الثلاثاء، 7 مايو 2013

@ يا طاهراً أنت السنا المأمول

نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

في ذكرى رحيل المرجع الكبير آية الله الشيخ محمد طاهر آل شبير الخاقاني 

ذكراك في اُذُن الزمان جميلُ .. وخطاك في ظلم الليال دليلُ

كم من معالم للسلام نشرتها .. وسما المعابد للخطوب عويل

بشراك يا علم السلام منازلاً .. في جنب من هُمْ للسلام سبيل

قد كنت في ليل الدهور منارةً .. يعلو بها التكبير والتهليل

قد كنت قوّالاً بمنهج أحمدٍ .. في هول يوم فخره التضليل

قد كنتَ يا علم الرشاد مدارساً .. للثائرين شموسها التنزيل

قد سرت في درب الصعاب مجاهداً .. لم يثنِ عزمَك ماكرٌ وجهول

فصدى حديثك للقلوب منابرٌ .. هي للهدى القرآن والإنجيل

ضحّيْتَ من أجل الحقيقة ما غلا .. فرحاً فأنت القائد المأمول

تبكيك يا صوت الكرامة أمةٌ .. قد نال منها الجور والتقتيل

وسرى بإسم الدين يهدمُ عزّها .. في ليل أنفاق الدجى التأويل

الشعب والوطن الجريح مدامعٌ .. تجري على ذكراك فهيَ سيول

وتنوح في جنح الظلام بحسرةٍ .. في جنب كارون الحزين نخيل

وإليك ترنو يا عماد ربوعه .. رغم الأسى وحسامه المفلولُ

دُمْ صرخةً فوق الطغاة مدوّياً .. يحيى بها في كلّ عصرٍ جيلُ

لم تنسك الأيام رغم صروفها .. ولديك صرحٌ في القلوب أصيل

كم قد بذرت من المكارم بذرةً .. جالت عليها للشقاء خيول

لكنها بقيت بكل جذورها .. فوق الخطوب يصونها التنزيل

تنمو كأنّ جمارَ حقد عدوّها .. زيتٌ يصبّ وقوده التنكيل

الله يجزيك الذي أمّلت من .. قربٍ بدارٍ عزّها موصول

أصداء صوتك ما تزال كأنها .. نغمٌ بآفاق الخلود جميل

من حقها تبكيك كل كريمةٍ .. في كوخ مأساةٍ لها وتقول

من لليتامى والأرامل مسعفٌ .. والليل من جور الطغاة مهول

هذي المنازل والربوع مدامع .. والفاقدات لدى القبور عويل

قد راح ينهب للشقاوة عزها .. غلمٌ على طبع الأذى مجبول

يشكو إليك الدين ما قد ناله .. من زمرة باسم السلام تصول

ويصيح في ظلم الليال منادياً .. يا طاهراً أنت السنا المأمول

قمْ من مقامك رافعاً علم الهدى .. فالدين من دجل النفاق عليل

في كلّ يوم في البلاد مجازرٌ .. وخراب دارٍ للبناء بديل

أصّلت من أجل الكرامة منهجاً .. حتى كأنك في خطاك رسول

تمثال شخصك في القلوب محله .. ومدامع الثكلى بها التمثيل

هذي البلاد وأهلها في محنةٍ .. والقول في شرح المصاب يطول

بالأمس كانت في حماك مصانةً .. واليوم من جور الطغاة نحول

حتى كأنّ ربوعَها قد ألبست .. سود العصائب والدجى مسدول

والمنبر المهجور يبكي صبابةً .. ما اعتاد من كلمٍ هوَ التنزيل

ومدارسٌ أضحت لفقدك مأتماً .. فيها ينوح الطالب المثكول

والقهوة السمراء في أكوابها .. من تحت أكداس الركام عويل

هذي المحمّرة الكئيبة صرخة .. ونخيلها من بؤسها مهزول

تشكو إليك بلوعة أشجانها .. والدمع منها للخطوب يسيل

ما زال فيها الفقر يهلك أمةً .. والجور فيها الحاكم المسؤول

مَنْ أنّ فيها من أليم مصابه .. فالسيف عن عدل الإله بديل

والقول فيها بالحقوق جريمة .. أدنى العقاب بحقها التقتيل

نهبت ذخائرها النفيسة جهرةً .. وعلى حماها للشقاء عميل

والصمت من أهل المعارف للدنا .. عن كلّ ظلمٍ ستره المسدول

نشكو إلى الرحمن ما قد نالنا .. فهو المليك القادر المأمول

وهو الذي في كفه نيل العلا .. والصبر كهفٌ والرشاد سبيلُ

…………………………………………………….

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق