب المنايا وفي أحشائها الضرم


تبكي على جدث الأحباب نادبةً .. حظاً تعثّر فهْو البؤس والألم


تريد من ربّها في ليل محنتها .. كشف الكروب التي ماجت بها الظلم


تدقّ باب مليك الكون سائلةً .. منه الكرامة حيث العدل ينعدم


وحيث قد بيعتِ الأوطان قاطبةً .. لخسّةٍ من ولاةٍ مالهم ذمم


كأنهم خلقوا والشرّ من سبخٍ .. ملحٍ أجاجٍ هو الإعصار والحمم


فأين ما حلّ منهم واحدٌ هلكتْ .. لشمّ أنفاسه الأشجار والأمم


كأنهم توأمٌ والمكر قد خلقوا .. فيا لهم من ولاةٍ خيرهُمْ نقم


فهمْ وإبليس والحجاج من لهبٍ .. هو الشقاوة والأحقاد والألم


فهاهي الأرض من اجرامهم شررٌ .. وهاهو الكون من سفك الدماء دم


وها هو الشعب في أكواخه ألمٌ .. وها هي الدور من أحقادهم كوم


لم ينج من بطشهم طفلٌ ولا هرمٌ .. ولا عجوز بكوخ البؤس تعتصم


لهم مفاخر عزٍ كلها شرف .. لا يرتقى لعلا أنوارها القلم


سراق شعبٍ لهم في النهب معرفة .. وفي الأكاذيب سفرٌ واسع عمم


كواسرٌ لبست للمكر أقنعةً .. تخفي بها غور شرٍ حين تبتسم


وحين تأتي إلى الأيتام واضعةً .. فوق الرؤوس أكفّاً ملؤها سقم


تظن من جهلها تخفي شموس علاً .. بحجب غربالها إنْ تشفع الظلم


فارْحمْ أيا ربّ من قد جاء ملتجأً .. بباب لطفك حيث الجود والكرم


واجْعلْ له من دجى أيامه فرجاً .. بمطلع الشمس حيث العز والنعم


فوعدك الحق فيما قلتَ من كلمٍ .. وقولك الصدق يا من لطفه نسم


فأنتَ من قال بعد العسر ميسرةً .. وبعد طيش الدجى الأنوار والنظم


……………………………………………………………………

مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
كما يمكنكم متابعتنا على كل من 
لكي يصل إليك كل ما هو جديد رجاء أرسل رسالة فارغة إلى العنوان التالي:
kazemalkhaghani@gmail.com
 

@ يا طفلة

يا طفلة

نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

في محاكاة  لآلام طفلة في وطن

……………………………………………………………………….

إنْ شئتَ حقا حديث الوجد والألمِ .. فقفْ على سَفح الأكواخ لا الأطمِ

وسلْ ثراها عن الأيام قاطبة .. تخبرك ما شهدتْ من طعنة الحمم

فيا رفاة لأكواخ مبعثرة .. لا تُسلمي للبلى كنزا من العظم

فيكِ انطوى سرّ أجيال معذبةٍ .. سفر الوجود بها قد خط للأمم

بالأمس كانت تناغي البؤس شاحبة .. منها الوجوه وتسقى شربة الضرم

حديثها الكرْبُ لو أصغتْ له أذنٌ .. وأمعنتْ في صداها ليلة الغسم

كأنها من تخوم الأرض مسفرة .. عن وجهها لذوي الأفهام والحكم

راحتْ لترسم من جرح الأسى قدرا .. آفاقه سُحُبٌ من نغمةِ الهمم

فقلتُ للأُذن لمّا أمعنتْ وصغتْ .. لا تكتمي القلب هولاً من لظى الدهم

كم صرخة بسهام الحقد قد خمدتْ .. لطفلة تذكر الأهلين كالحلم

يا طفلة بظلام الليل أرقها .. ريبُ الزمان فلم تهلكْ ولم تنم

لا تمسحي الدمع خوفا عند مغتربٍ .. ذاق المرارة أطباقا من الألم

وحدّثي القلب قبل الأذن في نغم .. يروي الصبابة طراً من لهيبِ ظمي

إني أراك بكوخٍ ساده قتمٌ .. من الكأبة في جيش من العدم

قد مدّ طرفاً لأثوابٍ مرقعة .. منك البغاة باسْم السِلم والسَّلم

فكمْ لهمْ لو تقوم الأرض شاهدة .. يوم الحساب من العاهات والوصم

وكمْ لهمْ في خريف الدهر من أمم .. تنازع الفقر والحرمان للظلم

يا طفلة مَنعَ المكر البغيض لها .. باسْم العدالة حتى صرخة السقم

أنينها الكفر إنْ بثتْ به سُحُبٌ .. في محفل طاف فيه الكأس بالنغم

لأنه في ربوع الغيد إن طربتْ .. يكدّر العيش للأعلام ذي الحشم

لأنهم في حديث كله كرمٌ .. تهدى القلائد فيه للظبى العصم

وترسم الخطة الغراء إنْ ثملتْ .. أرباب شعب بكأس الطيش والصمم

فإنهُمْ من دعاة الحقّ إنْ نطقتْ .. وعّاظهم ليلة التتويج للصنم

خاضو لباباً من الألفاظ فارغة .. حيّتْ لها زمُر الأوهام بالدّهم

فليتهُمْ لمْ يكنْ يوما لهمْ كرمٌ .. والشعب يكدح في دوّامة النقم

وفي جوار لهُمْ من كلّ مشيخةٍ .. صِنفٌ يغرّد بالتبجيل والعِظم

كأنهم ينعتون الحقّ في كلم .. أو الهداة ذوي الألباب والحكم

كفي أيا زمر الأوغاد عن دنسٍ .. ضحى الحقيقة للهنديّة الخذم

إني وجدتُ أحاديث الكرى سُفنا .. تموج من نقمات الظالم الغلم

لله ماذا أرى من كفّ طاغيةٍ .. تبيد ركب السرى في كلّ مصطدم

إنْ ذكّرَتْ بعهود الله في كلم .. هبّت إلى باعة الأوطان والنظم

فبادرتْ في أحاديثٍ ملفقةٍ .. إنّ الرشاد بجنب الحاكم العلم

توجّه المكر والإلحاد قاطبة .. لقادة الكفر والإجرام والظلم

يا للحقيقة والإسلام كمْ لعبَتْ .. في ناصع المجد منها عصبة الأثم

راحتْ تتاجر بالألفاظ رافعة .. شعائر الحقّ للإيقاع بالنظم

فباتْ كنز الهدى في كفّ طاغيةٍ .. يصاغ للمكر والتضليل واللمم

يصاغ كالتبر جودا في مظاهرهِ .. وفي البواطن منه الموت للنسم

يا عصبة المكر في جنب الطغاة أما .. آن الأوان لنصح الشيب والهرم

كفي أيا عصبة الأوغاد من شرر .. لوقيس بالكفر كان الكفر كالسلم

كم قد مدحتي من الأوغاد أنظمة .. هي المظاهر للإجرام لا النظم

وكم رويتي أحاديث السما شططا .. في حقّ طاغيةٍ في الأعصر الدهم

وقلتِ أنّ العلا قد بات مفتخرا .. بصولة القائد المقدام ذي الهمم

 ………………………………………………………………..

مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

 

@ ربع الأحبة

ربع الأحبة

قصيدة نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني في حال بلاد المسلمين من ذلٍ  وضياع لموازين الحق

…………………………………………………………………..

 

أراكَ تأنّ الليــــل والعين تدمعُ .. فهلْ أنتَ صبّ للــــــــهوى يتوجّعُ

فإن كنتَ تبكي للـصبابة والـــــهوى .. ديارا فذا ربع الأحبــــــة بلقع

وإنْ جئتَ تبكي بعد قارعة الـنوى .. خليلاً فدار الوجد جدبٌ وأدمع

عفى رسمها من بعد ما سار أهلها .. ولــمْ يبقَ فيها مؤنسٌ أو مودّع

ودعْ عنكَ هذا الحيّ إن جئتَ تشتكي .. فليس به من للصبابة يخشع

تناساكَ مَنْ قد كان بالأمس صاحباً …. وقدْ راح للعذال بعدكَ يركـــــع

وإنّ رجالا كنتَ تــــأمل حزمهم .. فها هُمُ على نطع المــــــذلة خضّع

أضاعوا لــــــدنيا الماكرين تراثهمْ .. فكيــف بهمْ بعد الدناءة تطـــمع

وليس غريبا أن ترى الناس ركعاً .. بأعتاب من في كمّه الخضر تلمع

وإنّ الألى كانوا حماةً لمجدنا .. نســوا العهد لمّا دغدغ الخصرَ مطمع

وإنّ بلاد المســــــــلمين وفيئــــــهم .. يباع ببخسٍ والتـــــراث يضيّع

وكم باسْم ذا الدين القويم ونهجه .. أضيــعتْ موازينٌ لها الشرع يتبع

وصار الهوى باسْم الهدايةِ مصـــــدرا .. لكلّ شقيّ في الضلالة يقبع

وصار يـــــداً للــــــجائرين وملهماً .. رجالٌ همُ للعلـــــم كهفٌ ومرجعُ

فكـــــنْ واثقاً بالله وأْمَل ثوابه ……. ففي الله يا صاح المكارم تٌجمع

 

……………………………………….

@ ضياع الأمة

ضياع الأمة

نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني في محاربة الحق بإسم الدين

……………………………………………………………

 

قد طال ليل الشقى بالجور والظلمِ .. وساند الجور جهلُ الناس بالقيمِ

فضاع كلّ سبيل يستضاء به .. من ناصع الحق أو من قائم النظم

وحوْربَ الحقّ باسْم الدين في كلم .. قد صاغه المكر باسم العدل والحكم

فبات أهلُ التقى ما بين مضطهدٍ .. وغارق في الدما من طعنة الخذم

وعاش دهراً جميع الناس في نكدٍ .. خير المواهب منه لفحة الضرم

وراح يسكن في كهفٍ مغبّرةٍ .. ذوو المعارف خوفاً من لظى التهم

وكمّمتْ كلّ أفواهٍ معبّرةٍ .. عن المظالم باسْم السِّلمِ والسََّلّم

وأودع السجن أحرارٌ لهم قدمٌ .. يفضي إلى الوعي والإخلاص والشيم

وصودِرتْ ثروات الناس من شرهٍ .. باسْم العدالة والإحسان والكرم

وأنزل الخاطئون اليوم منزلة .. لأحمد الغرّ كانت في سما العظم

وللميامين من آلٍ له جعلتْ .. حيث الإمامة في عرشٍ من العصم

فضيّعتْ كلّ ما للشرع من صحفٍ .. باسم الولاية إطلاقا بلا ندم

فيا للهفي لقد بتنا بليل دجىً .. نقضي الحياة بأوهام من الحلم

وندّعي الحقّ والإسلام من كبر .. للنفس قد ساقنا للطيش واللمم

نشكوا اليك إله الكون عاصفة .. راحتْ لتلقي بنا في هوّة الحِمم

فامْننْ علينا بلطفٍ أنتَ مُنزله .. ياربّ بالجود والإحسان والنعم

بتنا أيا ربّ في تيهٍ وفي شططٍ .. يحدو بنا الجهلُ خواضاً إلى الضرم

إنْ أنتَ لم تنجنا يا ربّ من كربٍ .. عشنا الحيا نكداً في ذروة الألم

أنجيْتَ يا ربّ أصحاب السلام فمَنْ .. لمثلِنا مِنْ ذوي الأسقام واللمم

ندعوكَ یا ربّ دوما والشفيع لنا .. ذلّ المدامع قبل السيّد العلَم

ذاك ابْن آمنةٍ يوم الرشاد غداً .. شفيع ذا الخلق من عربٍ ومن عجم

محمدٌ خير من في الكون قاطبة .. من عالم الغيب حتى عالم النسم

قد راح يدعو إلى الرحمن ملتزما .. عدلا تكلل بالإحسان والشيم

فهو الحبيب الذي لولا وساطته .. لم يخرج الله شيئا من دجى العدم

فواحدٌ ذاك في الإشراق حين بدا .. لوحدةٍ من سناء الحقّ في القدم

حيث اصطفاه وما في الكون من أحدٍ .. ربّ البرية في إشراقة العظم

حتى إذا ما أتى عهد الإله سرى .. نور الهداية للإشراق في الغسم

يهدي إلى الله من طابتْ سريرته .. فسار للحق تواقا إلى القمم

من راح يقضي ليال العمر في سهر .. مشفعاً للهدى سِفرا من القيم

مسايراً في خطاه الغرّ من مضر .. آل الرسول وطه سيّد الأمم

يبكي لغفران ذنبٍ في تهجّده .. ليلا إذا ما خلى بالنفس للندم

لم تغْره سبل الدنيا بما كسبتْ .. من زهو حكمٍ وجيش واسع الحشم

قد شاهد الحقّ في عرفان فطرته .. قبل الدلائل عقلا في سما الحِكم

فانصاع للحقّ يروي في منازله .. كيف الثبات بدنيا التيه والسقم

وكيف يبقى على رغم الحتوف فتىً .. يقارعُ الجور في حلّ وفي حَرَم

حيث استبان بأنّ الدين مخترقٌ .. من زمرة البغي باسْم العدل والقلم

من تدّعي إمرة الإيمان لاعبةً ………… بمنهج الحقِ أحقاباً بلا ندم

واليوم يتلوهمُ في كل موبقةٍ ……… من راح ينسب جهلاً للسنا العلم

ذاكَ الذي بشّرَتْ كلّ الهداة به ……. طراً كما جاء في الأسفار والحكم

ذاك ابْن حيدرةٍ والطهر فاطمة .. مَنْ يُخْرج الأرض من جور إلى الرّحمِ

 

……………………………………………………

@ يا أبا الأحرار- قصيدة في أبي عبد الله الحسين (ع)

يا أبا الأحرار يا ليث العرين .. أنت صرح فوق طيات السنين

أنتَ يا كعبة أفاق العلا .. صرخة فوق عروش الظالمين

أنت يبْنَ الطهر مصباح الهدى .. في ليالي الدهر يبْنَ الأكرمين

أنت شمس الكون من كنز الورى .. وبجنح الليل بدر السالكين

أنت قرآنٌ إذا ما فُسّرت .. أحرف الآيّ بوجد العارفين

أنت فرقان سماوات التقى .. بلهيب الوصل يبن المرسلين

أنت فيض الله من عرش الندى .. لذوي الألباب يبْنَ المتقين

يا لهيب الشوق في سوح الوغى .. أنت أنغام ربوع العاشقين

وحنين الحبّ إنْ هبّ الهوى .. من ديار الخلد يا سفر اليقين

وأناشيد سلام ساقها .. نغم اللطف من الحق المبين

لاذ في حصنك يا طود العلا .. آيُ ربّ الكون يبْنَ الطاهرين

ليس ينساك وإن صبّ العدى .. حممَ النيران أتباع الأمين

دُمْ لأهل الذكر في ليل النوى .. سُبحة تحيي قلوب الذاكرين

ودموعا تغسل الذنب إذا .. ما تجارت في ليالي الوالهين

وحنينا فيه أنغام الهدى .. لربوع الأرض يبْن الأطيَبين

وأمانا لذوي العهد الأولى .. لم يسيروا في ركاب الحاكمين

يا إماماً توّج المجد بما .. فيه تيجان الإبى للثائرين

ليتني كنت بيوم الطفّ كي .. ألمس العرش بسوح الصابرين

لأكوننّ بيوم الحشر في .. قرْب أصحاب الكسا والمهتدين

……………………………………………………………

الخميس، 2 مايو 2013

@ حلفت يمين الله

حلفت يمين الله

نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

في تأملات وجدانية وعرفانية

………………………………………………………………………

ألا هل يبيت المرء من غير أوجالِ .. وركب الدنا يجري على متن أهوالِ

وهل ينعمنّ المرء في دار محنةٍ .. أقيمت على الأجداث والعُصُر الخالي

وكلّ الذي فيها سيصبح نائياً .. كما قد نأى عن زهوه الطلل البالي

وهل يعمن ذو اللبّ في مربع الدنا .. وربع الدنا لم يبق يوماً على حالِ

أفيقي أيا نفس المتاهة والهوى .. ولا تسلكي للجهل مسلك ضلّالِ

سيفلح في صبحِ السلامِ ذوو الحجى .. ويهلك فيه كلّ طاغٍ ودجّالِ

وليس حديث الأمس إلا كخاطرٍ .. يمرّ مرور الوهم في طيّ آجالِ

فأين ذوو التيجان أين قصورهمْ .. وأين الاُلى كانوا كأنياب أغوالِ

يخيفون بالبيض الصفاح وبالقنا .. ربوع الدنا زهواً لغاية إذلالِ

نمرّ على آثارهم وديارهمْ .. وقد ألبستْ بعد الهنا ثوب إجفالِ

كأنْ لمْ يكن يوماً لها أيّ طالعٍ .. ولم ترمق العلياء بالنظر العالي

ولم يرتقِ فيها الطغاة منابراً .. ولم يمش في أصقاعها كلّ ختّالِ

ولم يطرب الحضّارَ في ليل صبوةٍ .. بأجنحةٍ منها رنينٌ لخلخالِ

ولم يشرب الكأس المعتق شقوة .. على جَدَث الأحزان ذو الصلف القالي

ولمْ يكُ يوماً في رحاب قصورها .. يغرّد طير السعد في جَنْب ذبّالِ

بلى كان فيها من ذوي المكر قادةٌ .. جبابرة في كلّ عزٍ وإقبالِ

يخوضون من أجل الدنا غور أبحرٍ .. ويمشون للأهواء مشية مرقالِ

يبيدون خلق الله إن أمَرَ الهوى .. وكلّ طريّ فوق هضبة أطلالِ

فلم ينجُ منهم في البحور مشردٌ .. ولا في البراري هاربٌ فوق أوعالِ

فراعنةٌ أو كسرويّون منهجاً .. وإن لبسوا للمكر حلة منهالِ

ويسندهم في كلّ عصرٍ وموطنٍ .. رجالٌ بإسم الحقّ بالكلم العالي

فخذ يا مليك الكون بالنفس للعلا .. وللرشد يا ذا المنّ في كلّ أحوالي

وكنْ لي دليلاً في دجى الليل حافظاً .. ونوراً به أرقى لقمّة آمالِ

لأسعد في يوم الخلود بجنةٍ .. نوازلها من حسنها خطّ تمثالِ

براها مليك الكون آياً لحسنهِ .. فكانتْ لأهل الخلد مُنيَة نزّالِ

إذا ما رنتْ بالطرف دلّاً لصبوةٍ .. يخرّ لأشواق الصبا كلّ رئبالِ

تضيء إذا ما أقبلت في حليّها .. كشمسٍ تجلت في منازل قفّالِ

تحييهُمُ لجل السلام تحية .. من الحقّ قد حفّتْ بنفحةِ إجلالِ

كأنّ شموس الكون في جنب حسنها .. مصابيح زيتٍ فوق هضبة أطلالِ

نقية ثغرٍ ريقها ماء كوثرٍ .. وطفلة أحلامٍ بمبسمِها الغالي

حلفتُ يمين الله لا أترك العلا .. لخسّة عيشِ في محافلِ جُهّالِ

لأشهَد إن سِرْت السلام محمداً .. وحيدرة الكرار في يوم ترحالِ

لأنعم في دار السلام بجنةٍ .. بها كلّ غطريفٍ عظيم ومنهالِ

……………………………………………

مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
كما يمكنكم متابعتنا على كل من 
لكي يصل إليك كل ما هو جديد رجاء أرسل رسالة فارغة إلى العنوان التالي:
kazemalkhaghani@gmail.com