حضارة الاستبداد
حضارة الاستبداد وتفسير النصوص الشرعية بتبع الهوى من قبل وعاظ السلاطين لمرضاة الظالمين المضيع لقيم الحق وموازين العدل وعقلية الانزواء والتخلي عن المسؤولية التي اوصلت عواصم العلم الى الصمت المطلق بأزاء ما تعاني الشعوب من ظلم حكامها وعدم اهتمام الشعوب بمعارف الشرع القويم حينما اصبحت تاركة ما أومرت به من قبل رائد السلام الرسول الاعظم (ص) حيث قال : (إعرفوا الحق تعرفوا أهل ) كل ذلك ساق الأمة الإسلامية طيلة القرون لتصبح فريسة بأيدي الظالمين, لكنّ تجاوز الحدود في الظلم وتنامي الوعي وصيرورة العالم كقرية واحدة على الرغم من كل الجهود المبذولة للتعتيم من قبل أصحاب المصالح , يشير الى مطلع عصر جديد بدأت بوادر اعلامه النيرة تلوح في الأفق , وإن كان على الامة أن تعيش الحذر لكي لا يركب الموجة المتربصون بهذه الأمة ذوو الاوجه و الالسن المتعددة من المنافقين وبيعة الشعوب وهو ما أضاع الكثير من الثورات في العالم سواء المعاصرة منها او القديمة حيث راحت الشعوب لتجد انفسها بعد جسيم التضحيات وكسر القيود مكبلة بأيدي قوم آخرين كانوا بالأمس يذرفون دموع التماسيح على الفقراء والمساكين والبائسين وهم قد أصبحوا اليوم فراعنة جبارين كما ولهم على طول التأريخ الكثير من الأشباه وعندها تختلط العَبرة بالعِبرة لدى الشعوب ويتبدل الأمل باليأس قبل أن تنفض الأمم والشعوب عن الوجوه غبار الأدران وتغسل دماء الأشجان , عندما تطبق الآيات والروايات على كل من لم يرض لنفسه أن يكون كما تشاء الحكّام مواطنا مثاليا لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم كما هو المسموع والمقروء عن تأريخنا المظلم الماضي والمشهود الملموس الحاضر .
فهذا يجعل الأمة بعد التمكن من رقابها مشمولة لعنوان شرذمة خائنة من العملاء يجب ان يُخْمِد انفاسها خوفا على مصلحة العباد والبلاد وذاك يطبق عليها عنوان المفسد في الأرض وثالث يعطي نفسه القابا بما يتماشى والزمان والمكان شرعية كانت او عصرية بما لها من بريق الحداثة ليتمكن من خلالها من نهب الشعوب وضياع الحقوق ورابع راح ليغمض الطرف عن الحكام وظلمهم وجرائمهم وقتلهم لشعوبهم وتماديهم في إضاعة الحقوق حتى الاولية المسلمة منها التي هي من لوازم الحياة الكريمة لكل شعب غير مختش ولا مبالٍ بالخالق ولا المخلوق ليفسر الآيات والروايات ويطبّقها حيثما شاء ويوجه الأحداث بما يتماشى ومصالح الحكام ناسيا أو متناسيا العلل التي تدفع بالشعوب البائسة المضطهدة على الرغم من خوف البطش ان تصرخ بأعلى صوتها في الشوارع و الأزقة : كفى أيها الحكام ظلما ومكرا وكبرا وطغيانا .
اللهم انصر الشعوب المضطهدة على حكامها الجائرين وعجل بظهور وليك الاعظم الحجة بن الحسن العسكري (عج) فإنه لا منقذ ولا مخلص للأمة الإسلامية بل للامم المحرومة المضطهدة إلا ذلك الرجل العظيم الذي هو وارث النبيين وعِدل القرآن الكريم إنك على كل شيء قدير.
--
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
كما يمكنكم متابعتنا على كل من
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق