عدالة الصحابة 4
محاضرة لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
تقدم ما يروى على أن رسول الله (ص) يقول أصحابي أصحابي وأن
الكثير من المتأخرين يحاولون أن يوجهوا هذه الرواية المسلمة عند الفريقين المعتبرة
بأسانيدها في صحاح القوم على رسول الله (ص) حينما قال أصحابي أصحابي وبعد ذلك
أخذوا إلى النار حاول البعض من المتأخرين أن يقول إنما قصد المنافقين وما كان
عارفا لكثير منهم فقلنا لا ندري إلى أي مدى وإلى أي عصبية تساق النفوس بأحقاد
الطائفية حتى يقول القائل متبجحا مفتخرا وكأنه يلقي كلامه وخطابه على أطفال، رسول
الله (ص) لم يميزهم وكان معاشرا لهم ويأتي مثل عثمان الخميس في مثل هذا القرن
وأمثاله من النواصب ليقول ما كان رسول الله (ص) عارفا ومميزا بين الصحابة
والمنافقين لكنه ببصيرة الإيمان ونور المعارف الخميسية تمكن أن يعرف ويميز اليوم
المؤمن الحقيقي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ساحة المحشر عند الحوض
ليجادلوا عنه فلا أدري هل مثل هذه الكلمات في هذا الزمن أيمكن أن تنطلي على أعرابي
يعيش في البادية يعرف اللغة العربية أو لا ينطلي لكن ليس من المستغرب وليس من
العجيب أن تطلق مثل هذه الكلمات من أمثال هؤلاء النواصب بدوافع الطائفية والأحقاد
حينما يطلق نظرائهم كلمة أخرى قائلين على أن الشيعة كفار روافض وليسوا بمسلمين
لأنهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
نقرء بعض الأحاديث روي في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم أنه قال بينما أنا قائم فإذا زمة حتى عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم
فقلت إلى أين فقال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم
القهقرى فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم : حتى إذا خرج رجل من بيني وبينهم ما
قال الحديث حتى إذا خرج ملك من بيني وبينهم، ما كان الخارج ملكا بل كان الخارج
رجلا وهذا ما تدعيه الشيعة في رواياتها المسندة المعتبرة أن من يقف على الحوض ولا
ينال منه إلا بإذنه هو علي عليه السلام، لمَ خرج رجل ولمَ هو بنفسه يعرف من قبل
الملائكة أو من قبل الله تعالى، لم يخرج رجل فيذود هؤلاء عن حوض رسول الله (ص) ليس
إلا لأنه بقي بعد رسول الله (ص) وعايش ارتداد القوم على أعقابهم فجاء في ساحة
المحشر عند الحوض ليبين ما كان مشاهدا له ولامسا له وما جرى من الإنقلاب على
الأعقاب بعد رسول الله (ص) ولذا فكان ينبغي أن يقال فخرج ملك وذادهم عن الحوض، لمَ
يذادون عن الحوض بواسطة رجل من هو هذا الرجل ولمَ لم تتسائل الأمة الإسلامية من هو
هذا الرجل الذي جاء ليعرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصحابته المنقلبين
على الأعقاب ليدفعهم عن الحوض، فقال هلم فقلت إلى أين فقال إلى النار والله قلت ما
شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم،
هذه كناية عن الذي يخلص من النار من الصحابة، الإبل التي تبقى ضائعة في الليل ولا
تلتحق بسائقها ولا ببقية الإبل ولا إلى محلها يقال كهمل النعم أي التي ضلت طريقها
ولا تضل إلا النوادر القلائل في المقام فيشير الحديث المعتبر عند القوم على أنه لا
يسلم ولا يخلص من القوم إلا كضائع من قافلة كأن القافلة سارت بكلها ورجعت وعادت
إلى جاهليتها فما بقي إلا النوادر وهذا ما تقوله الشيعة وما جاءت الشيعة لتتكلم
بغير ذلك فإن نسبوا هم الردة إلى المسلمين نحن لا ندعي ردة، نحن ندعي ردة عن
موازين الشريعة، ندعي ردة عن قيم الشريعة، ندعي بقاء إطار الشريعة ونسف المحتوى
بشريعة رسول الله (ص) .
لا يسمى مرتد إلا من دخل ثم خرج أما المنافق الذي ما دخل إلى
الإسلام لا يسمى مرتدا، فالمنافق لا يسمى مرتدا ومن أعلن كفره كمسيلمة وكسجاح لا
يسمون بالمرتدين كانوا معلنين على عهد رسول الله (ص) فإذن الكلام عن قوم دخلوا
الإسلام ثم ارتدوا على أعقابهم وأما من حملوا في واقع أعماقهم النفاق فهؤلاء ليس
لنا معهم كلام لأننا لا نراهم دخلوا الإسلام حتى أصبحوا خارجين عنه فإذن نحن نتكلم
عن فئة دخلت الإسلام ثم انقلبت على الأعقاب أما المنافقون في أعماقهم وفي ظلمات نفوسهم
فهؤلاء لا يسمى الواحد منهم مرتدا ومن شاء أن يعرف معنى الارتداد فليقرء الخطبة
للصديقة الطاهرة رضوان الله تعالى عليها فاطمة عليها السلام فليقرءها بتأمل ليعرف
من المرتد ومن رجع عن موازين شرع الله سبحانه وتعالى ومن كانت فيه حسيكة النفاق
متأصلة لا نسميه مرتدا لأنه ما كان داخلا ليخرج منها لأن الحديث يشير إلى قوله صلى
الله عليه وآله وسلم فأقول أصحابي أصحابي، رسول الله (ص) لا يقول عن أمثال عبدالله
بن ابي سلول أصحابي أصحابي ولا يدافع عنه .
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وآله وسلم : إني فرط لكم أي
سابق لكم إلى الحوض وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت
مفاتيح خزائن الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ما كان خائفا على
هذه الأمة أن ترجع إلى عبادة الأصنام كان خائفا من هذه الأمة أن تنسف قيم الشريعة
تحت إطار وعنوان إسلامي، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها، في حديث يقول ارتدوا
على أدبارهم القهقرى وفي آخر يقول أن تتنافسوا فيها كان خائفا من ردة التنافس، من
ردة حب الدنيا مرة ثانية بصياغة وقوالب إسلامية للوصول إلى الكراسي، للوصول إلى
زخارف هذه الدنيا(البخاري الجزء 4ص 100-101) والحديث السابق كان أيضا في (صحيح
البخاري ج4 ص 94إلى 99 وص 156والجزء 3ص32) .
وروى الإمام مالك في الجزء الأول الصفحة 307 في مواطئة والمغازي
للواقدي ص 310 أن رسول الله (ص) قال في حق شهداء أحد هؤلاء أشهد عليهم أي يشهد
عليهم بالشهادة والخير فقال أبو بكر ألسنا يا رسول الله إخوانهم أسلمنا كما أسلموا
وجاهدنا كما جاهدوا فقال بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي أين العشرة المبشرة
بالجنة من هذا الحديث كان ينبغي أن يقول رسول الله (ص) لا أقصدك يا أبابكر وإنما
أقصد غيرك من الذين سينقلبون على الأعقاب، لم يقول له ويخاطبه وهو أبرز رجل تدعى فيه
ما تدعى من الكلمات لمَ يقول ولكني لا أدري ما تحدثون بعدي فلم يشهد له بحسن عاقبة
ولم يقل له مقالا إني لا أقصد المهاجرين والأنصار الذين آمنوا قبل صلح الحديبية
وأنت على رأسهم.
الآن أريد أن أنقل لكم كلمات عن ناصبي يعرفه كل واحد منكم وهو
عثمان الخميس الذي يدعي ما يدعي وهناك مغالطات كثيرة في المقام ولا أقصد قراءة مثل
هذه الكلمات على أهل المكان فأنتم أجل من أن يتأثر الواحد منكم بمثل هذه الكلمات
التي لا تنطلي حتى على إعرابي جاهل لكن هناك من البسطاء من تنطلي عليه الكثير من
الكلمات كأن قائلا يقول هل يجعل الله سبحانه وتعالى الإنسان مكلفا بالعقل وتنطلي
عليه البسائط من الأمور، كيف تنطلي على عاقل البسائط من الأمور ولو كانت على أي
إنسان.
الله سبحانه وتعالى لا يخدع على دينه ولا على جنانه، لا يخدع
الإنسان بأمثال هؤلاء من النواصب ولا بغيرهم لو كان حريصا على دينه، لكن من جاء
ليقبل الآخرين بلا عقل وبلا معرفة وبلا اطلاع ولا تتبع ولا علم لابد وأن يقع فريسة
لمثل هؤلاء النواصب.
حقبة من التأريخ الفصل 3لعثمان الخميس : قال صلى الله عليه وآله
وسلم لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد
أحدهم ولا نصيفه، يقول الخميس المراد من أصحابه هم المسلمون قاطبة ، ياليته قال
كما قال بعض المتأخرين معتذرا عما تقدم من أسلافه من عدالة جميع الصحابة على أن
المراد من الصحابة أي لا تسبوا المهاجرين والأنصار الذين أسلموا قبل صلح الحديبية
لكان لكلامه وجها وإن لم يكن له وجه كما سيأتي .
فضائل
الصحابة لمسلم فيقول: من الأمور التي تدل على عدالة الصحابة بشكل مجمل ما قام به
أهل العلم من تمحيص الروايات التي رواها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فما
وجدوا صحابيا ولا واحدا كذب كذبة واحدة ، وهذه الكتب مملوءة على أن الكذب كان
موجودا على عهد رسول الله (ص)، على أنه كذب على رسول الله (ص) في زمانه فضلا عن
الكذب عليه من بعده وهذا يدعي على أنه ما وجدوا صحابيا ولا واحدا يدعي أنه كذب على
رسول الله (ص) كذبة واحدة لا أدري من هم الذين حدّو لشرب الخمور أفما كانوا من
الصحابة، من الذين قاتلهم أبوبكر كما يقولون للردة ؟أما كانوا من الصحابة، والذين
يقول الرسول الكريم في المحشر أصحابي أصحابي، فلا أدري كيف يغالط نفسه بمثل هذه
الكلمات مدعيا أنه ما ثبتت كذبة واحدة على صحابي مطلقا والصحابة جميعا من رأى
الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ثم يقول عبد البر:أجمع أهل البر من
المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم أي الصحابة كلهم عدول .
وعن
ابن حجر العسقلاني :إتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول ولم يخالف في ذلك إلا
الشذاذ من المبتدعة أي الشيعة ثم يقول صاحب الكتاب وهو الخميس:الذين طعنوا في
عدالة الصحابة أربعة فرق، الشيعة،( فلنقل أن الشيعة يشكلون ربع المجتمع الإسلامي
حتى ولو كان الشيعة اكثر من هذا بكثير والكثير منهم خوفا من سيوف الجبارين وسفكة
الدماء كتموا تشيعهم إلى يومنا هذا، من يتعقل أن اليوم في تركية أكثر من عشرين
مليون إنسان يعلنون تشيعهم، خوفا من حكم طاغية وجبابرة في تركيا أخفوا مذهبهم و
الكثير من الشيعة في كثير من البلدان الإسلامية والعربية ليومنا هذا يخفون تشيعهم
فيقول : الذين طعنوا في عدالة الصحابة أربعة فرق الشيعة، الخوارج، النواصب،
المعتزلة، وكل هؤلاء لا يؤثرون في إجماع المسلمين لأنهم لا يعتد بخلافهم، الخوارج
كانوا يعرفون بأصحاب الجباه السود وكانوا حفظة للقران ولذا خدع الناس بمظاهر دينهم
والشيعة أيضا لا يخدشون بهذا الإجماع و المعتزلة كانوا كفة قوية في مقابل الأشاعرة
لو لا أن السياسة اقتضت لأن الأشاعرة يقولون بالجبر وهذا يتناسب مع مسلكية الحكام
كبني أمية وبني العباس من أجل أن يروجوا أن كل ما جرى إنما هو بقضاء وقدر إلهي لما
قوت كفة الأشاعرة على المعتزلة هؤلاء أيضا على حسب قوله لا يخدشون الإجماع
والنواصب وهكذا الكثير في عصرنا هذا أصبحوا يترددون في عدالة جميع الصحابة ،
الكثير من مثقفي هذا العصر ومن فقهاء السنة أصبحوا يترددون أيضا في عدالة جميع
الصحابة ويقول قائلهم نتردد في عدالة الطلقاء مطلقا ونتردد في عدالة من أعتقهم
الرسول الكريم من ثقيف ونتردد في عدالة كثير آخرين إن كنا لا نتردد فلا نتردد إلا
بالمهاجرين والأنصار الذين آمنوا قبل صلح الحديبية هؤلاء جميعا بنظر هذا العلامة
العظيم الجليل لا يخدشون بهذا الإجماع .
ثم
يقول:في حججهم على عدم عدالة جميع الصحابة، يعني هؤلاء الفرق الثلاثة من حججهم على
عدم عدالة الصحابة ، وقوع المعاصي من بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
والعاصي لا يكون عادلا وجوابه :وقوع المعاصي من بعضهم فقد ذكرنا أنه لا يضر
بعدالتهم، هذا شرع جديد يحتاج إلى تفقه على يد هذا العلامة الجليل لكي نفهم كيف لا
تكون المعصية ضارة في العدالة،ثم قال: لأنا نقول هم عدول ولم نقل أنهم معصومون، أي
رابطة بين هذين الكلمتين من قال لك على أن أحدا قال بعصمة هؤلاء العصمة مقام آخر
رفيع، نحن نتكلم معكم في العدالة وعدم العدالة أهم عدول جميعا أو ليسوا بعدول أين
العصمة من العدالة في أي مكان تتكلم مع كل الأسف لم يفهم معنى العصمة ولم يفهم
معنى العدالة هذه المفردات الأولية في الشرع الإسلامي لم يفهمها وجاء ليتكلم
بكلمات عجيبة غريبة، الإنسان الذي لم يفهم معنى المعصية ولم يفهم معنى العدالة ولم
يميز المراد من العصمة في مقابل العدالة وعدم العدالة والفسق يأتي ليكون علامة في
زماننا هذا لبعض المسلمين ثم يقول :وأما قولهم إن من الصحابة من هو منافق فهو كذب
وأظن تعبير الرجل وأدبه شاهدتموه كثيرا، أي كلمة تصدر قال هي كذب ثم إذا احتج عليه
أنها في البخاري إذا تمكن أن يجادل جادل وإلا قال إنها كذب (وأما قولهم أن من
الصحابة من هو منافق فهو كذب فالمنافقون ليسوا من الصحابة وذلك لأن تعريف الصحابي
وهو من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مسلم ومات على ذلك والمنافقون لن
يلقوا النبي وهم مؤمنون ولا ماتوا على الإيمان)، الآن تقدم على أن الله يخاطب نبيه
الكريم لا تعلمهم نحن نعلمهم ويقول النبي في ساحة المحشر أصحابي أصحابي فرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم لم يعرفهم لكن العلامة الجليل يميز بين المؤمنين الحقيقين
والمنافقين فياليته كان في عصر رسول الله (ص) ليستفيد منه علما.
ثم
يقول(شبهات من قال بعدم عدالة جميع الصحابة ) يقول طرح البعض شبهات يدعي فيها على
عدم عدالة جميع الصحابة، الشبهة الأولى(يطالبنا أهل البدع ) ولم يقصد من أهل البدع
إلا الشيعة (في حديث النبي عن الحوض قال يرد عليَّ رجال أعرفهم ويعرفونني فيذادون
عن الحوض فأقول أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك يقول هؤلاء يجعلون
من جملة مستمسكهم مثل هذا الحديث على أنه دال على أن بعض الصحابة ليسوا بعدول الان
نريد أن نرى كيف يفسر لنا هذا العلامة الجليل مثل هذا الحديث الواضح إن كان الرجل
عربيا ويفهم اللغة العربية فيقول (أن المراد بالأصحاب هاهنا هم المنافقون الذين
كانوا يظهرون الإسلام في عهد النبي فهم من المنافقين الذين لم يعلمهم النبي) لا
أدري كيف هو علمهم وكيف ميز مصاديقهم وشخصهم فعليه أن ينورنا يوما من الأيام أنه
كيف تمكن أن يشخص هذه المصاديق ثم يقول(أجل هؤلاء من المنافقين الذين كان يظن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم من الصحابة ولم يكونوا كذلك ثانيا:المراد بهم
الذين ارتدوا بعد وفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذن هناك من ارتد بعد وفات
النبي إن لم يكونوا من المنافقين فإذن هناك قوم آخرون غير المنافقين ارتدوا بعد
وفات النبي الكريم (فالنبي يصر أصحابي أصحابي بالنسبة إلى بعض المتأخرين إلى
الإسلام كالمنافقين والأعراب) فإذن الرسول الكريم لا يميزهم لا في الدنيا ولا في
الآخرة والخميس يميزهم لأنه مشرف على الكائنات ويوم القيامة إن شاء الله يستعين به
الله تعالى ليكون من وزراء رسول الله (ص) ليستعين به لتمييز الرجال ثم يقول
(ثالثا:المراد من أصحابي أصحابي المعنى العام، أي كل من صحب النبي ولو لم يتبعه
وهو الصحابي بالمعنى اللغوي الذي يشمل حتى عبد الله بن أبي سلول رئيس المنافقين)
رسول الله (ص) واقف في المحشر متأثر على عبد الله بن أبي سلول ويجادل عنه ويقول
أصحابي أصحابي ثم يقال له لا تدري ماذا فعلوا ما أحدثوا من بعدك فإنهم ارتدوا
القهقرى في حق عبدالله بن أبي سلول، هذه الكلمات أهي لغة عربية حتى لا يفهمها
الرجل أو هو ليس بعربي حتى لا يفهم مثل هذه البديهيات التي لا تنطلي على أحد
(رابعا:قد يراد من أصحابي كل من صحب النبي الكريم على هذا الطريق ولو لم يره من
الاجيال، رسول الله (ص) حينما يقول أصحابي أصحابي يريد أمته الإسلامية إلى قيام
الساعة وأما قول النبي فكان قائلا يقول قال الرسول الكريم أعرفهم فكيف تتخلص من
هذا القول والنبي قد بين أنه يعرف هذه الأمة من آثار الوضوء،الأمة الإسلامية ولو
بعد مئات القرون رسول الله (ص) يسميها أصحابي ويميزها من آثار الوضوء لأنهم كانوا
يتوضئون والرسول الكريم يميز في المحشر المسلمين عن بقية المجتمعات البشرية بآثار
الوضوء لكنه نسي أن تناسى كلمة أعرفهم ويعرفونني إن كان يعرفهم بآثار الوضوء
فيعرفونني لماذا؟ إن كان لمكانته العظيمة لأنه سيد الكائنات وصاحب المكانة الرفيعة
عند الله يوم القيامة فسيعرفه كل أحد فلا معنى أعرفهم ويعرفونني، هذه الكلمة لو
أطلقت على أي عربي أصحابي أصحابي أعرفهم ويعرفونني هل يفهم منها العربي بأنها تطلق
على الأجيال والمجتمعات البشرية فإذن لا تتكلم الرواية بحسب اللغة العربية
بمفهومها إلا عن من كان من أصحابه الذين عايشه وكان معه فترة من الزمن .
ثم
يقول الخميس: وما الذي يخرج عليا عليه السلام والحسن والحسين وغيرهم من أهل البيت،
إذا كانت هناك ردة من أصحاب رسول الله (ص) وأنتم تتكلمون بها وتتهمون البعض بها
فما يرد عليكم يرد علينا فإن كنتم تقولون أن هناك ردة فنحن نقول إن حصلت ردة فبأي
ميزان خصصتموها بزيد أو عمرو فلمَ لم تفتح الأبواب ليكون من المشار إليه في هذه
الرواية أيضا الإمام علي عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام، لو كانت محمدة
لندفع بكل قوة ليقول الحسن والحسين أطفال ولا يقال لهم أصحابي لكنها مذمة جاء
ليجعلها مغالطة في المقام.
أرجو
التوجه أي سابق أو لاحق منا من الشيعة قال بأن أصحابي أصحابي نعين زيدا أو عمرو من
صحابة رسول الله (ص) نحن جئنا لنناقش القوم بأنه لا تقولوا بعدالة الصحابة جميعا
إفتحوا الأبواب للنقاش حتى نناقش في صحابة رسول الله (ص) من هم الذي استقام على
الطريقة والسيرة لرسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قال و إن كنا نحن لا نقول
بردتهم وحاشاهم، لكن لو جعلتم هذا مستمسكا لجعلناه مستمسكا عليهم، الأفراد يحتاج
كل واحد منهم إلى دليله الخاص ونحن ما جعلنا مثل هذه الأحاديث المطلقة الغير مخصصة
دليلا على تمييز الأشخاص بعضهم من بعض لكننا قلنا لا تقولوا بعدالة الصحابة جميعا
.
والحمد
لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق