تعليقات على صحيح البخاري 4
كتبت من محاضرة صوتية
ألقاها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني في سوريا
----------------------------------------
كان البحث في هامش صحيح البخاري وما فيه من التأملات بل والتناقضات
عقلا وشرعا وأشرنا إلى بعض ذلك فيما تقدم وللتأكيد أقرء بنحو السرعة حديثا قرأناه
بالأمس وهو عن أبي هريرة أنه قال حفظت من رسول الله (ص) وعائين فأما أحدهما فبثثته
وأما الآخر لو بثثته قطع هذا البلعوم، حللنا هذا الحديث بالأمس وقلنا لم ترك
أبوهريرة وعاء كاملا من رسول الله (ص) فإن كان تركها خوفا من أن يلحقه الأول بمالك
بن نويرة الذي قتل وتعدي على عرضه فخفت يا أباهريرة أن تقتل ويتعدى على عرضك فلا
أدري كيف كان الأول صدّيقا والثاني فاروقا وإن أهملت سنة رسول الله (ص) تركت
الوعاء في البيت مهملا أي دينٍ لمهمل لسنة رسول الله (ص) كيف كنت راوية القوم، وإن
خفت فإذن عملت بالتقية خفت في زمان من؟ في زمان الأول والثاني عملت التقية أيعقل
أن يعمل الإنسان تقية من سنة رسول الله (ص) على عهد صديق وفاروق؟ سنة رسول الله (ص)
يخشى منها الإنسان ومن بيانها في زمان صديق وفاروق هذه الأمة ؟ أمعقول هذا وإن كنت
أهملت حتى جاء عهد الخامس معاوية ثم خفت على نفسك أن يقطع البلعوم نسألك ونسأل
أسلافك ونسأل التابعين لكم كالبلوشي وأسلافه من جهلة الأرض والمجرمين نسألهم هذا
راوية إسلامكم تقية ترك نصف ما حمّل من رسول الله (ص) فهو أول كذاب لأن التقية
معناها الكذب والدجل والنفاق والتلاعب فرئيس المتلاعبين هو راوية قومكم فلمَ لا
يكون كذابا منافقا مجرماً متلاعبا بشريعة رسول الله (ص) قبلتموه راوية وهو يحمل
راية التقية فلا أدري لم إذا تاقى أبو هريرة يكون صديقا وطيبا وراوية و...... ،
لكن إذا عمل غيره بالتقية يكون كذابا ومجرما وخائنا وكذا وكذا لا ندري لمَ القوم
بعد ألف وأربعمائة سنة يحملون هذه التناقضات العقلية والشرعية ولا ينظرون لحظة
بمنظار عقل أو شرع، من تحجر بالعصبية يتكلم بالمتناقضات، فلا عجب لقوم أصيبوا
بتحجر جاهلي أن يتكلموا بالمتناقضات، من قتل عمار؟ قتله من أخرجه إلى سيوف
المسلمين فقتله علي عليه السلام فما قتله معاوية، علي أغر به وأخرجه إلى سيوف
المقاتلين فقتله علي فإذن الذي يحمل راية البغي من هو؟ علي عليه السلام هذا المنطق
يتناسب مع جهال كالبلوشي وأمثاله وأضرابه من الذين لا عد لهم على وجه هذه الأرض
بعد 1400 سنة.
هناك أمر ثاني قبل أن أدخل إلى الحديث : نحن إذا تدرعنا اليوم
بالعلم لا نخاف من علماء القوم أما جهالهم كالبلوشي فنحن أرفع شأنا أن نتنزل إلى
مستوى حضيض كأمثال هؤلاء وأنا ءأسف أن تكون هكذا جلسات من جماعتنا وعلماءنا أن
يتنزل متنزلهم إلى هذا المستوى لأنه ليس بمجلس مفاهمة وبيان وإنما هو إختصاص لكبار
السبابين، هؤلاء أخذوا شهادات عالية رفيعة في شتم الآخرين فنبارك لهم بهذه السنة
الأموية التي اقتبسوها من معاوية حينما علمهم على شتم الآخرين فنأتي إلى حديث آخر
حتى نكون أبناء دليل ولا نتنزل إلى هذه المستويات .
ورد حديث متفق عليه بين السنة والشيعة ستفترق أمتي من بعدي إلى
إثنين أو إلى ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، لا نريد أن نقول نحن
الفرقة الناجية وهم الفرق الباطلة، لكن نقول أيها القوم افترقت أمة رسول الله (ص)
باتفاق بيننا وبينكم عن حديث ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم إلى إثنين أو ثلاثة
وسبعين فرقة أنتم الأكثر يقينا فإذا تشكل من الفرق 13 شيعية إن سميناها شيعية
كالإثني عشرية والزيدية والإسماعيلية لو فرضنا وأكثرنا على أنا نشكل من الثلاث
والسبعين ثلاثة عشر فرقة، فالنتسامح مع القوم ونقول نشكل منها ثلاثة وعشرين فرقة
فنحن نشكل كفرق شيعية من الثلاثة والسبعين ثلاثة وعشرين بقي خمسون فإذن نشكل نحن
من الفرق ثلاثة وعشرين ويشكل القوم من الفرق خمسون، نسألكم بعد ذلك خمسون فرقة
أنتم تشكلونها وتحققونها كلها على حق ؟ أم واحدة على حق والبقية على باطل؟ نحن
كلنا على باطل على العين والرأس أعطيناكم مقاليد الجنة دخلتموها ونحن جميعا دخلنا
النار على العين والرأس، نأتي إليكم أنتم أصحاب الجنة خمسون فرقة تشكلونها أنتم
فالنتنزل ونقول أربعين أو ثلاثين أو ثلاثة فرق تشكلونها أنتم واحدة على حق، نسألكم
هذه الثلاثة كلها على حق أم واحدة منها على حق؟ يقينا واحدة على حق وإثنان منها
على باطل تدخل النار لمَ جزمتم على أن المذهب السني في الجنة والمذهب الشيعي في
النار، لمَ تتكلمون بالمتناقضات لمَ تتكلمون بما لا تعقلون ثلاثة تشكلون من ثلاثة
وسبعين على العين والرأس كيف هذه الثلاثة كلها في الجنة، هذا هو منطق العقل فإذن
من الثلاثة واحدة في الجنة وإثنان في النار فإذن بعض صلحاءكم وبعض إخوانكم من
أبناء السنة معنا في النار نسألكم سؤالا نسألكم من أعطاكم صكا موثقا على أنه أنت
أيها الحنبلي أو الشافعي أو المالكي ستكون في الجنة من الذي أعطاك هذا الصك، لم
نراكم بكل ارتياح تتبسمون وكأنكم جميعا تدخلون الجنة؟ إن كانت أعطتكم سنة رسول
الله (ص) هذا فسنة رسول الله (ص) تقول واحدة، بأي مبرر عقلي وبأي شيء تتكلمون؟ ومن
قال لكم أن الفرقة الناجية لا تكون من أتباع آل محمد وتكون من أتباع زيد وعمرو،
هذا أيضا إحتمال وارد، نحن إذا جمعنا يوم القيامة وصحنا يا الله إنا من أتباع محمد
وآل محمد وأهل بيت محمد وأنتم صحتم أنا من أتباع زيد أو عمرو فهناك إحتمال أن
الذين تبعناهم يكونون على حق ،نتكلم قبلية كما تكلم الرجل قبلية (من ينازعنا سلطان
محمد) ومحمد من قريش ونحن تبعنا شخصا من قريش وأقرب من زيد وعمرو هو ابن عمه وأيضا
روايات كثيرة واردة في حقه،(أنت مني بمنزلة هارون من موسى) في صحاحهم موجود، فنحن
تبعنا هارون هذه الأمة، هذا باتفاق الجميع فنحن إذا صحنا أخطأنا يا إلهي لكن
اتبعنا هارون هذه الأمة وأنتم صحتم على أنكم اتبعتم أناسا حتى ليسوا بعرب لأن
الكثير من أئمة القوم حتى ليسوا بعرب، نحن لا نريد أن نتكلم عن عربي وغير عربي،
دين رسول الله (ص) هو دين الإنسانية لكن القوم رفعوا رآية القبلية في السقيفة
وقالوا من ينازعنا سلطان محمد والحكم لابد وأن يكون لقريش وأهل الحل والعقد لقريش،
عملوها قريشة وقسموا حتى المسلمين إلى قسمين إلى مهاجرين لهم حق الشورى والإمامة و
غيرهم ولو كانوا من الأنصار فلا حق لهم في ذلك، فإذا كانت قبلية وفخرنا أنا اتبعنا
أقرب بيت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحتمال المؤمنية موجودة لكن أنت بأي
مؤمنية تجزم هذا الجزم القاطع الذي لا تتردد فيه لا ليلا ولا نهارا ولا ترددت فيه
من قرن من القرون أنك على حق كيف كنت على حق ولا أقل أنت تشكل من الفرق الإسلامية
خمسين فرقة، نحن تسامحنا معك وقلنا إنك تشكل منها أربعة ثلاثة منها يقينا في النار
وواحدة في الجنة من أعطاك صكا من رسول الله (ص) ووحيا من الله سبحانه وتعالى على
أنك أنت تلك الفرقة الناجية لمَ لم تبحث ولو كنت أنت الفرقة الناجية فقل إن ثلاثة
أو أربعة من فرقنا الأصلية بنص وارد من رسول الله (ص) على أنهم في النار لمَ لا
تقر بذلك؟
إخواني إن شاء الله إذا كنا أحياء في كل يوم نتكلم بهذه الأمور
المتناقضة عقلا قبل أن تكون متناقضات شرعا ودليلا،تقدم بالأمس أن أباهريرة قال
يقولون أنك أكثرت ويتهمونني بالكذب، أرجو التوجه: لو الان نحن الجالسون عالم من
علماءنا فقدناه قبل عشرين سنة نحترمه جميعا لو شخص منا الجالسون ذكّرنا بذلك
العالم هل نتذكره؟ نقول نعم نتذكره، فأبو هريرة لماذا عندما ذكر القوم اتهموه
بالكذب يجب عليهم إن كانوا منصفين أن يتشكروا من أبوهريرة لأنه ذكرهم بما نسوا
لأنهم اشتغلوا بالدنيا، ما وجدناهم تشكروا من أبوهريرة لأنه ذكرهم بسنة رسول الله
(ص)، إذا قلنا سنة رسول الله (ص) هل معناها أن الرسول الكريم قالها يوما واحدا
وانتهت؟ نقول كلا بل هي كل حياة الرسول الكريم في صلاته وصيامه وقيامه وكلامه وفي
حجه وكررها المسلمون مرات عديدة هذه إن نسيها من المسلمين عشرة الباقي لا ينساها
فإذا كان من باب الفرض نساها المسلمون يجب إذا ذكرهم بها أبوهريرة أن يتذكروا وأن
يتشكروا من عالمهم المذكر لهم بشريعة رسول الله (ص) لمَ اتهموه؟ معناه أن الكلمات
التي كان يتكلم بها غريبة على أذهانهم، فإذا عاش أبوهريرة مع رسول الله (ص) سنتين
مثلا يقول له البعض من المهاجرين بأنهم كانوا مع رسول الله (ص) قبل الهجرة وعرفناه
وسمعنا منه اكثر منك هذه الكلمات التي تقولها بحياتنا لم نسمعها أبد من أين تأتي
بهذه الكلمات، هذه الكلمات تدل إما على نسيان الأمة الإسلامية أو على كذب المتكلم؟
لا يجوز أن تنسى الأمة الإسلامية كلام رسول الله (ص) وأبوهريرة مصر على أنكم نسيتم
وكنتم تشتغلون بأسواقكم وأموالكم ونساء رسول الله (ص) كن يشتغلن بالكحل والخضاب،
أخرج الجميع من الشريعة واتهاماتهم كلها عليه لا قيمة له وهو فقط بقي وحده لكي
ينور هذه الأمة علماً وتذكراً، هل هذه المتناقضات تمر على القوم أو لا تمر؟ يقينا
تمر لكن لا ننسى أن العصبية إذا جاءت أنست الإنسان فطرته وحقائق الأمور .
الحديث الآخر في البخاري ج3 ص 512 السطر 7 كتاب البيع إن أبا
هريرة قال إنكم تقولون إن أباهريرة يكثر الحديث عن رسول الله (ص)) هل هذه الكلمة
كلمة تنزيه أم كلمة إتهام؟ كلمة إتهام ( وتقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا
يحدثون عن رسول الله (ص)،بمثل حديث أباهريرة،) يعني لم لا يقولون بمثله عددا وكثرة
هذه محتملة ولم لا يقولون بمثل ما يقول يعني كان يقول على خلاف القوم ولهذا يقولون
لماذا لا يقول بمثل ما يقولون تأتي من المثلية يعني كان المسلمون من المهاجرين
والأنصار يقولون بمقالة وكان لا يقول بمثلها فإذن هم يقولون بما لا يقول أبوهريرة
، يعني كان يقول على خلاف ما يقول القوم يعني كان المسلمون من المهاجرين والأنصار
يقولون بمقالة وكان لا يقول بمثلها فإذن هم يقولون بما لا يقول أبي هريرة ، (فإن
إخواني من الهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وكنت الزم رسول الله (ص) على ملئي
بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا وكان يشغل إخواني من الأنصار عمل أموالهم
وكنت امرء مسكينا من مساكين الصفة،) نفرض أنه رجل مسكين والمسكين ليس لديه عمل فهو
دائما يصلي في المسجد، لا أقل نكون منصفين إذا أبوهريرة يقول عشرة أخبار في مقابله
مهاجر يقول حديث واحد وأنصاري يقول حديث واحد أيضا، لأن المسلمين في وقت الصلاة
كانوا يأتون إلى المسجد ويرون رسول الله (ص) ويكلمونه وكان يخطب الرسول الكريم
ويسمعونه، ثانيا: لم يكن الرسول الكريم من الصبح حتى المساء جالس في المسجد
وأبوهريرة معاه حتى نقول بهذه المقالة، الرسول الكريم كان عنده زوجاته وحروبه
وغزواته وأعماله وشؤونه فإذن أبوهريرة يزيد على القوم ساعة أو ساعتين يرى فيها
رسول الله (ص)، أنت يا أباهريرة تنقل عشرة أحاديث وإبقي للمهاجرين والأنصار كل
واحد منهم حديثا فقط، أيضا لا نرى ذلك أيضا، لم نرى نسبة موجودة في صحاح القوم
فإذن ما سبقه من الفعل وهو أمر الخليفة الثاني بإحراق سنة رسول الله (ص) أرادوا أن
تحرق السنة فأحرقوها والكتب موجودة تدل على ذلك، خوفا بادعاءه أن لا تخلط سنة رسول
الله (ص) بالقران المجيد أمر بحرق السنة وفتح بابها لمعاوية وأمثاله فابتدئت
الشركات الخبرية من بعد ما انطحن الأصحاب وقتلوا وانتهوا بقي الميدان لم؟ بقى
الميدان لأمثال عبدالله بن عمر و أبي هريرة وأضرابهم يصولون ويجولون وكأن رسول
الله (ص) كان في الكهف أو في غار يعيش فقط مع هؤلاء الثلاثة أو الأربعة ويتكلمون
حيث يريدون.
هو يقول كنت امرء مسكينا من مساكين المسلمين؟ الان دعنا نرجع
إلى التأريخ نرى هل أصحاب رسول الله (ص) كانوا إقطاعيين ورأسماليين أو كانوا
بالمائة ثمانين فقراء ومساكين هذا كان وضعهم، اكثر أصحاب رسول الله (ص) كانوا
مساكين فهؤلاء لم ما جعل الله تعالى في قلبهم كما لقلبك من المعارف ومن حب هذه
الشريعة، إذا أنت كنت مسكينا في المسجد يقينا هناك كان عشرة من المسلمين أيضا في
المسجد مساكين لماذا الله سبحانه وتعالى ما تلطف عليهم بما تلطف عليك، هذا ونحن
على عجالة نلاحظ ما في صحيح البخاري وإن شاء الله إذا الله وفقني أن اكتب كتابا
سأكتب باكثر من هذا تفصيلا ومقارنة مع الفقه والأصول والكتب الأخرى والفلسفة
والعرفان وستكون الإشكالات اكثر بكثير من هذا لمن أراد أن يتمعن ويتأمل في حقائق
الأمور أما من يجمع المتناقضات فلا كلام لنا معه ومن أبده المتناقضات : اتفقت كلمات
القوم على أن الرسول الكريم جهز جيش أسامة وجعل الأول والثاني في ضمن هذا الجيش
وأمر بإنفاذ جيش أسامة وبعض الأخبار تقول قال ولعنة الله على المتخلف عن جيش أسامة
يعني لعن المتخلفين نحن لا نريد أن نقول لعن نقول أمر فقط، رسول الله (ص) إذا أمر
ولم يمتثل أحد ما معناه؟ هل يحتاج إلى لعن بعد ذلك؟ نقول كلا، فهو يكفيه أنه خالف
أمر رسول الله (ص)، أوامر رسول الله (ص) المتخلف عنها ملعونا بلا أن يحتاج أن نجد
لعنا في حديث ثم تقول الروايات أنه كان مصرا إلى آخر لحظات حياته بتنفيذ جيش
أسامه، ننظر إلى جهة ثانية وكان يصر أن يصلي بالناس أبوبكر، المأمور تحت قيادة
أسامة مع إصرار أن يخرج من المدينة إلى الروم إلى آخر لحظات رسول الله (ص) كان يصر
كيف يكون مأمورا بإقامة صلاة الجمعة أو الجماعة بدلا عن رسول الله (ص) هل هذا
تناقض أم لا؟ ومثل هذه المتناقضات لو أردنا أن نؤلف منها كتبا عديدة لوجدنا في كل
حديث ما يمكن أن نجد فيه المتناقضات والحمد لله رب العالمين اللهم إهدنا إلى صراطك
المستقيم وأبعدنا عن اللجاج وحمية الجاهلية .
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق