الاثنين، 20 أكتوبر 2014

في رحاب الإمام الحسين ع المحاضرة الثانية

فی رحاب الحسین المحاضرة 2

(شرح  جواب رسالة الإمام الحسين ع لمعاوية بن أبي سفيان)
*******************************
كنا ونحن في رحاب الحسين عليه السلام وقد وصلنا إلى الوصية التي كتبها عند خروجه وختمها بخاتمه الشريف وسلمها إلى أخيه محمد بن الحنفية وقد أشرنا إلى أن هناك نقاطا عدة لابد من الوقفة عندها حتى لا نقرأ الكلمات بدون أن نستنطقها ونعرف ولو بقدر ما المراد منها ولذا سنعود إلى ما كان في المحاضرة الأولى لنرى الكثير من الأمور التي مرت علينا ما المراد منها وأؤكد وأقول وبالأخص ما كان منها يجب التوقف عنده بكل إمعان ودقة فعن أي حق مضاع في مقابل الباطل يتكلم الإمام الحسين عليه السلام وعن أي أمر بمعروف مهجور في مقابل منكر معمول به يتكلم أيضا وقد عرفنا وبكل واقع أن الصلاة كانت قائمة على عهده وكذلك كان الناس يحجون بيت الله الحرام وما حدث أحد على طول التأريخ أن الناس والأمة الإسلامية كانت تشرب الخمور جهارى في الشوارع والأسواق وفي المطاعم ما سمعنا ذلك حتى نتأمل على أن المراد من المنكر والمعروف الذي أكّد عليه أي منكر وأي معروف سنعود إلى ذلك لكن من أجل أن لا نفسر الكلمات بتبع الهوى يجب علينا أن ننظر إلى ما كان يتكلم به الإمام الحسين ع لنرى أن كل أمر كان الكلام فيه إنما هو نزاع بين علي ع ومن خالفه ليكون الأمر عائدا إلى مسألة خلاف بين علي ومن خالفه أو إلى مسألة خلاف بين الإمامة أي بين أوصياء الرسل وبين من خالفهم واعتبر الأمر خلافة دنيوية، سنجد عند التأمل إن الأولياء والأنبياء والصالحين على طول التأريخ إن تكلموا إنما تكلموا بالحق بما هو حق وإذا تقدموا بكل التضحيات إنما تقدموا للتضحية من أجل إقامة العدل ودفع الظلم فهناك أساسان لا يمكن أن نغمض الطرف عنهما حق بأزاء باطل وعدل بأزاء ظلم هما أساسا جميع الأديان السماوية ولذا كان من غاية كل هذه الأديان القيام بالقسط والتنويه والإشارة إلى عظيم سيحقق هذا القسط الإلهي والعدل الربوبي على وجه الأرض وهو من بشرت به جميع الأنبياء وجاءت البشائر يتلوا بعضها بعضا من الرسول (ص) مبشرا هذه الأمة بل البشرية بعدل إلهي يقوم به مهدي هذه الأمة إذا عرفنا ذلك يجب علينا أن نتأمل في هذه الحقائق ومن أجل التأمل فيها بدقة وإمعان بخطى الحسين ع وبما قام به لنشهد الباطل ونشهد الحق ونشهد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل حجّمه وبعّضه الحسين عليه السلام ليجعل الأمر بالمعروف أمرا بصلاة والنهي عن المنكر نهيا عن شرب خمر وإقدام على فاحشة، لنقرأ معا لنرى كيف رأى الحسين ع الحق في مقابل الباطل والمعروف في مقابل المنكر، فمن أجل أن نستنطق كلمات العظماء فيما هو المراد من المنكر حتى لا نفسر المنكر تفسيرا شخصيا ونحجم شريعة الحق شريعة السلام حتى لا نفسر كما قلنا الباطل أو المعروف تفسيرا شخصيا بعيدا عن الواقع الذي كان على عهد الحسين ع قائما، أي باطل كان قائما على عهد الحسين عليه السلام ونحن عرفنا ولو بنحو الإشارة أن الحسين ع ما خاطب الأمة لم تشربون الخمر وما خاطب الخمر لم تركتم الصلاة ما وجدناه هكذا يتكلم، فمن جملة هذا المنكر الذي يجب أن نتأمل فيه وأن ننظر إليه حتى لا نبتعد عن الواقع بكلمات من هنا ومن هناك تصدر من مشيخة، تصدر من بعض العلماء حتى لا يتحملوا مسؤولية بأزاء هذه الأمة حتى يعيشوا الرفاه والأمن والإطمئنان بعيدين عن الأخطار فمن جملة هذا المنكر ما يشير إليه الحسين ع بنفسه حتى لا نبتعد عن واقع هذه الأمة في رسالة كتبها لمعاوية بن أبي سفيان ردا على رسالة لمعاوية كتبها إلى الإمام الحسين عليه السلام، جاء في رسالة الحسين عليه السلام هاهنا نحن نتكلم عن رسالة الحسين عليه السلام يشير فيها إلى رسالة وردته من معاوية، ماذا ورد في هذه الرسالة (وأما بعد فقد بلغني كتابك) يخاطب معاوية يعني قد وصلني كتابك وأحطت به علما (تذكر فيه يا معاوية أنه قد بلغك عني أمور) يعني كأن الحسين ع يريد أن يقول أن معاوية قد كتب لي أن هناك أمورا بلغتني عنك أنا لست راضٍ بها (قد بلغك عني أمور أنت بي عنها راغب) يعني أنت لا ترغب أن تكون هذه الأمور متحققة (وأنا بغيرها عندك جدير) وأنت هكذا تريد ولو من باب الخداع أن تجعلني كبيرا، أنت يا حسين أكبر من هذا وأجدر من هذا أن يصلني عنك بعض الأمور كأنها أمور دانية لا تتناسب مع الحسين عليه السلام يريد معاوية أن ينبه الحسين ع عنها أنا لا أصدقها في حقك وأنت اكبر منها من باب الخداع ومن باب الإشارة والتهديد فيخاطبه الحسين ع مجيبا، قبل أن ندخل في إجابة الحسين عليه السلام يجب أن نتأمل الحسين يخاطب رئيس شرطة في المدينة؟ أو يخاطب والياً على المدينة؟ أو يخاطب جنديا؟ أم أنه يخاطب زعيم وحاكم دولة وامبراطورية قد عرف بالبطش وقد عرف بالمكر والعدوان وقد عرف بنقض العهود وقد عرف وقد عرف حتى لا يجعل زيد ولا عمرو من علماء العامة أو الخاصة المبررات تلو المبررات والتوجيهات تلو التوجيهات بغطاء ديني على أن الحاكم يجب أن يتبع على كل حال ولو كان ظالما أو بغطاء وتوجيه آخر على أن التقية تقتضي أن نسكت وربما راح البعض اكثر تفننا ليعطوا عنوانا جديدا على أن الحكومة الإسلامية هي هيبة قائمة للمسلمين حتى يهاب منها غيرها فعلى المسلمين وإن وجدوا مهانة وذلا وهوانا وظلما أن يسكتوا لهيبة السلطان حتى لا تشمت الأعداء ولا تجد منفذا لها للدخول فها هنا يجب علينا أن نتساءل هلا كان الحسين ع عارفا بذلك على أن هناك الرومان وأن هناك دولا أخرى ربما إن نال من هيبة السلطان كمعاوية قد يجدون منفذا وأن هناك في الداخل أمما كثيرة منهم أهل الكتاب فإن وجدوا هكذا شيء قد يطمعوا فهلا كان الحسين ع بعظمه لم يلحظ مثل هذه الأمور ليسكت عن كل ما كان يجري بظلمه وظلماته عن معاوية لكي تبقى الدولة الإسلامية بكل قوتها حتى لا يطمع بها خارجي ولا يتوهم الخروج عليها داخل فيها كأهل الكتاب ليقول قائلنا اليوم وقد قيلت مثل هذه الكلمات على أنه يجب أن نؤيد الحكام لأنا نعيش هجمة أجنبية قد تجد مجالا للدخول وقد نعطي مجالا لمن يخالفنا في الرأي كبعض الطوائف الإسلامية أن تنقد وتتكلم فنستر كل ما نجد حتى لا نعطي مجالا للآخرين نتحمل الظلم ونسكت عن ظلم الظالمين وإن وجدنا يتيما وأرملة وبائسا وفقيرا كل هذه الغايات تتساقط وتكون لا قيمة لها عند الغاية العظمى وهي هيمنة الدولة في مقابل الغير، أمثل هذه التوجيهات والمبررات التي تجعل الغاية كل الغاية هي حكم قوي قائم ولو بدون عدل وحق أيكون مبررا يكون الحساب؟ علينا أن نتأمل حتى لا نخدع أنفسنا ولا نخدع بكلمات بعض الذين يريدون أن يتخلصوا من كل أعباء الرسالة وأخطارها لكي يكون توجيها ومبررا لهم في مقابل شعوب تأن من مأساتها من حكامها ومن الظلمة المتلبسين بلباس الدين، نقرأ شيئا بعد شيء حتى نرى ماذا ينبغي وكيف يجب أن نفكر، فيخاطبه الإمام الحسين ع فإن الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلا الله أما نصائحك وكلماتك التي تتكلم بها وهي أنك أجدر من مثل هذا وأهدى من مثل هذا فلست أنت الذي تهدي أمثالي يا معاوية نحن هديناكم إن كنتم حقا مسلمين إلى الصراط المستقيم ولست أنت الذي تدعوا أمثالي إلى الهدى الذي يدعوا والذي يوفق إلى الهدى هو الله سبحانه وتعالى فلا تجعل نفسك من الناصحين ولا تجعل نفسك من المعلمين فقف حدك واعرف قدرك من أنت حتى تعلم أمثالي يا معاوية فهذه أول ضربة يضرب بها معاوية وطغيانه وجهله.
وأما ما ذكرت من أنه انتهى إليك عني فإنه إنما رقاه إليك الملاقون: وأما قولك أنه وصلتك أمور عني أنا لست بجدير بها وما شاكل هذه الأباطيل والكلمات فإنه إنما رقاه إليك يريد أن يقول ويبين على أن حاشية الطغات هم المتزلفون والمتملقون، هم ضعفاء النفوس الحقراء هؤلاء هم أطرافك وأطراف كل طاغية هؤلاء هم الذين يوصلون إليكم الأمور تقربا أو للبلوغ إلى غاية وأمر يريدونه فإنه إنما رقاه إليك أي أوصله إليك، لا يوصل إليك الصالح ولا يوصل اليك المؤمن لأنه لا يريد أن يتزلف إليك من أنت حتى يوصل إليك كلام حق هؤلاء يعرفون من أنت فإذن ما يريدون إيصاله إليك إنما هي الأباطيل وإنما هي النيل من الآخرين وإنما لكي يصلوا إلى مقاصدهم على أكتاف الآخرين، إنما رقاه إليك الملاقون المشاؤون بالنميمة: فأخذ الحسين ع بنصحه إن كان أهلا للنصح ، وما أريد إليك حربا:إن الحسين ع يريد أن يقول له أنت كل هذا الخليط والمزيج والنسيج إنما جعلته صادقا فيما تدعي أو كاذبا فيما تدعي إنما تريد أن تقول إني أظنك تريد عليّ حربا إعرف إنت كنت لها أهلا فأنا لها حاضر فهو تهديد بلسان آخر وما أريد إليك حربا لكن هل معنى هذا أن الحسين ع يريد أن يبعد عن نفسه خطرا؟ كلا، وما أريد إليك حربا ولا عليك خلافا، كأن ظاهر المسئلة الحسين عليه السلام يقول أنك تتهمني بتحريك أمة أنك تتهمني بأني مريد لحرب ضدك فأنا لست قاصدا ذلك، لعل هذه الكلمات يريد أن يشير بها الحسين ع أنها إن كانت بيعة حصلت أو إن كان صلحا قد حصل كان من بنود هذا الصلح ومن هذه البيعة إن كانت بيعة كان من شرطها أن يكون التزام ببنود هذا الشرط وأنت حين دخلت العراق قلت كل شرط كان بيني وبين الحسن عليه السلام فهو تحت قدمي فإذن لا عهد بيني وبينك وقد كان من جملة هذه البنود على أن إن حدث للحسن ع شيء كان الأمر يعود إلى الحسين ع فهو الخليفة بعد معاوية، فإذن نحن لم نبدأك بنقض عهود ولا بتلاعب يعني لي الحق لو أردت أن أقوم لكن ولا أريد إليك حربا ولا عليك خلافا ثم وأيم الله إني لخائف الله :كأن الحسين ع أراد أن لا يدخل معاوية في وهم خوف وجبن من قيام عليه ، وأيم الله إني لخائف الله في ترك ذلك، أنا خائف أني إذا ما قمت عليك لعل الله يسئلني عن الأمر أنه لم تركت طاغية يفترس أمة وأنت كنت أهلا للقيام ضد هذا الطاغوت، إني لخائف الله في ترك ذلك وما أظن الله راضيا بترك ذلك أي بتركي لك عدم القيام والحرب.
هل يريد الحسين عليه السلام أن يقر بذنب؟ حاشاه لكن المؤمنون لأنفسهم متهمون، يعني يريد أن يقول الحسين ع ولست بصدد الدخول في هذا الأمر لأنه يخرجنا عن محل بحثنا لكن كإشارة أقول المؤمنون لأنفسهم متهمون فكأن الإمام الحسين ع يريد أن يقول على أن ما عليّ من الله أخاف أني قصرت في أمر لأيقاظ أمة وبيان حق في موطن هاهنا أو هناك في حجازها أو يمنها أو عراقها وما أوصلت إلى الأمة ما هي عليه وما أنت عليه من الجريمة حتى يكون سببا لإنهاض هذه الأمة وتحريك هذه الأمة ضدك وضد أمثالك هذا الذي أنا أخاف أن يسألني ربي لأنه لايريد القيام إلا بتحقيق أسبابه ، ولا عاذر: وأخاف أن لا يكون الله عاذر له بدون الإعتذار فيه إليك: أنا أخاف على أني قبل أن أبين لك الأمر وأشرح لك الأمور حتى أكون قد أوصلتها إليك أولا فيكون العذر تاما على أني بينت لك الحقائق وبينت لك ما أنت عليه من الجرائم والعدوان ثم بعد ذلك حتى تكون الحجة تامة على الأمة وعليك إن حصل أمر، بدون الإعتذار فيه إليك وفي أولياءك القاسطين: أي الفاسقين والظالمين، بهذا الخطاب يخاطب معاوية ويتكلم عن قيام ضد هذه الحكومة الظالمة، القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشيطان: هل وجدنا يوما من الأيام أن الذين يدعون ما يدعون من التقوى والإيمان خاطبوا شرطيا بمثل هذا الخطاب خاطبوا عسكريا بمثل هذا الخطاب، هم يعلمون علم اليقين ولا يترددون في ظلم حكام المسلمين في شرقها وغربها وإنحرافهم عن الحق وعن الصراط المستقيم كل ذلك مغطى تحت عناوين التقديس وكثرة الصلاة والتواجد في المساجد وماشاكل هذه الأمور وكانت كلها متواجدة فاعتبرها الحسين ع منكرا وأراد الحق فإذن على الأمة أن تنتبه ما هو على العلماء، ما هو عليها وما هو على الجميع حتى لا يخدع البعض منا البعض الآخر ثم يخاطبه قائلا: ألست القاتل حجراً ثم يبين الباطل أين هو ويبين المنكر أين هو ألست القاتل حجرا، أرجو التوجه لي ولغيري ولمن سيأتي ألست القاتل حجراً ، حجر إنسان قتله ظالم، اليوم لو تقتل أي حكومة ظالمة أي إنسان محق في جهة من الجهات هل نجد عالما يتكلم ويخاطب دولة لم قتلتم زيدا أو عمرو لم سجنتم زيدا أو عمرو، لم نهبتم مال زيد أو عمرو هذا كله خط أحمر ليس من وظائف العلماء وهذه السياسية لايجوز التدخل فيها أهكذا كان الحق والباطل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمن علي والحسين ورسول الله والأنبياء والصالحين؟ أم كانوا يدافعون عن الناس ويدافعون عن المسجونين والمظلومين والفقراء والبؤساء والأيتام والأرامل.
ألست القاتل حجرا والمصلين العابدين: هذا دفاع عن مجتمع وعن ظلامة مظلوم، هذا بيان لجريمة ارتكبت، الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لائم هكذا كان هؤلاء قتلتهم لإيمانهم وتقواهم، ظلمتهم لأنهم نقدوا جريمة ارتكبتها أنت أو أولياءك ثم قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة، هكذا راح الحسين ع ليفضح طاغية قائلا أنه ماكرٌ أنه ينقض الأيمان المغلظة ظلما وعدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة المؤكدة أن لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم، مع كل هذه الأيمان أنك لا تأخذهم بحدث سواء كان في عهد علي عليه السلام وما قاموا به تأييدا للحق في جملها وصفينها والنهروان وكنت قد حقدت عليهم أو لغير ذلك كنت قد عاهدت الله أن لا تأخذهم به فغدرت وارتكبت جريمة، ولا بإحنة والإحنة هي الحقد، ولا بإحنة تجدها في نفسك عليهم هكذا كنت أنت قادرا هكذا كنت أنت ظالما نحن لا نريد ولا نتوقع من عالم هاهنا وهاهناك سنيا أو شيعيا أن يكون بهذه الصراحة لكن لا أن تصل الأمور إلى مرحلة المداهنات واللعب وتسمية الحق باطلا والباطل حقا فنقول أن من دافع عن مظلوم خرج عن منهج الحق فكان سياسيا وكان يتدخل فيما لا يعنيه لأن الشريعة صلاة فمن تركها ينهى عن تركها والشريعة خمر فمن شربها ينهى عنه ثم يخاطبه قائلا عليه السلام:
ألست أنت تريد أن تعلمني ديني، أنت تريد أن تتكلم؟ من أنت أنت هكذا إنسان ظلم المجتمع وقتل الاوتاد والمؤمنين والعظماء أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله ص ؟ من هو هذا الإنسان؟ العبد الصالح الذي أبلته العبادة فأنحلت جسمه وصفرت لونه بعد ما آمنته وأعطيته عهود الله ومواثيقه، هكذا كان العظماء يخاطبون الطواغيت لا لحق سلبه طاغوت من حسين ع ولا لمال ولا لأي شيء كانوا يعيشون ألم الأمة ما تكلم الحسين ع  هاهنا عن مال سلبه إياه معاوية ولا عن أمر تعرض إليه معاوية تكلم عن مأساة أمة، تكلم عن عدوان على العلماء على المتقين على الأحرار وهذا هو الخط الأحمر الذي نعيشه نحن كعلماء أن لا نتكلم في مثل هذه الأمور أبدا ومطلقا ليس من وظيفتنا أن نتكلم عن ظالم ومظلوم ولا حق ولا باطل ولو ملأت السجون وأعدمت الناس في كل يوم.
(العبد الصالح الذي أبلته العبادة فانحلت جسمه وصفرت لونه بعد ما آمنته وأعطيته  عهود الله ومواثيقه أما لو أعطيته هذه العهود والمواثيق، (أما لو أعطيته طائرا) يعني لو أعطيت هذه العهود طائرا (لنزل إليك من فوق الجبل) هكذا أنت جعلت جعلت الرجل بمواعيدك مطمئنا ولو كانت هذه المواعيد أعطيت لطائر لنزل واطمأن، هكذا كنت غادراً وماكرا وكنت طاغوتا دجالاً (ثم قتلته) بعد هذه المواثيق وهذه العهود (جرأة على ربك واستخفافاً بذلك العهد) أين نحن من مثل هذا السيف القاطع وكلام الحق الصادح في مقابل الطواغيت.

 ثم يخاطبه مرة ثالثة (ألست المدعي زيد بن سمية المولود على فراش عقيد من بني ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك) ألست أنت المبتدع في الإسلام أنت تريد أن تعلمني ديني وأنت رجل مبتدع متطرف تخالف سنة رسول الله ص جهارى (وقد قال رسول الله ص الولد للفراش وللعاهر الحجر) فجئت فكنت مشرعا في مقابل رسول الله ص مبتدعا لا مباليا ولا مختشيا لأنك تعرف أمة صامتة دعاها إلى الصمت رجال الدين من أجل أن يعيشوا الأمن والأمان (فخالفت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله تعمداً واتبعت هواك بغير هدى من الله) يخاطب الحاكم والامبراطور، نحن نريد واحدة من الف من مثل هذه الكلمات أن تصدر لإحقاق الحق وإقامة العدل من عالم (ثم سلطته) أي سلطت من ادعيت أنه أخاك وهو زياد، (على العراقيين يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم ويسمل أعينهم) أي يخرجها من الحدق (ويصلبهم على جذوع النخل كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك) يعني تركنا الدين تركنا المواثيق لكن اعتبر نفسك عربيا من هذه الأمة فلو كنت كعربي ولو كنت كإنسان لكنت تجد من نفسك ألماً على مثل هذه الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها، (أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم بن سمية أنهم كانوا على دين علي) أي على منهج وسيرة علي (فكتبت إليه أن اقتل من كان على دين علي) هكذا كان الإستبداد يبينه الحسين ع أن الحكام هكذا كانوا مستبدين يأخذون الناس بالظنة والتهمة ويقتلونهم لولاءات (فقتلتهم ومثّل بهم بأمرك) أمرته بقتلهم وأمرته بالتمثيل بهم بقتلك فأي مرشد وهادٍ أنت وأنت تمثل حتى بالأجساد وما وجدنا رسول الله ص أجاز المثلة حتى في الكلب العقور (ودين علي والله هو الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك وبه جلست مجلسك الذي جلست ولو لا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلة، بدين علي الذي قاتلك من أجله وقبلك رسول الله ص وقبل أباك من قبلك كمؤلفة قلوبهم) قبلكم في الإسلام والآن أنتم تعيشون امبراطورية على حساب الدين وعلى حساب الأمة وهلم جرا (وقلت فيما قلت) في رسالتك وخطابك اليّ (انظر لنفسك) تنصحني أن أنظر لنفسي (ولدينك ولأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم) هكذا ورد في رسالتك تنصحني أن أنظر لنفسي وأن أنظر لديني وأنظر لأمة جدي محمد ص وأن أتقي شق عصا هذه الأمة (واتقي شق عصا هذه الأمة وأن تردها أي يا حسين إلى الفتنة) هكذا ورد في كتابك (وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها) أنت تدعي خوفا من الفتنة وأنت تدعي نصيحة وخوفا على أمة محمد وليس هناك أخطر على أمة محمد منك ولا أخطر على أي شيء منك فأنت تحذر وأنت رأس الفتنة والجريمة (ولا أعلم نظرا لنفسي ولا لديني ولأمة محمد ص أفضل من أن أجاهدك) وإن أردت الحق فإن كانت الفتنة فأنت الفتنة وإن كان الحق فالحق في محاربتك وفي مجادلتك وفي إيقافك عن عدوانك، أفضل من أن أجاهدك (فإن فعلت فإنه قربة إلى الله وإن تركته فإني استغفر الله لذنبي واسأله توفيقه لإرشاد أمري) وقلنا لا نريد أن نتكلم عن المراد من الذنب لأنه يخرجنا عن المقام يعني عن مقام بحثنا وهو ما المراد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحق في مقابل الباطل (وقلت فيما قلت إن أنكرتك تنكرني وإن كدتك تكدني فكدني ما بدالك) أنت هددت على أنك إذا أتاك مني ما لا يرضيك سوف تكدني فأنا أقول لك بصراحة من القول كد ما بدا لك وافعل ما تفعل (فإني لأرجو أن لا يضرني كيدك) الحسين ع وهو القائل في يوم كربلاء صباحاً حينما اصطف الجمعان خاطب أنصاره قائلا تقدموا قد أذن الله بقتلي وقتلكم فالإنسان الذي يتكلم بهذا الإطمئنان وبهذه الثقة المطلقة أن لا مؤثر في الكون بدون إذن الله تعالى حتى ولو كانت الأسباب موجودة لا تفعل فعلها بدون إذن لا يخاف من طاغوت بل ولا يخاف من جن وإنس لو اتحدا بعربهم وعجمهم أن يفعلوا شيئا إذا ما كان الله يريد يداً أن تمد لمؤمن، فإذن لا يهاب مثل الحسين ع مثل تهديدات هؤلاء الطواغيت (وأن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك لأنك قد ركبت  جهلك وتحرصت على نقض عهدك يامعاوية ولعمري ما وفيت بشرط ولقد نقضت عهودك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا ولم تفعل ذلك إلا لذكرهم فضلنا وتعضيمهم حقنا) قتلتهم مخافة أمر (لعلك لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا ذلك الأمر) لعلهم ما قاموا بذلك ولعلك لو تركتهم لكان إليك أولى لأنك ميت وإنهم ميتون وستلاقي ربك بما فعلت (فابشر يا معاوية بالقصاص) كل خطاباته له ليس فيها كلمة يا أمير المؤمنين وهذا ما يزعج الطواغيت وهذا ما يزعج الذين يريدون الإسم والشهرة والعظمة يتأثر لو خاطبه المخاطب بكلمة يراها دون شأنه، يريد ولو كان يحكم قرية أن يقال له يا صاحب السمو يا صاحب الجلالة يا أيها الملك المفدى يا حضرة الفلان ويا أيها العلامة الفلاني هكذا هي النفوس فحسين ع يخاطب طاغوتا صاحب امبراطورية قائلا فابشر يا معاوية بالقصاص (واستيقن بالحساب واعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنة وقتلك أولياءه بالتهمة ونفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة) ونحن نرى أن مثل هذه الأمور ترتكب تبعد الناس من بلاد إلى بلاد لأنها تتكلم كلمة حق وتنهب الأموال وتقتل الناس في شرق الأرض وغربها بإسم الدين وغير الدين، بإسم الإسلام وغير الإسلام والعلماء ساكتون لا يتكلم منهم متكلم يلقنون الناس أن هذه سياسة وليست من وظائف العلماء وكأن الحق في مقابل الباطل وكأن العدل في مقابل الظلم وكأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد حجّم وبعضت هذه الشريعة وجزأت حتى صار كل أمرها بالمعروف صلاتا وكل نهيها عن المنكر شربا لخمر والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أهل بيته الطاهرين الطيبين.

في رحاب الإمام الحسين المحاضرة الأولى

في رحاب الإمام الحسين عليه السلام 1
عنوان المحاضرة:
ما معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نظر الإمام الحسين عليه السلام؟

ونحن أيها الإخوة والأخوات في رحاب الإمام الحسين ع في هذه الأيام وهي أيام شهر محرم الحرام وفي بدايته من سنة 1435 هـ ونحن بمناسبة ذكرى الإباء والشرف والكرامة،بمناسبة ذكرى صراع الحق والباطل ،الباطل المتلبس بلباس الدين ونحن بصدد التكلم عن المراد من العدل في مقابل الظلم ونحن في ذكرى عظيم من العظماء قد بذل كل غال ونفيس بأزاء المبادي والقيم الإنسانية والرسالة المحمدية رسالة السلام التي بعث الله بها الأنبياء الكرام جميعا ونحن في ذكرى هذا الرجل العظيم الذي قام لإحياء الرسالات السماوية بعد الإنطماس من بعد ما تلاعب المتلاعبون وسكت العلماء العالمون وتجاوز المنافقون كل الخطوط فلم يجدوا امامهم لا رادعا ولا مانعا فراح عليه السلام سعيا لتحقيق العدل وإزالة الظلم والذل والهوان الذي كان مخيما على هذه الأمة لكن لعل قائلا يقول الظلم المخيم على هذه الأمة كان بواسطة من ؟ هل كان بواسطة الأكاسرة أو الفراعنه او القياصرة اوبواسطة الملحدين و المشركين، نقول كلا ثم كلا بل الظلم الذي كان مخيماً ، قائما على هذه الأمة مذلا لها كان بواسطة من هم أخطر وأعتى وأقسى وأضل من الذين ذكرناهم من الأكاسرة والقياصرة والفراعنة بل وحتى من الملحدين و المشركين ،لأن هذه رايات واضحة معلومة لدي كل إنسان هي من رايات الظلم والضلال والطغيان والعدوان فلا يمكن أن تكون قائمة بأزاء الحق الصريح وما دعت إليه رسالات السماء الذي كان خطرا يضرب أسس المبادي يحرّف الكتاب والسنة ويلبس كل ظلمة لباس الحق والعدل هو ما كان بواسطة من هم أخطر ممن ذكرنا والمراد بهؤلاء الذين نقصدهم هم المنافقون الذين تسلطوا على أمة محمد بإسم الدين حينما وجدوا الامة تعيش جهلا فالكلام عن المتقمصين قميص الدين لضرب المبادئ والقيم  من بعد ما كلّت سواعدهم من النيل من رسالة الرسول محمد ص، حينما كلت سواعدهم في مكة المكرمة وكلت سواعدهم في الخندق وبدر وغيرهما من ساحات الشرف والكرامة حيث أن ضرب الحق بإسم الحق وضرب الدين بإسم الدين لأشد من كل بغي وعدوان على رسالات السماء وأقول وأؤكد القول وأدعوا المجتمع إلى التأمل أقول ما  حرفت التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن ولا ما كان من قبل هذه الكتب من رسالات السماء التي جاء بها الرسل الكرام ، ما حرفها جميعا الا المنافقون فما حرف توراة او انجيلا ولا حرف قرآنا شيوعي او ملحد ولا مشرك بل حرفها  المتظاهرون بالتقوى الذين تسلطوا على الأمم بعد الأنبياء وقد أعان هؤلاء المنحرفين المنافقين على طول التاريخ أعانهم على كل غاياتهم الجهال المتنسكون فنريد أيها الأخوة الأخوات أن نتكلم عن راية حق رفعت في ظلمات الدهور لا في ظلمات الجاهلية بل في ظلمات أسدلت بكل واقعها ضلالها على هذه الأمة التي جاء رسول الله ص ليخرجها من الظلمات إلى النور،نريد أن نتكلم عن راية حق رفعت في ظلمات الدهور، هذه الراية الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر التي راحت لتدعوا هذه الأمة حينما وجدتها تعيش ظلمة ومتابعة بذل للحكام راحت لتدعوها إلى العودة إلى قيم الرسالة الرسالة التي تلاعب بها هؤلاء المتلاعبون ففسروا محكمات آياتها بتبع الهوى فأصبحت معالم الحق المخرجة للبشرية من الظلمات إلى النور لو شاءت البشرية حقاً إلى ربها سبيلا راحت تفسر هذه الآيات المحكمات للناس بواسطة وعاظ السلاطين الذين قال قائلهم وإلى يومنا هذ غير مختشٍ ولامبالٍ بأن طاعة الحكام تجب ولو كانوا فسقة جائرين يسلبون الناس أموالهم ويضربون ظهورهم هكذا وقاحة لا أظنها أن تصدر من مشرك لا أظن أن شيوعياً ولا مشركاً ولا ملحدا ولا أي إنسان يأتي للبشرية مخاطباً إياهم يجب عليكم أن تطيعوا الحكام و لو كانوا مفسدين، لكن بعباءة الدين قيلت هذه العبارة بقرونها على هذه الأمة وأصبح عدل الله المطبق على أيدي هؤلاء الحكام الذين هيأ لهم الأجواء وعاظ السلاطين المنافقون أصبح عدل الله جوراً  وظلما وعدوانا، فأميتت السنن الإلهية وانطمست الأنوار وجاءت الظلمات يتلو بعضها بعضا فأحيا الظالمون البدع وأعادوا جاهليتها مرة ثانية لكنهم ألبسوها لباس الدين حتى أصبح خليفة رسول الله ص الذي يسميه المسلمون بأمير المؤمنين وصل حال هذه الأمة أن يكون خليفة الرسول (ص) شاربا للخمر جهارى وقاتلا للنفس المحرمة، راح لينصبه بلا مشورة على هذه الأمة بعيدا عن صلحائها تحت ضلال السيوف، طاغية من الطواغيت ألا وهو معاوية بن أبي سفيان ،هكذا راحت الأمة لتستسلم إلى من قاتلتهم بالأمس تحت راية رسول الله (ص) و من المؤلفة قلوبهم إنحدرت هذه الأمة وإنحدرت وإنحدرت في الظلمات حتى صار معاوية أميراً للمؤمنين ينصب شابا شاربا للخمر جهارى هكذا هي هذه الأمة في مثل هذه الظروف، والظلمات ، في مثل هذه الجاهلية المتلبسة بلباس الدين ياليتها كانت جاهلية كما كانت قبل  رسول الله (ص) كان الباطل باطلا وكان الجهل جهلا الآن صار الجهل نورا وصار الظلم عدلا وهلم جرا .
لكن قبل الدخول في البحث وفي المآسي التي نتكلم عنها مرت وتمر إلى يومنا هذا مهد لها فأصبحت حضارة إسلامية في أعماق النفوس كأعماق هذه الأمة  قبل الدخول في البحث ألفت نظر الجميع على أني في هذه المحاضرات وفي هذه الليالي ونحن في رحاب سيد الشهداء أبي الأحرار الحسين بن علي عليهما السلام إني لا أريد التعرض لأي آية أو رواية تثبت إمامة أو مودة لأوصياء الرسل  كما وأني لا أريد ان أستدل بدليل يثبت خلافة لا من عقل ولا نقل في مقابل من يدعون وإلى يومنا هذا على أن الحكام هم خلفاء الرسل لا أريد أدخل نقاشاً مرت عليه القرون  من شاء الله أن يهديه يهديه ببصيرة الإيمان ومن أصر على اتباع وعاظ السلاطين والحكام وسماهم بأمراء المؤمنين فلا أظن أن محاضرة وكلاما تكون سببا لهديه فإذن نعرض عن هذا صفحا كما وأني لا أريد في ضمن هذه المحاضرات الحديث عن كرامة أو فضيلة للإمام الحسين عليه السلام ، الحسين بما له من مكانة وعظم لا يتردد متردد لم يعش الظلمة في فضائله ، في كراماته، في مقامه ، إن تردد البعض في إمامته كإمامة حق هو خليفة رسول الله (ص)  لكن الأمة اليوم إن ضحك عليها الضاحكون سابقا فجعلوها تنحدر تعيش الشبهات بين حسين ويزيد، تعيش الشبهات في وديان انحدارها وظلماتها بين علي الحق والصدق وبين معاوية النفاق والدجل وما شاكل هذه الأمور، لا أظن أن الإنحدار اليوم لهذه الأمة بهذا المستوى، فإذن لست بصدد الحديث عن فضيلة أو كرامة للحسين ع ، الحسين من لا ينكر فضله ومكانته أحدٌ من المسلمين إلا من سفه نفسه من بعض النواصب الذين بلغ بهم الإنحطاط والإنحدار أن يجادل الواحد منهم حتى عن يزيد في مقابل الحسين عليه السلام  مثل هذه الظلمة ، مثل هذا الإنحدار أستنكف أن أنزل إلى هذا المستوى لأجادل مثل هؤلاء، هؤلاء لعل نار الله الموقدة لا تصلحهم فلا يصلحهم كلام زيد أو عمرو فأقول وأؤكد وجدت الإعراض عن مثل هؤلاء وما هم عليه من الظلمات أجدر بالعقل والدين حيث الضياع جدلاً في وديان الجاهلين، كما وأني أيها الإخوة والأخوات في مثل هذه الليالي وفي هذه المحاضرات لست بصدد التكلم عن يوم ولادة للإمام الحسين ع أو وفاة ولا عن عدد أولاد أو بنات أو زوجات ولا عن شعرٍ قاله عليه السلام ولا أريد أن أتكلم عن نسب وهل يتكلم إنسان عن حسين العظمة وعن نسبه، حسين بن رسول الله بن فاطمة بن علي حسين سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله  (ص) فلسنا بحاجة أن نؤكد من هو الحسين وما هي فضائله، من لم يميز حسيناً عن يزيد ولا علياً عن معاوية أظن أن النزول إلى مستواه تحقير لمقام الإنسانية،  بل ولست أيضا بصدد التعرض لعلم للإمام الحسين أو عبادة أو زهد وتقوى ولا عن كرم وجود لمن هو في غنى عن كل ذلك وجزى الله المخلصين على طول التاريخ لما قاموا به من فضل وكرامة وبيان ومكانة للحسين عليه السلام فهو الحسين ع وكفى بذلك فخراً ومقاما ومعرفة، سيد شباب أهل الجنة ريحانة رسول الله ص كما وأني لست بصدد التكلم عما يجب أن نقدم للحسين ع من دمعة ومحافل حزن وعزاء وشعائر نقيمها نراها واجبة في أعناقنا ولا نتردد في ذلك وإن اختلفنا هاهنا أو هاهناك فيه إجمالا وتفصيلاً وأداء وتطبيقا لمن أحيا ذكرهم ، وما المراد من إحياء ذكرهم قد نختلف لكننا مجمعون على أن من الواجب إحياء ذكرهم لأن بذكرهم وإحياء هذا الذكر العظيم إحياء كتاب الله، وسنة رسول الله وإحياء سيرة الصالحين على طول التأريخ فنحن كشيعة أتباع آل محمد (ص) لا نتردد في وجوب ذكرهم وأن بذكرهم تكون الصلاة صلاة ويكون العدل عدلا ويكون الحق حقا ويكون القرآن قرآنا وإن بنسيان ذكرهم يتسلط الجائرون يفسرون الكتاب والسنة بتبع الهوى فإذن هو الحسين عليه السلام الذي نريد أن نتكلم عنه نتكلم عما قدمه الحسين ع للبشرية فضلا عن المسلمين وأتباع آل محمد، ماذا قدم؟ قدم كل غال ونفيس راسماً للبشرية بتضحياته وبمواقفه المشرفة وخطبه وأهواله راسما لهم سبل الشرف إن كانوا أحبوا أن يعيشوا شرفاً وكرامة وعزة وإباء حيث راح بخطاه وبسيره وسلوكه وسبحه في بحور الكرامات واللانهايات متوجها إلى ربه عارجا إليه راح بهذه الخطى ، ليدعوا إلى الحق والعدل بما كان ويبين ما كان يرتكبه الظالمون فإن بكينا حسينا ع فإنما نبكي على أنفسنا وضياعها وعدم مواكبتها بواقع وصدق للحسين عليه السلام ومن قبله لأبيه رجل الحق في مقابل كل باطل، فنحن أيها الإخوة والأخوات في هذه الأيام بصدد بيان ما يمكن أن نستفيده من الحسين لا ما نقدمه إلى الحسين ع ، من نحن حتى نقدم إلى الحسين أمرا وهو عند ربه في جوار الأنبياء والمرسلين، نحن إن قدمنا قدمنا لأنفسنا فلنرى ما نقدم حقا ما يكون صدقا وواقعا يخدم شريعة رسول الله ص حتى لا نقدم أهواءا ونقدم مفاخر حسينية على أخرى وفعل رجل على آخر حتى نكون صادقين مع أنفسنا إن لم نكن صادقين مع غيرنا فإن سرنا لنستفيد من خطى الحسين ع الخطى التي أشار إليها رسول الله ص أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة وسنتكلم عن كل ما ورد بهذا المجال لنعرف عن أي إنسان نتكلم لنسعى من بعد ما نجد أنفسنا محتاجين لا مقدمين للحسين ع شيئا لنسعى لإصلاح النفس والعودة إلى منازل الحق لنعرف ما هو المراد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي قام لأجله الحسين ع لإصلاح هذه الأمة لإصلاح أمة جده رسول الله ص حينما وقف وصدح وأوصل صوته للعالم وليومنا هذا وإلى يوم القيامة قائلا إنما أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، عن أي معروف يتكلم وعن أي منكر يتكلم؟ وعن أي حق مضاعٍ يتكلم؟ وعن أي عدل يتكلم ؟ علينا أن نتأمل حتى لا تضيع علينا الأمور بالتسارع وبالتقليد والمتابعات فأقول لكن بل وألف لكن عن أي أمر بمعروف وعن أي نهي عن منكر يتكلم حسين الشرف حسين الإباء حسين العلم حسين التقوى، حسين وارث الأنبياء والمرسلين، عن أي أمر بمعروف ونهي عن منكر يتكلم عظيم هذه الأمة الذي ضيعته الناس فعاشت ذلاً وهواناً تعدي من بعده حتى على أعراضهم، عن أي معروف وعن أي منكر يتكلم الحسين ع والمساجد عامرة، ما قام الحسين ع ليأمر بالمعروف في دولة شيوعية ولا في دولة علمانية، راح ليأمر بالمعروف وينهى عن منكر في دولة تدعي المعروف والنهي عن المنكر، عن أي معروف وعن أي منكر يتكلم؟ والمساجد عامرة تضج بأهلها صلاةً ودعاء ونسكاً واعتكافا وأسواق المسلمين لم يبع فيها الخمر أبدا وما حدث التأريخ أنها بيع فيها الخمر جهارى، وحرائر المسلمين لم تخرج إلى الأسواق والشوارع متبرجات، عن أي أمر يتكلم، إن نظرنا إلى نساء المسلمين وجدناهن محجبات وجدناهن متعففات وجدناهن يعشن الكرامة والحياء وإن نظرنا إلى مساجد المسلمين وجدنا غاصة بالمسلمين، هم بين راكع وساجد وبين داع ربه وباكٍ عن أي حق يتكلم وعن أي باطل يتكلم؟ عن أي معروف يتكلم والمساجد عامرة؟ والخمور متروكة، والقرآن المجيد يتلى في جميع الأقطار، لا يتلى في دولة صغيرة ولا في مكان في كهف والقرآن المجيد يتلى في جميع الأقطار وأنحاء هذه الإمبراطورية العظمى الإسلامية، إمبراطورية عظمى إسلامية يتلى فيها القرآن وتقام فيها الصلاة والناس بين قائم وجالس وصائم وحاجٍ قاصدا بيت الله الحرام، عن أي منكر ومعروف يتكلم؟ علينا أن نتأمل، لماذا يتكلم الحسين ع ويقول أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر أيتهم الأمة أنها خرجت عن المعروف، أيتهم الأمة على أنها تعيش منكراً، والأمة ما تركت صلاةً ولا شربت خمراً جهارى، أو أن الأمة جاهلة لا تعرف الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر؟
لا شك ولا ريب أنه صادق وأمة جاهلة والقرآن المجيد يتلى في جميع الأقطار وأنحاء هذه الإمبراطورية العظمى ويدعوا الخطباء الناس ليلاً ونهارا إلى حفظ كتاب الله تعالى، القرآن كانت الناس تحفظه حفظا وذا هو الحسين ع كيف يتهم الأمة بأنها تركت الأمر بالمعروف وتركت النهي عن المنكر وذا هو بنفسه عليه السلام وليس بعيدا بما يسبب نسيانا وهو أجل من النسيان لكن كلام كمفترض يقال ، وكيف ينسب للأمة عدم معروف وإرتكابا لمنكر وذا هو وليس ببعيد يستوجب نسيانا قد ترك الأمة الإسلامية وهي تنادي بأعلى أصواتها لبيك اللهم لبيك قاصدة بيت الله الحرام تريد أن تقيم مناسك حجها فأي أمة تتهم بترك معروف وإقدام على باطل وهي كالسيل المنحدر تركها قاصدة بيت الله الحرام وهلم جرا، الفرائض مقامة والمحرمات ممنوعة ومن شرب الخمر جهارى يحد فإذن علينا أن نتأمل مع كل هذا الواقع وكل هذه الأمور وهو يشهدها بنفسه بكمها الهائل صلاة وصوما وحجا وزكاة وجهادا كيف يتهم أمة محمد حسين عليه السلام على أنها تركت الحق ودخلت في الباطل فيا عجباً عن أي معروف ومنكر يتكلم حسين الرسالة والمعارف وإلى أي باطل يشير حينما قال أريد أن آمر بالمعروف، يجب علينا أن نعرف المعروف، حتى نعرف أنه حينما قال أريد أن آمر بالمعروف هل المعروف كان متروكا؟ أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر؟ هل الأمة كانت تشرب خمرا، وأسير بسيرة جدي محمد ص وسيرة أبي علي عليه السلام، لاشك ولا ريب أن سيرة علي ع هي سيرة رسول الله ص فلماذا يعطف عليه السلام ويقول وسيرة أبي علي بن أبيطالب عليه السلام؟ هما سيرة واحدة فلماذا هذا العطف، يجب علينا أن نتأمل في الكلمات ونستنطقها، علي ع بالأمس القريب خاطب عبدالرحمن بن عوف قائلاً بكتاب الله وسنة رسوله فعلى العين والرأس أما بسيرة الشيخين فلا، فإن كانت هي سيرة رسول الله فلا تحتاج إلى شرط وإن لم تكن فما هذه البدع، فكيف الحسين ع وهوبن علي ع يقول بسيرة جدي محمد ص وسيرة أبي علي بن أبيطالب وهما سيرة واحدة، إن استنطقنا الكلمات عرفنا الكثير من الأمور وتحرك العقل لاستفهام وبصيرة وإن قرأناها سطراً كما نقرأها دائما عشنا بعيدين عن أعماق الكلمات وحيث يقول في موطن آخر عليه السلام: تارة يقول آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وفي موطن آخر يقول ألا ترون ، يخاطب المسلمين ولم يخاطب البشرية في الصين، ألا ترون أن الحق لا يعمل به يعني كان شيئا مشهوداً وإلا لما قال لهم بهذه المقالة وإلا استغربوا منه وقال يا حسين عن أي حق تتكلم وعن أي باطل وعن أي معروف فإذن كانوا على بصيرة أنهم يعيشوا الباطل ويعيشون الإبتعاد عن شرع الله حيث يقول ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لايتناهى عنه فإذن ما كان يتكلم عن باطل كشرب خمر ولا كان يتكلم عن حق كإنكار آية أو رواية مسلّمة، عن أي حق وباطل يتكلم بكل هذا العزم والجزم يخاطب أمة قائلاً :ألا ترون أن الحق لا يعمل به لنعرف الحق حتى نعرف أي حق ماكانوا يعملون به وأن الباطل لا يتناهى عنه، لنعرف الباطل ونحن لا نتردد أنه ما خاطبهم ليقول وأن الباطل لايتناهى عنه يعني أن النساء ترتكب الفواحش، حاشاه أن يتكلم بمثل هذا اللسان، وحاشاه أن يخاطب الأمة قائلا والباطل لا يتناهى عنه أي وأنكم تشربون الخمر جهارى.
فأعود وأقول مرة ثانية وسأقولها ثالثة ورابعة للتأكيد لتكون حاضرة في الذهن عن أي حق وعن أي أمر بمعروف ونهي عن منكر يتكلم حسين المعارف والإباء والشرف والكرامة؟ الذي يعيش ويبين في كلماته أنه يعيش مأساة، يعيش حزناً في أعماق ضميره لما يراه من سقوط هذه الأمة في ظلماتها، فهل كانت الصلاة متروكة وهل كان الخمر مشروبا وهل كان القرآن مهجورا؟ وهل كان الحج معروضا عنه؟ وهل كانت المساجد خالية وهل كانت الفاحشة ترتكب علناً ؟ كلا، فإذن هذه كلها ما كانت محل خطاب من الحسين ع بهذه الأمة فإذن أين محل الخطاب وهاهنا لابد للتنبيه أن أشير أيها الإخوة والأخوات أيضا إلى واقع مرير نمر عليه مرور الكرام بلا تأمل ولا تثبت، ما هذا الواقع المرير؟ هو واقع يحكي واقع هذه الأمة على لسان نبيها إن كانت تصدق قولاً لرسول الله ص، أشير إليه هاهنا لارتباطه بمحل بحثنا حتى نخرج عن غفلة أو لعله يكون سببا للخروج عن غفلة لمن شاء إلى ربه سبيلا عن التقليد وعن المكابرات ومتابعة الهوى، ما هو هذا الأمر وهذا المطلب الذي سيكون سببا لخروج من غفلة إن شئنا ذلك بإرادة وعزم وتصميم، حيث يقول رسول الله ص : كيف بكم ، قلنا يجب أن نستنطق الكلمات هل الرسول ص يقول كيف بكم يعني يخاطب عشرة من الأمة الإسلامية أو يخاطب الهيكل الإسلامي، كيف بكم هل يخاطب أهل الصين والهند؟ كلا يخاطب هذه الأمة يقول ص : كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، نحن ما سمعنا على طول التأريخ أن هذه الأمة أمرت بشرب الخمر كأمة إسلامية أمرت بشرب الخمر ما سمعنا ولا سمعنا يوما من الأيام أن هذه الأمة أمرت بترك الحج ما سمعنا يوما من الأيام، ماذا يقصد رسول الله ص أن هذه الأمة يصل أمرها في الإنحدار أن تأمر بالمنكر ونحن ما وجدنا ليومنا هذا وقد مرت القرون يتلوا بعضها بعضا ما سمعنا يوما أن أمة محمد على اختلاف مذاهبها وقفت يوما مجتمعة لتقول أيها الناس اشربوا الخمر واتركوا الصلاة ، ونهيتم عن المعروف: ما وجدنا أمر بمنكر بما نعرفه من المنكر كشرب خمر وارتكاب زنا ونهي عن معروف كترك صلاة وترك حج نحن ما سمعنا، فعن أي منكر ومعروف يتكلم رسول الله ص فقيل له يا رسول الله أيكون ذلك؟ يعني هل يصل حال هذه الأمة بانحدارها في ظلماتها وتسمي نفسها مسلمة وهي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف قال نعم وشر من ذلك، لا تستغربوا من كلامي هذا أني أقول هذه الأمة يصل أمرها في الإنحدار إلى هذا المستوى بل أقول اكثر من ذلك، نعم وشر من ذلك فقال ص وكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكرمعروفا : هذا في الحقيقة مسخ هوية أمة، الأمة التي يجب أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر تترك هذا وتأمر بالعكس ثم تجد العكس هو الصحيح، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً  والمنكر معروفا، هذه هي الطامة الكبرى أن يصبح الإنسان يرى الحسن قبيحا والقبيح حسنا وهو يظن نفسه أنه يحسن صنعا، هذه هي الطامة الكبرى، هل يتكلم رسول الله ص وهما وخيالا عن مستقبل هذه الأمة أو يتكلم واقعا؟ يتكلم واقعا وحقيقة يتكلم منحدرا تصل فيه هذه الأمة في سقوطها إلى هذه المرحلة، ظلمة ترى فيها الباطل حقا والحق باطلا، ترى المنكر معروفا والمعروف منكرا وسنحاول إن شاء الله على قدر الإمكان أن نشير ما المراد من هذه الكلمات المستغربة لو تأملنا فيها وهاهنا لابد من الإشارة إلى أمور ترتبط ببحثنا هذا ننظر إليها بتأمل وإمعان لنرى ما المراد من هذه الكلمات وما هو المراد من قيام الحسين عليه السلام؟ وما هو من أمر عظيم أراد أن ينهض بهذه الأمة من أجله لندخل ببصيرة إلى ما قدمه الحسين ع لهذه الأمة وما هي الدروس التي ينبغى أن نستفيدها من خطى الحسين ع التي هي بلا شك ولا ريب خطى رسول الله ص جسدها تجسيدا لهذه الأمة فهي لا تعرف إلا بالتأمل وما قام به الحسين ع لابد أن نتأمل فيه قولا وفعلا وللدخول في البحث نذكر وصية أوصى بها أخاه محمد بن الحنفية فإذن هلم معا لنقرأ أول كلام تكلم به الإمام الحسين ع قاصدا ترك المدينة المنورة متوجها إلى مكة المكرمة أول كلام هي وصيته التي أوصى بها أخاه محمد بن الحنفية فنقرأ معا هذه الوصية وسنعود إليها فهما بما يمكن أن نكون أهلا لذلك، ما جاء من وصية عليه السلام أوصى بها أخاه محمد بن الحنفيه ثم ختمها بخاتمه الشريف وأودعها عند أخيه محمد حين عزم على الخروج من المدينة المنورة قاصدا بيت الله الحرام في مكة المكرمة فقد كتب هذه الوصية ودفعها لأخيه محمد بن الحنفيه ثم ودعه وسار في جوف الليل وسار ليلا خوفا من ملاحقة بني أمية ويقال أنها كانت ليلة الثالث من شعبان سنة ستين من الهجرة النبوية الشريفة فلنتأمل في هذه الوصية وسنعود إلى الكلمات المتقدمة ونتأمل فيها أيضا ما المراد من الحق؟ ما المراد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمساجد قائمة والصلاة قائمة والحج قائم وهلم جرا وهذا نص هذه الوصية:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبيطالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية:
ما هي هذه الوصية لنرى هل هي وصية أم هي بيان واقع أو هي شيء آخر عادة الإنسان يوصي بثلث الإنسان يجعل وصيا أو قيما على ذريته ويقول تقسم أموالي كذا أو كذا هكذا هي الوصايا أهذا منها؟ ماذا قال في وصيته:
إن الحسين بن علي يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله جاء بالحق من عند الحق وأن الجنة والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور:
هذا كله لاربط له بوصية هذا بيان حال وإقرار بما يعتقد ثم كتب فيها:
إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن أبيطالب عليه السلام فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين ثم قال وهذه وصيتي إليك يا أخي وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب والسلام عليك وعلى من اتبع الهدى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم :

هناك كلمات كثيرة تستوقفنا يجب علينا أن نتأمل فيها معروفا ومنكرا، حقا وباطلا، ووصية هل هناك شك في الحسين ع هل يعبد ربه؟ وأنه يوحد الله وأنه من أتباع شريعة محمد ص وأنه وأنه، لماذا وصية يملأها بهذه المعاني ثم يقول ماخرجت مفسدا ولا ظالما، لمن ظالم، أي ظلم يتكلم عنه حتى يكون ظالما هذه كلها أمور سنتأمل فيها اكثر فأكثر حتى لا نمر على الكلمات مرور الكرام ونذهب إلى أمور أخرى قد لا تكون بهذه الأهمية نضخم أمرا ونتكلم عن شيء ونسير بأمور ونسمي أمورا شعائر حسينية أو ذكر لآل البيت عليهم السلام ونترك أصلاً وواقعا نريدها لأنفسنا بيانا يقضة وانتباهة نحو الواقع والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.