ما رأيكم بالفلسفة والعرفان و وحدة الوجود؟
إسم السائل: أبو علي
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على ساداتنا وأولياء نعمتنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على مخالفيهم ومجانبيهم من الأولين والآخرين سيما الثلاثة المتقدمين على سيدنا ومولانا أمير المؤمنين أبد الآبدين
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل محمد كاظم بن محمد طاهر الخاقاني نفع الله بك وزادك نورا وبصيرة ما تقول في الفلسفة والعرفان والتصوف؟ أهي أمور يتوقف فهم العقائد الحقة عليها أو لا أقل تزيد المؤمن بصيرة وهدى أم أنها فضول من القول وترهات إنما تدرس لأن العلم بالشي أولى من الجهل به؟
وهل نحن بحاجة إلى عرفان غير عرفان أهل البيت وسلوكهم النظري والعملي حتى نضطر للإنكباب على الفصوص والفتوحات ومصباح الأنس وما أشبه من كتب القوم؟
ما تقولون نفع الله بكم في مفهوم وحدة الوجود الذي ذهب إليه الصدر الشيرازي تبعا لابن عربي ووافقهما عليه الشاه آبادي والخميني والجوادي وحسن زاده أهو نفس المفهوم الذي حكم المحقق اليزدي في العروة الوثقى وتبعه عليه جملة من محشيها بضلال من يقول به بل كفره ونج
استه إن التزم بلوازمه أم هو مفهوم آخر؟!
أفيدونا أفادكم الله من معارف نمير الوحي ومشكاة الهدى والسلام ختام
الجواب:
إن الفلسفة على اختلاف المشارب فيها اشراقية ومشائية وغيرها وكذا العرفان والتصوف من العلوم التي لها العلاقة الوطيدة اولا وقبل كل شيء بكل من المعلم والمتعلم من حيث الاداء والفهم فأما ما يعود الى المعلم فإن لفهمه لشرع الله تعالى قبل تمشيه مع مسالك هذه العلوم و إن كان الكثير من مصادرها مأخوذا من آية او رواية مفسرة بحسب فهم صاحبها تفسيرا صحيحا او خاطئا وكذا لحسن بيانه ومدى توغله في فهم المطالب الأثر البالغ على المتلقي لأن من فهم أسس الشريعة أولا ثم دخل للبحث في هذه العلوم تمكن من تمييز السليم منها عن السقيم لكي لا يصبح محض استسلام لها لأن في ذلك من الخطر مالا يخفى و إن كان فيها الكثير من العقليات والمطالب العالية او المبينة والشارحة لمنهج الشرع القويم ولذا ربما ساق المعلم التلميذ الى مزيد من الهداية والرشاد او الى مهابط التشكيك والأخطاء حتى بالنسبة لبعض مسلمات الشرع كالتوحيد او المعاد من حيث كونه جسمانيا او روحانيا فقط وكذا ما يعود الى الجنان والنيران من أنهما بفعل فاعل قادر وهو الله تعالى او أنهما تابعان للملكات والماهيات بتبع مجاري الفيض.
وأما ما يعود الى المتعلم فلاعتدال سليقته ورصانة معارفه الإلهية بالكتاب والسنة ومناهج أهل بيت الهدى عليهم السلام قبل الدخول لمعرفة هذه العلوم الأثر البالغ ايضا في صحة تلقيه وأخذه ما يكون مفيدا منها ونبذه لبعض الاباطيل والخرافات والادعاءات التي ما انزل الله بها من سلطان والتي لم يدع عشر معشارها حتى بالنسبة الى اكابر العرفاء الحقيقين الذين شهدت السنة الصدق والحق من الأنبياء واوصيائهم الكرام بحقانية عرفانهم وإيمانهم كأبي ذر وعمار ومالك الاشتر وهشام بن الحكم وزكريا ابن آدم ونظرائهم من نوادر الخلق عليهم آلاف التحية والسلام.
كما وأن عدم صبر كثير من طلاب هذه العلوم على مشاق بعض المصطلحات وعمق بعض المطالب ورغبتهم الشديدة على الحصول على مزيد من معارفها بأسرع وقت ممكن بإعتقادهم ربما راح ليدفع بالبعض الى الانتقاء وعدم التتلمذ على أيدي أساتذة هذه العلوم ظنا منهم أن مجرد المطالعة قد تكفي لفهم المطالب ولذا راح الكثير منهم ليعبر من كتاب لآخر كقافز من أسفل سلم الى أعلاه بلا مكث وتروٍ في أعماق المطالب وما هو المراد من بعض الكلمات التي قد يبدو من مضامين بعضها بحسب ظهورها البَدْوي الأولي او بحسب مصطلحها الخاص الفلسفي او العرفاني خلاف ما هو مراد منها ظانا ان الكلمات بحسب مصطلحات يجمعها جامع واحد في كافة العلوم في حين أن الإجمال الأصولي يختلف عن الإجمال الفلسفي كإختلاف ما بين السماء و الأرض كما و ان الوحدة تختلف بإختلاف المشارب شخصية او تشكيكية او نوعية او جنسية مثلا وماذاك إلا لأن المعارف الحكمية او العرفانية او الكلامية كبقية الأمور العقلية الأخرى سواء كانت حقة او باطلة قد تعجز عن أداء مضامينها قوالب الكلمات وبالأخص إذا لم يكن المتكلم بليغا ولذا ربما ساقت بعض الكلمات او المصطلحات البعض الى أمر قد لا يكون مرادا منها مثل القول بوحدة الوجود الآتي بيانها او كون العالم قديما او كون الواحد لا يصدر منه إلا الواحد و الولاية التكوينية وغيرها من المطالب وهي كثيرة وبالاخص اذا اضيف الى ذلك بعض الشطحات للعرفاء كليس في جبتي إلا الله وسبحاني سبحاني ما اعظم شأني ومزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال فإذا مسّك شيئ مسني فأذا انت أنا في كل حال التي لا يدع ظهورها بحسب مفهومها العرفي مجالا للسامع ان قائلها مصاب بالهذيان او الانحراف والكفر والالحاد وإن كان ربما وجد لبعض مثل هذه الكلمات حتى الشطحات منها من التأويل والتوجيه ما يتمشى مع مصطلحاتهم التي يخرجها عن الإنحراف وإن كان البعض منها بلا شك قد تكون ناشئة عن الجهل او الكبر فالاستسلام المطلق لمثل هذه العلوم قد يدفع بالإنسان إلى ان يصاب ببعض الشبهات اذا لم يكن رصين العقيدة قبل ذلك بمنهج الصراط المستقيم للرسول وآل بيته الكرام.
و أما لحاظ هذه العلوم من حيث نفسها فأيها الاخ الكريم إن الكثير مما في هذه العلوم يعود أمره إلى مصادره العقلية المسلمة او الشرعية من آية او رواية و إن فسّرت بتبع الفهم والمذاق وربما اختلفت الصياغة والمصطلح فمن العقليات المسلمة المبحوث عنها في هذه العلوم كون الأثر لابد له من مؤثر وكون المصنوع لابد له من صانع و إن عبر عنها فلسفيا بأنه لابد لكل معلول من علة ولكل ممكن من واجب للذات وكون الحادث لابد ان يرجع الى قديم و أن الواجب بالذات لابد وان يكون واجبا من جميع الجهات فهذه أدلة توضيحية بما جاء مبسطا على لسان الشرايع من أن صفاته عين ذاته وأنه كائن لا عن حدث ويا من دل على ذاته بذاته.
وبالجملة لامانع أن نستنطق العقل ببراهينه لمعرفة الشرع المبين ونستعين به للوصول الى إثبات مناهجه في ميادين التوحيد والنبوة والإمامة و غيرهما كما قد نستعين بالعلوم الأخرى كالرياضيات او الطب او الفيزياء او الكيمياء لفهم شأن من شؤون الشرع نعم هناك من الادعاءات والباطيل في هذه الفنون والعلوم لا يتضرر بها إلا من جاء خالي الذهن عن اسس الشرع مستسلما بتمامه لمناهج هذه العلوم ولو بتأويل وسحب الشرع الى كل ما يقول هؤلاء كقول بعض القائلين منهم لا يعقل ان يعرج الرسول (ص) بجسمه و روحه الى الملأ الأعلى لأنه لا سبيل لعروج عالم الناسوت الى عالم العقل والنور وأنه لا سبيل للقول بالمعاد الجسماني لأنه لا خلود للمادة بل الخلود شأن عالم المجردات و كأن قائل هذه المقالات أحاط بالكون علما فراح ليخلط بين مسلمات العقل ككون المعلول لابد له من علة و الحادث لابد و أن يرجع الى قديم و بينما ما هو من شأن النقاش العلمي وعند عجز العلم لابد من الرضوخ الى الشرع لنستعين بالوحي لمثل هذه الأمور.
فبعد هذه المقدمة نقول يستفيد ويستعين بهذه العلوم على فهم الشريعة وفهم ما أشارت إليه من المسالك العقلية ومكارم الخلق الكريم زكاةً من دخلها متحصنا بحصون الشرع عارفا لأسسه ومسلماته ليأخذ منها ما يفيد لإيضاح الشريعة او لتأكيد أصولها لكي لا يقع فريسة لبعض الأباطيل والخرافات والضياع في وديان الخيال والوهم ومزالق الشيطان حيث راح البعض ليرى لنفسه الولاية وأنه في مقام أهل الشهود فمثل هذا قد يكون مدعاة للكبر اكثر من كونه مدعاة للذل في مسالك الربوبية ولا أريد ان أنكر شهود المتقين بسلامة فطرتهم ومتانة منطقهم واستقامتهم على الطريق لدرك الحقائق وشهودها لكن هؤلاء العظماء لا يدعون وهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون وأين منهم من يدعى ما يدعى في حقه وهو يرى الحكام الظالمين خلفاء للرسل و أمراء للمؤمنين.
فخير الأمور اوسطها في المقام أيها الاخ الكريم من حيث أسس هذه العلوم لا من حيث رجالاتها وما يدعى في حقهم ولا من حيث بعض أباطيلها وخرافاتها و إن أمكن أن يكون فيما بينهم من أصلح سريرة نفسه وهداه الله لسواء السبيل سبيل محمد و آله الكرام فالوسط في المقام أن يقال إنها علوم مفيدة بما تقدم بيانه من الشرائط للدخول فيها وليس من الفضول والترهات كما و أنها ليست مما يتوقف عليها فهم العقيدة الحقة بأن لا يكون لفهمها سبيل الا من هذه الطرق بل قد يحصل على أعماقها من طلبها من منابعها من المأثورات والخطب والأدعية والسنة والكتاب المجيد شريطة ان يكون أهلا لفهما لأن من جاء ليفسر الكتاب او الأحاديث او الأدعية والخطب بلا علم لا يكون أقل خطرا وخطئا مما في هذه العلوم من الأخطاء.
وذلك لأن عرفان اهل البيت عليهم السلام في عروش لا يبلغ معارجها بل مدارجها و اعتابها إلا من عرف موازين العقل ومناهج الاستدلال ومسالك الطهر وزكاة النفس ليشهد الحقائق في محالها كما هي بعيدا عن الظلمات او يقيم عليها البراهين بعيدا عن قيود التقليد وحجب الشهوات ومن المؤسف أن ما عليه المناهج الحوزوية من أصول فقه و معرفة حكم لا يستبان به مثل هذه القمم العوالي في منازل توحيدها ومسالكها الربوبية وعليه فقد نستعين بالمنطق الأرسطي والكثير من المسالك العقلية والعرفانية كمعين لفهم هذه المطالب ليستعين بها الطالب لفهم أعماق هذا العرفان العظيم لأهل البيت عليهم السلام كما يستعين الانسان بكثير من العلوم الأخرى لفهم الشريعة من الرياضيات و الفلكيات والطب والفيزياء والكيمياء.
و لو وجد طلاب عرفان أهل البيت عليهم السلام منهجا عقليا ومسلكا عرفانيا في الحوزات أعطى عرفان اهل البيت وسلوكهم النظري والعملي حقه لما سلكوا مسالك المنطق الارسطي والفلسفة والعرفان اليوناني وغيرهما وإن من سلك هذه المسالك من فلاسفة الشيعة وعرفائهم يرون أنفسهم أخذوا الكثير من مناهج أهل البيت عليهم السلام كصاحب المنظومة وصاحب الأسفار وغيرهما و إنما سلكوه من هذه المسالك هي عقلية عامة مشتركة بين جميع العلوم ككون العلة لابد لها من معلول وأن الممكن إن لم يرجع أمره الى واجب بالذات دار او تسلسل وبحث الماهية ولا إقتضائها الذاتي و دليل الصديقين في إثبات التوحيد و قاعدة اللطف في إثبات بعثة الانبياء و جعل الاوصياء للرسل لشرح رسالات السماء وتطبيقها.
وحدة الوجود
الكلام في هذا المجال عن العين والخارج لا عن اللفظ والمفهوم والقائلون بوحدة الوجود مختلفون في مسالكهم فمنهم من ذهب الى وحدة الوجود الشخصية للبحث عن الحق تعالى وصفاته ومظاهر أسمائه حيث يرى أن الكائنات طرا مظاهر هذه الاسماء وليس في مقابل الحق و أسمائه من حقيقة اسمية بل هي روابط مندكة الهوية والذات بأزاء الحق تعالى كالمعنى الحرفي الذي لا استقلال له مفهوما ولا خارجا بازاء المعنى الاسمي والتعبير بذلك ما هو إلا للتقريب الذهني للإشارة الى أنه ليس هناك من شيء بأزاء شيء أي لا شيء بأزاء الحق تعالى فإن أرادوا بذلك تنبيه الغافل وإرشاد العاقل إلى أن كل شيء بأزاء الحق لا استقلال له ذاتا ولا صفة للإشارة الى ضرب أركان الإستقلالية تماما ليلمس السالكون سبل ربهم فناء ذواتهم أي عدم استقلالها و أنها في واقعها بحكم المعاني الحرفية لتستشعر النفس بروح الايمان عدم الاستقلال وتشاهد بلمسها الباطني صرف تبعية عالم الإمكان للحق تعالى فلا مانع من ذلك إن أريد من وحدة الوجود ضرب الإستقلالية لعالم الامكان بكل شؤونه ومراتبه بأزاء الحق للمس التبعية وواقع المعنى الحرفي فلا مانع من هذه الوحدة الوجودية العرفانية .
وإن أريد من الوحدة الشخصية العرفانية أن هذه الحقائق أي المظاهر للأسماء والصفات هي بمرتبة عين الحق تعالى أو أنه حالّ فيها او متحد معها او ان كل شيء هو الله والله تعالى هو كل شيء او انه لا شيئية لأمر لأن كلما هو متحقق هو الله أي انه ليس هناك من شيء غير الله تعالى فهو عين الالحاد والكفر وبتعبير آخر أن الحق تعالى في مرتبة ذاته وصفاته هو عين تحققه في مرتبة تجلياته وظهوراته لأن ظهور الأسماء عين الأسماء والأسماء عين الذات فمثل هذه الأمور كلها من الكفر والإلحاد الذي لا شك في بطلانه لكن لا أظن أن العرفاء يستفاد من كلامهم ذلك و إن أمكن تصور بعض هذه المعاني بالنسبة الى الجهلة منهم وما من علم إلا وفيه العالم الحقيقي والجاهل المنتسب إليه فرب متفلسف يرى نفسه فيلسوفا ورب طالب حوزة يرى نفسه فقيها وكذا رب سالك سبل العرفاء يرى نفسه عارفا لكن لا يمكن ان نحمل الجميع على محمل واحد مادامت الاحتمالات في المقام متعددة.
كما و أن القائلين بوحدة الوجود التشكيكية الفلسفية كصدر الدين الشيرازي صاحب الاسفار ومن تبعه كصاحب المنظومة لا أظنه على ما فهمت من كتبهم انهم يريدون ان الوجود حقيقة واحدة يختلف بالشدة والضعف و أن الممكن عين الواجب بمرتبة وهؤلاء هم القائلون بأن الله تعالى صرف الوجود وصفاته عين ذاته وأن الممكنات وجودات ظلية وحقائق تابعة حرفية لا استقلال لها ذاتا ولا صفة لكن لما كانت كلمة الوحدة قد تؤخذ بمصطلح غير ما يراد بمصطلح آخر اوجبت الشبهة في المقام فالوحدة الشخصية العرفانية للحق تعالى او الوحدة الشكيكية الفلسفية للوجود يراد منهما ان الحقيقة بتمام معنى الكلمة هي للواقع الاسمي وأن الوجود الرابط الحرفي الإمكاني لا استقلال له وكأنه بالقياس الى الحق لا تحقق له لكن لا يراد من ذلك انكار الوجود الامكاني او كونه عين الوجود الإسمي لإستحالة ان يكون المعنى الرابط الحرفي عين الواقع الاسمي الاستقلالي فكل من الوحدة العرفانية و الفلسفية يراد منهما بالدقة ضرب أركان الاستقلالية لإشعار النفس بالهيمنة التامة المطلقة للحق تعالى لا القول بكون الوجود الإمكاني لا تحقق له أو أنه متحد مع الحق تعالى او أنه حالّ فيه.
وبالجملة إن أريد من الوحدة الإتحاد او الحلول او كون الاشياء هي الحق ولو بمرتبة فهو كفر وإلحاد وخروج عن مناهج ومسالك الرسل الكرام ولعل ما فهمه من كلمات بعض الفلاسفة او العرفاء مَن كَفّر القائلين بوحدة الوجود و مثل هذه المعاني الباطلة لا ما يعود لضرب الاستقلالية لعالم الامكان و استشعار النفس بمحض التبعية لله تعالى و أن الوجود الإمكاني وجود رابط لا استقلال له ابدا ومطلقا لا ذاتا ولا صفة ولا حدوثا ولا بقاء وهذا هو ما يحاوله أكابر العرفاء والفلاسفة ولا نريد ان ننزه الجميع عن الأخطاء والشذوذ و الإنحراف والأباطيل ومن الواضح أن المعاني الدقيقة العرفانية او الحكمية لا تكون الكلمات إلا منبهة للوصول إليها لا متطابقة معها لتلمس النفس واقع الاندكاك وعدم استقلالية من جهة و الإحاطة والقيومية للحق من جهة أخرى.
فالوحدة إذن قد تراد بمعان مختلفة كالوحدة النوعية او الجنسية او الفصلية بمنظار منطقي او شخصية بمنظار عرفاني او تشكيكية منظار فلسفي وعليه فيجب ان نلحظ الوحدة بحسب مصطلحها ولا يمكن الحكم عليها بإطلاق الكلمة بمنظار واحد وثانيا يجب ان يكون النقد بما هو موجود في كلمات القوم انفسهم بنصوص صريحة تدل على خروج من الدين ومسلماته لا بما يتصوره المتصور بحسب مصطلح علم آخر كالفقه و الاصول فكل من ثبت في حقه الخروج من مسلمات الشرع بالقول بالوحدة الموجبة للكفر له حكمه لكن التعميم او الحكم على قوم بمصطلح قوم آخرين قد يكون خطأ آخر , نعم التحذير مما فيه شائبة الإنحراف لا بأس به لكن الجزم بالقول بالكفر يحتاج الى اختصاص في علم العرفان او الفلسفة او ثبوت نص صريح يخالف الشرع القويم ولعل ما حكم به بعض أكابر الفقهاء من الحكم بالكفر المراد منه الوحدة بتلك المعاني المتقدمة التي لا شك بكفر قائلها لا من يريد من الوحدة ضرب أركان الاستقلالية لإشعار النفس بقيومية الحق وكون عالم الامكان لا يخرج عن واقع كونه معنى رابطا حرفيا والعلم عند الله هدانا الله و إياكم إلى سبل الحق والإبتعاد عن الأخطاء وشطحات بعض العرفاء ومزالق بعض الفلاسفة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
--
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
كما يمكنكم متابعتنا على كل من
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق