الخميس، 2 مايو 2013

@ تطوى الليالي

تطوى الليالي

قصيدة نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني إجابة لشاب اسمه سعيد أحب نصحا 

——————————-

تطوى الليالي ويطوى العمر والأملٌ — ويصبح الأمس وهماً ثم يرتحلُ

وينتهي كل أمر بات مرتقباً — تصبو إليه بلمح الدمعة المقلُ

وكلّ طيف بدا كالورد مبتسماً — يمسي خيالاً بأفق ثم ينتقلُ

وهكذا الأمر في دنيا الفنا أبداً — حيث الدنية وهمٌ والدنا زللُ

ومركب الوهم في بحر الدجى شططاً — يسعى لشاط هو الإعصار والوحَلُ

وكل ما في ربوع الأرض قاطبةً — نهبٌ لما تحكم الأقدار والأجلُ

حتى كأن الأماني كلها سفهٌ — وما بربع الدنا الأوهام والهبلٌ

فذاهم الناس في فلك بهم لعبتْ — أمواج بحر لها من جريها قللُ

تسعى بهم نحو أهوال بليل دجىً — سعي الجهول إذا ما مسّه الخبلُ

وإن قوماً أتت للوصل تطلبهم — نفس الصبابة عن أوطانهم رحلوا

ساروا لغايتهم نحو العلا طرباً — في صمت ليل علاه البؤس والمللُ

فأين من كنتُ في أوساطهم فرحاً — رغم الأسى حيث ركبُ الموت يحتفلُ

تركتهم كخيال في ربوع هوىً — وسرت والخطبُ من وقع القنا جللُ

والسيف ينطقُ والآفاق غائمةُ — والرأي قد كاد يثني عزمه الزللُ

حتى إذا ما توالى الليل في كدر — مددت طرفاً لمن في كفه العللُ

وصرت دمعاً لوهج الشوق منحدراً — يروي البراري بليل حين ينهطلُ

وقلت للنفس والأحزان حاكمةُ — أين الأحبة والأهلون والخَوَلُ

وأين دارٌ بها قد كان يؤنسني — صفو الحديث إذا ما هاجني الوجلُ

وأين إخوان صدق كنت أحسبهمْ — حصناً إذا ما رماني بالردى النَصلُ

أجابني عنهم من بعد ما تعبتْ — مني القوادم في ليل النوى طللُ

فأي حصن لدار قد مضت قدماً — بأهلها بظلام الليل تنتقلُ

دع الحديث عن الأحباب إنهمُ — ركب  المنايا بهم قد صار يرتحلُ

وأصبحت بعدهم دار الهنا خبراً — لم يبق في ربعها إنسٌ ولا جملُ

وقد علاها بسيف الغدر ذو شره — كأنه من شقى أوهامه ثملُ

قد ساقه رجس كبر نحو منحدر — كما يسوق لعقر الهُوّة الخبلُ

ظن الحياة بدنيا الوهم باقيةً — لم يرمها بسهام الذلة الأجلُ

وكيف يأمل خلداً من رأي أمماً — طوت صحائف آمال لها الحِوَلُ

وأسكنتها ديار الوهن في حفرٍ — فهاهي اليوم لا عزٌ ولا دولُ

حتى كأن لم تكن يوماً على فنن — تعيش حالمة يحدو بها الأملُ

وكان فيها طغاة كالدجى سبلاً — عاشوا الشقاوة حيث المكر والخطلُ

راحوا فلم تبكهم دنيا الهوى شجناً — ولا هوت فوق أجداث لهم زحلُ

وهاهمُ قد نستهم بعد عزهمُ — سمر الأسنة والأسوار والقللُ

وقد تناساهمُ مَن كان يعبدهم — كما تناستهم التيجان والحللُ

حتى كأنهمُ لم يحكموا أمماً — ولم يكونوا لأهل الحق قد قتلوا

ولم يكونوا لأهواءٍ وموبقة — لأعين أبصرتْ أسواءهم سملوا

ولم يميتوا بأرض الله منهجه — لشقوةٍ ساقها في ليلهم دغلُ

فأين هارونٌ بغدادَ الذي طربتْ — لعزف أنغامه في ليلها الكُللُ

وزينت نفسها شوقاً لرغبته — حور القصور وأبدت حسنها الحُللُ

من خاطب السحب زهواً حين أبصرها — يأتي الجباة بما قد يثمر الهطلُ

وأين كسرى عظيم الفرس طاغيةً — وأين فرعون موسى ذلك الخطلُ

وأين هرقل والأشرار من سبأ — وأين نمرود أين الكفر والدجلُ

وأين من جعل السفر العظيم له — لشقوة غرضاً ذاك الخنا الثملُ

وأين من شيدوا الأسوار وافتخروا — بعرش قهر بناه البغي والختلُ

كم عربدوا طرباً في ليل أنسهمُ — وكم تمادوا لطيشٍ ساقه الهبلُ

قد غرهم لشقا أحلامهم شطنٌ — وساقهم نحو غور الهُوَة الزللُ

حيث القرين لأصحاب الشقا لهبٌ — ورجس خبث هو الشيطان والعَذَلُ

فتبْ إلى الله إن شئت النجاة غداً — حيث الكرامة والرضوان والمُثُلُ

في جنب خير هداة في علا قمم — حيث النبيون والأبرار والرسلُ

فيا سعيدُ لنا بالطهر حيدرة — وأحمد الغر فيما نبتغي الأملُ

فهو الشفيع بيوم الحشر إن خفقتْ — أقدامنا بصراط خطبه جللُ

وللعدالة في صبح السلام لنا — سمي أحمد ذاك القائد البطلُ

من سوف يحيي بنهج الحق ما اندرستْ — من الشرايع حيث العلم والعملُ

—————————————–

مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
كما يمكنكم متابعتنا على كل من 
لكي يصل إليك كل ما هو جديد رجاء أرسل رسالة فارغة إلى العنوان التالي:
kazemalkhaghani@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق