الثلاثاء، 7 مايو 2013

@ في ذكرى أربعين أم مظفر الخاقاني

نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

في ذكرى أربعين الفقيدة الراحلة شاعرة أهل البيت أم مظفر الخاقاني

************************************************


لقد هاجني ذكر الديار الخواليا—فأصبح من وجد الهوى الشوق داميا

بعيداً عن الأهلين في دار غربةٍ—يؤانسني فيها الصدى إن بدا ليا

أقول لنفسٍ هالها نكدُ الأسى—ألا هل لنا بعد الفراق تلاقيا

وكيف يمنّي النفس بالوصل عالمٌ—بأن رُبا الأحباب قد صار خاليا

وذا اليوم قد أذكى المدامع طارقٌ—يذكّرني أمراً وما كنتُ ناسيا

يقول لقد مرّت ثلاثون ليلة—وليس سوى عشرٍ تكون البواقيا

يذكرني بالأربعين حديثه—ولم ينس ذو شجنٍ خطوباً دواهيا

فقلتُ له والنارُ في وسط الحشا—ألا هل ترى يا صاحِ دمعي وحاليا

بلى إنني يا صاحِ ما زلتُ ذاكراً—لأهلي وخلاني وما زلتُ باكيا

 فإنهمُ عن منزل الوهم ركبهم—لقد سار في ليلٍ فأصبح عاليا

لقد أصبحوا في دار حقٍ وإننا — بقينا لعيشٍ في دنا الوهم واهيا

فأين ليالينا التي كان صفوها – نسيماً يناغي كالغرام فؤاديا

وأين الأولى كانوا إذا جن ليلهم – أكفّاً ومنهم للتقى الدمع جاريا

وأين أحبائي وأهل صبابتي – ومن كان إن سقم الفؤادُ شفائيا

وأين الذي قد كان في ضنك الدّنا – لنا كهف حرزٍ إن رمتنا المراميا

وأين لنا ذا اليوم من كان قولها – لجُرحِ سهام الدهر كفاً مداويا

تقول إذا ما إشتدّ للغيظ حاكمٌ – لكم من نصرتم دينه كان واقيا

لها من إله الكون آلاف رحمةٍ – ومن خَلَد الأبناء ذا القلبُ داعيا

ألا إنني ما زلت يا أمُّ سالكا – طريقا سلكنا كان كالجمر حاميا

أودّعُ فيه كل يومٍ وليلةٍ – على البُعد من أهلي كراماً غواليا

على جانبيه كم تركتُ أحبّةً – رماهم بطيش الغدر سهم الأعاديا

فأين رجاحٌ وأختُها أمُّ ظافرٍ – صباح التي كانت سلاما يمانيا

وأين من الأهلين من كان مؤنساً – ومن غيرهم من كان في الود صافيا

كأنهمُ صاروا جميعاً لنؤيهم – خيالاً وقد كانوا صروحاً عواليا

على مثلهم فالتذرف العينُ دمعها – سيولاً كأمواج البحور لياليا

كأنّي وإن مرّت ثلاثون حجةً – أرى بلد الأحباب كالعرش باقيا

وإن نال منه الحاقدون وأوقدوا – به للشقا ناراً تهدّ السواريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق