السبت، 17 أغسطس 2013

@ هل يمكن ان نطلق على واقعة الطف بالثورة؟

هل يمكن ان نطلق على واقعة الطف بالثورة؟

إسم السائل: علوي

السؤال:
سماحة العلامة الشيخ محمد كاظم الخاقاني اعزه الله تعالى
تحية طيبة و بعد
هل يمكن ان نطلق على وقعة الطف بالثورة كما يعبر عنها البعض الآن؟


الجواب:

أرادها الحسين عليه السلام ثورة فكانت وقعة

أيها الأخ الكريم كما تعلمون ان أي حكم من الأحكام من أجل ان يثبت لموضوعه يتوقف على تحقق شروطه ليخرج من الشأنية وعموم الطبيعة الى مرحلة الفعلية ككون الصلاة واجبة وكونها فعلية على زيد البالغ العاقل فكذلك لا يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا على أي رجل او امرأة إلا بعد تحقق شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعروفة في محلها من الفقه و من المعلوم أن بعض الأحكام قد تثبت على شخص بلحاظ تحقق شرائطها ولا تكون ثابتة على شخص آخر لعدم تحقق الشرائط ورب حكم ثبت في زمان او مكان دون زمان او مكان آخر وهكذا ما نحن فيه فإن الثورة ضد الباطل والظلم لابد وان يتحقق شرائط إيجابها و إن من تحقق شرائط أي ثورة إرادة شعب للتغيير وتواجد أنصار يقدّمون الغالي والنفيس لتحقيق المراد والغاية حتى يقوم المصلحون بالإصلاح ومن الطبيعي إنه يجب أن يكون الإصلاح مراد أمة لا محمّلا عليها بالقوة فإنه خلاف حرية الرأي والأديان على الرغم من كونها حقا ومرادا إلهيا لكنها لا تقام على الامم رغما على إرادتها لأنه (لا إكراه في الدين) و إن الدين الذي تحمله النفوس بقوة السيف لاقيمة له لأن الفعل لابد أن يأتي به العبد عن إرادة واختيار وهو الذي يتصف صاحبه بالمدح او الذم وكل ما يقوم به الشخص لاعن اختيار لايمتدح عليه صاحبه ولا يذم كما و أنه لا يثاب عليه ولا يعاقب ومن جاء بالعمل مقهورا عليه بدلا من ان يصبح مؤمنا متعلقا بالله تعالى يصاب بالإزدواجية خلقا ودينا فيصبح من المرائين او المنافقين.

فنقول إنه لما طلب أهل الكوفة او العراق من الحسين عليه السلام التوجه اليهم لدفع الظلم وإقامة العدل صار واجبا عليه القيام بالامر تلبية لدعوة الأمة ولو على صعيد أهل العراق و أصبح عليه السلام داخلا تحت قاعدة أشار إليها الامام علي عليه السلام حينما جاءه الناس بعد مقتل عثمان وقال عليه السلام (لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر….) في خطبته المعروفة بالشقشقية فكذلك الإمام الحسين عليه السلام من بعد ما أقيمت عليه الحجة ولبى نداء أهل العراق إتصف قيامه بالثورة ضد الباطل والظلم تلبية لإرادة شعب يريد التغيير بعد وجود الناصر لتحقيق هذه الغاية لإعادة معالم الشرع ببعديه حقا في مقابل باطل وعدلا في مقابل ظلم .

فجاء عليه السلام قاصدا القيام بالأمر ثائرا ضد الظلم والظالمين لكن لما وصل الى مشارف الكوفة ووجد أهلها متخاذلين منكرين حتى لرسائل أنفسهم و وجد القلة القليلة المؤمنة قد ملئت منها السجون فلا ناصر للحق ولا معين أراد الرجوع من حيث أتى وعلى هذا فنقول إنه عليه السلام كان يريد القيام بثورة حين وجد الامة تريد التغيير  و وجد الأنصار لتحقيق هذه الغاية ثم تراجع عن القيام بالثورة حينما وجد عدم الصدق من الذين دعوه الى إقامة الحق والعدل.

فيكون المقام أيها الأخ الكريم من إرادة القيام بالثورة ولكن الذي تحقق ما كان ثورة لأنه لا يثور اي عاقل على إمبراطورية بنيف وسبعين رجلا وما قام محمد (ص) ضد الشر والظالمين إلا من بعد اكثر من 13 سنة حينما وجد الأنصار فلو بقي أهل العراق بعد وصوله إليهم مصرين للقيام بثورة لتخليص الأمة من أيدي الظالمين المتلبسين بلباس الدين لقام بها الحسين عليه السلام ولكن من بعد ما انكشف الخلاف صمم على الرجوع من حيث أتى فمنعه من ذلك أعوان بني أمية لأنهم علموا أن من يلبي دعوة لاهل العراق اليوم للقيام بثورة ضد الباطل والظلم سيلبيها يوما آخر لو دعاه إليها أهل اليمن او الحجاز وهذا شأن جميع الدول المستبدة لو علمت من شخص أنه لو وجد أنصارا لثار عليها فإذن ما حدث في كربلاء بعد انكشاف التخاذل ماكان ثورة لأن من شرط القيام بالثورة كما تقدم إرادة شعب يريد التغيير و وجود انصار للقيام بالأمر لكن لما اصبح الأمر دائرا بين أمرين أي بين الإستسلام لبني أمية وبين أن يموت موت العظماء والشرفاء اختار موت الاباء والشرف على الاستسلام والمذلة ومن المعلوم ان جميع الانظمة المستبدة تقتل المخالف للظنة والتهمه فضلا عما لو ثبت على أنه أراد ثورة لو وجد لها انصارا و بالجملة وجد الإمام الحسين الأمر في كربلاء دائرا بين الاستسلام للظالمين ليروا فيه رأيهم ومن المعلوم أنه لا يكون إلا العيش بالهوان او الموت بالذل وبين أن يموت عزيزا أبيا فأطلق كلمته الخالدة قائلا : (هيهات منا الذلة) حيث لا يختار العظماء الذل على الكرامة.

فهي اذن وقعة او واقعة في كربلاء لروح الاباء والشرف وعدم الاستسلام لحكم الظالمين الذين لا يكون الحكم منهم الا بالذل والهوان فاختار رجل الحق والشرف الموت كريما عزيزا ولقد كان قاصدا ثورة الى حين وصوله الى العراق قبل انكشاف الأمر و إن كان الأمر بحسب واقعه منكشفا لدى الحسين عليه السلام من قبل ذلك بما قد علم من جده و أبيه وبما هو عليه من علم الإمامة لكن الأمور يجب ان تجري بمجاريها الظاهرية لا بما للنبي او الإمام من علم غيب ولذا كان الرسول (ص) في باب القضاء يقول : (إنما احكم بينكم بالبينات والأيمان) ولو كان يعرف الصادق من الكاذب والمحق من المبطل لأن بجريان الأمور على واقعها وبواطنها لم تبق الدنيا دار اختيار واختبار وما خلق الله تعالى الدنيا الا لهذه الغاية وكل ما يخالفها لا يأتي به الله تعالى ولا أوليائه من الانبياء واوصيائهم الكرام.

هدانا الله و إياكم الى تفقه شرع يكشف لنا حقائق الأمور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ إذا كان الرسول (ص) يعرف بحال الرجلين الاول والثاني فلماذا تزوج من ابنتيهما و لم يخبر الأمة بحالهما؟


إذا كان الرسول (ص) يعرف بحال الرجلين الاول والثاني فلماذا تزوج من ابنتيهما و لم يخبر الأمة بحالهما؟

إسم السائل: طالب من الآذربايجان

السؤال:
شيخنا الفاضل إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عارفا حال الرجلين الأول والثاني واثناهما عليه من الإنطواء والتربص بعد وفاته فلمَ لم يبعدهما؟ ولم تزوج ابنتيهما وبحسب المنهج والسير العقلائي الذي نفهمه في المقام أنه كان ينبغي عليه أن يبعدهما فما هو الجواب في المقام وهل يمكن أن يقال على أنه عاملهما معاملة بقية المنافقين كما كانت سيرته مع الجميع بكيفية تتناسب مع الظاهر في المقام وشكرا


الجواب:
سألني أحد الإخوة من طلاب الحوزة من الآذربايجانيين بأنه إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عارفا حال الرجلين الأول والثاني واثناهما عليه من الإنطواء والتربص بعد وفاته فلمَ لم يبعدهما؟ ولم تزوج ابنتيهما وبحسب المنهج والسير العقلائي الذي نفهمه في المقام أنه كان ينبغي عليه أن يبعدهما فما هو الجواب في المقام وهل يمكن أن يقال على أنه عاملهما معاملة بقية المنافقين كما كانت سيرته مع الجميع بكيفية تتناسب مع الظاهر في المقام:

أرجو التوجه للجواب أولاً: إن بعض الأمور لابد وأن تلحظ بلحاظ مبانيها وبعض الأمور لابد وأن تتبع اتباعا تأريخيا في المقام، أما المسألة التأريخية فهي: أن هناك منهجية قائمة عليها القبائل العربية لأن الإنسان من أجل تهدئة الوضع يحاول المصاهرة مع من يحتمل منهم الخلاف أو يلمس منهم العداء وكانت هذه المنهجية قائمة على قدم وساق في تلك العصور ومن راجع التاريخ سيجد ذلك ملموساً في تاريخ الأمم السابقة وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله ليصاهر الكثير من المخالفين وممن يحتمل منهم التربص بالإسلام والمسلمين حتى يخفف من أحقادهم ومن هجمتهم وتربصاتهم على الإسلام والمسلمين ولذا تزوج بإبنة أبي سفيان وتزوج بالكثير من بنات ونساء القبائل المعادية كاليهود وغيرهم ولعل الكثير أو الأكثر الذي تحقق من زواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان عملاً من هذا القبيل حتى يخفف الوطأة والأحقاد على المسلمين والإسلام ومن راجع التأريخ سيجد أن اكثر الزواج الذي تحقق لرسول الله صلى الله عليه وآله ما كان من الأنصار ولا من بني هاشم ولا من الكثير من المقربين له وإنما كان من اليهود أو المعارضين والمخالفين والحاملين الأحقاد على الإسلام وهذه الطريقة العقلائية كانت جارية في تلك العهود ولذا نجد أن الرسول صلى الله عليه وآله وأن الكثير من الأئمة عليهم السلام ساروا بهذا المنهج ومن تردد فعليه أن يراجع ما تحقق من زواجٍ لرسول الله صلى الله عليه وآله باستثناء زواج خديجة أو بعض الأخريات من نساءه وسيجد اكثر زواج رسول الله كان من هذا الباب وكان من هذه العوائل ومن هذه الطوائف وهذا بحث تأريخي على كل سائل أن يراجع التاريخ ليعرف الحقيقة والشؤون الإجتماعية التي كانت حاكمة على المجتمعات آنذاك وبالأخص على المجتمعات القبلية العربية التي كان الكثير من الزواج فيها يحصل بهذه الطريقة حتى يحصل القرب لما تحدث من الحروب التي تسبب الأحقاد والكثير من الأمور ولا نريد أن نطيل في هذا الأمر.

هناك أسس إلهية وهي السنن الإلهية التي جرت على وجه الأرض منذ خلق الله تعالى آدم عليه السلام إلى قيام الساعة وهناك ما يعتبر من الأمور المرتبطة بمجاري الأمور سياسة واجتماعا وما شاكل هذه الأمور فمن تأمل في السنن الإلهية والغاية من خلق الإنسان عرف الكثير وانحلّت لديه الكثير من الشبه في المقام إذا عرف الأسس والغايات والسنن الإلهية ومن جاء بدون التفات إلى هذه الأسس ستتوالى عليه الكثير من الشبه فلذا نبدأ ببحثنا بحثاً علمياً متناسقا مع السنن الإلهية في المقام فنقول:

الغاية من خلق الإنسان هي أن يختبر على وجه الأرض والإختبار مع الإختيار هما الأساس لهذا الخلق ولإختبار العقول ولغاياتها تحت ضوابط  الغاية والإختيار ولذا نجد أن الله سبحانه وتعالى وهو أقدر القادرين على حسم مواطن ومحال النزاع لم يحسم أمراً إلا لذوي العقول الذين أمرهم في قوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) فالمجاهدون في سبيل الله الذين عرفوا الغاية من الخلق فراحوا يبحثون عن معرفة الحقيقة اولئك هم السعداء الذين عرفوا من أين وفي أين وإلى أين، والذين جاهدوا في سبيل الله بعد معرفة الغاية بدءاً وخلقاً و إيجاداً وسيراً وسلوكاً وغاية عرفوا التوحيد وعرفوا النبوة وعرفوا الإمامة وعرفوا الحقائق جميعاً لكن ترك الله سبحانه وتعالى البشرية تتنازع في التوحيد فبين موحد ومشرك وزنديق ناكر للحقيقة وهو أقدر القادرين أن يحسم مادة النزاع في صراع أخذ يستمر طيلة القرون والدهور فلم يحسمه سبحانه وتعالى وهو أساس المطالب وهو التوحيد فكان قادراً  من إظهار جنانه أو نيرانه وكان قادراً بصيحة في السماء وكان قادراً بألف طريق وطريق محسوس وغير محسوس أن يجعل الناس يعيشون القطع واليقين والجزم في التوحيد وفي شؤون التوحيد والصفات الإلهية لكنه لما كانت الدنيا دار اختيار واختبار ترك البشرية تتصارع صراع المجاهدين هل هم قادرون أذا بذلوا جهدهم على اختلاف عقولهم ومدارجهم أن يصلوا إلى قمم التوحيد بمعانيه الرفيعة أو إلى أي مرتبة من مراتب هذه الحقيقة، فترك الأمم في أساس أمرٍ وهو التوحيد أن يتصارعوا فيما بينهم في الحق والباطل والخير والشر وكلٌ راح يثبّت أو ينقض أمراً في مسألة التوحيد وهكذا نجد الأمر في النبوة فقد ترك تعالى الأمر و جعل الباب مفتوحاً لتتنازع الأمم المعتقدة بالتوحيد في مسألة النبوة فهذا أصبح يعتقد بنبوة موسى عليه السلام وآخر بنبوة عيسى عليه السلام وآخر بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وكما وأن النبوة تركت للعقول ولجهاد المجاهدين كذلك تركت مسألة القيادة وهي الإمامة والمراد من الإمامة في المقام هي التي أراد الله سبحانه وتعالى أن تبين بطون الرسالة بأبعادها السبعة والسبعين وهي التي أراد الله سبحانه وتعالى أن تطبق الشريعة كحكومة إسلامية بعيدة عن التطرف والإفراط والتفريط وبعيدة عن الزيادة والنقصان فإذا عرفنا هذه المقدمة من أن الأرض خلقت للإختبار وأن السنن الإلهية قائمة بعد تمامية البيان من كل نبيٍ ،هذا هو تأريخ البشرية بعد آدم عليه السلام وهذا هو تأريخها بعد نوحٍ وابراهيم وموسى وعيسى فالسنن الإلهية لا تختلف أبداً ومطلقاً هي بنفسها جاءت لتكون بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، رسول الله صلى الله عليه وآله الذي بعد لم يحكّم الشريعة في ضمائر المسلمين الذين جاءوا بعد فتح مكة أفواجاً أفواجا ليدخلوا في الدين لم يترك الله سبحانه وتعالى نبيه فترة طويلة كثلاثين سنة مثلاً حتى تصبح شريعة الإسلام راسخة في أعماق البشرية أو لاأقل في أعماق المسلمين وإذ بنا نشاهد بعد ما فتح مكة المكرمة تنزل عليه سورة إذا جاء نصر الله والفتح فبكى الكثير من المسلمين فقالوا إن هذه السورة تنعى إلينا نفس رسول الله صلى الله عليه وآله .

فإذا كانت سنن السماء معلومة لدى المسلمين وتحقق النصر بواسطة رسول الله صلى الله عليه وآله والشريعة التي جاء بها بمعالمها ومعارفها فكيف نتصور بأن الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كان غير معلوم لرسول الله وهو أعرف العارفين بالسنن الإلهية على وجه الأرض التي مرت لتشمل الأمم جميعاً من بعد آدم عليه السلام إلى زمن الخاتم صلى الله عليه وآله وكيف يمكن أن نعتبر الأمر غير واضح وهاهي الصحاح لدى العامة فضلاً عن الخاصة مملوءة بما يدل على انقلاب الأمة على أعقابها لكنه لما كان لابد من تطبيق سنن السماء على وجه الأرض بمقاييس السماء وهي ترك الأمم بعد البيان لتعمل باختيار لتختبر واكثر دليل على ذلك ما ورد في الصحاح كما هو معلوم حيث ورد في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (يعرض عليّ بعض أصحابي في المحشر فأقول أصحابي أصحابي فيقال بأنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم فيؤخذ بهم إلى النار …….) وفي حديث آخر (أقول سحقاً سحقاً  لمن بدّل من بعدي) وقد ورد أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله يخاطب المسلمين قائلاً (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر أو ذراعاً بذراع حتى ولو دخلوا جحر ضبٍ لاتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟) فإذن هاهو رسول الله يخبر الأمة ويحذرها من مغبة الإنقلاب على الأعقاب والإرتداد والتحريف ومتابعة سنن اليهود والنصارى بعد أنبياءهم ولا يتردد متردد في كون اليهود والنصارى إنحرفوا بعد أنبياءهم وراحوا يغيرون ويحرفون ويتلاعبون فكانوا حقاً مصداقاً للمنقلبين على الأعقاب كما وأن أمة محمد صلى الله عليه وآله أيضا انقلبت على الأعقاب وهاهي الروايات كثيرة كثيرة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله (والله ما أخاف بعدي أن تشركوا ) كما في صحيح البخاري وفي حديث آخر (والله إني لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي) والأحاديث في ذلك كثيرة كثيرة وقد شاهدنا أيضا ما ورد في البخاري حينما قال رسول الله صلى الله عليه وآله (ءاتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لن تضلوا من بعدي حيث قال الرجل حسبنا كتاب الله وإن الرجل ليهجر أي إن الرسول صلى الله عليه وآله ليهجر وفي رواية أخرى حاول تلطيفها صاحب صحيح البخاري قال إن الرجل قد غلب عليه الوجع التي حاول البعض أن يلطفوا التعبير مبدّلين كلمة يهجر بمصاب بالوجع أو ما شاكل هذه التعابير .

ثم نحن إذا جئنا إلى سنن الأرض لنقيس تلك السنن بسنن السماء سنجد سنناً معلومة لدى الجميع وأسس هذه السنن التي حكمت على وجه الأرض طيلة القرون هي سنن الترغيب والترهيب وتقوية السلطان بدلاً من تحقيق المثالية على وجه الأرض فعلي عليه السلام الذي يخاطبه عبدالرحمن بن عوف بعد مقتل الخليفة الثاني مد يدك يا علي أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وطريقة الشيخين وكان قادراً أن يقول نعم ليلزم مقاليد الأمور ثم يطبق ما شاء لكنه قال الكتاب والسنة فنعم وأما طريقة الشيخين إن كانت كالكتاب والسنة فلا تحتاج إلى شرط وإن لم تكن متطابقة مع الكتاب والسنة فما هذا الإشتراط في المقام، كان يستطيع أن يتجاوز عن كلمة وكان قادرا أن يوجهها بألف توجيه وصاحب السلطة تسمع منه جميع الكلمات، آثر المثالية في الصدق والإلتزام بقيم الرسالة بدلاً من أن يستلم حكما مبنيا على تمويه وتشويه ولو أراد حكماً لاستلمه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فنرجع مرة ثانية لنقول للسائل الكريم إن الله وهو أقدر القادرين لم يحسم مادة النزاع في التوحيد ولم يحسم مادة النزاع في النبوة ،وجعل الباب مفتوحا أمام الأمم ليختاروا حتى يرى هل يريدون تطبيق الرسالة ويريدون الحقيقة أم أنهم لا يريدون إلا المصالح الشخصية وكذلك هذه السنة الإلهية طبقت بعد الأنبياء مطلقاً فما حسم الله تعالى أوصياء الأنبياء لينظر إلى الأمم التي تدعي التزاما بالشرايع أتريد حقيقة الشرع أم لا تريد إلا مصالحها الشخصية فإن كانت تريد الحق فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله (اعرفوا الحق تعرفوا أهله)اعرفوا الحق بموازينه الرسالية ومثله وقيمه تعرفوا من هم رجالات الحق ومن هم الذين يطبقون الحق تطبيقا في مرتبة النظام الإسلامي ومن هم العارفون بأبعاد الرسالة ومعانيها فاولئك لا يختلف عليهم الأمر بين علي الحق وصي رسول الله صلى الله عليه وآله والمتقمصين الذين تقمصوا الخلافة وما بين علي عليه السلام وبين المنكرين الجائرين رؤساء الفئة الباغية كمعاوية بن أبي سفيان، اولئك الرجال بموازين الشريعة وسلامة العقل والفطرة يميزون رجالات الحق بالحق وليس هناك من إنسان سوي يريد أن يعرف الشريعة بأفعال الرجال ومن أراد أن يعرف الشريعةمن وجوه الرجال يعيش متخبطاً في الظلمات ولذا قال علي عليه السلام (إن الحق لا يعرف بالرجال اعرفوا الحق تعرفوا أهله) لكن هذه المقاييس وهي معرفة الشريعة سارت عليها الكثير من الأمم وتبعتها الأمة الإسلامية فجاءت لتجعل المقاييس في أفعال الرجال و لتقيس الحق بالأكثرية ولتجعل الموازيين تابعة للأكثرية ونحن نشاهد ذلك في السقيفة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله حينما جاء زعيم القوم ليخاطب الأنصار قائلاً (من ينازعنا سلطان محمد صلى الله عليه وآله) فنسي أو تناسى أنها نبوة وليست بسلطان وأنها لا اختصاص لها بأحد فإما أن تختص بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بمن هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله كما نص على ذلك الكتاب المجيد (وأنفسنا وأنفسكم) وإلا فإن تنزلنا عن الغدير فلا مفرّ عن الشورى التي جعلها الله سبحانه وتعالى أساساً بين المسلمين فنسي موازين الشرع في الشورى وراح يطالب بزعامة رئيس قريش محمد بن عبدالله ونسي نبوة وخاتمية ثم راح بعد ذلك ليتناسى حقيقة أخرى وهي أن الإسلام لا يرتبط بزيد أو عمرو فجعلها لقريش ليحرم منها الأنصار ولا أدري بأي موازين تكون النبوة قرشية قبلية ولا ندري بأي موازين قسّم الرجل المسلمين إلى قسمين فأعطى الولاية لقريش وادعى الوزارة للأنصار بمثل هذا التخبط راح ليصل إلى مرحلة تتجاوز الحدود حتى قال الرجل بنفسه بعد فترة من الزمن حينما ادعى هو وصاحبه (إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه) وقد كان على المسلمين أن يتساءلوا بعد ذلك أو يسئلوا الرجل قائلين إن كانت بيعة أبي بكر فلتة فقد حصلت على عدد بقدر الأصابع بايعت أبابكر أو لاأقل حشّدت لها الحشود بعد ذلك لتبايع بيعة قرشية خاصة لا أحد من المسلمين فيها وأن تلك البيعة التي كانت من الفرد وهو الخليفة الأول إلى الثاني بأي ضوابط وموازيين، إن كانت من بايعه العشرة أو الأكثر من ذلك بإقرار الرجل أنها كانت فلتة وأن من عاد إلى مثلها يجب أن يقتل فكيف حال الذي لم يبايعه أحد من المسلمين مطلقاً وبتاتا فتقبلها لنفسه بلا شورى وبلا نص حتى أصبحت منهجا للحكام بعد ذلك فسار على هذا المنهج الحكام الآخرون وعدم مشاورة المسلمين في ذلك وعدم الإعتناء بالأمة مطلقا صارت شعاراً ومنهجا اقتدى به معاوية بن أبي سفيان وسار على ذلك بنو أمية ومن بعدهم سار بنو العباس، هكذا سقطت مقاييس الشريعة وسقطت موازيين الشرع المقدس من النص والشورى ومن نظر إلى الشورى التي جاء بها الثاني حيث اختار ستة وادعى في حقهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان راضياً عنهم إلى حين وفاته فهم من العشرة المبشرة بالجنة فلا ندري ما معنى هذه الشورى التي اختصت بستة يعينهم شخص على طبق نظره ولا ندري أنه تحت أي موازيين وقيم أمر بأنه إذا لم يتفقوا على شخص وكانت الأكثرية في جانب ولا ندري على أي مقاييس جعل على الكفة التي يكون فيها عبدالرحمن بن عوف هي الراجحة وأن البقية إن خالفوا يجب أن يقتلوا فهل أراد لهم تسارعاً إلى الجنان لأنهم من المبشرين بالجنة فأراد أن يضرب أعناقهم حتى يدخلوا الجنان بأسرع وقت يمكن أن تفترض ولا ندري كيف قبل المسلمون أن تكون هذه شورى؟

 فإخواني كما قلنا في بداية البحث هناك موازيين وقيم سماوية، الله سبحانه وتعالى يجعل الأبواب مفتوحة حتى يختار الناس لأنفسهم إما أن يسيروا بسبل الحق أو بسبل الباطل مختارين ولو شاء الله أن يحكّم أولياءه لحكّمهم فإذن ترك رسول الله هؤلاء وأمثالهم من الذين يعرفهم حق معرفة لأنه مكلف بأن يترك الأبواب مفتوحة فلو شاء الله أن يحكّم أولياءه على وجه الأرض لحكّمهم ولجعل الدنيا تقاد بأيدي أولياء الله ولجعل الدنيا تسير بيد سليمان عليه السلام بعد سليمان متمكناً لا يتمكن أحد من مخالفته لكن هذا  يتنافى مع الغاية من خلق هذه الدنيا وهي الاختيار فنريد أن نقول إن الحجة إذا تمّت وإن البيان إذا تم لابد وأن تترك الأبواب مفتوحة حتى يسعى كل واحد سعيه إما إلى سبل الحق أو إلى سبل الباطل وهناك موازيين وسنن إلهية لابد أن تطبق على وجه الأرض فهناك سنن سياسية قيادية إنسانية ولها طريقها أما طرق السلطة والحصول عليها فهي لا تغيب عن البسطاء من الخلق فضلاً عن عظماء الخلق كالأنبياء و أوصياءهم الذين يعرفون أن الدنيا لابد أن تسير بمسيرتها فلابد وأن ينال منها أصحاب الدنيا وأن تكون الأبواب مفتوحة وأن تكون بأيدي غير المؤمنين في غالب أيام سيرها ولذا نجد الدنيا تنتقل من يد طاغوت إلى طاغوت ومن يد جائر إلى جائر حتى تتمكن النفوس من إبداء ضمائرها ومن السير على طبق أهواءها ورغباتها فتختبر في مقابل ذلك نفوس الأولياء من الصبر والثبات والإخلاص لله تعالى والإعتزال عن الدنيا وشؤونها يعيشون مضطهدين محرومين يعيشون بعيدين عن كل ما يفترض من الراحة والطمأنينة حتى تختبر النفوس أتثبت على الحق للحق وتختبر نفوس أهل الدنيا بأنها لأي مجالٍ تسير على اختلاف مراتب المجرمين وأبناء الدنيا في المقام.

 فإذن خلاصة الكلام في السؤال الأول أن هذا من سنن الله سبحانه وتعالى بعد تمامية البيان بواسطة جميع الأنبياء أن تترك الأمور حتى تختبر النفوس أحقاً هي مؤمنة أم جعلت الإيمان شعاراً وانقلبت على الأعقاب وسارت بسنن الماضين فوجد الله سبحانه وتعالى أن الأمة الإسلامية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله أنها سارت بمسيرة الأمم السابقة من اليهود والنصارى فكما أخبر الله تعالى بقوله (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) فالإنقلاب على الأعقاب والردة عن موازيين الشرع أثبتها الكتاب المجيد وأثبتتها الأخبار المتواترة ومن تردد في كلمات الشيعة فاليرجع إلى صحيح البخاري وسيجد ذلك من الواضحات .

وأما دعوى المدعين الذين يحاولون أن يقولوا بأن الردة كانت ردة عن الإسلام فنقول لهم بأن الردة ما كانت لا من سجاح ولا من الأسود العنسي ولا من مسيلمة الكذاب ولا من غير هؤلاء أبداً ومطلقا هؤلاء كانوا معلنين ومدعين النبوة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أيدهم الكثير من الناس فمن كان مدعيا للنبوة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لا يسمى ارتدادا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فهؤلاء كانوا خارجين عن الإسلام مدعين للنبوة ولا ندري أين الردة المدّعاة؟ أيمكن أن تخاطب الأمة بهذه الروايات الكثيرة الكثيرة الموجودة المحذرة من انقلاب الأمة على أعقابها وارتدادها وكفرها أيمكن أن يكون الخطاب لمالك بن نويرة كما يدعي القوم و هم قد أقروا على أنه كان مسلماً صلّى معه خالد بن الوليد ثم غدر به فقتله وتجاوز على عرضه بنفس الليلة وها هو التأريخ مملوء بإيرادات واردة من الخليفة الثاني على الخليفة الأول يطالب على أن يقيم حدود الله على خالد مصراً على ذلك لكن نسي أو تناسى حينما وصلت إليه السلطة فعزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش وأبقاه قائداً عملياً لقيادة الجيش أهكذا كانت حدود الزناة تقام فلا ندري بأي شرعٍ وبأي منهج الزاني يعزل من قيادة الجيش عزلاً رسمياً ويبقى قائدا عملياً لا ندري بأي كتابٍ و بأي سنة كانت الحدود بهذه المعاني وهل هذا اجتهاد في مقابل النص أم هذه تلاعبات على شريعة رسول الله صلى الله عليه وآله.

ومن أراد أن يفهم اكثر من ذلك فليراجع ما تكلمت به الصديقة الطاهرة عليها السلام ولينظر إلى أبعاد كلامها في خطبتها في المسجد النبوي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله تخاطب الخليفة الأول فهناك يعرف أبعاد الإنقلاب على الأعقاب وأنه كان مدبراً مخططا له على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فأطلب من الإخوة جميعاً أن يراجعوا خطبة الصديقة الطاهرة عليها السلام فإنهم سيرون بكل وضوح أبعاد هذا المخطط وأنه ما كان خفياً على أحد فضلاً عن سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله فإذن مع كل دراية أراد رسول الله صلى الله عليه وآله تطبيق السنن الإلهية وفتح الأبواب للإختيار والإختبار حتى يتدرج الله تعالى مع النفوس إلى أين وإلى أي موقف تسير وإلى أي مدى تنتقل من ظلمة إلى ظلمة فكل ما في صحيح البخاري ومسلم محذرات للأمة من الإنقلاب فإذن كان الأمر واضحا وما كان هناك من تردد في الردة بإسم الدين وبكلمة حق يراد بها باطل فهذا أظنه لا يحتاج إلى تردد فلا يتصور المتصور أن الرسول الكريم ترك القوم وكان ينبغي أن يفعل كذا ولو فعل كذا لما كان هكذا هذه كلها بناء على موازيين تحكيم السلطة وقبض أزمة الأمور لا على موازيين شرايع السماء و سنن الله تعالى على وجه الأرض التي تقوم بالبيان وتترك الأمم لكي تفعل باختيار سبل الحق أو تسير بسبل الباطل بدراية واختيار إذا تسلط عليها الأهواء و عبدت الدنيا سواء عبدت الدنيا باسم الدين أو بأسماء أخرى في المقام والحمد لله رب العالمين.
-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ سؤال حول اللعن الوارد في زيارة عاشوراء

سؤال حول اللعن الوارد في زيارة عاشوراء

إسم السائل: أحد الزوار

السؤال: 
السلام عليكم : في زيارة عاشوراء :1-اللهم العن أ ول ظالم ظلم حق محمد وال محمد واخر تابع له على ذلك….ظاهر العباره ان اللعن يشمل اول ظالم واخر ظالم فقط فكيف يفهم من العباره لعن بقية التابعين .2 من هو المقصود بأول ظالم .وفيها اللهم خص أنت اول ظالم بالعن مني وابدأ به اولا .أيظا الظاهر من العباره أن المخصوص بالعن والتشديد على لعنه هو ابوبكر لكن المشهور عندنا ان عمر أشد ظلما منه لأهل البيت (ع) يرجى توضيح ذلك.

الجواب :
لا شك ولا ريب ان المشار إليه باللعن هو الخليفة الأول ابو بكر وقد قال علي عليه السلام : (أما والله لقد تقمصها ابن ابي قحافة وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى) الى آخر ما ورد في خطبة الشقشقية والظاهر من التعبير انه لعلمه بواقع الامر و أصراره على الظلم والعدوان وأنه قد حمل اول راية للإنقلاب على الأعقاب لتحريف شريعة رسول الله (ص) هو أبو بكر و العبارة تشمل جميع الظلمة من اولهم الى آخرهم حين تقول (وآخر تابع له ) أي للاول على ذلك الظلم الذي بدأه الأول فالعبارة ادخلتهم جميعا والعلة الواحدة وهي الظلم تكون شاملة للجميع كما وأنه في بقية فقرات الزيارة قد جاء (وأبرأ الى الله والى رسوله ممن أسس ذلك ) أي اساس الظلم والجور (وبنى عليه بنيانه ) ولا شك ولا ريب ان المؤسس هو أبو بكر وكل من جاء ولم يعترف بالحق لهم عليهم السلام في شأن الإسلام علما وعملا مدعيا لنفسه الخلافة أو الإمارة او بيان الشريعة فهو مشمول لهذا اللعن وفي الزيارة أيضا (وبالبراءة من اشياعهم و أتباعهم ) فإن كل من أنكر الحق وسار على خطى الاول علما او عملا هو من أشياعهم واتباعهم و ان من البلاغة في اللغة كما قد يكون الشمول بالاولوية في مورد كما في قوله تعالى ( ولا تقل لهما أف) حيث يشمل الكلام بالاولوية  أي إهانة أخرى هي أشد واعظم من الأف ) وكذا اذا قيل في موطن ( اللهم العن اولهم و آخرهم ) يفهم كل عربي بان المراد من ذلك من اولهم الى آخرهم وانه لا خصوصية للآخر بمعنى ان الآخر شمله حكم العلة الشامل للجميع بمعنى أن المتكلم أراد ان يشير الى ان الجميع وان بعدوا فهم مشمولون للحكم لأنهم سائرون على طريق واحد من الضلال وان كان الأخير بعيدا فهو كغيره كسلّاك طريق الباطل والظلم .
وأما بالنسبة الى السؤال الثاني وهو قولكم (لكن المشهور عندنا ان عمر اشد ظلما منه لأهل البيت عليهم السلام ) فسيأتي جوابكم باذن الله تعالى بأسرع وقت ممكن لكي يتضح لحضرتكم بأنه رب مشهور لا أصل له كما وسيتضح لكم ان من يظلم وهو يبكي ليظهر نفسه مظلوما ومحقا وانه لا سبيل له لخدمة الإسلام والمسلمين إلا بما يفعله وان ذلك برضا المسلمين ومشورتهم جاعلا كل ذلك سلما لبلوغ الغايات الدنيوية هو اشد ظلما واخطر فعلا واعمق إيلاما ممن يظلم ويعطي على نفسه البصمات لعدم تمالك النفس في مواطن العدوان لخشونة الطبع فأقول ان من الخطأ الشايع ما ذكرتموه أيها الاخ الكريم على أمل ان نجيبكم على ذلك مفصلا و نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 



-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ كم عدد اولاد الإمام الحسين عليه السلام؟


كم عدد اولاد الإمام الحسين عليه السلام؟

إسم السائل : سلمان

السؤال:

السلام عليکم شيخنا
عظم الله اجرک بمصاب الحسين و انصاره
امام الحسين کم له من الاولاد؟
​​

الجواب:


ذكرت بعض المصادرأن له من البنين عليا زين العابدين عليه السلام وعليا الأكبر وجعفر وعبد الله وله من البنات سكينة وفاطمة و أضافت مصادر أخرى محمدا وعليا الأصغر و زينب و رقية وخولة و العلم عند الله لعدم ما يثبت ما هو المتيقن في المقام .

-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ ماهو مفهوم قول الإمام الحسين عليه السلام:من لم يلحق بي لم يبلغ الفتح؟


ماهو مفهوم قول الإمام الحسين عليه السلام:من لم يلحق بي لم يبلغ الفتح؟

إسم السائل : حسين

​​
السؤال:

السلام عليکم و رحمة الله و برکاته
قال ابو عبدالله الحسين عليه السلام في رسالته الي بني هاشم
اما بعد فان من لحق بي استشد.ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح
ما هو مفهوم من:ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح
حسين من عبادان


الجواب:
لقد جاء في الرسالة الشريفة للامام عليه السلام :
من الحسين ابن علي ابن ابي طالب الى أخيه محمد وسائر بني هاشم
أما بعد فإنه من لحق بي استشهد ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح والسلام .
هنا بالنسبة الى كلمة الفتح الواردة في الرسالة محتملات في المقام على الرغم من كون الرسالة وجيزة لكنها تحمل الكثير من الأبعاد فالإمام عليه السلام بصريح من القول يخاطب بني هاشم قائلا من لحق بي استشهد حيث يقولها بقطع ويقين والشهادة بعد لم تقع وما ذاك إلا لعلم غيب كما اشار في موطن آخر إليه قائلا (خُطّ الموت على ولد آدم ****مخط القلادة على جيد الفتاة) ولسنا هاهنا بصدد بيان ما هو المستند لهذا العلم القطعي هل هي الأخبار الواردة من الرسول (ص) او هي لعلم الإمامة او لشؤون الولاية المطلقة لأن هذا ليس ما هو محل البحث هاهنا لكون السؤال إنما هو عن المراد من كلمة الفتح فالإمام عليه السلام لم يمنِّ أحدا حكما ولا زعامة ولذا كان من اتبعه على بصيرة ويقين أنه يسير في ركب يتطلع الى الشهادة في سبيل الله تعالى.
فهاهنا يقع التساؤل إن الإمام عليه السلام عن أي فتح يتكلم والشهادة ليست إلا موتا وانتقالا الى دار الآخرة وما حدثنا التاريخ إن الشهادة يطلق عليها إسم الفتح بحسب المصطلح وانما يقال فتح مكة المكرمة مثلا حيث يكون النصر والفوز والهيمنة على المبطلين كقريش وغيرهم من اعداء الإسلام.
فالإحتمال الاول في المقام نقربه ببعض الأمثلة وهو ينقسم الى شقين فقد وردت بعض الأحاديث تقول (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) و نحن نعلم ان كملة (لا) يؤتى بها في الغالب لنفي الجنس فلا صلاة الا بطهور ولا رجل في الدار , فهل أراد الإمام عليه السلام نفي مطلق الفتح كما لا صلاة الا بطهور بمعنى ان من تمكن من النصرة منكم يا بني هاشم و تخلف عن ذلك فلا يفيده بعدها أي عمل مهما بلغ إلا أن تشمله الرحمة الالهية بالعفو وانكم ستندمون اذا كشف لكم الغطاء حيث لا يفيد الندم , حيث أنه بناءا على هذا الاحتمال يكون الأمر دائرا بين الوجود لتحقق الفتح و العدم.
أو اراد عليه السلام من كلمة (لا) نفي المرتبة فكما لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد بمعنى أنه من لم يلحق بي لا يبلغ المرتبة العليا عند الله تعالى التي أعدها لهؤلاء الشهداء بأن نفسر الفتح بفتح المقربين عند رب العالمين أي من يستشهد يبلغ هذا المقام ومن لم يشتهد لم يبلغ هذه المرتبة وان قضى الحياة في زكاة النفس وطلب العلم و العمل الصالح فيكون كلاما عن مرتبة عليا تفوت المتخلف لا يمكنه تداركها بعد ذلك بأي عمل من الأعمال ولو عاش الى يوم الحشر راكعا ساجدا صائما مستغفرا لكن الكلمة لا تدل على أن المتخلف يستوجب العقاب وفقدان المكانة مطلقا عند الله تعالى كما فرضنا ذلك في الصورة الأولى بل يكون الكلام عن بيان المراتب و لو دار الأمر بين الاحتمال الاول والثاني كان الأول اولى بأن من تخلف عن نصرة صريح الحق الذي هو الوقوف مع الإمام المعصوم عليه السلام يكون مأثوما ولا ينجيه من عقاب الله إلا عفوه حتى ولو أسقط الإمام عليه السلام حقه الشخصي عن رقاب الناس لعظيم لطفه ورحمته كما قال في الليلة العاشرة من المحرم لأصحابه أنتم في حِلّ مني فاتخذوا هذا الليل جملا لأنه مظهر الرحمة المطلقة الإلهية الذي لا يعرف حقدا ولا يدعو لنفسه في أمر ولا يحب ان يدخل أحد النار بواسطة تخلفه عن نصرته حتى راح عليه السلام في صبيحة يوم العاشر من بعد ما نظر الى جيوشهم ليبكي على اعدائه المتعطشين على دمه الزكي الطاهر.
الإحتمال الثاني : إن الظاهر من كلمة الفتح أنها وصف لنفس الشهادة لانها شهادة من نوع خاص  قد وصفها الامام عليه السلام بالفتح بمعنى ان الفتح يعود الى نفس هذه الشهادة لكن كيف نفسر الشهادة بالفتح فهل يراد به الفتح الأخروي بما يترتب عليه من القرب والثواب؟ نقول ان الظاهر من الحديث ان هذه الشهادة تحمل الفتح بغض النظر عما يترتب عليها من الأثر العظيم و المقام الرفيع عند الله تعالى حيث أن الشهادة بما هي هي لم تحمل في نفسها نصرا في حين ان هذه الشهادة كانت اكبر من أعظم فتح وقع على وجه الارض حيث انها اسقطت امبراطورية عظمى وهي الحكومة الاموية حيث راح بشعار يا لثارات الحسين ليسقط بنو العباس الحكم الاموي وقامت الثورات من التوابين وغيرهم وحصل قيام المختار واستمرت آثار هذه الشهادة بفتوحها على طول التأريخ تدفع بكثير من الأحرار للقيام ضد الظلم والظالمين والجبابرة على وجه الأرض مستلهمين ذلك من نهضة الحسين و عزمة وثباته و عزم وثبات اصحابه.
فكم من فتح على طول التأريخ نسي بعد حين لكن هذه الشهادة ما زالت ترعب الطواغيت وهم في قصورهم وعليه فالإمام يشير عليه السلام ان المتخلف عن هذا النصر والفتح لا ينال دواعي هذا النصر المؤثر على طول التأريخ بما له من الأثر كما وانه لا ينال الثواب المستمر المترتب على هذا النصر والفتح العظيم.
الإحتمال الثالث : في المقام ان يقال لعل الإمام الحسين عليه السلام يريد ان يشير الى بني هاشم قائلا يا بني هاشم لا تخدعوا النفس بنسب ولا حسب ولا بكثرة صلاة وعبادة ولا بزهو علم حيث ان عبد الله بن عباس كان يسمى حبر الأمة حيث ان فتح القمم للمعارج نحو الله تعالى ليس  فيما تتوهمون وانتم عن نصرة اوليائه متخلفون لأن حقيقة الشرع انما هي باتباع امام مبين و رُبَّ عبادة ونسك وحج كان اثما اذا كان في وقت نداء معصوم للقيام بأمر واعلموا انه لو كان مجرد العبادة قربا بدون امتثال صحيح لأوامر الله واوليائه لكان ابليس بعد اكثر من ستة آلاف سنة من اقرب المقربين وكذلك لكان الخوارج عبّاد الليل اصحاب الجباه السود الذين ظنوا ان عبادتهم توصلهم الى الفتح والفوز في حين انهم كانوا من اصحاب الجحيم لأنه لا قيمة لعلم ولا عمل لم يكن فناءا في طاعة الله تحت اوامر اوليائه.
فأراد الإمام الحسين عليه السلام ان ينبه بني هاشم رحمة بحالهم ليخرجوا من غفلة هم فيها واقعون اوجبت عليهم التباس الأمور فهذا قد خدعه قرب نسب وذاك زهو علم مشيرا الى انه لا قرب الا من طريق الله واي قيمة لحج بأزاء حق متروك وظلم قائم فاعلموا انكم لو عبدتم الله ليلا ونهارا و بقيتم الدهور في دار الدنيا لما كان ذلك منج لكم وانتم تتركون نصرة اولياء الله الذين فرض طاعتهم وكيف يقبل عمل او علم صاحبه متخلف عن اومر إمامه.
و بالجملة لعل الإمام يريد ان يقول لبني هاشم الذين خدعهم الحسب والنسب لقربهم من رسول الله (ص) و الإمام علي عليه السلام بأن هناك فتحا كفتح مكة وكم من صحابي كان مع رسول الله (ص) دخل مكة ولم يحصل على الفتح الحقيقي بل كانت عاقبة أمره ان كان من الضالين وان عاش حينها سرور الفاتحين لكن يا بني هاشم اعلموا ان الفتح الحقيقي بعمل يفتح لكم ابواب السماوات فإذا فتحت لكم كنتم حقا من الفاتحين وهو نصرة الحق كما يريد الله تعالى لا بتبع الهوى او الجهل ولا مبلغ لذلك إلا عن طريق اولياء الله الذين جعلهم حجة على العالمين فمن تخلف عنهم ولو جاء بأعمال الثقلين لا يبلغ هذا الفتح لأن المدار على خلوص النية ومتابعة الاولياء.
الإحتمال الرابع ان الإمام الحسين عليه السلام يريد ان يشير الى فتح أحبّ ان يكون بنو هاشم من أهل ذلك الفتح لا بما هم متوهموه بانه بحسب او نسب او علم او بكثرة عبادة وذلك الفتح فتح ما حصل لاحد في العالمين إلا لنوادر من البشر فيريد ان يقول (ع) ان الذين معي من الأنصار على الرغم من كونهم قد علموا علم اليقين ان مصيرهم الموت فهم أناس قد اجتمعت آراء أبناء الدنيا ضدهم حكومة وشعبا وقد خذلهم القريب والبعيد و راح لينصحهم الصديق جهلا فلم يثنهم كل ذلك عن لقاء ربهم لأنهم على الحق المبين وإن خالف مسيرهم أبناء الدنيا جميعا كما قال عمار بن ياسر في يوم من أيام صفين و كانت جيوش اهل العراق تنهزم في مقابل أهل الشام فقال له قائل أما ترى ما نحن فيه فأجابه قائلا والله لو هزمونا وبلغوا بنا نخيلات هجر لعلمت أنّا على الحق وانهم على الباطل , أجل هؤلاء اصحاب القيم الذين لا تغير آرائهم كثرة الناس حولهم او تخاذلهم عنهم فيقول الإمام الحسين إن أصحابي جميعا هم كذلك وقد ابتعد عن الإمام الحسين (ع) أقرب الناس إليه حتى راح بعض بني هاشم ليقدموا له النصح جهلا بأن يتوجه الى اليمن او الى مكة المكرمة ويتحصن فيها حتى بلغ الجهل بالبعض ان قال يا حسين لا تلقي بنفسك في التهلكة.
فيريد أن يقول الإمام عليه السلام لبني هاشم إن أصحابي قوم على الرغم من اعلان الدنيا ضدهم الحرب حكومة وشعبا إلّا ما ندر وتخطئتهم من قبل من يرى نفسه من أهل المعارف من العلماء والمتنسكين فإن كل ذلك لم يفن عزمهم ولم يخدش بصيرتهم فكونوا منهم يا بني هاشم لأنه بالنسب لا تبلغون الفتح بل بعلو العزيمة وعظيم البصيرة وقد شرحت في بعض الاسئلة الموجودة على الموقع قول الإمام الحسين عليه السلام ما رأيت أصحابا كأصحابي فقراءة ذلك قد يكون فيه مزيد من الفائدة بما لأصحابه من خصوصية بلغوا بها هذا الفتح العظيم ولذا قد كشف لهم عن بصائرهم ليلة العاشر من المحرم فشاهدوا منازلهم عند ربهم لأنهم قطعوا كل حبل غير حبل ربهم.
الإحتمال الخامس في المقام هو أن الإمام عليه السلام لعله يشير الى بشرى حصل عليها هؤلاء القوم وهي ان الله تعالى قد اختارهم ليوم الفتح العظيم وذلك لأنهم سيصبحون من اقطاب دولة العدل العالمية لأن ذلك الفتح لا يقوم فقط بالمتقين من الأحياء على وجه الأرض بل بالملائكة المقربين ونبي من اولي العزم كعيسى عليه السلام وبعض الاولياء والمصلحين الباطنيين كالخضر (عليه السلام)  وغيره من المصلحين لبواطن الامور في الدنيا وبإحياء بعض الاولياء ولعله قد يكون منهم من انصار آدم ال الخاتم الى بقية الأئمة عليهم السلام وذلك لأن العدل الذي يراد تحقيقه هو واقع العدل الذي لا يكون من أمرائه وقادته من يؤتى به لمجرد حسن الظاهر بل لابد وان يكون من المؤمنين حقا ظاهرا وباطنا وإلّا فقد كان من الامراء في عصر النبوة خالد بن الوليد الذي قتل الناس للأحقاد الجاهلية حينما ولاه الرسول (ص) فهذا الفتح الذي يبلغه هؤلاء فتح  ليس له من نظير لا في السابقين ولا اللاحقين لأنه فتح هو غاية بعثة الانبياء فقول الامام (ع) من لحق بي استهشد ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح اي ان هؤلاء الشهداء يبلغون فتحا عالميا ما حصل مثله لأحد لخلوص نياتهم وقد تمنى بلوغ هذا الفتح الاولون والآخرون فكونوا من أهله يا بني هاشم فإني اريد لكم الخير وما تقدمت إليكم الا بالنصح لو كنتم تعقلون.
ومن المحتملات ايضا لعله يشير في المقام الى فتح عرفاني يجمع الصور المتقدمة جميعا بما له من أثر في عالم الدنيا الى قيام الساعة وبما له من أثر في عالم البرزخ والقيامة ومن عروج لا حد له تفتح له ابواب السماوات في جميع عوالم عالم الامكان الى ما لا نهاية له فهو فتح لقمم عام البرزخ والصراط وعظيم المورد الذي يشير اليه الامام علي عليه السلام (آه آه من قلة الزاد وبعد الطريق وعظيم المورد ) لأن الله تعالى غير متناه ولا يعرج هذا العروج اللامتناهي قاصدا إياه إلا المقربون الذين منهم هؤلاء الاصحاب وأنتم يا بني هاشم لقربكم من نداء الحق اولى من غيركم بالنصرة لبلوغ هذا المقام فكيف تتخلفون عنه وقد لبى هذا النداء بعض النصارى و الاسود والابيض والعربي والاعجمي.
وها هنا يجب الالتفات الى امر وهو ان بني هاشم كغيرهم من القبائل فيهم العديد من الرجال فأين هؤلاء الذين غرهم الحسب والنسب والعلم من اوتاد الارض وعظماء الخلق الذين نصروا الحق على طول التأريخ بعزم وخلوص نية كُشفت لهم حجب الانوار كعمار ومالك الاشتر و المقداد وسلمان وحجر بن عدي وغيرهم من الابرار ونحن نشاهد في زماننا هذا مع كل الاسف تكريما للنسب وغفلة عن أمثال هؤلاء العظماء ففي كل بلدة شيعية قد توجد عشرات المزارات المنسوبة لأهل البيت تزار والناس على الرغم من قربهم في بلدة قم  مثلا من زكريا بن آدم الذي يقول فيه الأئمة عليهم السلام بمثل زكريا ابن آدم يمسك الله السماء ان تقع على الأرض فمثل هذا الرجل العظيم قد لا يعرفه أكثر الشيعة, أجل هكذا هي سنن رواسب القبلية على الرغم من مجيء الانبياء وقوله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم وما ورد من الاحاديث المتواترة الرادعة عن تقييم الناس بالانساب.
وفي الختام اقول ما ذكرناه من المحتملات في المقام ليس إلا ما يدركه امثالنا من القاصرين ولا يعرف المراد بما هو إلا أهله وفقنا الله وإياكم لمعرفة بعض ما يقصده الائمة عليهم السلام.
-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ هل صحيح أن الإمام علي عليه السلام حارب الجن؟

هل صحيح أن الإمام علي عليه السلام حارب الجن؟

إسم السائل : حبيب حسين

السؤال:
السلام عليكم شيخنا الجليل ورحمة الله وبركاته
سؤالنا هو: هل صحيح أن الإمام علي عليه السلام حارب الجن في بئر وعاد وسيفه يقطر من دماء الجن المشركين ؟
نرجو التفصيل في ذلك مشكورين


الجواب:

الروايات في المقام لا يعتمد عليها ونقل القضية بكيفيات مختلفة لا ربط لبعضها ببعض ولاجامع بينها هو ايضا من دواعي التأمل فيها وكون بعض الصحابة شاهد الكثير من وقائع هذه القضية من نيران ودخول في بئر وأصوات وضحك للجن وغير ذلك يدفع بالمتأمل الى التردد في صحتها اكثر فأكثر و بالأخص ما وردت من أن بعض الصحابة شاهد في المسجد النبوي مندوب الجن وهو يتكلم مع الرسول (ص) ولا يبعد القول بأن نسيجها بما نقله بعض الصحابة وما ادعوا من المشاهدات اقرب الى نسج الخيال وقصص الاوهام منها الى الواقع كما وانه لابد من الالتفات الى ان سلطان الرسول (ص) وعلي (ع) على الجن او غيرهم لا يبلغ مدارج شهوده من يدعي الشهود من الصحابة ومن كان يشاهد امرا بما له من عظيم المقام فهو مستودع الاسرار ومثل هؤلاء العظماء لا يبوحون بسر غيب لأمثالنا من سائر الناس ولو كانت القضية صحيحة لنقلت كخبر عن غيب لا بأن ينقلها ناقل بهذه الطريقة ولو أراد الله تعالى ان يجعل الناس امة واحدة لجعلها بظهوره تعالى بأسماء القهر والجبروت في دار الدنيا او بمعاجز حسية لا تدع مجالا للشك لكن بذلك تخرخ الدنيا عن واقع كونها دار اختبار او بإظهار الملائكة او الجنان والنيران وجعل الناس يطمئنون بوجود الجن لا يحتاج الى مثل هذا النسيج من الاخبار ولا مكانة علي (ع) التي هي نفس رسول الله تحتاج الى مثل هذه الطرق وكون النبي محمد (ص) والائمة الاطهار لهم الولاية التكوينية المطلقة في عالم الامكان كما نعتقد لا يستدعي ان نصدق كلما ينسب اليهم من مثل هذه القصص او غيرها من الفضائل والكرامات والمعجزات التي البعض منها لا ينسجم مع ابسط مقاييس القبول, نعم محاربة شياطين الجن قد تكون بروح الايمان والعلم وقوة النفس لدفع شرورهم عن المؤمنين من الجن والانس فان ذلك لا مانع منه لكن ما ورد من قتل الألوف منهم بسيف علي عليه السلام مع انهم كالانس فيهم المؤمن والكافر وهم يختبرون فيما بينهم كما نختبر نحن, كل ذلك يبعد صحة مثل هذه الاخبار وليس من المستعبد ان القضية كانت بكيفية مقبولة معقولة ثم حُفّت بنسيج من الخيال والله العالم بحقائق الامور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

حكم القيام ببعض الممارسات في الشعائر الحسينية


حكم القيام ببعض الممارسات في الشعائر الحسينية

 إسم السائل: أبو السيد احمد

 

السؤال:

السلام علیکم ورحمة ا
​​
لله وبرکاته،، عظم الله أجورکم بمصاب إبی عبدالله الحسین علیه السلام ، أود معرفة حکم القیام ببعض الممارسات فی الشعائر الحسینیة وعلاقة ذلك بما روي عن إمامنا الصادق عليه السلام كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم وما روي عن سليمان بن مهران انه قال:دخلت على جعفر بن محمد الصادق وعنده نفر من الشيعة وهو يقول:معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، .. جزاکم الله خیر ودمتم بحفظ العزيز وتوفيقه،، 

 

الجواب:

 

وعليكم السلام وعظم الله اجوركم ايضا بمصاب أبي عبد الله (ع) ولكم منا مزيد الشكر و أما بعد فإنما ما قام به الإمام الحسين عليه السلام و جميع المصلحين في العالم واضح المعالم لا غموض ولا غبار عليه وهو طلب الاصلاح بالعلم والعمل الصالح بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لإحياء الحق في مقابل الباطل لإخراج الناس من الظلمات الى النور ولإقامة العدل في مقابل الظلم ليعيش الناس حياة الكرامة والعز بعيدين عن الذل والهوان و الاستسلام , حيث ان حياة المعارف والعدل تميت الجهل وتهزم الاستبداد المتمثل بحكام الجور واعوانهم من الدجالين و المنافقين و وعاظ السلاطين.

 

وان احياء أمرهم عليهم السلام هو احياء شرع الله بما قام عليه من هذه الاسس النبيلة المشرقة التي هي اسس النور لطرد ظلمات الجهل و الخرافات وبناء الحقائق على الاوهام والاحلام والدفع بالمجتمع الى آمال بلا رسم مناهج يتضح بها سبيل المتقين بأوصافهم التي اشار اليها امام المتقين علي عليه السلام في نهج البلاغة في وصف المتقين و ما حدده أئمة الهدى عليهم السلام في رسم أطر واضحة تنير كالشمس للسالكين سبل ربهم فارجعوا لمعرفة الحقائق الى صفات المتقين والشيعة ومن عرف الحق عرف أهل الحق وعرف الصحيح من الباطل و ما يخدم الشرع وما يمكن ان يكون شينا بدلا من ان يكون زينا في سبيل الشرع ومن جاهد في الله حق جهاده هداه الله الى سبيل الرشاد المتجلي بسيرة الأنبياء و اوصيائهم الكرام و سلاك دربهم بحق كأبي ذر و المقداد و عمار ومالك الاشتر وسلمان و حجر بن عدي و غيرهم من الابرار على طول التأريخ وسوف يعلم السالك سبيل ربه ان المراد من حب أهل البيت اتباع مسلكهم علما وعملا بواقع التشيع ومن تحلى بالعلم ابتعد عن الاوهام والخرافات و دعم الشرع بالاحلام ومن نهض بالعمل الصالح اخذ بنفسه والمجتمع الى الاصلاح ومثل هذا لايبذل الاموال للشهرات والعناوين تحت عناوين شتى وهو يشاهد بأم عينه بؤس البائسن واضطهاد المحرومين تاركا البلاد والعباد في القرى والارياف تعيش الجهل وهو يخطط في مراكز العلم لغايات توصله لكي يصبح ممن يشار اليه بالبنان وقد كان رسول الله (ص) طبيبا دوارا بطبه وكان ائمة الهدى عليهم السلام لإماتة الجهل ينتقلون من قرية الى اخرى لاحياء النفوس بالعلم والعمل الصالح وبث روح الايمان وتزكية النفوس ومن اتضحت له معالم الشرع بعد جهاد النفس في طلب اصولها من منابعها عرف الحق وأهله كما قال رسول الله (ص) : (اعرفوا الحق تعرفوا أهله) وكما قال علي عليه السلام : ( ان الحق لا يعرف بالرجال اعرفوا الحق تعرفوا أهله) ومن عرف الحق وأهله لم تختلط عليه موازين الشرع في مواطن أصول المعتقد ولا فيما يرجع الى تشخيص الموضوعات الخارجية من أنها هل هي حقا من الشعائر الدينية او ليست كذلك ومن المعلوم انه لا يرجع في تشخيص الموضوعات الخارجية الى احد لانها ليست من مواطن تقليد الرجال غاية الامر قد يسترشد الانسان الساعي لمعرفة الحقائق ببعض العقلاء لتشخيص المصاديق لمزيد من العرفان والاطمئنان.

 

فأيها الأخ الكريم قد يستدل على ما نحن فيه لاستنارة الحكم لا الموضوع الخارجي الذي هو خارج عن محل البحث العلمي بقول الامام الحسين عليه السلام مخاطبا لأخته زينب عليها السلام : (اُخيّه لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي عليه خدا ان انا هلكت) وما ورد من الاخبار من اظهار الحزن والبكاء على ما اصاب الحسين عليه السلام واصحابه الكرام سواء على نفس المصاب او البكاء والحزن لما اصيب منهج الحق في مقابل الباطل والعدل في مقابل الظلم والكرامة في مقابل الهوان فإنه يكون من الحزن على مسالك الشرف والكرامة ولم يزل الظالمون والدجالون باسم رسالات السماء ينالون من سبل الشرف والكرامة فقول الامام الحسين اولى بالدلالة على الحكم الشرعي من فعل لغير معصوم قد يستشهد به على المدعى.

 

وبالجملة لا حاجة لكي نبحث عن الغاية التي من اجلها لبى الامام الحسين دعوة أهل العراق فهو بنفسه قد بين ذلك قائلا : (من رأى سلطانا جائرا ولم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله) وبيّنها بنفسه ايضا حينما قال : (انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله (ص) ) هذه هي شعائر الحق لاحياء الامة واستنهاضها لتحقيق الحق في ابعاد المعارف والعدل وهذه هي سيرة جميع الصالحين على طول التأريخ.

 

و اما غير ذلك فهي أفعال ترجع الى حضارات الامم وكيفية اظهارها للحزن او السرور حيث ان اظهار الحزن على مصاب عند امة قد يكون بالتجمع في مكان والصمت فيه لدقائق وعند أخرى بالبكاء او الصراخ والعويل ولربما اظهرت بعض الامم احزانها باللطم او بوضع التراب على الرأس و بلبس السواد وغير ذلك من مظاهر الحزن والأسى على اختلاف حضارات الامم ومثل هذه الامور لايمكن ان تعنون بعنوان شرع لا من حيث العقيدة وأصول الدين ولا من حيث الحكم , نعم ما قام به الحسين (ع) ضد الظلم والظالمين وما دعى اليه من الاصلاح واعادة الامور الى شرع الله تعالى وما ورد من الروايات في البكاء على الحسين واظهار الحزن عليه ما هو الا من الحزن على سبل الكرامة والشرف والحق الذي نال منه الظالمون ولتعيش النفس المؤمنة ذكرى حياة الكرامة والشرف والتضحية في سبيل الحق والعدل وما يقوم به البعض من عمل او مظاهر للحزن فهي افعال خارجية قد يختلف فيها الناس فمن محسّن او مقبّح وناقد ولربما راح ليمر البعض عليها مرور الكرام وما ذلك الا  لأنها من تشخيص الموضوع وهو ما لا يجوز الرجوع فيه الى الفقيه لأن الفقيه يرجع اليه في الحكم الشرعي لا في تشخيص الموضوعات من أنها حسنة او قبيحة او صحيحة او خاطئة وهل أنها تدخل تحت عنوان ما يكون من الفعل الحسن او غير الحسن لأنها من الموضوعات الخارجية ولذا راح ليختلف الناس فيها من أنها هل يصدق عليها أنها من الشعائر الدينية ام لا والفقيه فيها أحد أفراد العرف والمجتمع وليس ممن يقلد في مثل هذه الامور نعم قد ينظر اليها العقلاء من حيث آثارها السلبية او الايجابية وبما يمكن ان ينعكس منها على الشرع او المذهب و المرجع في كون بعض الافعال أيمكن ان تكون حسنة او غير حسنة ومما يمكن ان يطلق عليها شعيرة من الشعائر من حيث الفعل فإن الحَكَم فيها هو العرف والعقلاء وأما من حيث الضرر وعدم الضرر فالمرجع في ذلك أهل الاختصاص او الاطباء هدانا الله و إياكم الى ما يكون زينا لمذهب أهل البيت عليهم السلام و سددنا الى الصواب في العلم والعمل إنه ولي التوفيق . 

 

-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من