السبت، 24 أغسطس 2013

@ هل جميع نساء النبي (ص) طاهرات ومؤمنات؟


هل جميع نساء النبي (ص) طاهرات ومؤمنات؟

إسم السائل: أحد طلاب الشيخ

السؤال:

هناك شبهة تقول بأن 
​​
كل نساء النبي طاهرات وذلك لأن الرسول قد تزوجهن فهن طاهرات إضافة الى قول القرآن الكريم بما معناه أن الطيبين للطيبات فهل هذه الشبهة صحيح؟ نرجوا من سماحة الشيخ الأجل ان يوضح لنا ذلك ودمت في رعاية الله

الجواب:

الشبهة في مقابل البديهة كالنص في مقابل الإجتهاد وها هي أسس الشرع في كتاب الله المجيد كالشمس في رائعة النهار جاءت لضرب أركان العصبية لتأخذ بالإنسان إلى مطاف الإنسانية الحرة من كل القيود لكن أبى الإنسان إلا أن يخلد إلى الأرض وإلا فأي شبهة بعد قوله تعالى في سورة التحريم آية 10 حيث يقول : (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين) فالملاك عند الله تعالى هو التقوى كما قال إن أكرمكم عند الله أتقاكم ويوم القيامة لا أنساب بينهم والمراد من الخيانة مخالفة الحق بنقض العهود ولو كان مجرد القرب مفيدا لأفاد ابن نوح (ع) ويشير تعالى في موطن آخر باتفاق المسلمين في حق كلٍ من عائشة وحفصة في سورة التحريم آية 5 (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيباتٍ وأبكارا) فلا ندري أي عمل كان هذا حتى يحتاج إلى هذا التأكيد من تأييد الله تعالى وجبريل (ع) وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك وقد ورد في تالي تلو القرآن بمنظار العامة وهو صحيح البخاري عن ابن عباس أنه سئل عمر بن الخطاب عن المراد بالإمرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله (ص) فقال هما عائشة وحفصة وفي صحيح مسلم ج4 ص189 ورد في تفسير الآية إن عمر سأل النبي (ص) هل طلقهما لهذا العمل فقال (ص) لا وهذا مما يدل على أن العمل كان بمنظار عمر مما تستحقا عليه أن تطلقا وفي شرح مسلم للنووي ج10 ص77 وإن تظاهرا عليه قال: هما عائشة وحفصة كما اعترف بذلك عمر، وفي موطن آخر يقول تعالى: (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابني لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)

 

       فامرأة مدّعي الربوبية في الجنة وامرأة نبيين نوح ولوط عليهما السلام في النار ولو كان المراد من الآية الشريفة في سورة النور الآية 26 (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ….) فإن ما هو المفهوم منها بحسب الظاهر البدوي لو وقع بينه وبين الآية التي تتكلم عن امرأة نوح ولوط عليهما السلام لكان من التناقض والتنافي فإذن كل ما له ظاهر بدوي يتنافى مع عقل أو نص لابد من البحث عن تفسيره وإلا فلابد من تأويله كالعرش واليد والوجه بالنسبة إلى الله تعالى وما ورد من كون الأعمى في الدنيا يكون أعمى في الآخرة أيضا وثانيا فإن الآية في مسألة نساء الأنبياء نص وما ورد في الطيبين والخبثاء ظاهر ولا يقابل الظاهر النص من حيث قوة الدلالة وأما بالنسبة إلى ما نحن فيه من الطيب والخبث فقد ورد أن المراد بالتقبيح هنا لأن الكلام عن الزنا هو أن اللائق بحال الزاني أن لا ينكح إلا زانية أو من هي دونها وهي المشركة واللائق بحال الزانية أن لا ينكحها إلا زانٍ أو من هو دونه وهو المشرك والمراد من النكاح هو العقد أو المراد من الطيب والخبث هو الإنجذاب الطبيعي للسنخية بين الأطياب والطيبات وبين الخبثاء والخبيثات بمعنى أن الخبيث ينجذب بحسب العقل والعمل إلى من يناسبه وكذا الطيب أو المراد هو الحكم الشرعي بمعنى أنه على الإنسان المؤمن أن لا ينكح إلا المؤمنة ويبتعد عن نكاح اللواتي اشتهرن بمنافيات الشرف والعفة وإن أعجب بجمالهن وأن الخبيثات يناسبهن الخبثاء من الرجال فهما على منهج وسبيل واحد أو المراد بعد كون الدنيا دار اختبار قد يبتلى فيها المؤمن بغير المؤمنة وغير العفيفة وكذا قد تبتلى المؤمنة بالزوج غير الصالح فيكون المعنى إن الله تعالى أراد أن يشير إلى أن دار الآخرة هي الدار التي يكون فيها الخبيث للخبيثة والطيب للطيبة لأن الناس تجمع مع قرناءها يوم القيامة على اختلاف مراتب الصالحين والطالحين.

 

       فلا ندري هل نصدق كتاب الله تعالى في حق زوجات الأنبياء وهو القائل (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط إلى قوله إدخلا النار مع الداخلين) أو نصدق من هم أغير على دين الله تعالى من الله المدافعين عن زوجات الأنبياء ولو بتكذيب القرآن المجيد مضافا إلى عشرات الأحاديث الأخرى في صحاح القوم التي تتعرض إلى فعل كلٍ من عائشة وحفصة وما  ورد من التحذير في قوله (ص): من هاهنا يطلع قرن الشيطان وفي حديث الحوأب الوارد في حق عائشة ويا ليت هذا كان كلاما من عالم شيعي لينتدب إليه المتبرعون في سبيل الله ويضجوا بأعلى أصواتهم إسمعوا الروافض كيف ينسبون عدم الطيب لنساء الأنبياء ومن نساء النبي (ص) من استعاذت منه فطلقها وبالجملة يكفينا لإثبات الموضوع لجريان النقاش بالنسبة إلى نساء الأنبياء ما ورد في الكتاب المجيد في حق امرأة نوح ولوط عليهما السلام وكلامنا مع المجاهدين في سبيل الله لمعرفة الحق الذين اتبعوا الرسول (ص) القائل اعرفوا الحق تعرفوا أهله لا من يريدون أن يركع الحق في أعتاب الرجال والنساء وأما القول بأن نساء النبي محمد (ص) بالخصوص كلهن طيبات لأن الرسول (ص) تزوجهن فقد قلنا كما يشهد بذلك القرآن المجيد أن مجرد كون امرأة زوجة لنبي لا يثبت ذلك وما ورد في حق كل من عائشة وحفصة بالخصوص ينفي مثل هذا المدعى وعلى المدعي أن يثبت الخصوصية بالدليل والبرهان لا بالعناد واللجاج وتفسير النصوص بالأهواء والميول ودوافع الطائفية وأحقادها سددتم للصواب.

-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق