في ذكرى وفاة الوالد المرجع الديني الكبير آية الله الشيخ محمد طاهر آل شبير الخاقاني(قده)
المتوفى 18 جمادي الأولى لسنة 1406 هـ
ماذا سيرسم من عليائك القلم***و أنت قد كنت طودا أيها الشمم
قد كنت للحق قوالا بليل دجى***تقارع الجور والآفاق تضطرم
أخذت من أحمد المختار منهجه***فصرت طهرا وانت الطاهر الفهم
لله درّك كم قد عشت في لهب***وانت للموت والأهوال تبتسم
بقيد أسرك قضّيت الحياة أسى***ككاظم الغيض ذاك الصابر العلم
*****************
إن
بالحق تُعرف الرجال و إن جهلت الدنيا و أنكرت رجالا كانوا بحق من الأبرار
عندما ضاعت مقاييس الحق والباطل عند الأمم و المسلمين أيضا و أرادوا شهودها
في أفعال الرجال حينما قدسوا الرجال على حساب الكتاب والسنة و سيرة النبي
(ص) وآله الأطهار عليهم السلام تقديسا لمن لا يرونه في الأسواق سائرا او
للطعام آكلا ناسين الحق و الباطل و العدل حينما يُصبح نسيج الخيال صانعا
لعظم الرجال بعيدا عن واقع الأفعال والاقوال و لذا كان بهذا المنظار الحسين
بن علي عليهما السلام ممن شق عصا المسلمين او من أولئك الرجال الذين ألقوا
بأنفسهم في التهلكة وكذلك يكون بهذا المنظار مالك الأشتر هو من أجج نار
الفتنة في عهد الخليفة الثالث عثمان وكذلك في حروب علي (ع) و بهذا المنظار
أيضا يكون أبوذر الغفاري صاحب رسول الله (ص) مشاكسا يبتغي الفتنة لهذه
الأمة لا يهدأ له بال إلا بطرح الجدل وإلقاء الشبه في حق ولاة الأمر الذين
كانوا كما قيل تجب طاعتهم على كل حال و لو لم يلتزموا بمقاييس عدل او
علم!!!
أجل
هكذا هي الدنيا و أحكامهما حيث يدور الحق فيها مدار القوة والضعف فالحق مع
الأقوياء لأنهم من بأيديهم المال والسلطان وهكذا هي الدنيا و إن تبدلت
الأفراد و الأزمان والأماكن على طول التأريخ.
ومن
المعلوم ان للحق رجالا و ان للباطل رجالا يعرفهم السالكون مسالك ربهم
لأنهم ينظرون بنور الله عزوجل و ينظر أبناء الدنيا بمنظارها فلكل ميزانه
الذي يقيس به الرجال.
وبحق
أن من هؤلاء الرجال الذين وقفوا للحق و سعوا لتحقيق العدل طيلة عقود من
الزمن هو المرجع الديني آية الله الشيخ محمد طاهر الخاقاني الذي كان ثورة
ضد الباطل والظلم حيث قد كان من الذين ما أعاروا في حياتهم آذانا صاغية
لنقد الناقدين و نصح الناصحين حينما وجد هذه الكلمات جميعا تصب في وديان
أبناء الدنيا بإسم الدين إعمالا للموازنات من أجل العيش في دنيا الفناء
والزوال.
فهكذا
هم رجال الله الذين أخلصوا لله عملا حينما وجدوا الدنيا خيالا زائلا و
علموا علم اليقين أنه عند الصباح يُحمد القوم السرى و يومئذ يخسر المبطلون.
أللهم أعننا على أنفسنا و أسلك بنا مسالك الصالحين و زهدّنا في دنيا الفناء والزوال إنك انت أرحم الراحمين.
و
إنا لنختم القول بما ورد على لسان أحد اولئك العظماء الكرام ألا وهو
الإمام الحسين عليه السلام طالبين من العلي القدير أن تكون كلماته تطهيرا
للقلوب و تسديدا للرأي و إستقامة على الطريق و باعثة للصبر في مواطن الشدة
والبلاء حيث أنه لا مشتكى إلا إليه تعالى فنقول (اللهم انت ثقتي في كل كرب و
انت رجائي في كل شدة وانت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة كم من كرب يضعف
فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك
وشكوته إليك رغبة مني إليك عمن سواك ففرجته وكشفته فأنت ولي كل نعمة وصاحب
كل حاجة ومنتهى كل رغبة لك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا).
محمد كاظم الخاقاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق