حلفت يمين الله
نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
في تأملات وجدانية وعرفانية
………………………………………………………………………
ألا هل يبيت المرء من غير أوجالِ .. وركب الدنا يجري على متن أهوالِ
وهل ينعمنّ المرء في دار محنةٍ .. أقيمت على الأجداث والعُصُر الخالي
وكلّ الذي فيها سيصبح نائياً .. كما قد نأى عن زهوه الطلل البالي
وهل يعمن ذو اللبّ في مربع الدنا .. وربع الدنا لم يبق يوماً على حالِ
أفيقي أيا نفس المتاهة والهوى .. ولا تسلكي للجهل مسلك ضلّالِ
سيفلح في صبحِ السلامِ ذوو الحجى .. ويهلك فيه كلّ طاغٍ ودجّالِ
وليس حديث الأمس إلا كخاطرٍ .. يمرّ مرور الوهم في طيّ آجالِ
فأين ذوو التيجان أين قصورهمْ .. وأين الاُلى كانوا كأنياب أغوالِ
يخيفون بالبيض الصفاح وبالقنا .. ربوع الدنا زهواً لغاية إذلالِ
نمرّ على آثارهم وديارهمْ .. وقد ألبستْ بعد الهنا ثوب إجفالِ
كأنْ لمْ يكن يوماً لها أيّ طالعٍ .. ولم ترمق العلياء بالنظر العالي
ولم يرتقِ فيها الطغاة منابراً .. ولم يمش في أصقاعها كلّ ختّالِ
ولم يطرب الحضّارَ في ليل صبوةٍ .. بأجنحةٍ منها رنينٌ لخلخالِ
ولم يشرب الكأس المعتق شقوة .. على جَدَث الأحزان ذو الصلف القالي
ولمْ يكُ يوماً في رحاب قصورها .. يغرّد طير السعد في جَنْب ذبّالِ
بلى كان فيها من ذوي المكر قادةٌ .. جبابرة في كلّ عزٍ وإقبالِ
يخوضون من أجل الدنا غور أبحرٍ .. ويمشون للأهواء مشية مرقالِ
يبيدون خلق الله إن أمَرَ الهوى .. وكلّ طريّ فوق هضبة أطلالِ
فلم ينجُ منهم في البحور مشردٌ .. ولا في البراري هاربٌ فوق أوعالِ
فراعنةٌ أو كسرويّون منهجاً .. وإن لبسوا للمكر حلة منهالِ
ويسندهم في كلّ عصرٍ وموطنٍ .. رجالٌ بإسم الحقّ بالكلم العالي
فخذ يا مليك الكون بالنفس للعلا .. وللرشد يا ذا المنّ في كلّ أحوالي
وكنْ لي دليلاً في دجى الليل حافظاً .. ونوراً به أرقى لقمّة آمالِ
لأسعد في يوم الخلود بجنةٍ .. نوازلها من حسنها خطّ تمثالِ
براها مليك الكون آياً لحسنهِ .. فكانتْ لأهل الخلد مُنيَة نزّالِ
إذا ما رنتْ بالطرف دلّاً لصبوةٍ .. يخرّ لأشواق الصبا كلّ رئبالِ
تضيء إذا ما أقبلت في حليّها .. كشمسٍ تجلت في منازل قفّالِ
تحييهُمُ لجل السلام تحية .. من الحقّ قد حفّتْ بنفحةِ إجلالِ
كأنّ شموس الكون في جنب حسنها .. مصابيح زيتٍ فوق هضبة أطلالِ
نقية ثغرٍ ريقها ماء كوثرٍ .. وطفلة أحلامٍ بمبسمِها الغالي
حلفتُ يمين الله لا أترك العلا .. لخسّة عيشِ في محافلِ جُهّالِ
لأشهَد إن سِرْت السلام محمداً .. وحيدرة الكرار في يوم ترحالِ
لأنعم في دار السلام بجنةٍ .. بها كلّ غطريفٍ عظيم ومنهالِ
……………………………………………
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
كما يمكنكم متابعتنا على كل من
لكي يصل إليك كل ما هو
جديد رجاء أرسل رسالة فارغة إلى العنوان التالي:
kazemalkhaghani@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق