تعليقات على صحيح البخاري 8
كتبت من محاضرة صوتية
ألقاها سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني في سوريا
----------------------------------------------------
تقدم أن الكلام في صحيح
البخاري وقلنا نريد أن ننظر أن ما جاء في هذا الكتاب أيمكن أن يتناسب مع الكتاب
المجيد والعقل أو لا يمكن أن يتناسب فإذا جعلنا الكتاب المجيد ميزاناً توزن به
الأمور فهل ما نجده في البخاري من تقييم الأنبياء ومن الكلام عن الله سبحانه
وتعالى ومن الحديث عن الأصحاب هل يتناسب مع العقل والكتاب المجيد وسيرة رسول الله
(ص) أم لا؟، اليوم نريد أن نرى حب رسول الله (ص) للسيدة عائشة، نريد أن ننظر إلى
عدل النبوة نبوة سيد الكائنات، نريد أن ننظر إليه في عدله وإستواءه بين نسوته وكيف
ساقه الحب والغرام للسيدة عائشة أن تجاوز الكثير من المقاييس، في هذه الليلة نسمع
حباً وغراما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنساه المبادئ الأولية كالإنصاف
فجاءوا ليمتدحوا السيدة عائشة بذم رسول الله (ص) وعدله.
البخاري ج3 ص 348 السطر 12 عن عائشة أن
نساء رسول الله (ص) كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر فيه
أم سلمة وسائر نساء رسول الله (ص) وكان المسلمون (أنظر إلى هذه الصياغة التي صيغت
بجهل كامل، الان يمدحون عائشة ويذمون رسول الله (ص) كما فعلوا بالنسبة للأول
والثاني حينما مدحوا الأول والثاني وذموا رسول الله (ص) ) وكان المسلمون قد علموا
حب رسول الله (ص) عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله
(ص) أخرها حتى إذا كان رسول الله (ص) في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله
(ص) هديته، (المسلمون يريدون التقرب إلى رسول الله (ص) فيهدون له الهدايا لكن لما
علموا أن رسول الله (ص) لشدة حبه إلى عائشة من يرضي عائشة يكون محبوبا ومرضيا أيضا
بتبع حب رسول الله (ص) لعائشة فكانوا إذا أرادوا أن يهدوا إلى رسول الله (ص) هدية
يسئل سائلهم متى يكون رسول الله (ص) في بيت عائشة حتى يقدم هديته في تلك الليلة
فإذا استرت عائشة جلبت سرور رسول الله (ص) أيضا) فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن
هديها إلى رسول الله (ص) أهداها في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها أي لأم
سلمة كلمي رسول الله (ص) يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إليَّ هدية فليهدها
إلىَّ حيث كان في بيوت نساءه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقبل لها شيئا فسألنها
فقالت ما قال لي شيئاً فقلن لها فكلميه ورددي عليه الكلام مرة ثانية قالت فكلمته
حين دار إليها فلم يقل لها شيء فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه مرة
ثالثة فقالت سأكلمه إذا دار عليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة ، (مرة
ثالثة رسول الله (ص) لا يساير منهجا جاء به وهو منهج الأخلاق، وهذا يعلمنا نحن
الطريقة الصحيحة للتعامل مع نسوتنا لأن رسول الله (ص) أسوة لنا في كل شيء فيعلمنا
العدل مع النسوة، لو جاءت أم سلمة تشتم عائشة أو تتهمها مثلا لعل رسول الله (ص)
يقول لها مثل هذه الكلمة لكنها جاءت تريد إنصافا، معنى ذلك أن رسول الله (ص) كان
يعطي جميع الهدايا إلى عائشة ويترك نسوته هذا نبي صاحب البخاري وليس نبينا لأن
نبينا كله عدل وإنصاف ومساواة هو أسوة للخلائق جميعا في كل شيء لكن نبيهم وإلههم
يختلف عنا لأن ربهم ينزل ويتمشى في الجنة وربنا فوق كل شيء ونبيهم لا يعرف الإنصاف
بين نسوته ونبينا هو العدل في عالم الإمكان )
تتمة الحديث: (فإن الوحي لم يأتني وأنا في
ثوب إمرأة إلا عند عائشة) نسيت أن الرسول الكريم تزوج بها ثلاث سنين عندما سكن
المدينة، نهاية زواجه مع عائشة سبعة أو تسع سنوات بقية أيام الوحي أين كانت تنزل
على رسول الله (ص) كانت تنزل في المدينة قبل زواجه من المرأة وفي مكة المكرمة، مثل
هذه الكلمات التي تتكلم بها وكأنها نست أن الآية التي وردت في تظاهر نسوة رسول الله
(ص) عليه وردت بشهادة عمر بن الخطاب وإن شاء الله نتعرض إليها إن كنا أحياء وردت
في حفصة وعائشة وفي البخاري في مكانين موجودة ، النسوة التي تضاهرن على رسول الله
(ص) هي حفصة وعائشة ومن صمم على طلاقها هي حفصة وعائشة بشهادة عمر بن الخطاب
وهجرها وهجر حفصة شهر كامل فظن عمر أنه طلقهما ونسيت المرأة أن رسول الله (ص) في
مسألة الإفك تركها أياما طويلة وصمم على طلاقها وكان شاكاً بها نحن لا نريد أن
نتكلم في عرض رسول الله (ص) نحن نتكلم فيها بما ارتكبت في الجمل وبما ارتكبت في
كثير من المناطق الأخرى ونحن نتكلم فيها في كلاب الحوأب لكن لا نتكلم في مثل حديث
الإفك هم تكلموا فيه في بخاريهم، (إن الوحي لم يأتي وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة
قالت فقالت أتوب إلى الله من ذلك فتابت أم سلمة على يد رسول الله (ص) وعاهدت ربها
أن لا تعود إلى مثل هذه الأعمال لا أدري أكانت عاصية مجرمة، غاية الأمر اجتمع رسول
الله (ص) والمسلمون جميعا على إرضاء عائشة أيمكن أن نجعل هذا الكلام كأدب إجتماعي
وأخلاقي يتأدب به المسلم في عدله بين نساءه أم يتعلم حبا وغراما وتجاوزا عن الحدود
والابتعاد عن الإنصاف، فتعاهد أم سلمة رسول الله (ص) أن لا تعود إلى مثل هذا
الكلام مرة ثانية ونسي رسول الله (ص) أنه هو الذي يجب أن لا يعمل عملاً يوجب الحقد
بين نساءه حتى لا تعتاد الناس أن تتقرب إليه من طريق نساءه، لم يقوي الرسول الكريم
سيرة باطلة وعملاً غير صحيح بتربية الأمة أن تتقرب إليه عن طريق النساء، أنا لو
جاءني شخص على ما أنا فيه من الحقارة ومن الجهل يتقرب إليَ من طريق زوجتي ما قبلت
ذلك، تارة يتغزل فيها ويقول من أراد أن يعرف دينه فليعرف دينه من طريق الحميراء،
أي واحد منا يحمل ذرة من الغيرة يتمكن أن يسمع الناس يتكلمون بزوجته أنها
الحميراء، أو هذه افتراءات على ساحة رسول الله (ص) قالت أم سلمة فقلت أتوب إلى
الله من ذاك يا رسول الله ، هذا الحديث صاغته أي شركة في مقابل من آذى فاطمة، أنا
مدينة العلم وعلي بابها أخرجوا للحديث جدران وبيبان ولو بقوا إلى اليوم لأخرجوا
للحديث حمامات في مقابل أنا مدينة العلم وعلي بابها، في مقابل سخط فاطمة سخط الله
ومن آذاها آذى الله وآذى رسوله وما شاكل هذه الأحاديث يجب أن تصاغ في مقابلها هذه
الأحاديث.
ما تكلم رسول الله (ص) في حق فاطمة مثل
هذه الكلمات غراما وشعرا وما شاكل هذه الأمور، فاطمة من موازين كتاب الله سبحانه
وتعالى التي باهل بها نصارى نجران، من أراد ميزان العدل في الرجال وجده في تطبيقه
الخارجي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعلي ومن أراد الميزان في النسوة وجده
في فاطمة عليها السلام فهي تمثل صدق الشريعة للنسوة ورسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وعلي عليه السلام يمثلان صدق الشريعة في تطبيقها الخارجي أما هذه الكلمات
وهذا الغرام والتجاوز للحدود أيمثل عدلاً ويمثل حاجة لمثل أم سلمة أن تتوب على يد
رسول الله (ص) حتى لا تعود إلى مثل هذه الكلمات.
(ثم إنهن دعون فاطمة عليها السلام بنت
رسول الله (ص) فأرسلت إلى رسول الله (ص) تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت
أبي بكر فكلمته فقال يا بني لا تحبين ما أحب فيقينا فاطمة تحب ما يحبه رسول الله
(ص) فصار رحى الإسلام يدور حول رضا عائشة ، مثل هذا الحديث ورد بأن الله راضٍ عن
أبي بكر لكن أبي بكر لا يدري هل أبوبكر راض عن الله تعالى أم لا؟ فهنا نفسك
المسلكية موجودة.
فكلّمته فقال يا بني ألا تحبين ما أحب
قالت بلى) يعني فهمت أنها إن أرادت أن تكون محبوبة لابد وأن تحب ما أحبه رسول الله
(ص) ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب هذا الإنصاف المتمثل في جعل الهدايا
لعائشة، هذه لا أدري كيف تمر على القوم من بعد 1400 سنة أهذه مهازل أو هذه رسالة،
هذه تناسب أن يتكلمها المتكلم في حق الرشيد وزبيدة، في أمثالنا من ضعاف النفوس
المتجاوزين حدود العدل والإنصاف أما ميزان عدل الله سبحانه وتعالى ومظهر الفضائل
والكمالات والخلق الكريم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) هل مكارم الأخلاق تتمم
بمثل هذه الأعمال؟
(فرجعت إليهن فأخبرتهن) يعني إن أردن رضا
رسول الله (ص) فرضاه من رضا عائشة وإن لم يرضين رسول الله (ص) فلهن نار الله
الموقدة، فالمحور أصبح عائشة، محور هذه الأمة من تنبحها كلاب الحوأب، محور هذه
الأمة من طلقها رسول الله (ص) أو كاد أن يطلقها أو من هجرها حتى ظن عمر أنه طلقها
فجاء يتشفع إليه، من نزلت في حقها آية التظاهر على رسول الله (ص)، من أمرها كتاب
الله بالإقرار في البيوت فذهبت تقاتل بين الرجال، أواحدة نتركها أم نترك إثنين أو
ثلاث من التجاوز على العدل والحق أو الجرائم التي ارتكبت بواسطة هذه الامرأة ثم
تكون محورا للرضا ، رضا الله يدور مدار رضا رسوله فإذن المحور جميعا يدور مدار من
تنبحها كلاب الحوأب .
(فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع إليه مرة
أخرى فأرسلن زينب بنت جحش فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي
قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وعائشة قاعدة فسبتها حتى أن رسول الله (ص)
لينظر إلى عائشة هل تتكلم فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها) كيف أسكتتها
لابد أنها شتمت عليها أيضا حتى زينب سكتت ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ساكت
ينظر إلى نساءه يتجادلن فيما بينهن وهو لا يتكلم، فسكتتها عائشة بماذا؟ يعني
سكتتها بما لا تتمكن تلك من الرد عليها يعني لسانها أطول من زينب بالسباب، (قالت
فنظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى عائشة وقال إنها ابنة أبي بكر) بهذه
الطريقة أنهى رسول الله (ص) الجدال بينهما يعني معناه في مقابل ابنة أبي بكر ليس
هناك من حق وباطل وإنصاف يعني معناه أن حبي لإبنة أبي بكر لا يعطيني مجالا أن
أتكلم، لو أردنا أن نجعل هذا سيرة في الخلق والتربية العائلية مقتدين برسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أيمكن أن نقتدي بسيرة بخارية؟ فهذه من المهازل التي
وجدناها وهي كثيرة موجودة في مثل هذه الكتب .
هناك حديث آخر أمر عليه مرور الكرام وقد
كتبت فيه الكثير وإن شاء الله إذا طبع الكتاب الجزء الأول في الحق والباطل الذي
سميته قال رسول الله (ص) إعرفوا الحق تعرفوا أهله، هناك سوف أذكر موازين الحق وما
يناسب النبوة وما هو افتراء على رسول الله (ص)، من جملة ما يطرح الحديث : أصحابي
كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وهذا من المسلمات عندهم، أختصر الحديث وقد شرحته
مطولا، لو اقتدينا بالأصحاب الذين ارتدوا على أعقابهم بعد وفاة رسول الله (ص) كما
تدعون هل اهتدينا؟ وأنت ما قبلت أن نتكلم على صحابي أبدا وقلت من سب صحابيا كان
كافرا نسألك الذين ارتدوا على الأعقاب هل كانوا من الصحابة أم لا؟ فهل بالإقتداء
بهم نكون مهتدين؟ وحينما ذهب خالد بن الوليد لقتالهم أكان يقول لهم أهلا ومرحبا يا
سادة المسلمين ثم يضرب أعناقهم أو كان يقع بينهما ما وقع من الكلام وما شاكل هذه
الأمور، فلا ندري أنقتدي بالمرتدين بعد وفاة رسول الله (ص) لنهتدي أو نقتدي بمالك
بن نويرة الذي قلتم ترك الزكاة فكان كافرا؟ لا ندري إن كنا متبعين للقاتل أو
المقتول كنا من المهتدين، من أصحاب رسول الله (ص) من شرب الخمور واقيمت عليهم
الحدود فهل لو اتبعنا شارب الخمر نكون من المهتدين؟ أو لو اتبعنا جالد شارب الخمر؟
لا ندري أبالجميع نكون من المهتدين ولا ندري أبتباعنا للجميع للقاتل والمقتول
والجالد والمجلود وللمرتد ولمن قتل المرتدين ولمن قطع الزكاة ولمن قتل قاطع الزكاة
نكون من المهتدين؟ نسأل القوم مرة ثانية أدين الله واحد أم متعدد حتى نراه في وجوه
من؟ ولا ندري لو أنا اتبعنا صحابي رسول الله (ص) رئيس الفئة الباغية بنص الروايات
الواردة المقبولة عند الفريقين أنكون من المهتدين وهل معنى الهداية التي هي النور
في مقابل الضلال تكون متحققة بقيادة رئيس الفئة الباغية كمعاوية بن أبي سفيان وما
شاكله من المكرة كعمروبن العاص لا ندري؟
فإذن كل حديث لا يتناسب مع العقل يكون
مردودا، هل من الجائز عقلا أن تتحقق الهداية بالمرتد و غير المرتد، أن تحصل
الهداية بشارب الخمر أو من جلد لزنا وما شاكله وبمن أقام عليه الحد ، هل من العقل
أن تكون الهداية متحققة بباب مدينة العلم وبمن كان قائدا للفئة الباغية أيجوز عقلا
أن نجمع هذه المتناقضات؟ ونقول إن أصحاب رسول الله (ص) جميعا نجوم من اقتدى بهم
اهتدى، إن جئنا للعقل فلا أظن إنسانا يرى نفسه عاقلا يقبل مثل هذه المهازل وإن
جئنا إلى النقل فهذا النقل ثابت على أن منهم المرتد كما تدعون ومنهم قاطع الزكاة
ومنهم من قتل بعضه بعضا ومنهم ............
نطلب من الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل
حتى لا نتكلم بمثل هذه الخرافات وبمثل هذه المتناقضات وننسبها إلى رسول الله (ص)
وكأننا نتكلم عن إنسان غرامي سحق كل الموازين من أجل بنت أبي بكر .
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق