الأربعاء، 29 مايو 2013

@ ما حكم النذورات التي تنفق على المقامات والمراقد؟


إسم السائل: إسحاق


السؤال:

ما رأيكم في النذورات والأموال والسلع التي تنفق على المراقد ومقامات السادة الذين بعد موتهم أصبحوا مزارا للناس وشكرا؟


الجواب:

 

أولا : يجب الإلتفات الى أن بعض هذه المقامات و المزارات المنسوبة الى ذرية الرسول (ص) وبقية المعصومين عليهم السلام في أصل ثبوت الإنتساب الى أولئك العظماء تأمل و بالأخص حينما تقوم بعض القرائن التي يستكشف منها أن بعض دواعي المصلحة هي التي راحت لتدعو لإحياء و تشييدها ولربما أقيم البعض منها لمجرد الظنون وإدعاء المنامات التي لا تسمن ولا تغني من جوع لعدم إعتبارها عقلا وشرعا ولو أغمضنا الطرف عن هذا الجانب فإنه على فرض صحة الإنتساب لا دليل على إحترام وتشييد قبر كل من ينتسب إليهم عليهم السلام فهم كسائر الناس وإن الكرامة عند الله تعالى بالعلم و العمل الصالح , قال تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) و الروايات الواردة الكثيرة في المقام تردع وبكل شدة التكريم للنسب بما هو نسب و لا يقاس أحد من الناس لمجرد النسب بأمثال أبي ذر والمقداد و مالك الأشتر وعمار بن ياسر وسلمان و زكريا بن آدم الأشعري اليمني المدفون في مدينة قم فزيارة أمثال هؤلاء العظماء لا يقاس بكثير من أصحاب هذه المزارات إلا إذا كان صاحبها من أهل المعارف و العمل الصالح كأمثال الرجل التقي المجاهد عبد العظيم الحسني في مدينة الري المعروف (بشاه عبد العظيم).

 

ولربما راح البعض على حساب هذه المزارات و المقامات الصحيحة منها او المدعاة ليعيش حياة الترف و البطالة وتشجيع الناس على بعض الأعمال و الخرافات و بذل بعض الأموال في جهات ليست في مرضاة الله تعالى ورسوله الكريم (ص) فأصبحت بعض هذه المزارات لبعض الأحياء متجراً و راح بعض من لا معرفة له بموازين تكريم الرجال أن يقدس البعض جهلا ظانا ذلك من سبل الحق سبحانه وتعالى.

 

فأعود ثانية وأقول إن صلاة ركعتين بجنب قبور أولياء الله كأبي ذر و زكريا ابن آدم الذين أفنوا حياتهم لإحياء قيم الرسالة جندا في سبيل الله تعالى لا يقاس بكثير ممن أصبح تشد إليه الرحال ولو ثبت إنتسابه الى الرسول (ص) والأئمة (ع).

-----------------------------------------------------------------------------

مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
كما يمكنكم متابعتنا على كل من 
للتواصل معنا:
kazemalkhaghani@gmail.com
 

 

ومن المؤسف ان نرى كم من زائر لمدينة قم راح ليبحث عن زيارات و لو موهومة وإلى جنبه أمثال زكريا ابن آدم الذي شهد في حقه ستة من الأئمة عليهم السلام وورد في حقه ان بمثل زكريا بن آدم يمسك الله تعالى السماء ان تقع على الأرض.

 

و يجب ان يعلم المؤمنون رجالا ونساءا ان من جاء لهدم أسس القبلية و الشرف بالنسب وغير ذلك من السنن غير الإلهية كمحمد (ص) نبي العلم و العدل والرحمة و الإنسانية بقيمها الرفيعة لا يمكن ان يؤصّل قوام التكريم بالنسب ولولا ما ورد من الأدلة في حق بعض بني هاشم كالحمزة وجعفر و العباس بن علي عليهما السلام لقلنا فيهم كما نقول في سائر الناس حيث يكون المدار على العلم والعمل الصالح.

 

وبعد هذه المقدمة أقول إن النذور تدور مدار نيّة الناذر وما لم يكن متعلّق النذر محرما أو مرجوحا يكون النذر صحيحا حتى ولو كان لتشييد بعض هذه المزارات لأن صاحب المال اولى بماله حتى ولو كان الناذر يجهل الأولويات او ينذر لأماكن او مواطن ما كان ينبغي ان ينذر لها او كان المنشأ للنذر بعض الأمور التابعة للتقاليد و الأعراف وحضارات الأمم و لو عرّف العلماء الناس وثقفوهم بما يتماشى مع رفيع مقام الرسالة لإلتفت السواد الأعظم إلى ما به تحقيق مناهج القرب لله تعالى ولعلموا أن صرف الأموال على الفقراء والمساكين وسبل الخير هي أقرب الى مرضاة الله مما يقوم به البعض من بعض النذورات وصرف الأموال الطائلة على بعض المقامات التي لا مبرر او لا داعي لتشييدها .

 

وقد شاهدت بنفسي كرارا بعض من جاء الى المرحوم الوالد (قده) بنذورات يسأله عنها وعن كيفية إيصالها الى المراقد المقدسة في خراسان و النجف وكربلاء فإنه قال له : قسّم هذه الأموال على الفقراء والمساكين وفي سبيل الخير بنيّة من نذرت له من المعصومين عليهم السلام و الأولى لك ان لا تعطيها لبعض المتصدين لهذه المشاهد فإن البعض منها يصرف في غير وجه الله تعالى ولكن مع كل ما قلنا يجب الإلتفات إلى ان ذلك لا يتنافى مع تكريم قبور الأولياء الحقيقيين و زيارة مراقدهم والطلب عندهم من الله تعالى للتوفيق وقضاء الحوائج , سددنا الله و إياكم الى الصواب إنه ولي التوفيق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق