حسن المليحة
نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
أوهت بسهم جفونها الحسناء------------كبداً وما للوالهين دواء
لمّا رنت من أفقها شمس العلا-----والوجه من تحت الخمار ضياء
تسمو وأقواس الحتوف لبدرها------شهبٌ تخرّ لومضها الجوزاء
فهوت تريد وصالها فلك السما-----------ونجوم علياء لهن سناء
وتحجبت خجلاً لحسن قوامها-------------حور لهن من الإله ثناء
وتلى مسيرة وصلها قمرٌ له----------في وسط آفاق السماء رواء
وتهافتت فوق التراب عصابة--------يوم الطعان لها المنون لواء
وتصاغرت في عرشها لمّا رأت--------حسن المليحة قادة زعماء
وقضت ليالي العمر في أعتابها---------تبغي الوصال أعزة نجباء
ونست محاريب الصلاة لأجلها------من بعد أنغام الصفا الصلحاء
وتسهدت حتى الصباح لوجدها--------عمراً تحنّ لقربها العظماء
وتحيّرت في فهم أسفار الهدى-----من بعد ما نظرت لها الحكماء
وطوت صحائف للرشاد كثيرة------رغم الشهود لحسنها العرفاء
فدعوتها ولهاً أريد وصالها-----------فتقهقرت والبعد منها حياء
أضفى عليها من عظيم جماله---------حسناً له كل الوجود وعاء
فتبسمت من بعد ذعر حياءها--------فهوت لمطلع ثغرها العلياء
وتعذرت رمز الإباء بطرفها-------والقوس من فوق العيون نداء
فعرفت من دلّ المليحة رغبة-----------لكنّ فخر الناعسات إباء
فمشيت في ظلٍ لعرش ركابها--------فتريثت شمس العلا الورقاء
فعلمت أن الريم في شبك الهوى----قد نالها للظى الجوى الإزراء
قالت أتيت وقد علمت جوابنا---------قلت الجواب تخطه الطغراء
وهي التي فوق العيون مكانة---------يعزى إليها الزهو والخيلاء
قالت صدقت فأنت أهل للهوى--------في كل ما نطقت به الأعضاء
فهوت لأرض الوالهين ووجهها----كاشمس من حجب الحياء نقاء
فسهرت أروي سِفر أنغام الصبا------لمليحة من حسنها الأضواء
فبكت وأبكت للهيام صبابة------------مني العيون وفيضهن ذكاء
فنسيت سهماً قد أصيب به الحشا-----لمّا رنت ريم الفلا الحسناء
عش ما بقيت بذا الدنية عاشقاً------فالحب عرش والحبيب هناء
والعمر من غير الصبابة والهوى----لذوي القلوب متاهة وشقاء
ذاك الحبيب وحبه لخديجة----------نهج لأهل الوجد وهو سماء
وهيام حيدرة لفاطمة العلا--------------نبأ له فوق السماء لواء
وبذكر أشواق الحسين لزوجه--------وهي الرباب مناهل وغناء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق