عدالة الصحابة 5
محاضرة لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
هناك تساءلات في المقام نتساءل بها الذين يدعون عدالة جميع الصحابة
في المقام فنقول إذا كان الصحابة جميعا عدولا ولا يتردد المتردد في ذلك من القوم
فما هو وجه حديث العشرة المبشرة بالجنة إذا كان المسلمون قاطبة كلهم عدول وكلهم
مبشرون بالجنة وليس هناك من أحد يستثنى من هؤلاء فمن رأى الرسول الكريم كان صحابيا
وكان عادلا إذا كان هذا حقا فما هي خصوصية العشرة المبشرة بالجنة كما يدعون إلا أن
يقول قائل منهم المراد الميزة والأفضلية، كلهم من أهل الخير والجنة ولا نريد من
العشرة المبشرة إلا أن نقول على أن الخصوصية لهؤلاء أن لهم الأفضلية لا غير، فإن
قبلوا هذا لأنفسهم على أن هناك الجميع في كفة واحدة عدالة ومقاما ولهؤلاء العشرة
فقط الأفضلية على غيرهم فهم وما يقولون وما يقبلون وإن كان هذا يتناقض مع كثير من
كلماتهم كارتداد بعض الصحابة وكنفاق بعضهم وكاستثناء الكثير منهم ممن كان مسلما
قبل صلح الحديبية كما سنذكر أسماء سبعين رجلا منهم يقولون هؤلاء كانوا مسلمين قبل
الحديبية وإذا كان هؤلاء من مسلمة الحديبية وجاز لأصحاب أبناء السنة والجماعة أن
يستثنوا منهم سبعين رجلا في كتاب واحد فليتفضلوا علينا بجواز استثناء ثلاثة أو اكثر
من ذلك فهل لآية أو رواية خصصهم الله تعالى بها فكان من حقهم أن يستثنوا سبعين
صحابيا من الذين كانوا قبل الحديبية مسلمين وينسبون لهم النفاق والإرتداد قائلين
لا مانع من ذلك فإنه استثناء إذا كان الإستثناء جائزا لم استثناء أبناء الشيعة
لثلاثة أو اكثر أو أقل من ذلك يكون كفرا ويكون كلاما يستوجب أن يصيح المسلم بأعلى
صوته واديناه واإسلاماه هؤلاء الروافض يتكلمون على صحابة رسول الله (ص) لا أدري
بأي آية أو رواية خصهم الله سبحانه وتعالى أو نبيه صلى الله عليه وآله وسلم .
ثانيا: هل الرضاء يوما من الأيام على الصحابة يكفي ككونهم قد
رضي الله سبحانه وتعالى تحت الشجرة بناء على أن المراد من الرضاء هاهنا هو رضاء
يشمل كل فرد من أفراد المسلمين الصحابة من المهاجرين والأنصار وإلا فلقائل أن يقول
هو رضاء لعنوان الصحابة لا بنحو العموم الشامل لكل فرد فرد فالرضاء عنوان يحكي
الأكثرية أما كونه رضاء عن كل فرد فرد فلا يكون دليلا على ذلك ولو كانوا جميعا
بايعوا رسول الله (ص) يوم الحديبية تحت الشجرة وهل بيعتهم للنبي الكريم تحت الشجرة
تكفي لبقاء الرضاء إلى يوم رحيلهم و موتهم أو الأمر يحتاج إلى استقامة، يحتاج إلى
سيرة تحكي سيرة رسول الله (ص) سيد الكائنات سيد الأولين والآخرين يقول شيبتني آية
في سورة هود وهي قوله تعالى(فاستقم كما أمرت) من الرسول الكريم تراد الإستقامة ولا
ننسى كلاما تكلم به عبدالرحمن بن عوف يوم البيعة للخليفة الثالث عثمان بن عفان
حينما قال لعلي عليه السلام مد يدك يا علي أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وطريقة
الشيخين فلما قال علي عليه السلام أما كتاب الله وسنة نبيه فنعم و أما طريقة
الشيخين فإن كانت هي متطابقة مع الكتاب والسنة فلا تحتاج إلى اشتراط وإلى فما هو
الداعي أن نشترط أفعال الرجال ومتابعة فعل الرجال ونجعله سنة يجب الإلتزام بها فأجابه
عبد الرحمن بن عوف فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، إذا كان علي عليه السلام ببصيرة
عبد الرحمن بن عوف يمكن أن يصبح ناكثا ومن رسول الله (ص) سيد الأولين والآخرين
تراد الإستقامة وأن مجرد الإيمان يوما على تقييده وسريانه في كل فرد من أفراد
الصحابة الذين كانوا تحت الشجرة لا يكفي بل لابد من متابعة وسيرة واستقامة فكيف
يمكن أن يدعي هؤلاء القوم وكأنهم استخفوا عقول المجتمع لبعد المسلمين عن حقائق
الإسلام كتابا وسنة حيث جعل الله تعالى بمنهجية الإسلام الإستقامة والسير على سير
الحق أساسيا لقبول العمل وإلا لما خاطبهم رسول الله (ص) لا ترتدوا من بعدي، أي
معنى لكفاية إسلامهم وإيمانهم يوم الشجرة أن يخاطبهم بمثل هذا الخطاب فلم هذه
المغالطات ليومنا هذا بعد مرور اكثر من الف وأربعمائة سنة.
هل لا يحتاج الأمر بعد البيعة تحت الشجرة إلى حسن سيرة وإستقامة
على الطريقة، فهناك تساءلات لابد على الإنسان المسلم أن يسألة نفسه عنها ما هذا
الكلام لقولهم أن الصحابة جميعا كانوا عدولا .
ثالثا:قال الزهري دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما
يبكيك قال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت في زمان صحابة رسول
الله (ص) أنفهسم هم يقرون على أنفسهم بأن شريعة رسول الله (ص) تلاعب بها
المتلاعبون وغيروا منها كل شيء وما بقي إلا إطارا كصلاة تصلى ثم خائف هذا الرجل
وأمثاله من الذين أيدوا من حرفوا شريعة رسول الله (ص) خائف على أن لا يبقى له من
الإسلام حتى هذا الإطار،وقد صلى بهم معاوية صلاة الجمعة كما تعلمون يوم الأربعاء ،
صحيح البخاري الجزء1 ص 74.
وعن علاء بن المسيب عن أبيه قال لقيت البراء بن عازم فقلت طوبى
لك صحبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعته تحت الشجرة فقال يبن أخي إنك لا
تدري ما أحدثنا بعده، يقر الرجل على أنفسه ويقول لا تقل لي طوبى لك ، صحيح البخاري
ج3 ص32باب غزوة الحديبية.
أرجو التوجه: هناك مثال مشهور وهو أنه يقال ويل لمن كفره النمرود،
النمرود رئيس الكفرة إذا كفر شخصا فيستغرب الإنسان يعني إذا كان النمرود يرى هذا
كافرا فكيف يكون حال هذا الرجل الذي النمرود يراه كافرا، هذا مثال يضرب به تعجبا
من كلام إذا صدر وكان بعيدا، الان أقول ويل لمن يشكك في صحة خلافته وبناءها على
أسس الشرع أمثال علامنا الجليل الخميس، هذا الرجل الذي ينكر الواضحات ويدنس
الحقائق ويتلاعب حيث يرى .
في كتاب حقبة من التأريخ لعثمان الخميس يتسائل هذا الرجل خلافة
أبي بكر هل كانت بالنص أم بالشورى؟ هي على ثلاثة أقوال إنها بالنص الواضح عن رسول
الله (ص) ثانيا إنها بالنص الخفي كقوله صلى الله عليه وآله وسلم للمرأة لما قالت
وإن لم أجدك يا رسول الله (ص) قال فإت أبابكر ، الرواية منقولة عن عائشة بنت أبي
بكر أن امرأة جاءت تسأل رسول الله (ص) أسئلة ثم بعد ما فهمت سألته لو أنني جئت مرة
ثانية لأسأل عن معالم ديني أسأل من ؟ قال لها سلي أبابكر ، هذا يسميه الخميس بالنص
الخفي أي أنه من بعدي سيكون الخليفة أبابكر فسليه عن دينك ثالثا أن خلافة أبي بكر
كانت بالشورى ثم يقول والذي يظهر أنها بالنص الخفي وليست بالصريح أي وليست بالشورى
أيضا فإذن الشورى يتردد فيها الرجل فإنها ما تحققت شورى بين المسلمين، هل هناك من
نص على خلافة أبي بكر؟ قال ليس هناك من نص صريح، إذن كيف كانت هذه الخلافة ؟ قال
نستفيدها من نصٍ خفي نقلته لنا فلانة عن امرأة جاءت تسأل رسول الله (ص) الخلافة
بهذا العظم والمكانة والإسلام والمسلمون معرضون لأخطار عظيمة من دول كبرى آنذاك
إضافة على المنافقين في الداخل والمشركين والطلقاء الذين ما آمنوا إلا بالسيف،
يشير رسول الله (ص) تاركا المهاجرين والأنصار وتاركا الأمة الإسلامية يشير إشارة
خفية لإمرأة حتى تصبح هذه المرأة مبينة أن المراد للخلافة بعد رسول الله (ص) هو
أبو بكر .
إذا كان خلافة الرجل باعتقاد هذا الناصبي بهذه المثابة لا نص
ولا شورى وإنما هي بالنص الخفي فكيف تكون خلافته عند بصير لا عند جاحد أعمى عميل،
خلافة تقبل بنص خفي مدعى عن امرأة والغدير ينكر هكذا هي دوافع الأحقاد الطائفية في
مقابل سيد الأولين و الآخرين بعد رسول الله (ص) إمام المتقين علي عليه السلام.
هنا تساءلات لكن التساءلات ممن؟ نحن لا نتساءل ولا نسأل أمثال
الخميس هؤلاء لا يسئلون هؤلاء لا يفهمون حتى يسألون هؤلاء لا يرون حتى يبصرون من
هم هؤلاء حتى يسألهم السائل؟ نتساءل من أناس جدد على الساحة يقول قائلهم لا يمكن
ولا يعقل أن نقول بعدالة جميع الصحابة وهذا منا غير صحيح ثم يقول قائلهم في كتابه
على أننا تجاوزنا الحدود في معنى الصحابة حتى مجازا لم تثبت معه وهذا يمتدح بقدر
ولكن إن شاء الله أن يكون سببا لبصيرة أخرى .
يقول لغة لا يسمى الإنسان صحابيا إلا إذا صاحب الإنسان فترة من
الزمن حتى نسميه صحابي أما من رأه فمجرد الرؤيا لا يطلق عليها صحابي حتى مجازا
والتأريخ مملوء بكلمات القوم على أن من رأى رسول الله (ص) يقال له صحابي كلامنا مع
أمثال هؤلاء الذين أنصفوا الأمر بقدر نسألهم في المقام:
هناك تساءل من هؤلاء الذين لا يروا عدالة جميع الصحابة ويقول إن
الصحبة هي شرعية لا تشمل إلا المهاجرين والأنصار الذين بايعوا عند صلح الحديبية
نسأل هؤلاء، يقول هؤلاء إن سب هؤلاء، سب المسلمين من المهاجرين والأنصار الذين
أسلموا قبل الحديبية وبابعوا رسول الله (ص) يقول القائل إن سب هؤلاء موجب للفسق
وموجب لضرب أركان الشرع لأنه ضرب لعدالة قوم منهم عرفنا الشريعة ، نسأله ها هنا من
سب هؤلاء من المهاجرين والأنصار هل يفسقون من قتل عمارا أم لا؟ عمار يقينا من
الصحابة القدماء ويقينا ممن كان قبل الحديبية فهل من قتل أمثال عمار بن ياسر
والكثير في صفين من المهاجرين والأنصار الذين كانوا مع علي عليه السلام هل أمثال
هؤلاء ممن أنصفوا الأمر بقدر، هل يفسقونهم أو لا يفسقونهم؟ ثم نسأل ويقينا سب
معاوية عليا عليه السلام وأمر بسبه على المنابر حتى صار سيرة إلى عهود من الزمن
فأصبح من جملة الأمور التي يقوم بها كل قائم بصلاة جماعة في الأقطار الإسلامية جميعا
بعد المقدمة من الحمد والثناء والصلاة على الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
أن يثلث بسب علي عليه السلام على منابر المسلمين فنسأل هاهنا حينما سب علي عليه
السلام أكان هناك بقية باقية من الصحابة أو كانوا قد انتهوا فإن كانوا موجودين
فلمَ قبلوا أن يسمعوا على منابر رسول الله (ص) سب علي وعمار وأمثال هؤلاء وهؤلاء
من الصحابة قبل الحديبية فهل يرون هؤلاء مداهنين منافقين لأنهم سكتوا وداهنوا على
دينهم أو لا يرونه ثم نتساءل هل أمثال هؤلاء الذين نتكلم عنهم يرضون لأنفسهم أن
يقفوا أمام الملأ العام البشري والمسلمين ويقولون ألا لعنة الله على معاوية وعلى
من نصبه معاوية من الولاة وفيهم الكثير من الصحابة ؟ هل يرضون ذلك ؟ هؤلاء سبوا
علياً سبوا بعض من كان من الصحابة قبل صلح الحديبية فلمَ لا يسبون هؤلاء وإن كان
السب إجتهادا فنحن مجتهدون، من فتح عليهم باب الإجتهاد وسده علينا إن كان معاوية
اجتهد فنحن أيضا نجتهد فنسب بعض من كان صحابيا قبل الحديبية وحاشا الشيعي من
السباب الشيعي تربية علي عليه السلام وتربية علي لا يكون سبابا (لا تكونوا سبابين)
هذا ليس بثوب لمسلم شيعي هذا ثوب من قطعوا الرقاب وسفكوا الدماء وقتلوا النفوس
واستبدوا في الأمر وساقوا النخبة الطاهرة من المسلمين إلى التقية في ظروف
الاستبداد، ليس من سنننا هذا ثم نتساءل أيضا ، أنتم تقولون من سب هؤلاء فهو فاسق
،من سب هؤلاء سب من أخذنا ديننا منه فيكون رافضيا وخارجا على الدين نسألكم مرة
ثانية من دخل مع معاوية بن أبي سفيان الساب للمؤمنين المغتصب للخلافة المرتكب ما
ارتكب وأنتم تقولون (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) وفسقتم البعض بأنهم ركنوا إلى
الذين ظلموا فيستحقون السباب فنسألكم سؤالا هاهنا مما لا شك ولا ريب فيه أن أبا
هريرة ركن إلى معاوية وهو راوية الإسلام، ومن ركن إلى الظالمين أيمتدح أو يذم أنتم
تقولون إن بعض الصحابة ركنوا إلى الظلمة فيستحقون المذمة لأنهم ركنوا إلى أمثال
هؤلاء من الظلمة فلمَ الركون إلى الظلمة من زيد يكون سببا للفسق وسببا للخروج عن
مقاييس شرع الله تعالى والركون لمعاوية الذي تقولون إنه سب الصحابة وسيأتي من هذا
الكاتب نفسه على أن معاوية لا ندافع عنه لأنه سب عليا وسب الصحابة وجعلها سنة فلمَ
تتوقفون عند راوية الإسلام وإن طعنتم براوية الإسلام طعنتم بثلث دينكم إن لم نقل
أكثر من ذلك .
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق