الجمعة، 10 مايو 2013

@ الثوار وأصحاب الرايات 1

سلسلة من المقالات في الثوار والرايات إجابة على سؤال احد الاخوة في مسألة أصحاب الرايات والثوار التي تقوم قبل قيام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف

المقالة الأولى

مقدمة في الثوار وأصحاب الرايات قبل المهدي(عج)


الساكت عن الحق شيطان أخرس وان تلبس بلباس الزهاد والمتقين و أصحاب الرايات طلاب دنيا بإسم الدين و ثوار المعارف هم أصحاب المبادئ الهادون المهديون وعباد الله المخلصون أولئك هم الأقلون الذين كانوا ولم يزالوا ثورة ضد الباطل ببيان الحق علما في مقابل الجهل إخراجا للناس من ظلمات الجاهية بنور الكتاب والسنة وسيرة أهل البيت عليهم السلام قياما بما وضعه الله تعالى على عواتقهم تجاه ربهم, وعدلا في مقابل ظلم قياما بما للخلق من حق في رقابهم فهم فناء في ذات الله ببيان شرعه في ميادين المعارف وهم جند في ميادين الوغى لخدمه خلقه , كل ذلك لوجه ربهم الكريم لا لكراس يرسم زهو بريقها وهم الخيال ولا لمدح وشهرة يعيش اوهام طربها الرجال, لم تأخذهم في الله لومة لائم ولو ساقهم طريق الحق لقلة سالكيه أن يعيشوا مضطهدين في الربذة يموتون جوعا قد غضب عليهم الحاكمون وتبرأ منهم الجاهلون وابتعد عنهم المدلسون وخطّأهم المنافقون وهم من أخذت بهم الأقدار إلى مدين يرعون أغناما تاركين الجاه والقصور وهم من في شعب أبي طالب يتقاسمون البلايا والمحن عشاقا وهم من قال قائلهم لمرضاة ربه (ربِ السجن احب إلي مما يدعونني إليه) وهم من راحوا في ظلمات السجون يحملون الحديد اثقالا وتحت سنابك الخيل وهدير الرصاص يتسابقون الى محبوبهم احرارا, يشمت بهم العدو ويخذلهم الصديق وييأس من عاجل خيرهم القريب حينما تفسر الغايات بتبع وهم دار الفناء ويكون الصواب ما يثمر في ميادينها والخطأ ما لم يثمر في مرابعها , ورب مثال أيها الاخ الكريم أحسن من بيان وصمت أبلغ من قول.

هذا إجمال ما توصلت إليه وتفصيل محل البحث يكون بالتعرض لأمور لابد منها قال علي عليه السلام بعد مقتل عثمان و إصرار المسلمين عليه بقبول البيعة ورفضه لها ثلاثة أيام (لولا حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناصر لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس اولها………….) فهلمّ معي لنذهب الى دار علي عليه السلام لنرى بأنفسنا مناهج الحق كيف تصبح متبلورة فيها على الرغم من كونه عليه السلام رجل الحق ووصي البني الاكرم (ص) وفارس الفرسان والغيور على شرع الله وأمة محمد (ص) لكنه لم يتجاوز حدود اقامة الحجة بإعتراضه على القوم المتصارعين على الكراسي في السقيفة لأن الدين بعد تمام البيان لا إكراه فيه ولذا لم يبادر عليه السلام بعد وفاة الرسول (ص) لقبض أزمة الامور كما و أن الرسول الاعظم (ص) لم يتجاوز حدود اقامة الحجة وتمام البيان في مسألة الإمامة والخلافة ولم يصنع كما تصنع الحكام من نصب لخلفائها ولو بالقوة على الامم وإنما ساير الكتاب المجيد إرشادا وبيانا وإتماما للحجة ليوم الحساب وترك الإختيار للأمة لو شائت حياة الشرف والكرامة والعلم والعدل فكان أمر الخلافة من قبل الله تعالى ورسوله (ص) والإمام علي (ع) بيانا وإتماما للحجة لا نصبا وتحكيما لخلفاء الانبياء.

أجل راح علي عليه السلام ليحذر الأمة بإعتراضه على القوم مغبة سوء عاقبة الانحدار وراء الحكام ولم يخطط يوما من الايام لقبض ازمة الامور حتى في عهد الخليفة الثالث وفي أواخر ايامه و إن راح ليتحرك الكثير من الصحابة لإسقاط نظام الحكم او التحريض عليه بدواع شتى.

وهكذا كانت سيرة بقية الائمة المعصومين عليهم السلام وما كان خروج الحسين عليه السلام الى العراق إلا تلبية لنداء الامة حينما بعثت برسلها ورسائلها تريد منه اقامة الشرع ودفع الظلم فما كان خروجه الا تحقيقا لقاعدة (لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر…) ولم يكن الخروج مبادرة لإسقاط نظام الجور والظلم , أجل كان أمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مبينا للحق مدافعا عن المظلومين في وجه الطغاة الظالمين وإن تلبسوا بلباس الدين لكن يجب الا تختلط الامور وتضيع المقاييس فالثائرون ليسوا أحزابا ترفع رايات لاسقاط الانظمة لأن اسقاط الانظمة شأن وحق يعود الى  الامة نفسها وهو حق من حقوقها إن شائت حياة الشرف والكرامة وإن كان التنوير والسعي للوعي والوقوف ضد الظالمين بكف ايديهم عن ظلم الضعفاء والمظلومين هو وظيفة المؤمنين , وإن ما قام ويقوم به رجال الله الذين هم الثورة على طول التاريخ ضد الباطل والظالمين هي الثورة ضد الباطل.

فإذن لابد من الالتفات بامعان الى امر حتى لا يقع الخلط بين الثوار وأصحاب الرايات فقد أنزل الله تعالى على نبيه شرع السلام فكان لزاما على كل مؤمن ومؤمنة القيام به بيانا للحق في مقابل الباطل بأبعاده الثلاث كتابا وسنة وشرحا لسيرة رسام شرع الله وهم المعصومون الاربعة عشر وهذا هو ما كان من الشأن الإلهي لطفا بحال العباد وقد دعا الناس الى معرفة هذا الامر و العمل به وقد بشر تعالى الكاتم للحق بعضبه والخلد في نيرانه.

والجانب الثاني من شرع الله تعالى هو ما كان من حق الآدميين فقد جعل على العلماء (ألا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم) وإعتبر من لم يقف ضد الظالم مع المظلوم ظالما وورد (كن للمظلوم عونا وللظالم خصما).

فمن خدع المجتمع بمظاهر النسك وكثرة الصلاة والدعاء وهو لم يهتم بأمور المسلمين ولم يكن بيانا للحق في ظلمات الدهور ولم يكن ثورة ضد الظلم والظالمين فهو دجال وشيطان أخرس.

وتليها المقالة الثانية ان شاءالله

 

كما يمكنكم متابعتنا على كل من 
للتواصل معنا:
kazemalkhaghani@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق