الأربعاء، 18 يونيو 2014

كلمة سماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني بمناسبة ما يحدث في العراق الجريح



كلمة بمناسبة ما يحدث في العراق الجريح من قبل سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم آل شبير الخاقاني

بسم الله الرحمن الرحيم

و نحن أيها المؤمنون و المؤمنات نعيش حياة الضياع و الفتن و الشبه و الغربلة و الإعصار المدمر الذي راح ليسحق الأخضر و اليابس من تراث هذه الأمة و قيمها الرسالية و الحضارية في زمن كادت ان تتقارب فيه ساعات الليل و النهار لتمر مسرعة تروي معالم يوم عظيم تخفق من أجله القلوب و تشخص نحوه الأبصار آملة إياه على الرغم من هول المصيبة و المأساة و إن كذب الوقاتون.

فأقول وفي خضم هذا الواقع الأليم و الأحداث الجارية على الساحة سواء في العراق او ما يعم الامة الإسلامية مذكرا نفسي قبل غيري بما أشار إليه تعالى في محكم كتابه المجيد طمأنة للقلوب : ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

فحاشا لله عزوجل و إن كنا مقصرين مذنبين ان يترك دينه نهبا بأيدي الماكرين و الحاقدين و الجهال المتنسكين أو ان يضيّع المؤمنين أتباع الرسل و أوصيائهم الكرام بأيدي الجنات و المنافقين لكنها الدنيا و مزالق أقدامها إختبارا للنفوس ليميز تعالى الخبيث من الطيب و ضعيف الإيمان من قويه ثم إنه ينجي الصالحين و إنها قد تكون هي الفتنة التي تسبق الظهور بصولة الباطل و أهله جمعا موحدا ظاهرا قد خرج بعد التستر من ظلمات أنفاقه لكي لا تبقى له باقية في زمن دولة العدل الإلهي تطهيرا للأرض من دنس النواصب و المنافقين بما يحمل النصب و النفاق من ظلم و جور و جهل و عدوان.

و ذا هو مضمون روايات وبالأخص ما ورد من إمام المتقين علي عليه السلام في ما يتعلق بالخوارج و نهاية أمرهم بعد القضاء عليهم في النهروان بما هو مضمون كلامه حينما سأله سائل عن نهاية أمرهم بعد النهروان قائلا كلا فإنهم باقون و لكن سوف لن تقوم لهم راية أبدا عند قيام مهدي آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف و لعل أجلهم كاد ان يكون قريبا على الرغم من كثرتهم و قوة شوكتهم في بعض البلاد بما ارتكتبوا من ظلم و عدوان في حق العباد و البلاد.

و إن الصدمة أيها الاخوة و الأخوات بالنسبة الى ما حدث في العراق بلد الولاء لأهل البيت عليهم السلام و ان كانت كبيرة و كان اثرها عميقا في القلوب و لكن رب شر في باطنه خير و لله عاقبة الأمور قضاءا و قدرا و بالأخص ان دعى هذا الشر الى الاقرار بالتقصير و الذنب ممن ينسب نفسه لأهل البيت عليهم ليحصل بعد ذلك التأييد الإلهي بعد الوعي و اليقظة متذرعين إليه تعالى ليسد بواسع لطفه بعد العزيمة على الإصلاح هذه الثغرات التي كانت نتاج فرقة و إنشغال بدنيا الغرور حيث أضيع إثر ذلك العباد و البلاد.

وفقنا الله تعالى جميعا لوعي و ثبات نصبح به مؤمنين حقا نقارع الجهل و العدوان لزمر المكفرة و المنافقين المجرمين كانوا داعش او بقية النواصب و من هو من ورائهم من المكفرة و الظالمين داعيا الله العلي القدير ان ينصر جند الحق و يثبت أقدامهم و يهزم جند الباطل و الضلال النواصب داعش و الوهابيين و غيرهما و من هو من ورائهم و ان يذيقهم و اشياعهم ذل الهزيمة و العار في الدنيا قبل الآخرة و ان يعجل بظهور مولانا صاحب الأمر و الزمان للقضاء على كل باطل و ضلال و جور و بالأخص ما كان منه متلبسا بلباس الدين إنه تعالى أقدر القادرين و السلام على من اتبع الهدى و رحمة الله و بركاته.

محمد كاظم الخاقاني

الخميس 20 شعبان سنة 1435 الموافق 19/6/2014