الخميس، 25 أبريل 2013

@ الأخلاق المحاضرة رقم 13



لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

لا يجوز ــ بحكم العقل ــ هدم كوخ بلا بديل، فنحن كثيراً ما نتكلّم بإطارات خطابية عامّة، فمثلاً يقول قائلنا: إنّ الدين الإسلامي هو الدين المتكامل من كل جوانبه، هو الدين الذي ما ترك جانباً مادّياً ولا معنوياً إلاّ ورسمه بأفقه المبين الواضح، الذي لو سارت البشرية على طبقه لتمكّنوا من السعادة في الدارين.
نعم الكلام قد يكون خطابياً يبتني على أسس تحريك الشعور والعاطفة، وما هو مودوع في قرارة السامع من أمور يرغب إليها، فقد يكون الخطاب جميلاً؛ لأنه حصل على رغبة جماهيرية عامّة، لكن البُناة الحقيقيين الذين جاؤوا لبناء البشرية، وإن جاؤوا بأبلغ ما يكون من الخطابة والكلام، لكنهم أنزلوا مستوى الدليل والبرهان إلى مرحلة خطابية جميلة يفهمها كل أحد، ثم جاؤوا ليبـيّنوا مدارج الكمال بالدليل والبرهان، فكم صعدنا المنابر ودعونا الناس إلى الإسلام وإلى الشريعة، فما وجدنا تأثيراً إلاّ عند مجلس الخطابة، فكأنها كلمات قدس وتقديس نتكلم بها، وبمجرّد أن ينتهي المجلس لا نرى أثراً لكلماتنا التي نتكلّم بها، وما ذلك إلاّ لأنها بنيت على المنهجية الخطابية، لا على منهجية الدليل والبرهان، ولذا نجد كثيراً ما يتساءل المتسائل منّا: لمَ حينما نقوم من مجلس كذائي لم تكن ما سمعناه من الكلمات مؤثّرة، ولم يصبح ما قاله القائل منهجاً للحياة؟ هذه هي تساؤلات كثيراً ما نطرحها، أو يطرحها علينا الآخرون.
فقلنا ــ وكرّرنا بمنهجية حماسية خطابية ــ : إنّ الدين الإسلامي هو الدين المتكامل، هو الدين الذي لا نقص فيه، وهذه الكلمات حق، ولا نتردد في مثل هذه الكلمات، وأي مسلم يتردّد في كون الإسلام منهجاً وطريقاً متكاملاً، وأنه ما كان منهجاً عبادياً فقط، وإنما كان منهجاً سارياً في كافّة شؤون الحياة البشرية، لكن المسلكية الخطابية، أي المسلكية التي تكون مبتنية على أسس الرغبات وتحريك شعور الآخرين، لعلها يوماً من الأيام تقف عندما تتصادم مع الواقع الخارجي، من حيث أبعاد المعرفة، لا من حيث واقع الشرع، وهو دين اللَّه القويم.
فإخواني، أول ما أتكلّم عن نفسي، فقد جئنا لنقول للمجتمع العالمي كافة: إنّ الاقتصاد الإسلامي لا يكون لـه اقتصاد بديل، لا من الشيوعية، ولا من رأسمالية، ولا... ، فهل شكّل المسلمون لجاناً من أهل الخبرة والاختصاص في مناهج الاقتصاد؟ ليبحث الاقتصاد الإسلامي المهجور الذي تركناه، وجعلناه خطابة شعرية، نريد بهذه الخطابة أن نقابل الأمم، كيف نقابل الأمم في أمر متحقّق بالفعل، لمسوا أثره وأخذوا ينتقلون مع كل سلبياته؟ فالرأسمالي والشيوعي أخذا يتحرّكان في اقتصادهم، فهل هناك لدينا غير الإفتاءات والأحكام منهجاً اقتصادياً نقابل به الأمم، مثل الحكم: بأنّ الربا محرم، والزكاة واجبة، وذاك الأمر مستحب؟ هل هذا يكون في الحقيقة والواقع منهجية اقتصادية متكاملة، نتمكن أن نقابل بها الأمم؟
لقد تركنا اقتصادنا، وتركنا واقعنا الحقيقي بأبعاد الرسالة، وجئنا نخاطب الأمم خطاباً شعرياً، ثم نتعجّب: لمَ ترك الشاب المسلم الاقتصاد الإسلامي وراح في أحضان الغرب يدرس اقتصاداً رأسمالياً؟
إخواني، كل واحد في ما هو متخصّص فيه يكون عمله مثمراً، ويكون مبدعاً، لكن لا يجوز أن نتجاوز خطى الاختصاص والخبرة، لكي نكون فقهاء، وعلماء نفس، وعلماء اقتصاد، وعلماء سياسة، وعلماء طب، وفيزياء، وعلماء كيمياء؛ لأننا قرأنا فقهاً وأصولاً، فالفقه والأصول لـه اختصاصه، وله دوره، فمن كان مختصّاً بهذا الفن يُقدّر ويجلّ، وله مكانته، لكن يجب أن نكون واقعيين.
فالحوزات التي تدرس فقهاً وأصولاً قامت بعمل بنّاء؛ حيث حفظت الشريعة طيلة القرون في بعد آيات الأحكام، لكن على الحوزات اليوم أن تواكب العصر، وأن تتحرك مع الواقع الخارجي للأمم، فعلينا أن نشكّل لجاناً مؤمنة مخلصة تدرس الاقتصاد الإسلامي، وتدرس بقية مناهج الاقتصاد الأخرى لكي تتمكّن من مواكبة العالم، ولكي تصعد المنابر وتتكلّم بمنهجية، بدليلها وبرهانها، لا بخطابة وكلمات شعرية.
إنّ القصور فينا لا في الإسلام، فليس هناك من قصور في واقع المنهجية الرسالية، فلو كان هناك قصور في واقع المنهجية الرسالية لما أخرج كل نبي أمّته إلى كل عزّ، ونحن ما أخرجنا أمّة إلى عزّ.
فعلينا أن نحاسب النفس حساباً واقعياً، وننظر إلى الخطى التي جرت في كل عصر لنبي من الأنبياء، كيف أخرج أمّته، فجعلها بمعنوية عالية تقابل الأمم ولا تنهزم؟ كيف جعلها بثبات اقتصادي قوي يقابل الأمم؟ كيف جعلها بموازين إخاءٍ ووحّدها على شتاتها؟
لقد جاء الرسول (ص) لأمّة جاهلية، اعتادت البغضاء والشحناء، وافتخرت بالقتل والعدوان، وإذا به صنع من هذه الأمة أمّة متآخية، صنع من هذه الأمة أمّة بركيزة اقتصادية قوية، وبركيزة اجتماعية قوية، فعلينا أن نكون واقعيين قبل أن يسبقنا الزمن أكثر ممّا نحن فيه، فلا نخدع النفس بخطابات حماسية كأننا نتكلّم أشعاراً، فلنكن واقعيين، ونشكّل لجاناً في المواضيع الإسلامية، عن التاريخ والاقتصاد والسياسة وغيرها من الأمور، كما عندنا في الحوزات دراسات في الفقه والأصول، فربّ إنسان بحث بحثاً عقائدياً فصار أكثر تمكّناً من فقيه كان مجتهداً ومستنبطاً للفقه والأصول؛ لأنه أصبح من أهل الخبرة.
فما دمنا نجلس في مجالسنا فكلماتنا تُؤيَّد، وإذا خرج الشاب منا إلى أي منطقة في العالم فقدناه، فإن بقي مؤمناً بقي بقدسيات إيمانية وهو يعيش في قرارة نفسه: أن الغرب هو أحسن مما كان يعيشه في المناطق الإسلامية، فهذه واقعيات لم يكن الإسلام قصّر فيها، بل نحن قصّرنا فيها.
فهل لنا منهجية تبحث عن علم النفس في ما هو في الكتاب والسنة لكي نكون مقدّمين إلى البشرية علم نفس يبحث عن كل الإطارات ومجالات المجتمع؟
هذا المجتمع العالمي فتح أبواباً، وفتح جامعات، فصارت فروع كثيرة في علم النفس، وفروع في علم الاقتصاد والسياسة وغيرها، فهل نحن شكّلنا لجاناً لكي تبحث بحثاً علمياً يمكن أن يطرح طرحاً عالمياً في علم النفس، لكي نرى ماذا جاء به الشرع القويم من علم نفس يتطابق تطابقاً حقيقياً مع أبعاد الكيان الإنساني، مادياً ومعنوياً ؟
طرح علماء الغرب بحوثاً كثيرة في علم النفس، لكن حينما يأتون إلى مثل الإيثار يتوقّف الواحد منهم: بأنه لمَ حصل الإيثار من البعض؟ ولمَ قدّم البعض نفوسهم للآخرين؟ فهذه يتكلم عنها المتكلّم منهم ويقول: لعلها من شواذ؛ لأنه بنى علم النفس على جانب مادي، وبنى الجانب الاقتصادي على الجانب المادّي، وبنى الجانب السياسي على الجانب المادي، فأصبح لا يتمكّن أن يتفهّم الكثير من الأمور التي تتمشّى مع علو النفس والقيم الروحية، فهل شكّلنا في حوزاتنا لجاناً تبحث بحثاً حقيقياً عن علم النفس بما يكون أطروحة نقابل بها الأمم؟ حتى أخذ بعض المثقفين منا يذهب إلى الغرب، ويدرس علم الاجتماع، فيأتي على موازين قرأها تتناسب مع الغرب، ومع روحية غربية مسيحية، فجاء ليهاجم أكابر علمائنا، قائلاً: لا أدري لمَ العالم الفلاني يكتب إلى سلطان ظالم بكذا عبارة تأييدية؟ لمَ العلاّمة المجلسي مثلاً يؤيّد الصفويين؟ فإنّه لما قرأ علم الاجتماع ــ بدون مناسباته الشرعية والعقلية ــ راح ليطرح أطروحة نظر فيها إلى جانب، وربما كان حقّاً، وترك جانباً آخر، وما فهم أن الذين أيدوا الصفويين أيّدوهم في مقابل حكومات تدّعي الإسلام، ولو تمكنت لما أبقت لتراث أهل البيت مجالاً، فوقعوا بين فاسد وأفسد، فأيدوا الصفويين على ما هم عليه من الظلم في مقابل العثمانيين، الذين لو تمكّنوا لما أبقوا شيعياً على وجه الأرض، فما كانت مسالمة مع ظالم، وإنما كانت واقعية خارجية لا مخلص منها، إما أن يقفوا وراء أمثال الصفويين؛ لحفظ مرتبة من مراتب الشريعة، أو يقضى عليها بكل واقعيتها بواسطة العثمانيين.
كما وأنّ علياً (ع) حينما بعث إليه هرقل يطرح عليه المساعدة والتوحّد على معاوية، خاطبه قائلاً: اليد التي تمد على معاوية قطعتها أنا، معاوية في مقابل المسيحيين، لا من حيث معاوية، بل من حيث لواء الإسلام، يكون به حفظ بعض المراتب الظاهرية من الكيان الإسلامي.
وحينما نأتي إلى الصفويين في مقابل العثمانيين يصبحون من الخير والصلاح، بحيث يدافع عنهم كل عاقل، حينما يقع الأمر بين فاسد وأفسد، أو بين مرحلة من الرسالة ومرحلة أخرى.
ينقل لنا التاريخ عن سلطان حسين الصفوي أنه لما تحرّك بعض الحكام من أفغانستان قاصدين إيران، أخذت الفتوحات الأفغانية تتوالى، فكلما جاؤوا إلى الملك يخبرونه بالأمر، قال: الحمد للَّه المناطق المهمة محفوظة، كأصفهان وخراسان وشيراز، حتى سقطت المناطق وبقيت أصفهان، قال: لو بقينا على أصفهان لكان خيراً، إن شاء اللَّه نتفاهم معهم على أصفهان، حتى سقطت أصفهان ففهم على أنه كان يعيش الأوهام.
فيجب أن لا نكون كأمثال سلطان حسين الصفوي: ذهب تراثنا فليذهب، ذهب اقتصادنا فليذهب، ذهبت قوتنا العسكرية فلتذهب، فنقول: الحمد للَّه المساجد محفوظة، لا شك ولا ريب لو لم تحفظها أنت لحفظها اللَّه؛ لتكون حجة على الخلائق ليوم القيامة، فعلينا أن نتحرّك حركة واقعية، ولا يعقل أن يصير الفقيه من أهل الاختصاص في السياسة والاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع، هذا ليس من المعقول، إنّ الفقيه على رأس الأمور، من أجل أن نعرف صلاحية القانون، على أنه صحيح أو ليس بصحيح، ولا نتردد في حاجة المجتمع إلى الفقيه، ولا نتردد في حاجة المجتمع إلى مفتٍ يفتي الناس بأحكام اللَّه تعالى، لكن هذا ليس معناه أنه أصبح من أهل الخبرة في كل الميادين.
هذه مقدّمة أحببت التذكير بها، وإن كنت أنا وكل واحد مسؤولاً عن واقعنا المأساوي الذي نعيشه الآن باسم الإسلام، ولعلنا إخواني، والروايات ليست بعيدة مما أقول، حينما تقول الروايات عند الظهور: إنّ صاحب الزمان (عج) حينما يأتي ليطبّق الشريعة بأبعادها يقول القائل: يا ابن رسول اللَّه، أجئت بدين محمد (ص) ، أم جئت بشريعة جديدة؟ فلعلّنا في واقعنا نعيش هذه الحقيقة، فاعتدنا على تشويه سمّيناه إسلاماً، فلا صلاتنا لها تلك الأبعاد والدافعية، ولا صيامنا بقي على دافعيته وانطلاقته، وأخذنا في بعض المجالات نسير خطىً في تفسير الموازين، فالقضاء والقدر فسرناه بالجبر، ولعلنا اليوم ــ كشيعة ــ فسرناه بتفسير آخر لعله بعيد عن واقع المسلكية الإسلامية.
إخواني، لو أنّ مليون مسلم حقيقي يعيشون واقع الشريعة لهزّوا العالم. فإذن: لا أقل أن نفتح الباب للتساؤل من أنفسنا: هل نعيش جهلاً مركباً، فظننا أنّ ما نحن فيه هو الإسلام الحقيقي؟
وأما المسألة الأخلاقية التي كنّا نتكلم عنها هي مسألة الوسوسة، فإنّ الوسوسة من عمل الشيطان، وتقدّم فيما مضى تفسيراً عن الوسوسة في وسوسة إبليس بالنسبة لآدم (ع) ، فما جاء إبليس ليتكلّم مع آدم (ع) بأمر بعيد عن الفطرة، وبعيد عن الكمال، بل جاء يدعو آدم إلى الخلد والسلطان والعزّ والكمال، وهذه أطروحة فطرية يحبّها كل إنسان، وكل إنسان يحب الخير، ويفرّ من الشر بكل عناوينه وأبعاده، فليس هناك إنسان يجزم بشرّ ويريد الشر للشر، إنما هو من باب الخطأ في المصداق، وتشخيص الموضوع، فترى كل واحد منّا إما لدين أو لدنيا يدرس العشرين والثلاثين سنة من عمره ليحصل على منصب دنيوي، أو أخروي، وهذه هي فطرة الإنسان، يحب الخير، ويفرّ من الشر، فإنما الخطأ هو للجهل المركب في تشخيص الموضوعات الخارجية، فهل هذا العمل يؤدّي إلى الخير، أو لا يؤدي؟ فلو جزم الإنسان جزماً يقينياً: أن أفنى حياته في أمور دنيوية يؤدي إلى الشرّ لما أقدم عليه.
فإذن: المشكلة كامنة في المعارف بأبعادها حتى يخرج الإنسان بالمعارف اليقينية من الوساوس، ويخرج من الترديد، لكي يكون بمنهجية حقيقية يتمكن بواسطتها أن يبني بناء صحيحاً.
وفي مقدمة هذه المحاضرة قلنا: لا يجوز هدم الكوخ بلا بديل، فمن أراد أن يهدم كوخاً لفقير لابد أن يبني لـه لا أقل كوخاً جديداً، ولا يقبل منك الفقير أن تهدم لـه كوخه لوعدٍ موهوم في المستقبل بأنك سوف تبني لـه قصراً.
فإخواني، لا أريد أن أقول: علينا أن نتردّد فيما نحن فيه، ونهدم ما نحن فيه، ولو كان كوخاً لواقع إسلام ما توصّلنا إلى دركه ومعرفته، لكن علينا أن نتحرّك حركة علمية واقعية في كل الميادين الإسلامية، فإن بنينا صرحاً عظيماً، ولمس المجتمع بناءنا الحقيقي، فسيأتون لينتقلوا من كوخهم إلى قصورنا، وأما الترديدات والتشويهات بوعود بلا بناء، فيكون كمن طلب هدم كوخ بوعد قصر، فلا يجوز لكل إنسان أن يهدم كوخاً يستظل به الناس بوعد قصور لم نتوصل إليها.
وهناك أمر آخر أرجو التوجّه إليه، وهو: أنّنا نصعد المنابر ونتكلم بزهد وتقوى، ونتكلّم بفضائل أخلاقية بعيدة المستوى، ونتكلم بطهارة وصلاة ليلٍ وكذا وكذا، ونحن نعايش أمة لا تلمس صدقاً في المجتمع، أو لا تلمس صفاء في المجتمع.
إنّ الشاب منّا يذهب فيلمس الكثير من الفضائل التي دعا إليها الإسلام في مناطق أخرى، فأصبحنا نتكلّم ببعد معنوي رفيع المستوى، والمجتمع يعيش البدايات في حركته الإسلامية، فالرسول(ص) ما جاء ليحرّم الخمر إلاّ بعد فترة من الزمن، لمّا وجد النفوس مستعدة لقبول هكذا كمال، وما كان إلاّ كمالاً في مرتبة أكل وشرب، ونحن جئنا لندعو المجتمع إلى كماليات أخلاقية، وعناوين قدسية، وتطهير وزكاة بعيدة المستوى، لكن ندعو أمة تعيش الغفلة، وضياع البدايات الأولية، فيجب أن تخرج الأمة من غفلتها أولاً، ثم بعد خروجها تُدعى إلى مثل هذه الكمالات المعنوية، وأي معنوية يمكن أن تتحرّك إليها المجتمعات الإسلامية والفطريات الأولية لم تتحقق على صعيد الخارج الإسلامي، وأصبح المسلم يقول: لا تذهب إلى سوق إسلامي، أو إلى سوق يعيش فيه المسلمون، بل اذهب إلى المنطقة الفلانية؛ فإنها أكثر أماناً في قولها، أو صدقها.
نحن الذين نعيش هذا بواقعنا، ونعترف به بأنفسنا، كيف نريد بخطابة أن ندعو المجتمع إلى طهارة وقدس معنوي عاش به أمثال أبي ذر وسلمان والمقداد؟ أولئك رجال عايشوا الرسول (ص) ، فما جاؤوا وما توصّلوا إلى هذه الكمالات المعنوية وهم يعيشون ترك الأولويات الإسلامية، فنحن في كثير من مواقعنا تركنا الأوليات الإسلامية، ودعونا الناس إلى فضائل قدسية عاشها أبو ذر وأمثاله من الأوتاد.
فإذن: الوسوسة ضرب أركان اليقين بأدلة وهمية خيالية، في مقابل اليقين القائم على العقل والشرع، فعلينا أن ندعو اللَّه، وأن نطلب منه: أن نخرج من وساوس الشياطين في كل أبعادها العقائدية والعملية، حتى نصل إلى واقع الإسلام وإلى الشريعة الإسلامية الحقيقية التي جاء من أجلها الرسول (ص) ، وأراد تطبيقها الإمام علي (ع) ، وسيطبّقها المهدي المنتظر (عج)؛ لتكون حجة إلى يوم القيامة.
والحمد للَّه ربّ العالمين.
www.alkhaghani.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق