الجمعة، 10 مايو 2013

@ الثوار و أصحاب الرايات 7

سلسلة من المقالات في الثوار والرايات إجابة على سؤال احد الاخوة في مسألة أصحاب الرايات والثوار التي تقوم قبل قيام القائم

المقالة السابعة

ينصر المهدي (عج) كمحمد (ص) يوم بدر بالملائكة الكرام لقلة المؤمنين


ومن الروايات في المقام رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام انه قال : ليس منا أهل البيت أحد يدفع ضيما ولا يدعو الى حق الا صرعته البلية حتى تقوم عصابة شهدت بدرا لا يوارى قتيلها ولا يداوى جريحها قلت من عنى ابو جعفر؟ قال الملائكة.

فعلق على هذه الرواية ايضا بعض الاعلام قائلا : انه اضافة على ضعف سندها فإنها لا تقابل الأدلة القطعية الحاكمة بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة حكم الاسلام الظاهر من كون بعضها من مختلقات او تحريفات أيادي حكام الجور حيث واجهوا قيام بعض العلويين واتجاه الناس اليهم فأرادوا بذلك ابعادهم عن السياسة كما وان بعضها خاص بأصحاب الرايات الضالة الذين كانوا يدعون الناس الى انفسهم وبعضها ناظر الى ظرف خاص حيث لا توجد مقدمات القيام بشروطه وبعضها صادر عن تقية من حكام الجور وبعضها ليس صادرا لحكم شرعي بل لإخبارغيبي فقط .

اقول : ان الخدشة في هذه الروايات مع كثرتها ووجودها في كتبنا المعتبرة مما لا مجال له وقد تعامل معها علمائنا على طول التأريخ معاملة ارسال المسلمات اضف الى ذلك وجود ما هو بمضمونها من المعتبرات حيث يورث كل ذلك الاطمئنان بصدورها من المعصومين عليهم السلام وكأن المتردد نفسه يرى صحة صدورها من المعصومين ولذا راح يحاول ان يورد عليها من الطعون مالا جامع بينه من حيث الغايات وذلك لأن الخدشة فيها من حيث التقية او عدم نهوضها لمقابلة القطعيات من الشرع لا يتناسب مع الخدشة عليها بظاهر كون بعضها من مختلقات او تحريفات ايادي حكام الجور كما وان القول بأن هذه الرويات لا تناهض الادلة القطعية الحاكمة بالجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر إيهام للقاريء بأن هذه الروايات تعارض مثل هذه الادلة القطعية من الشرع المبين واذا وقع التعارض بينهما يجب رفع اليد عن هذه الروايات لو كانت صحيحة السند مع انه مما لا شك فيه ان الجهاد تشريع حكم دفاعي اذا تحققت جميع شرائط الدفاع لحفظ بيضة الاسلام والمسلمين وليس هناك من جهاد ابتدائي في زمن غياب المعصوم عليه السلام ولو افترض وجوده لنشر الاسلام بالسيف كما يظن البعض جواز ذلك فهو لتوسعة دائرة الاسلام من قبل المسلمين بازاء الكفار او بما يعم اهل الكتاب وليس لإسقاط الانظمة الاسلامية اذا رأت الشعوب المسلمة شرعية انظمتها وبايعتها كأمراء للمسلمين ولو كانت الشعوب خاطئة وما ذلك الا لحرية الرأي ولذا كل من بايع من المعصومين حاكما من حكام الجور بعد مبايعة الشعب له ما نقض بيعته وغاية ما قام به بعض المعصومين عليهم السلام انما هو اتمام للحجة ليوم الحساب بأن هؤلاء الحكام وإن تلبسوا بلباس الدين  لا يمثلون شرع الله تعالى كما وانه كان تحذيرا للأمة من مغبة سوء اعمال هؤلاء الحكام وما ستجنيه الشعوب من سلطة الظالمين.

وبالجملة الجهاد ليس معناه ان تقام دولة اسلامية على المسلمين على خلاف ارادتهم ولو شاء ربك ذلك لما تلاعب المتلاعبون والحكام واذنابهم من وعاظ السلاطين بشرع الله تعالى بعد الانبياء على طول التاريخ فهي فتنة الله تعالى لاختبار البشر وقد تقدم انه لو ارادت الامة حقا نظاما اسلاميا وطلبت من عبد صالح ذلك لوجب عليه القيام بالامر ولكن كما تقدم أنى لنا بهكذا امة عارفة بقيم الاسلام وراغبة بتحقيقه ولو افترضت هكذا امة لما تأخر امر الظهور للمهدي (عج) وقد تقدم أيضا الرد على بعض ما اورد بعض الاعلام على هذه الروايات .

واما ما يمكن ان يستفاد من هذه الرواية بغظ النظر عن كلمات بعض الاعلام وتوجيهاتهم فنقول :

الرواية صريحة بعدم التوفيق لإقامة دولة الحق حتى قيام مهدي آل محمد (ص) سواء تحدثت عن إخبار غيب او مشيئة إلهية حيث ان الشعوب لن تنصاع الى الحق حتى يأتي يوم الخلاص العالمي الذي به تحقيق الحق ليكون حجة على الماضين والباقين الى قيام يوم الدين وما ذاك الا لأن الله تعالى يريد الدنيا دار اختيار واختبار ليميز الخبيث من الطيب ليعلم من هم الثابتون على صراطه المستقيم على الرغم من قلة سالكيه علم فعل وإيجاد لا علم غيب حاصل في مرتبة الأزل حيث لا يوحش هؤلاء القلة الطاهرة في ظلمات الدهور الا البعد عن مناهج ربهم وهؤلاء على طول التأريخ هم نوادر من البشر رجالا او نساءا.

كما و ان الرواية صريحة ايضا بأن كل ساع من أهل البيت عليهم السلام يريد ان يدفع الضيم ويحقق الحق تصرعه البلية لعدم الناصر حينما يجد الجد وإن كثر الإدعاء في ليالي الرخاء لأن الناس كما قال الإمام الحسين عليه السلام عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم الى قوله فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون فالإنتساب الى الإسلام او التشيع لا يروي واقع الإلتزام بالشرع او المشايعة لأهل البيت عليهم السلام كما و أن الرواية تشير الى أن نصر الحق لا يمكن بواسطة القلة من المؤمنين وان اخلصوا لله تعالى اذا لم يسندوا بملائكة الله الكرام كما حصل ذلك في معركة بدر الكبرى والرواية واضحة في مدلولها بان تحقيق الحق إنما هو بأمرين أحدهما السعي لتحقيق العدل بدفع الضيم والظلم وثانيهما الدعوة الى الحق في مقابل الباطل وهذان هما الأساسان في الأديان السماوية المفقودان في مجتمعاتنا الإسلامية حيث لا ترى متكلما يتكلم عن ظلامة شعب وأمة وقوفا مع المظلومين والمضطهدين ضد الطواغيت والظالمين وكذا لا ترى من يبين الحق بأبعاد الكلمة على صعيد الرسالة غير مجزئة في مقابل الباطل إلا ما كان منها حكما يرتبط بصلاة او حرمة خمر وطهارة ونجاسة ومن تكلم او يتكلم عن هذين الأساسين اللذين بنيت عليهما الأديان السماوية راح ليعتبر متدخلا فيما لا يعنيه حتى قال القائل إنه ليس من شأن علماء الدين التدخل في مثل هذه الأمور لأنها من السياسة وراح المجتمع بتبع هؤلاء ليخلط بين موازين الحق التي هي من وظائف العلماء من بيان الحق في مقابل الباطل والدفاع عن المظلوم في مقابل الظالم وبين ما هو من شؤون السياسة مكرا وخداعا بالسعي للوصول الى المناصب والتسلط على رقاب الناس بإسم الدين ولو بألف مقدمة باطلة وسبل غير سليمة مبنية على الأكاذيب والمكر والشيطنة وخداع المجتمع , كل ذلك تحت عناوين خلابة كالعدالة والوحدة والحرية والإشتراكية والديمقراطية والدفاع عن الشعب بإسم الدين وهلم جرى من أمثال هذه العناوين التي ما جنت منها الشعوب غير الأوهام والأماني من رجالات السياسة المتربعين على الكراسي وبالأخص في الديار الاسلامية , هدانا الله الى الصواب وأبعدنا عن المكر والخداع بإسم الاديان السماوية والسلام عليكم ورحمة الله.

وتليها المقالة الثامنة ان شاءالله

 

كما يمكنكم متابعتنا على كل من 
للتواصل معنا:
kazemalkhaghani@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق