السبت، 24 أغسطس 2013

@ من هم المراجع الذين يجوز الرجوع لهم بالتقليد في زماننا هذا برأيكم؟

من هم المراجع الذين يجوز الرجوع لهم بالتقليد في زماننا هذا برأيكم

إسم السائل : اسيد أبو ابراهيم

السؤال : الشيخ الفاضل محمد كاظم الخاقاني, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, تعريفا بنفسي ,انني السيد ابو ابراهيم,عمري ستون سنه باذن الله,متزوج ولي ولد واحد وثلاثة بنات علويات,وانني من المتابعين الشغوفين لآرائكم القيمه في الفترة الاخيره بعدما ظهرتم على قناة الشرقيه,ولي سؤال اتمنا من حضرتكم الاجابة عليه سريعا,وهو: اذا اراد المقلد الان ان يختار مرجعا للتقليد,فمن من المراجع الكرام الموجودينالان نختار برايكم,فان لرأيكم الان عندنامن الاهمية بمكان, وفقكم الله لكل خير, والسلام عليكم ورحمة الله

الجواب :

المحترم المكرم الأخ السيد ابو ابراهيم دام توفيقه

بعد التحية والسلام و الدعاء لكم بكل خير والشكر لما تفضلتم به في رسالتكم الموقرة لحسن ظنكم أقول لحضرتكم أيها الاخ الكريم ان التأمل في حقائق  الأمور و واقع الحياة يجعل الباحث وبوضوح يلمس حاجة الأمة الى رجال دين بحق يكونون رُساما لشرع الله تعالى في كافة مجالات الحياة علما و عملا و بالاخص في زماننا هذا الذي كثرت فيه الشبه و إزدادت فيه الإدعائات و قل العمل و انتشر الظلم و العدوان تحت رايات الباطل المتلبس بلباس الحق والدين تارة و أخرى بلباس عصري كالديمقراطية و حقوق الإنسان و غيرها من ألبسة هذا العصر حتى راحت لتيأس الشعوب على اختلاف مذاهبها و مسالكها من كل داعية يدعو الى الحق والعدل و يصرخ بأعلى صوته هلم إلي أيها الناس فأنا من يهديهكم سواء السبيل ومن يدفع عنكم ظلم الظالمين و هو لم يقصد سوى جعل الشعوب جسرا للوصول الى مآربه ومبتغاه مستخدما أجمل و أعذب الكلمات الخلابة للوصول الى منازل أحلامه مع العلم بأنه ما كان ليحصل ذلك لولا ان القيم الدينية و الإنسانية قد أضيعت لإختلاط الحق بالباطل والظلمات بالانوار.

فأيها الأخ الكريم إن الإمة في مثل هذا الواقع الرهيب و البحر المتلاطم لمحتاجة بلا شك ولا ريب الى من يهديها سبل الرشاد و أن يكون بحق صوتها الناطق للحق و المدافع عن كرامتها سعيا لتحكيم أسس العدل و أقول مرة ثانية أجل إن الإمة محتاجة الى رجل او رجال صادقين يعيشون هموم هذه الأمة التي تقطع اشلائها في كل يوم صباحا و مساء في الأزقة والأسواق و في المطاعم والمحافل و في المساجد و الحسينيات و المستشفيات و قاتلها يصرخ بأعلى صوته حين قتلها فخورا (الله أكبر الله أكبر) يتقرب بفعله الشنيع الذي تتبرأ منه حتى الوحوش في الغابات ليصبح بزعمه في جوار الأنبياء والصالحين في جنات النعيم و آخر قد راح يسلب الناس عقولها قبل ان يرمي بها في الشوارع اجسادا هامدة رافعا شعار الديمقراطية و الحرية او العروبة او غيرها من شعارات هذا العصر بما أوتيت هذه الشعارات من رنين و حسن نسيج العبارات مكرا و زورا و خداعا للشعوب.

و لا أظن أيها الاخ الكريم ان تبديل الاحوط بالأولى في رسالة عملية لفقيه و بدفع قدر من المال الى وكيل مرجع في أقصى هذه المعمورة تحل مشكلة هذه الأمة و تخرجها مما تعيشه من المأساة علما و تدفع عنها بذلك ظلامة الظالمين فالأمة بحاجة ماسة الى من يعيش معها واقع مأساتها في أكواخها و مواطن احزانها مع الأرامل والأيتام و في محافلها هاهنا او هناك ليشهدها و هي تعيش انينها و حنينها و فقرها و دمعها و صراخها في زنزاناتها ليرد عنها ظلم الظالمين و شبه المضلين بحيث يكون ابا حنونا يهتز من اعماق وجوده لهذا الواقع الحزين المرير و لقد كان رسول الله (ص) طبيبا دوارا بطبه يعالج ما تحتاجه الأمة علما و عملا و كان علي عليه السلام و هو أمير المؤمنين يجلس جلسة الفقير في دكان بايع تمر في سوق الكوفة ليعرف كل قريب و بعيد اذا شاهد عدل الله و اسد رسوله (ص) مابين الجماهير أن العدوان على الخلق له من يرصده وهو ذلك الشخص الذي احمى حديدة لأخيه البائس الفقير حينما توهم ذلك الأخ ان قرب النسب قد يكون شافعا له للقمة عيش على حساب الأمة قبل تقسيم الأموال بالعدل على الأمة و لقد كان علي عليه السلام أيضا من كتب رسالة الى واليه في البصرة يتوعده و يخوفه يوم الحساب و ما كان ذنبه إلا لانه دعي الى مأدبة قد حضرها المترفون و غض الطرف فيها عن البؤساء والمحرومين و ما كان قد حضر مجلس لهو او خمور وهو عليه السلام من فر من عدله ابن عمه لما علم ان عدل علي عليه السلام ينتظره في الكوفة ليجيب عن كل درهم ودينار امتددت إليه يده على خلاف حكم الله تعالى.

فأيها الأخ الكريم من وجدتم من رجال الدين يعيش أحزان هذه الأمة في أزقتها و اسواقها و مدنها و قراها و اكواخها و هو مع ذلك عين على وكلائه يراقب اعمالهم و يحاسبهم على كل درهم و دينار فإتخذوه لدينكم و دنياكم وسيلة و استعينوا به لتحقيق الحق والعدل فمثل هؤلاء الرجال مصداق لقول الإمام المهدي (عج) : (و أما الحوادث الواقعة فإرجعوا فيها الى رواة حديثنا) و الحوادث كما هو معلوم ليست حكما شرعيا يُكتب في رسالة عملية بل هي واقع حياة الأمة في كافة المجالات أي ان صاحبها يعيش هموم الأمة شارحا شرع الله و مواسيا الأمة في سرائها و ضرائها و بالحق ايها الأخ الكريم يُعرف الرجال كما قال رسول الله (ص) : (إعرفوا الحق تعرفوا أهله) و المرجع من ترجع إليه الأمة في جميع المواطن علما و عملا و يعيش مع الأمة حياتها بلا واسطة زيد او عمرو و هو حمل ثقيل و تكليف صعب يحمله كل رجل دين نصب نفسه للناس إماما و مرجعا و ليس التقليد تقديسا للرجال في مواطن صرح الخيال او تبركا بجبة او عبائة و التقوى واقع يرسمه عمل العامل في مواطن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على صعيد الشرع القويم لا أمرا بمعروف في صلاة و نهيا عن منكر في شرب خمر فقط و تركا لبقية الشريعة  يُتعدى على الحق فيها في مواطن العلم و على الأمة فيها في مواطن العدل و لا ناقد ولا متكلم و الأمة تُفترس بأيدي الذئاب و الشرع يُشوه بأيدي الماكرين و كأن رجل الدين فوق الحق والعدل معا و ما كان أنبياء الله تعالى و أوصيائهم الكرام على جلالة قدرهم فوق العدل او الحق و قد راح ليدعي المدعون ان هذه من السياسة و ليست من وظائف العلماء و رجال الدين في حين أنه قد كان الأبرار و الصديقون على طول التأريخ صرخة حق في مقابل باطل و ثورة عدل في مقابل ظلم.

فكفى تقديسا للرجال على حساب شرع الله عزوجل و كفى صمتا ونحن نشاهد الأمة تفترسها الذئاب باسم الدين تارة و باسم الديمقراطية و الحرية و غيرها من العناوين تارة اخرى وليس هذا ادعاء على احد او على حكم قائم في البلاد الإسلامية بل هو واقع عشته حياة طويلة في كثير من البلاد و شاهدت كيف تعيش الأغلبية الصمت عن بيان الحق و كيف السكوت عن ظلم الظالمين تحت ذرايع شتى متلبسة بلباس الزهد والتقوى و قطارات من العناوين و التوجيهات و المجوزات و المبررات.

فسيدنا الكريم من عاش حياة رسام شرع الله تعالى علما و عملا بشهود سيرتهم العطرة التي هي ثورة ضد الباطل والظلم و هم الأنبياء العظام و اوصائهم الكرام و من نهجوا نهجهم بحق و صدق كأبي ذر و مالك الأشتر و حجر بن عدي و غيرهم من الأبرار سوف يجد الأمر جليا واضحا ماهي وظيفة العلماء و رجال الدين و سوف يميز بالحق رجال الحق و يبتعد عن التقديس إلا فيمن وجهدهم مصداقا لهذا الواقع وهو واقع بيان الحق و الدفاع عن العدل في كافة مجالات الحياة علما و عملا وليس كل ما يُعرف يقال ولكن كفى بالشرع بيانا للحق و أهله حيث يقول الرسول (ص) :(الساكت عن الحق شيطان أخرس ) و (وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) و (ومن اصبح و لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) و حيث قال علي عليه السلام : (قد أخذ الله على العلماء الا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم) .

أجل إن تقديس الرجال و اكبارهم ليس بعدم تواجدهم بالاسواق والشوارع و الحدائق وما بين الناس في مدنهم و قراهم بل بشهودهم يعيشون حياة الأمة و يلمسون مأساتها في اكواخها و يشاهدون بحور مدامعها الجارية في ليالي بؤسها و إن الآيات و الروايات الواردة في حرمة كتمان الحق و السكوت عن الظلم والظالمين لا تعد ولا تحصى و أعود و أقول بالحق يعرف رجال الحق و عليه فمن وجدتموه مصداقا للعالم العامل المطبق لسيرة الأنبياء والأولياء فاتخذوه لدينكم و دنياكم سبيلا و لا يجوز تركه و تقليد العلماء الماضين و إلا فالعمل على صعيد الاحكام الشرعية بفتوى بعض العلماء الماضين و صرف الاموال على الفقراء و الأرامل و الأيتام و المشاريع الخيرية التي تكون بايد امينة لهو خير من تقليد من لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر على صعيد شرع الله بتمامه لا شرعا مجزءا و اي منكر أعظم من السكوت عن الحق و ظلم هذه الأمة تحت ذرايع شتى في حين ان العدل هو الغاية من بعثة الأنبياء و ما اشارت إليه الروايات من لزوم تحقيقه في زمن ظهور مهدي آل محمد (عج).

و هناك على موقعي الشخصي مواطن من البيان قد يكون فيها مزيدا من الفائدة فإن تفضلتم فارجعوا إليها و من هذه المواطن ما شرحته في المحاضرة الأولى في شرح الخطبة الشقشقية ومنها ما هو موجود في قسم الأسئلة و اجوبتها و عنوانه (هل يجوز تقليد الميت ابتداءا ام لا) وهو في قسم المعارف الإسلامية ومنها ايضا سؤال سائل يقول (من هم المراجع الذين يجوز الرجوع إليهم ) ومنها (ما هي ويظفة المسلم الطالب للدين ) ومنها (هل الحق يعرف بالرجال ) ومنها (لمن نرجع بالتقليد بعد والدكم رحمه الله).

هدانا الله و إياكم الى صراطه المستقيم و ابعدنا عن تقديس الرجال على حساب الدين إنه ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

الاثنين، 19 أغسطس 2013

@ ما الفرق بين العصمة الصغرى والكبري وهل للعباس عليه السلام عصمة؟


ما الفرق بين العصمة الصغرى و الكبرى
​ و​
 هل للعباس عليه السلام عصمة؟

إسم السائل : cwazyboma

السؤال :
​​

عندي سؤال شالفرق بين العصمة الصغرى والكبرى والعباس بن علي عليه السلام عصمته صغرى أو كبرى؟

الجواب:

العصمة لغة هي المنع وعَصَمَ أي منع، وبهذا المعنى أيضا استعملت في بعض الآي الشريف حيث يقول تعالى حكاية عن ابن نوح حينما قال: (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) أي يمنعني ويحفظني منه واعتصم أي تمسّك وقوله تعالى : (والله يعصمك من الناس) أي يمنعك منهم فلا يقدرون عليه ،فالعصمة إذن هي الحفظ والمنع والوقاية لأن معنى عصم الله يعصم أي حفظ ووقى.

وأما اصطلاحاً فقد عرّفها الشيخ المفيد بحسب المصطلح الشرعي : بأنها لطفٌ يفعله الله تعالى بالمكلف بحيث تمتنع منه وقوع المعصية وترك الطاعة مع القدرة عليهما وليس معناه أن الله يجبره على أمر بل لتحقق ذلك اللطف هو باختياره يترك المعصية وأي عاصم من الأخطاء والذنوب هو أعظم من طهر النفس والعقل والعلم الذي هو سمة أولياء الله تعالى أصحاب اليقين ولذا قال الشيخ المفيد أيضا: العصمة من الله لحججه هي التوفيق وهي لا تكون إلا لمن علم الله أنه يتمسك بحبله المتين.

وذلك لأنه يصبح الشخص من طلاب الحقيقة بكل صدق وجد وعليه فلا جبر لمن تحقق في حقه اللطف الإلهي على فعل الحسن أو ترك القبيح ومعنى اللطف هو كل ما يقرب العبد إلى ربه ويبعده عن المعاصي حينما يجده الله تعالى أهلاً لذلك وهو إنارة الطريق ورفع الحجب والتوفيق للخير والإبتعاد من الشر والمعصوم هو الممتنع من جميع المحارم والأخطاء.

ولذا يقال بحسب المصطلح العقائدي: العصمة لطفٌ يفعله الله بالمكلف بحيث يمتنع منه وقوع المعصية مع القدرة عليها بتوفيق إلهي وهي عامة للأنبياء جميعاً عند أكثر المسلمين ولكن الشيعة يضيفون إليها عصمة الأئمة الإثني عشر والصدّيقة فاطمة (ع) لا غير لأن هؤلاء هم المعصومون من قبله تعالى لإتمام الحجة ولهداية البشر بعد الرسول (ص) ولحفظ الشريعة من الزيادة والنقصان والتحريف والتأويل بتبع الهوى لتبقى الحجة قائمةً على الخلق وتستديم الهداية بأوصياء الرسل كما هي سنة الله تعالى في خلقه بعد جميع الأنبياء من أولي العزم بحيث كان الأنبياء على كثرتهم شرّاحاً لرسالات أولي العزم من الرسل وتبعاً لهم كما أشار إلى ذلك تعالى حيث يقول بالنسبة إلى لوط وإبراهيم عليهما السلام: (وآمن له لوط) وهذه العصمة هي العصمة الكبرى أو العصمة بإطلاق الكلمة التي قلنا أنها من شأن الأنبياء والمعصومين الأربعة عشر محمد وآله وليست لأحد غير هؤلاء أبدا ومطلقا فلا تعمّ العباس عليه السلام ولا زينب عليها السلام ولا غيرهما من الصالحين والصالحات من أبناء الأئمة (ع) كما وأنها لا تعمّ النخبة الأخيار كمالك الأشتر والمقداد وأبي ذر وسلمان ولا أي عالم من علماء الشيعة.

فهؤلاء المعصومون هم الذين اختارهم الله تعالى أزلاً ذرية بعضها من بعض لا يعلمهم إلا الله ولا يختارهم إلا هو لأنه العالم بسرائر القلوب وغيب الدهور وعصمة هؤلاء من شأن واقع عظيم وجودهم حيث يتكلم متكلمهم لو شاء الله وهو في المهد ومنهم من أوتي الحكمة صبيا ومنهم من كان إماماً للعالمين وهو بعد لم يبلغ العاشرة من عمره الشريف ومنهم من كان مهدي هذه الأمة وهو دون ذلك في العمر.

فالعصمة فيهم والعظم ليس أمراً مكتسباً بل هو شأن سعة وجودهم وعظيم مقامهم ولذا كانوا محطاً لألطافه تعالى لأنهم مظاهر أسماءه علماً وعدلاً ورحمة وكرما و…

فالمعصوم المطلق من لا يخطأ في حياته ولا يعصي الله في أمر ولا يفكر في المعصية ولا يخطر على باله القيام بها ولا يطرو عليه السهو والنسيان وكيف يفترض ذلك وهو صوت الحق وقرآن الله الناطق وعدله في أرضه وليست عصمة هؤلاء عن الذنب فقط فعدم الذنب قد يتصور في أمثال العباس وزينب عليهما السلام وكما أن للعقل مراتب ليست مكتسبة بل هي واقع البشر على اختلاف مراتبهم فكذلك العصمة هي واقع العلو علماً وعقلاً وحكمة ومن شؤون العصمة ولوازمها عدم السهو والنسيان ولما كان البشر يعيش المظاهر لا البواطن فمن المستحيل أن يكون هو المشخص للعصمة الكبرى أو المطلقة وأيضا كيف يمكن للأدنى أن يحيط بالأعلى مكانة.

ولست هاهنا بصدد التوسعة في مسألة العصمة التي قد تسمى بحسب المصطلح بالعصمة الكبرى التي هي شأن الأنبياء وأوصياءهم الكرام.

ولابأس بتقريب المطلب الذي نريد بيانه بالنسبة إلى ما قد يسمى بحسب المصطلح بالعصمة الصغرى فنقول: إن البصر يعصم الإنسان أي يمنعه من أن يصطدم مع الجدار أو أن يقع في حفرة ما دام النور موجوداً والأعمى لا عاصم له بنفسه من هذه الأخطار إلا أن يستعين بغيره أو بعصا، وسليم الشامّة لا يُنهى عن شمّ القذارات لأنه يبتعد منها وينفر بسلامة شامته وكذلك سليم العقل والفطرة وذي العلم والحكمة ينفر من الكذب والغدر والخيانة ومن كل رذيلة بواقع علو نفسه حيث أن العلو والدناءة لا يجتمعان ولو يعطى الدنيا بما فيها لكذبة لما قدم عليها لأنه يراها خسةً ودناءة كما وأن العلم مع الجهل لا يجتمعان وكذلك هو العقل بنور العلم وطهر النفس يكون عاصماً من كثير من الأمور شريطة أن لا يكون بينه وبين الواقع ما يحجبه من شهود للحقائق كشهوة أو حب أو بغض مفرط أو غير هذه الحجب التي قد توصل المرء إلى أن يرى الحق باطلاً والباطل حقاً والظلم عدلاً والعدل ظلما وحجب العقل كثيرة وعلى رأسها حب الدنيا حيث قد تدفع بالإنسان أن يبرر لنفسه أقبح المساوئ الخلقية فيرى إفساد نفسه إصلاحاً وكذا سلامة الشامة أو الذائقة أو اللامسة هي من العواصم من كثير من الأمور فيما يتعلق بالمشموم أو المذوق أو الملموس والطبيب معصوم عن أمور لست أنا معصوماً منها وكذا كل صاحب علم وفن في مورد له من العصمة ما ليس لغيره لأنه يرى بعلمه وخبرته ما لا يراه غيره.

إذن العقل عاصمٌ وكذا العلم من الوقوع في الأخطاء إذا حصل الجد فيما يراه الإنسان حقاً ولم تدفعه الشهوات والرغبات إلى خلاف ذلك والمؤمنون الحقيقيون هم مصداق هذا الواقع فإنهم إذا أبصروا عملوا ومن كانت غايته الآخرة ووجد الدنيا سراباً ووهماً وجسراً للوصول إلى غايته في جنان الخلد كان له من العاصم والمانع من الأخطاء ما ليس لغيره وعليه فيكون من الواضح أن من له من الإيمان والعقل والمعرفة مائة درجة يختلف عمن كان له منها سبعين درجة أو عشرين من حيث شهود الحق والعمل به في مواطن المعرفة والعمل الصالح.

وعليه فنقول إن كمال العقل وسلامة الفطرة وكمال العلم وحب الخير وإرادته بجد وواقع والإهتداء بمعصوم والإقتداء به في جميع الأمور علماً وعملاً يجعل الشخص محلاً لشئآبيب رحمة الله ولطفه ومن أبرز هذه المصاديق هو العباس وزينب عليهما السلام.

العصمة الصغرى: هي العدالة والتقوى والإيمان في قممها ظاهراً وباطناً الناشئة عن عميق مراتب الطهر والخلوص والمعرفة فإن أريد من العصمة الصغرى ذلك فلا مشاحة في الإصطلاح وإن أريد أمرٌ وراء ذلك فهو مما يحتاج إلى دليل قاطع والفهم من كلام معصوم عليه السلام في حق العباس وزينب عليهما السلام سواء كان إستفادة ذلك من دعاء أو حديث يكون اجتهاداً بأمر عقلي أو عقائدي ليس أحدٌ مكلفا به وإنما هو حجة على صاحبه حيث أن هذه الأمور في الغالب لا تستتبع آثارا في الخارج أو حكماً شرعياً يجب الإلتزام به وإن كنا لا نتردد في عظيم مكانة أمثال العباس وعلي الأكبر وزينب الكبرى بتبع ما ورد في حقهم من المعصومين عليهم السلام ولما يحصل عليه المتتبع نفسه حينما يقرأ سيرة هؤلاء العظماء التي دونها الفكر فضلاً عن اللسان والقلم لكن القول بمقالة خاصة وعصمة معينة تحتاج إلى دليل قاطع وكل ما هو دون العصمة المطلقة والكبرى يندرج تحت مراتب التقوى والإيمان وهي أمور مشككة أي مختلفة من حيث المراتب قوة وضعفا لا يعلمها إلا الله تعالى وهو الذي سوف ينزل الناس بحسب مراتبهم  يوم الحساب لا نحن بأذواقنا وقصور فهمنا واجتهاداتنا كما وأن العصمة الكبرى أيضا مقولة بالتشكيك فأين عصمة سيد الكائنات ومعجزة عالم الإمكان محمد (ص) بما له من الولاية المطلقة تكوينا وتشريعاً وعظيم مقام النبوة والرسالة من عصمة أولي العزم من الرسل فضلاً عن سائر الأنبياء الكرام.

والمراد من عصمة أصحاب العصمة الصغرى إنهم بسير وسلوك علماً وعملاً بتبع ما هم عليه من الإيمان والتقوى لا يتجاوز قيد أنملة المعصوم عليه السلام الذي كانوا يعيشون في عصره ويرونه مفترض الطاعة.

وبالجملة لا عصمة كبرى أو مطلقة إلا للمعصومين الأربعة عشر و بقية الأنبياء أما بقية المؤمنين فهم يعيشون مراتب الإيمان علماً وعملاً وإطلاق العصمة الصغرى على بعض المراتب العالية لا مانع منه كمصطلح ما دمنا لم ننسب قولاً لمعصوم.

وهناك آياتٌ من تأمل فيها وجد أن الإنسان لو عاش سلامة الفطرة وكمال العقل ولم يغلبه هواه ولم تكن الدنيا غايته حيث يبذل لها عشرات السنين للحصول على شهادة عالية ثم يستمر في كل يوم ليعطي لدنياه العشرة والأكثر من الساعات وهو لا يعطي لفهم الشريعة وزكاة النفس ساعة واحدة فيجد أن الإنسان لقادر على أن يصبح بصره حديداً كما سيصبح يوم الحساب بلا مزيد علم حينما ترتفع الحجب وتنتهي الشهوات وكذلك هو الإنسان حينما يصبح خلوصاً إذا ركب في الفلك ودعا الله مخلصا له الدين وكذلك لو تأمل الإنسان في آية (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) وآية (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) وتأمل أيضا في الحديث الوارد عن الرسول (ص) وهو : (أن الإنسان يولد على الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه) لوجد قمة الإيمان بما يسمى بحسب المصطلح بالعصمة الصغرى على اختلاف مراتبها قوة وضعفاً هي من شأن كل أحد من الخلق على اختلاف مراتب الناس وبما هم في معرض الألطاف الإلهية.

هدانا الله وإياكم إلى الصواب وحشرنا مع محمد وآله ومع الأبرار من خلقه كالعباس بن علي وعلي بن الحسين وأبي ذر ومالك الأشتر والمقداد وسلمان وزكريا بن آدم ونظرائهم من عظماء الخلق إنه ولي التوفيق.

-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ هل كل من قتل الأئمة أو أبناءهم هو ولد زنا؟


هل كل من قتل الأئمة او أبنائهم هو ولد زنا؟

إسم السائل: احد الزوار

السؤال:
​​

السلام عليكم
سأل أحدهم الإمام الباقر عليه السلام في معنى الاية وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ. (غافر:26) : من كان يمنعه؟ قال: (منعته رَشْدَتُهُ ، ولا يقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء عليهم السلام إلا أولاد الزنا ) ! (المحاسن:1/108، وعلل الشرائع:1/58)
س// هل تؤيدون ان كل الذين تورطوا بقتل المعصومين ع انعقدت نطفهم من حرام؟


الجواب :
أرجو الالتفات أيها الأخ الكريم لعدة نقاط في المقام حيث انه لا يصح ان يقول القائل أيمكن تحقق هذا الشي او لا يمكن بعد ان يوجد لمورد السؤال مصداقا متحققا في الخارج لأن الوقوع أدلّ دليل على الامكان كما و أنه لا يمكن الاستدلال على الجبر او التفويض مثلا لمجرد قراءة آية او رواية مالم ينظر الانسان الى جميع الآيات والروايات الواردة في المقام لأنها يفسر بعضها بعضا ولهذه النظرة الخاطئة وقع البعض من أبناء العامة والجماعة في مزالق الجبر او التفويض كما وأنه في كل مورد جائت أية او رواية بحسب ظهورها تخالف صريح العقل لابد وأن تؤول كما لو جاء ما يدل على رؤية الله تعالى او كونه يأتي يوم القيامة حتى ولو كانت الرواية قطعية السند فإنها قد تطرح اذا لم يمكن تأويلها وانه لابد وأن يعلم الانسان المؤمن على ان لنا كمّا هائلا من الأخبار لم ينقح سندها وما نقّح منه في الغالب ليس الا ما كان في مواطن الأحكام كالحلال والحرام او شيء آخر قليل في أبواب أخرى فإن لصحة السند الأهمية الكبرى في الشرع لكن راحت الروايات لتنقل في الغالب ويستدل بها لمجرد وجودها في الكتب ككتاب بحار الأنوار مثلا الذي فيه الغث والسمين .
و الآن بعد هذه المقدمة التنبيهية نقول انه على فرض صحة سند هذه الآخبار لابد من تأويلها بالشرارة والخبث والضلالة مثلا و إلا لوقعنا في كثير من المحاذير هذا اولا و أما ثانيا فإنه بعد الوقوع والتحقق الخارجي كما قلنا لايبقى مجال للحديث في كون القاتل من أبناء الزنا ولمثل هذا النحو من الاستدلال قد سيق الكثير من ابناء العامة في مواطن عدة الى الآخطاء ومن امثلة ذلك انا نراهم يطبلون ويزمرون على ان الشيعة يخالفون حتى بعض النصوص القرآنية عنادا فيتهمون نساء الأنبياء بالخبث والانحراف العقدي والله تعالى في كتابه المجيد يقول (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات).
وهذا مما يدل على ان عائشة وحفصة كانتا من المؤمنات الصالحات خلافا لما يدعي الروافض في حين ان هؤلاء عن آيات أخر تكلمت عن امرأة نوح ولوط اغمضوا الطرف اما جهلا او عنادا للحق او ضحكا على الأمة التي تعيش الجهل بالنسبة الى شرع ربها تريد ان تلقى الله بدين وعاظ السلاطين .
وبعد هذا التمهيد نقول ان اول من قتل اولاد الانبياء الصالحين هو ابن آدم عليه السلام الذي قتل أخاه و أبوه نبي عظيم وأمه الطاهرة حواء عليها السلام والوقوع والتحقق الخارجي ادل دليل على عدم صحة مثل هذه الاخبار فكيف يمكن بعد ذلك الاعتقاد بمثل هذه الاخبار لو أخذنا بها بما لها من الظاهر وقد ورد في كثير من الأخبار ايضا ان بني اسرائيل كانوا يقتلون في كل يوم عددا من الانبياء حتى ولو فرضنا أن في هذه الاخبار مبالغة في حين انه لا شائبة تشوب نسب بني اسرائيل كما وانه لا حاجة لكي يصبح المجرم مجرما بأن يكون من اولاد الزنا.
فإذن بناءا على صحة مثل هذه الأخبار لابد من تأويلها وحملها على أمر كنائي وهو ان المراد من الزنا عدم طهر العقيدة لا النسب وأن من يعمل مثل هذه الأعمال هو نطفة حرام معنوية لا مادية أي انه خبيث السريرة كما وانه لولا حفظ الله تعالى لنبيه يوسف (ع) قبل ان يختار له الله احسن سبيل للقائه لقتله اخوته وهم من نسب شريف كما وأنه ليس من الصحيح الشك في نسب بعض بني أمية وبني العباس وفيهم الكثير ممن قتل الأئمة عليهم السلام وأبنائهم وإن كانوا بلاشك هم من اشقى الناس واظلمهم و إلا فلو كان من قتل الأئمة وابنائهم من أولاد الزنا لما كان نسبة القتل الى بني أمية وبني العباس إلا مجازا من القول لأن القاتل لاربط له ببني أمية او بني العباس بعد فرض كونه ليس ابن أبيه المنسوب إليه وإنما هو إبن من زنى بأمه كما وانه لابد من لحاظ أمر في المقام وهو أنه من هو المراد في القتل في هذه الأحاديث هل هو المباشر للقتل ولو بايداع السم او هو من أمر  به او خطط له لنرى ان القاتل هو المباشر او الآمر وهل المباشر كان مُقدما على الجريمة بإرادة واختيار او هو مجرد آلة لتنفيذ الجريمة كبعض من يكون رقا لمولاه وهو لا حول ولا قوة له وإن كان مأثوما , هدانا الله وإياكم الى فهم الآيات والروايات بما يناسب شرع الله ولم يخالف الواقع المتحقق في الخارج إنه ولي التوفيق.

-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ هل القول بلزوم جعل الأوصياء بعد الأنبياء من خواص مذهب الشيعة؟


هل القول بلزوم جعل الاوصياء بعد الأنبياء من خواص مذهب الشيعة؟

إسم السائل : هيام محمد كاظم آل شبير الخاقاني

السؤال:

هل القول بلزوم جعل الاوصياء بعد الانبياء من خواص مذهب الشيعة ؟

الجواب:
قبل التعرض للادلة الشرعية لابد من الالتفات الى امر هام في المقام وهو أن الادلة الشرعية في جميع مواطن ادراك العقل انما تكون ارشادية لا مولوية ومن باب فذكر لا من باب التأسيس لأمر ولذا نقول ان جميع الادلة الواردة في الكتاب والسنة على اثبات التوحيد والصانع انما هي ارشاد وتأكيد لما ادركه العقل لكل عاقل ذي فطرة سليمة و من عرف الله تعالى بموازين العقل برهانا وسلامة الفطرة وجدانا عرف بذلك لزوم بعثة الانبياء و لا يعقل ان يعرف احد في العالمين التوحيد معرفة حقة ولم يتوصل بفطرته وعقله الى لزوم بعثة الانبياء من قبل الله تعالى ومن لم يدرك ذلك فالمشكلة انما هي في سلامة فطرته وعقله وحقيقة معرفته للتوحيد بما له من ابعاد في مرتبة الذات والصفات, فعليه ان يعود الى بعد معارفه في التوحيد ان كان سليم العقل والفطرة وكذلك اقول من عرف بسلامة فطرته وعقله لزوم بعثة الانبياء لهداية البشر لقصور و تقصير البشر في شهود الحقائق تفصيلا و في مواطن التطبيق عملا جزم جزما لا ريب فيه انه لابد بعد الرسل الكرام الذين بعثهم الله تعالى مبشرين ومنذرين من وجود اوصياء للرسل يحفظون الشرائع من تحريف المحرفين ومن الزيادة والنقصان و من تأثير الاجتهادات سواء كانت لقصور في الفهم او لدوافع الرغبات والشهوات التي لا يتردد متردد قرأ التأريخ وساير الامم ان الكثير من مناهج الشرايع تتصادم مع رغبات الحكام وعليه فلابد من تفسيرها و تأويلها بتبع الهوى بواسطة وعاظ السلاطين و ما اكثر العلماء المنحرفين المتزلفين الى الحكام المتملقين لهم الذين عاشوا على طول التأريخ البشري ويعيشون على حساب الاديان والامم وكم من عالم ساقه هواه او ضعف دينه ان يكتم الحق ولهؤلاء ايضا القسط الوافر من فتح المجال لتحريف شرايع السماء.
ولذا اقول ان لزوم جعل الاوصياء من قبل الله تعالى بعد الرسل لشرح رسالات السماء وتطبيقها تطبيقا سليما حتى تصبح حضارة و ثقافة للامم امر لازم لا ريب فيه ولذا جعل تعالى بعد جميع الانبياء اوصياء لفترة من الزمن كما صنع بالنسبة الى رسول الله (ص) حيث جعل من بعده اثني عشر نقيبا ومن تردد في جعل الانبياء بحسب عقله او فطرته ولم يفهم ذلك بواسطة ما جاء من الادلة الشرعية كتابا وسنة فالمشكلة ليست في فهمه للنبوة و اوصياء الرسل بل انما هي في التوحيد اي انه لم يفهم التوحيد كما ينبغي ولذا راح بعض هؤلاء الخاطئون في ابعاد التوحيد بأن يقول قائلهم ان الله يُرى يوم القيامة وهو شاب امرد او انه ثالث ثلاثة وغير ذلك من كلام لا يبتني الا على سوء فهم هؤلاء للتوحيد ولذا حصل لهؤلاء عدم الفهم بالتبع للنبوة والامامة وراحوا ليروا في وجه الفسقة والمجرمين والجبابرة مظاهر الحق وسموهم بأمراء المؤمنين .
واما ثانيا فإن كتب المسلمين سنة وشيعة مملوءة بالادلة القاطعة التي لا يتردد فيها متردد الا من سولت له نفسه ان بعد جميع الانبياء اوصياء من آدم عليه السلام الى عيسى عليه السلام ولم ينكر حتى ابناء العامة والجماعة اوصياء الرسل بعد هؤلاء الانبياء الكرام و من شك فعليه ان يرجع الى كتب القوم في التفسير وكتب الحديث وكذلك كتب التأريخ والسير وعليه فلا يصبح انكارهم بالنسبة الى وجود الاوصياء التي هي سنة الهية اقروا بها بالنسبة الى جميع الانبياء من آدم الى عيسى عليهما السلام الا 
​​
عنادا بتبع الهوى كما هو شأن اكثر علمائهم وحكامهم او هو من باب الجهل كما هو شأن اكثر عوامهم على طول التأريخ حيث انهم للتهاون بالدين يريدون معرفته من الرجال و اصحاب المطامع والاهواء من العلماء والحكام ومن اكتسب دينه من الرجال ضاع في ظلمات الليال .

وإليكم نص بعض ما جاء في هذا المقام كنموذج للحق وعلى طالب الحق ان يبحث عن ذلك بنفسه ان كان يظن انه ملاق ربه بعيدا عن روح العناد واللجاج ونحن انما نبين الحق لإقامة الحجة ولبراءة الذمة لانفسنا فقط ليوم الحساب و إلا فلا نستجدي من احد من ابناء العامة ان يدخل الى التشيع ولو كان الحق بكثرة العدد لكان البوذيون احق بالحق من كل احد .
فإذن نقول ان المستفاد من جميع المستندات في المقام هو ما اتفق عليه جميع المسلمين بان هبة الله وهو شيث عليه السلام وصي آدم عليه السلام و في الحديث انه لما انقضت نبوة ادم عليه السلام واستكملت ايامه اوصى الله تعالى اليه بان يا آدم قد قضيت نبوتك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الإسم الاعظم وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك عند هبة الله ابنك فإني لم اقطع العلم والايمان والاسم الاعظم واثار علم النبوة في العقب من ذريتك الى يوم القيامة ولن ادع الارض الا وفيها عالم يعرف به ديني و تعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد بينك وبين نوح.
وفي حديث عن أم هاني بنت ابي طالب رضي الله عنه عن رسول الله (ص) : (ان الله جعل لكل نبي وصيا , فشيث وصي آدم عليه السلام و شمعون وصي عيسى عليهما السلام وعلي وصيي ).
ومن المعلوم لدى الجميع ان هارون عليه السلام كان وصي موسى عليه السلام ثم بعد وفاته كان الوصي يوشع ابن نون ومن بعده شبر وشبير ابنا هارون .
وفي هذا المقام يراجع كتاب الامامة والتبصرة لابن بابويه فقد ذكر فيه الاوصياء في باب تحت عنوان الوصية من لدن آدم عليه السلام الى امير المؤمنين عليه السلام.
وعقد الشيخ الصدوق بابا في الفقيه تحت عنوان الوصية من لدن آدم عليه السلام ذكر فيه عدة احاديث وجعل في اكمال الدين بابا تحت عنوان اتصال الوصية من لدن آدم (ع) وان الارض لا تخلو من حجة لله عز وجل على خلقه الى يوم القيامة.
وذكر العلامة المجلسي في الباب الثامن من كتاب الإمامة من بحار الانوار وعنوانه باب اتصال الوصية ذكر الاوصياء من لدن آدم (ع) الى آخر الدهر .
وكتب الاحاديث في ذلك سواء عن أبناء العامة والجماعة او الشيعة لا تعد ولا تحصى بحيث لا يبقى لاحد اي شك في ان سنة الله تعالى في الرسل ان من بعدهم اوصياء يشرحون للناس رسالات السماء الى فترة من الزمن ولو شاء الناس تطبيقها لطبقوها لهم حتى لا تصاب الرسالات بتحريف المحرفين وتاويل المأولين واجتهادات المجتهدين ليصبح الانحراف بعد ذلك عن الشرايع بقصد بتبع الهوى وحب الدنيا لا للجهل لتكون لله تعالى على الناس الحجة البالغة .
وأما كتب السير والتاريخ
فهي ايضا مملوءة بذلك ولا ينكر ذلك الا جاحد اصيب قلبه بمرض اللجاج والعناد واختار لنفسه العيش مع ائمة الضلال دنيا وآخرة بدلا من متابعة الحق .
فمن تلك الكتب ما جاء عن ابن سعد فقد ذكر اتصال الوصية من آدم عليه السلام الى نوح في رواية ابن عباس فقد جاء فيها اولا ذكر شيث ابن آدم عليه السلام وهو هبة الله وان شيثا اوصى الى انوش وانوش الى قينان و قينان الى مهاليل ومهاليل الى يرذ ويرذ الى أخنوخ وهو ادريس عليه السلام وادريس اوصى الى ولده متوشلخ ومتوشلخ لمك ومك اوصى لولده نوح عليه السلام .
اليعقوبي:
فقد ذكر الاوصياء بالتفصيل منذ آدم عليه السلام الى الحواريين اوصياء عيسى عليه السلام.
واما الطبري فكذلك ذكر الاوصياء للانبياء .
واما المسعودي فقد ذكر اسماء الاوصياء ايضا من آدم الى سام وصي نوح و افرد كتابا بعنوان الوصية اثبت فيه الوصية منذ آدم عليه السلام الى النبي محمد (ص) الى زمن الامام المنتظر(عج).
 واما الرازي فقد اشار ايضا الى ان وصي موسى كان يوشع ابن نون في تفسيره لسورة المائدة .
واما ابن كثير فقد ذكر وفاة آدم عليه السلام وان وصيه ولده شيث .
وعن الزهري انه لما حضر يوشع الوفاة استخلف كالب ابن يوفنى .
وقال الشهرستاني ذكر اليهود في وصية موسى عليه السلام وقال قالوا كان موسى عليه السلام افضى باسرار التوراة والالواح الى يوشع ابن نون وصيه و فتاه و القائم بأمره من بعده ليوفضي بها الى اولاد هارون .
واما ابن الجوزي فقد ذكر اسماء الاوصياء منذ آدم عليه السلام الى متوشلخ وصي ادريس عليه السلام .
وهناك روايات عدة عن الامام الصادق عليه السلام يذكر فيها اوصياء الانبياء الى القائم عليه السلام وكذا ذكر الثعلبي وصية آدم عليه السلام الى ولده شيث وابن عبد الرب المالكي ذكر وصية آدم عليه السلام .
فما ذكرناه هاهنا ليس الا قطرة من بحر لإلفات نظر الغافلين حتى يراجعوا بانفسهم ومن لم يخف من ربه لنفسه وخلاصها يوم الحساب ويتبع المصادر بنفسه لو جئنا إليه بجميع النصوص لاوّلها وتلاعب بها وهذا شأن المعاندين الذين لا يصلحهم الا السيف في دار الدنيا وغضب الله تعالى ونيرانه يوم الحساب و إلا فكيف يجيز لنفسه عاقل مؤمن بربه ويوم الجزاء ان يقول ان المراد من الحديث المتفق عليه بين ابناء العامة والشيعة وهو (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) وفيهم كما تعلمون حكام زماننا الذين لا يتردد متردد في فسقهم وظلمهم وجورهم ومن المعلوم ان من مضى من الذين سماهم ابناء العامة والجماعة بامراء المؤمنين جلهم كانوا اقبح من حكام زماننا الذين قد يتوقفون عن بعض الجرائم خوف الفضيحة والضجة لان الدنيا اصبحت قرية و اولئك الحكام كانوا لقوة سلطانهم وخفاء جرائهم لا يتوقفون عند حد و كان لهم من الاشقياء من وعاظ السلاطين و قضاة السوء من يوجّه امرهم و يضلل الأمة لهم .
ومما لا يبقي لطلاب الحق أي شبهة في مسألة لزوم الاوصياء بعد الانبياء كثرة الانبياء وقلة أولي العزم منهم فإن قلنا بأن أولي العزم من الرسل خمسة فمعناه ان بقية الانبياء كانوا تبعا لهؤلاء في المنهج مبينين وشارحين ومطبقين لرسالات هؤلاء الانبياء العظام كما يشهد لذلك قوله تعالى (وآمن له لوط ) أي لابراهيم عليه السلام مع ما ان لوطا عليه السلام كان نبيا من الانبياء وهكذا هو حال اكثر الرسل من بعد موسى (ع) فإنهم كانوا أوصياء له وشراحا لرسالته وهكذا من كان من بعد آدم الى عيسى عليهما السلام .
وان كل من يدعي أن جميع الانبياء الذين كان عددهم 124 ألف نبيا او اكثر من ذلك بكثير كما نعتقد بأنهم جميعا كانوا اصحاب كتب مستقلة لا يرتبط بعضها ببعض وانهم جميعا كانوا كأولي العزم من الرسل فإنه يغالط نفسه ويكابر الحق الذي لا ريب فيه حيث ان الأنبياء انما كانوا تبعا لأولي العزم من الرسل ولا كلام لنا مع المعاندين الذين يريدون انكار الواضحات لتصحيح ما قام به المنقلبون على الاعقاب في السقيفة ولو دخلوا النار عنادا مع الداخلين.
وبالجملة مما لا ريب فيه لمن تأمل بعقل سليم ان اكثر الانبياء انما كانوا اوصياء لأولي العزم من الرسل ولا ربط لهؤلاء الانبياء الكرام بمن تسلط على رقاب البشرية من الحكام و وعاظ السلاطين باسم الدين على طول التأريخ سواء بعد آدم عليه السلام او نوح او ابراهيم او موسى او عيسى عليهم السلام وهكذا كانت سنن أبناء الدنيا بعد نبي السلام محمد (ص) فمن تسلط منهم باسم الدين انما كان من الحكام اصحاب المطامع و اكبر دليل على ذلك انه لم يحدثنا التاريخ يوما من الايام ان دول الحق والعدل أقيمت بعد نوح او ابراهيم او موسى او عيسى عليهم السلام بل عاش اوصيائهم الاضطهاد و اصبح يصول ويجول باسم الشرايع من بعدهم اصحاب المطامع من الحكام و وعاظ السلاطين وقد قال رسول الله (ص) بالنسبة الى أمته التائهة الضائعة :(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر او ذراعا بذراع ….الى آخر الحديث).
ومما يبطل مدعى ابناء العامة والجماعة القائلين بعدم وجود اوصياء لنبي الاسلام محمد (ص) بعد اقرارهم بوجود اوصياء لجميع الرسل المتقدمين هو ما وقع بالفعل من الاختلاف علما و عملا بعد وفاة الرسول (ص) من يوم السقيفة و الرسول بعد لم يدفن و اختلاف الانصار مع حزب المؤامرة القرشية برئاسة ابي بكر وعمر في السقيفة لأكبر شاهد على ذلك ولولا ان ابابكر حرّك في الانصار روح القبلية واحقاد الجاهلية التي كانت بين الاوس والخزرج لما تمكّن من قبض ازمة الامور ولوقعت الفتنة وسفكت فيها الدماء ورسول الله بعد لم يدفن ومنهج ابي بكر وعمر في استدلالهما للوصول الى الكراسي المبتني على اسس القبلية لخير دليل لمن كان طالبا للحق.
ومن تردد في وقوع الاختلافات بين الصحابة في جميع ميادين العلم والعمل عليه ان يراجع التاريخ من زمن وفاة الرسول (ص) الى انتهاء زمن الصحابة ليرى كم من اختلاف وقع بينهم ساق الأمة الى حروب وتمزق فضلا عما كان من الاختلاف على صعيد فهم الشريعة في ميادين العلم وتطبيقها على صعيد الحكم وبيان احكامها الشرعية وقول القائل ان ذلك لا يضر بمقام الصحابة لانه من باب الاجتهاد و كلهم عدول متقون ماقصدوا إلا خدمة الشرع فإن مثل هذا التوجيه لا يجدي نفعا في ميادين صيانة الشريعة من التحريف  و وصولها مشوهة للأجيال حتى ولو فرضنا ان هذا مجدٍ لاثبات عدم فسق  هؤلاء وعدم ضلالتهم.
واما الادلة على ثبوت اوصياء النبي محمد (ص) فكتب ابناء العامة والجماعة فضلا عن كتب الشيعة مليئة بذلك والآيات قبل ذلك أدل دليل فمن كان يخاف يوم الحساب عليه ان يراجع تلك المصادر بنفسه فإنها اليوم متوفرة لأي طالب حق في المكاتب العامة كما وانها موجودة على المواقع والقنوات المختلفة بعيدا عن مقاص قطع الرقاب السلفية والوهابية وحكام الجور الذين حكموا المسلمين باسم الاسلام وأما من لا يريد المعرفة و الوصول الى الحق اما عنادا او تهاونا بالدين حيث انه لم يجعل و لو ساعة واحدة كل يوم او كل اسبوع لمعرفة الحقائق ومتابعة المصادر بعد قرائتها بزكاة نفس بعيدة عن الاحقاد الطائفية فانه انما يضر نفسه كما وانه من اراد ان توصله الرجال للحق فهو يقاد كالاعمى فيكفيه قول رسول الله (ص) حيث قال : (الحق لا يعرف بالرجال) , فما ضل اليهود والنصارى ومن كان قبلهم من الامم الا لمتابعة احبارهم ورهبانهم حين عبدوهم من دون الله اي اطاعوهم بعماء و ذلك لاحد امرين اما للجهل و التهاون بالدين او للعناد كما قلنا وهذه هي سنة الاولين التي اتبعهم عليها الآخرون فأقول لهذه الأمة التي تنسب نفسها لنبي الهدى محمد (ص) كفى جهلا متابعة الرجال اصحاب المصالح اكثر من الف واربعة سنة من بعد هجرة الرسول الاعظم ولعل الظهور لولي الله الاعظم قريب وعندها يخسر المبطلون في الدنيا قبل الآخرة والسلام على من اتبع الهدى .
-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ هل أن للنبي بنات غير فاطمة عليها السلام؟


هل ان للنبي (ص) بنات غير فاطمة عليها السلام؟

سؤال السائل باللغة الفارسية والجواب باللغة العربية
إسم السائل: محمد
​​
 

السؤال: 
چند وقت قبل پس از قرائت قران مجيد و آيه شريفه(يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ) سورة الا حزاب آية 59 اين سوال برايم پيش امد که پيامبر چند دختر داشته که در اين ايه امده (بناتک )؟پس از تحقيق در مکانهاي متفاوت دچار شبهه شدم واين سوال ذهنم را مشغول کرده که :
يكي از اين دختران زن حضرت عثمان رضي الله عنه و دومي زن ابو العاص ابن الربيع شدند و يكي هم همانطور كه ميدانيم زن حضرت علي (ع)بود و يكي هم به خانه بخت نرفته بود وقتيكه زن حضرت عثمان رضي الله عنه وفات كرد حضرت محمد صلي الله عليه و آله وسلم اين دختر ديگر خود را نيز به او داد به همين دليل حضرت عثمان رضي الله عنه به ذي النورين معروف است خوب اگر پيامبر صلي الله عليه و آله وسلم ميدانست که عثمان منافق است آيا امكان داشت يك دخترش را به او بدهد؟ و تازه بعد از مردن اولي دومي را بدهد؟ اگر بگويم كه نمي دانسته و عثمان رضي الله عنه را نمي شناخته پس مي گويم پيامبر صلي الله عليه و آله وسلم كه با وحي در تماس بوده چگونه نتوانسته نفاق عثمان رضي الله عنه را تشخيص دهد در حاليكه خداوند منافقان را به او شناسانده بود ديگر پيامبر صلي الله عليه و آله وسلم با اين همه علوم چگونه نتوانست تشخيص دهد كه دامادش منافق بوده و اگر بگويند مي دانسته منافق است و با اين حال دختر دوم را به او داده چرا؟ واين دقيقا در مورد حضرت امير صدق ميکند که آيا ام کلثوم خواهر امام حسين نيز همسر عمر رضي الله عنه بوده؟اگر اري چرا حضرت علي (ع)دخترش را به وي داد در حالي که ايه شريفه ميفرمايد:الطيبات براي طيبون و الخبيثات براي خبيثون-حال آيا عمر و عثمان خبيث بودن يا طيب لطفا راهنمايي بفرماييد
با تشکر

الجواب:

قال تعالى : ( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين ) العنكبوت آية 69 , فلا وصول الى مدارج الحق الا بالجهاد في ميادين العلم النافع والعمل الصالح بعد طهارة النفس وزكاتها حتى يتمكن طالب الحقيقة أن يرى الحق حقا والباطل باطلا.

وقد قال رسول الله (ص) : (اعرفوا الحق تعرفوا أهله) مشيرا بذلك إلى أن الحق لا يعرف بفقيه ولا صحابي ولا أم ولا أب ولا صهر ولا ولد بل الحق يجب ان يعرف من مصادره كتابا وسنة قطعية حتى يتمكن طالب الحقيقة من شهود الحق بالحق ومن أراد ان يتوصل للحق بواسطة الرجال او النساء أضاع سبيل الهدى .

وقد وجدت من اللازم قبل التعرض لما هو محل البحث الإشارة الى أن سؤالكم أيها الاخ المحترم مأخوذ نصا من موقع من مواقع أهل التسنن المعنون بعنوان (مذهب تسنن وآشنائى بيشتر با آن) لكنني أجيبكم على الرغم من ذلك و إن رحتم لتأتوا بمقدمات لطرح هذا السؤال ما كنتم بحاجة إليها كقولكم (چند روز قبل پس از قرائت قرآن مجید وآیۀ شریف : (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين )  این سوال برایم پیش آمد ) إلى آخر ما ورد في رسالتكم و إنما أقول لكم هذا لأني أحب أن تكون أيها الاخ المحترم في حِلٍّ من مثل هذه القيود حتى تتمكن من توجيه أي سؤال او نقد قد تراه لا جواب له لدى علماء الشيعة كما جاء على الموقع المذكور ولأكون أنا أيضا في حِلّ من توجيه أي أسئلة عليكم متمنيا الاجابة عليها بمرونة منطق العلم وسعة الصدر وسوف يستمر الحوار العلمي بيننا مادمت أرى البحث مبنيا على هذه الاسس بعيدا عن منطق المغالبات والمغالطات الطائفية وإلا سددت الباب حتى لا تضيع الحياة في بحث عقيم وإني أجيبكم باللغة العربية لما أرى من معرفتكم لهذه اللغة و إن شئتم اجبتكم باللغة الفارسية أيضا .

فأقول في مقام البيان لما هو محل البحث بما يكون شبيها له مما لا نقاش ولانزاع فيه فإنه قد جاء في كتاب الله المجيد في آية المباهلة ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا ونساءكم وأنفسكم وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) فقد عبّر القرآن المجيد بكلمة نسائنا في حين أنه قد قام إجماع المسلمين شيعة وسنة على أن الرسول (ص) ما أخرج معه من نسائه أيّ واحدة ولا من بناته بناءا على أنه كان لديه بنات غير فاطمة عليها السلام فكيف عبر تعالى عن فاطمة عليها السلام وحدها بكلمة (ونسائنا) في حين ان الذي ينساق إليه الذهن أولا وقبل كل شيء من كلمة النساء الزوجات ثم البنات وغيرهن ممن يعتبرن من نساء الرجل وعائلته فما يقال هاهنا بالنسبة الى هذه الآية الشريفة يقال في محل سؤالكم بالنسبة الى (وبناتك) .

و إنكم لتعلمون أيضا أن المصداق إذا كان لا تعدد فيه لا يؤتى بالنسبة إليه بصيغة الجمع إلا لأهمية او عظم او لأنه ما يدور عليه ركن الشريعة لأن الكلام عن إمرأة عليها قوام الرسالة وجودا و عدما وليس الكلام عن نسوة قبلية لأنه حديث شرع لا قبلية فيه او لأن المصداق قابل بحسب الطبيعة لكثرة كالشمس فيقال شمس وشموس وكذا يصح ذلك فيما اذا كان الكلام عن حكم شرعي او قانوني فإنه يؤتى بصيغة الجمع وإن كان حين الإطلاق لا تعدد لهذا المصداق حيث ان الاحكام تطلق بلحاظ الطبيعة وما لها من قابلية الكثرة و إذا أريد منها في بعض الاحيان المصداق الخاص من الطبيعة يجب ان تكون قابلة للانطباق على المصاديق المتعددة ويكون ذلك المصداق الخاصة من أبرز مصاديقها كما هو شان كثير من الآيات الواردة التي تعرضت لذكر بعض المؤمنين او الكافرين او المشركين او المنافقين حيث يكون محل الكلام المصداق الابرز ويكون العنوان منطبقا على من يتصف بهذا الوصف ولو جاء بعد قرون من الزمن اي يكون الخطاب بما يعم الموجود والقابل للوجود إذا كان المصداق الفعلي في نفس الامر والواقع ليس إلا واحدا وهذه الموارد التي ذكرتها من مسلمات علم أصول الفقه والادب العربي ولا اظنها تغيب عن حضرتكم وإلا فيمكنكم ان تسألوا عنها أهل العلم والفن فإنهم سوف يرشدونكم الى الصواب حتى لا تقعوا في شبهة إذا مرت بكم مثل هذه الآية الشريفة (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين).

و إنما تطرقت للجواب عن الآية الشريفة وضربت لها مثالا بآية المباهلة لأنها من مسلمات الأدب العربي وعلم أصول الفقه ومما جاء نظائره في الكتاب المجيد وهكذا هي قواعد الحوار والدليل والبرهان فإنه يؤتى بما هو معتبر بحسب قواعد العقل و الادب او غير ذلك من المسلمات شرعا او علما وأما ما يكون مختلفا فيه فإن ثبوته عند مذهب او قوم لا يعطيه الاعتبار ولا يكون حجة ملزمة على الطرف الآخر ومن ذلك مسألة وجود بنات لرسول الله (ص) غير فاطمة عليها السلام فإنها مسألة اختلف فيها المسلمون فهناك من قال لا بنات لرسول الله (ص) غير فاطمة وهناك من قال أن ما ينسب إليه (ص) من البنات هن ربائب وهناك من قال إنهن بنات اخت خديجة وفي مثل هذه المواطن التي هي محل خلاف لا يمكن للشخص ان يحتج بها على غيره حتى و لو افترضنا جدلا انها ليست من مواطن الخلاف عند أهل التسنن لأنه من الواضح لا يصح لشيعي ان يلزم سنيا بما هو معتبر عنده وكذا العكس ومن حاول الزام الآخرين بمثل هذه الالزامات لا يكون إلا خاطئا.

نعم يمكن ان تطرح بعض القضايا على بساط البحث كأن يناقش موحد كافرا او يناقش مسلم النصارى في مسألة اللاهوت والناسوت لأن مثل هذه الأمور مما تخالف أصول العقل والشرع أما كون حديث معتبرا سندا عند شيعي لا يراه السني معتبرا او بالعكس فإنه لا يكون حجة على احد كما وان هذا جار حتى بالنسبة الى أهل مذهب واحد فرب حديث يكون معتبرا سندا عند عالم سني وهو غير معتبر عند عالم سني آخر كما قد يتفق ذلك ان يكون الحديث معتبرا عند عالم شيعي وهو غير معتبر عند عالم شيعي آخر.

وعليه فنقول مثل مسألة زواج عمر من أم كلثوم والقول بوجود عدة بنات للنبي (ص) من الامور المختلف فيها حتى عند ابناء المذهب الواحد وعليه فلا يمكن ان تجلس مثل هذه الامور على كرسي الحوار الا جدلا ولا اريد ان ادخل إلى متاهات الجدل الطائفي العقيم لأنه مضيعة للحياة.

كما وانه من البديهيات لدى أهل الفن أن أخبار الآحاد لا تورث اليقين بل الاحتمال او الظن وانما عبّدنا بها الشارع المقدس في مواطن الحكم الشرعي لا في مثل المسائل التأريخية او العقدية فكيف بعد ذلك يمكن ان يستدل بها في مثل ما نحن فيه حيث يحتاج المقام الى مسلم عقلي او شرعي او آخبار متواترة ولو مضمونا .

وثانيا أقول على الفرض والتقدير لو صحّت مثل هذه الآخبار فلا أدري كيف يمكن ان تجعل من المستندات الشرعية لإثبات إيمان شخص ؟

فهل من دلائل الايمان كون الشخص صهرا او زوجا او زوجة بحسب الحكم العقلي او العرفي او العقلائي او الشرعي والحال ان الشرع المقدس مليء بالآيات والروايات التي تتكلم عن مثل فرعون الكفر والزندقة و زوجه مثال الإيمان حتى راح ليعدها المشهور بعد فاطمة ومريم و زوجة إبراهيم في المقام الرابع بين النساء في العالمين وهكذا الكلام عن نوح عليه السلام وابنه وآدم و ابنه قابيل و عن ابراهم (ع) وابيه سواءا كان ابا او عما وثالثا مما يعلمه كل متتبع لشأن الرسالات السماوية من أنها ما جائت إلا للتعامل مع الناس على ما هو من شأن الظاهر حيث ان المحاسب على الضمائر انما هو الله رب العالمين يوم الدين كما و ان الاحكام انما تجري وجرت بحسب الظاهر ايضا ولذا قال الرسول (ص) انما احكم بينكم بالبينات والآيمان ولم يقل انما احكم بينكم على ما أعلم من سرائركم او بما اوحي الي من اخباركم وبواطنكم حتى ولو كان عالما بها و قد اكتفى الاسلام بشهادة ألا إله الاالله وان محمدا رسول الله للدخول في الاسلام ولذا قبل اسلام الكثير ممن دخل بعد الفتح بتبع هذه القاعدة .

وقد ورد في الكتاب المجيد قوله تعالى : (وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم)  وعليه فيصبح من الممكن ان يكون بعض المسلمين في زمن الرسول منافقا وهو ما كان يعرفهم كما تشير الآية الشريفة بما لها من الظهور وبالاخص بالنسبة الى من كانوا في النفاق في أعماقه بصور ناصعة بيضاء وقلوب مظلمة سوداء وهذا الظهور جار بالنسبة الى مذهب العامة والسنة وإن كان له من التفسير على مذهب الشيعة بما يخالف هذا الظهور لكنه يكون ملزما لأبناء العامة والجماعة وعلى هذا فلا يبقى مجال للقول بأنه كيف تعامل الرسول مع البعض معاملة الظاهر أو كيف يكون من المقربين من حيث المصاهرة من قد يكون في باطنه من المنافقين بعد امكان ان لا يكون الرسول عالما به كما تشير الآية الشريفة .

و أما بالنسبة الى الآية الشريفة : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اؤلئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ) النور 28 , فهي من الآيات التي فسّرت بتفاسير عدة ولا يمكن الحكم على مثل هذه الآيات بهذه البساطة كما ورد في رسالتكم بدون مراجعة التفسير وقد ورد في الكتاب المجيد ما يوضح مثل هذه الأمور حتى لا تؤخذ من القرآن المجيد بما لها من الظهور بدون مراجعة بقية الآيات والتفاسير وقد قال تعالى : (ولوطا اذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين) آل عمران 80, الى قوله تعالى : (فأنجنيناه وأهله إلا إمرأته كانت من الغابرين) آل عمران 82, وفي موطن آخر من الكتاب المجيد جاء : (ولما جائت رسلنا لوطا سيء بيهم ) هود 77 الى قوله تعالى : (قالوا)_اي الملائكة _ (إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فاسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا إمرأتك إنه مصيبها ما أصابهم ) هود88 أي قوم لوط وفي موطن آخر من سورة الحجر قال تعالى : (ونبئهم عن ضيف ابراهيم ) آية 51 الى قوله (قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين ) آية 58 , (إلا آل لوط انا لمنجوهم أجمعين ) آية 59 (إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين ) آية 60 , وفي سورة النحل قال تعالى : ( ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وانتم تبصرون) آية 54 الى قوله تعالى : (فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين) آية 57 , وفي سورة العنبكوت جاء في آخر آية 32 (إلا امرأته كانت من الغابرين) كما وأنه جاء في سورة التحريم آية 10 (ضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأة نوح وإمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ) وقال تعالى : (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربِ ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) آية 11 , فبعد هذه الآيات أيها الأخ المحترم لا أظنه يبقى تردد لمن أراد معرفة شرع الله تعالى في مثل الطيبات للطيبين ومثل ان الكفر والنفاق قد لا يكون معلوما حتى بالنسبة الى الأنبياء الكرام حينما يكون ابناء الأنبياء او ازواجهم يعيشون الكفر مع قربهم من الآباء والأزواج فضلا عن النفاق الذي قد أشار إليه تعالى قائلا : (لاتعلمهم نحن نعلمهم ) كما في سورة التوبة المتقدم ذكرها فلا ادري ايها الاخ المحترم اذا كانت غير طيبة هذه الزوجة فهل بنظركم هو ايضا أي النبي الكريم كان كذلك بتبع تفسيركم لمثل هذه الظهورات أم انها كانت طيبة وهو عليه السلام أي النبي كان كذلك لكن الله تعالى اتهمهما بعدم الطيب لعدم العلم خطئا ام انهما كانا غير طيبين هذا كله لمن شاء معرفة الحق وإلا فمن يريد المغالطات والمجالدات والمغالبات فأنا لست ممن يضيع الحياة في مثل هذه الميادين , هدانا الله وإياكم إلى سبيل الهدى إنه ولي التوفيق.
-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

الأحد، 18 أغسطس 2013

@ من هو الأفضل الإنتصاب أو الإنتخاب؟

من هو الأفضل الإنتصاب او الإنتخاب؟

إسم السائل: محمد

السؤال:
السلام علیکم من هو الأفضل الانتصاب او الانتخاب اي بمعنى الشورى عند الكل نظرا للديمقراطية؟

الجواب :

ان الانتصاب والانتخاب امران مختلفان لا يردان على محل واحد فما يرجع الى الله تعالى وشرعه القويم في مرحلة التنزيل الذي هوشأن الرسل الكرام وكذا ما هو من شأن التأويل الذي هو من شأن اوصيائهم عليهم السلام هو امر الهي لا محل للانتخاب فيه ولا يعقل ان ينتخب الناس شخصا ليصبح نبيا او وصي نبي كما كان ذلك على طول التأريخ منذ بعث الله آدم عليه السلام الى الخاتم (ص) وبما كان للانبياء من اوصياء وليس ذلك حقا لشعب وأمة و الشورى امرها يرجع الى حقوق الامة على طول التأريخ بأن ينتخب الناس أناسا لإدارة امورهم سواء على صعيد القيادة او الإمارة وفي مثل هذه الموارد التي ترجع الى شؤون المجتمع لا يجوز لأحد أن يفرض شخصا من باب الانتصاب لأنه يسوق الى الاستبداد كما حصل في كثير من القرون الى يومنا هذا وإن اختلفت العناوين بتسلط الظلمة على الأمة وكرامتها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ لماذا لقب محمد بن الإمام علي عليه السلام بإبن الحنفية؟


لماذا لقب محمد بن الإمام علي عليه السلام بإبن الحنفية؟

إسم السائل: محمد

السؤال:
السلام عليكم شيخنا
لماذا محمد بن الامام علي عليه السلام لقب بابن الحنفية؟


​​

الجواب:
هو محمد بن علي بن ابي طالب وأمه خولة بن جعفر الحنفية قيل ينسب إليها تمييزا له عن أخويه الحسن والحسين و إن العرب كانت لحادثة او جهة قد تطلق كلمة او اسما على شخص فيغلب عليه وليس من المعلوم بالدقة ماهو سبب غلبة اسم ابن الحنفية على محمد بن علي ولكن من الشايع في حضارة العرب نسبة بعض كبار العرب الى أمهاتهم ولا يدل ذلك على انتقاص وقد كانت لمحمد بن علي المكانة علما و عملا وشجاعة حتى كان حامل راية ابيه في يوم الجمل .

-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من 

@ ما هو رأيكم في إدعاء البعض بأنه اليماني؟


ما هو رأيكم في ادعاء البعض بأنه اليماني؟

إسم السائل: أحد الزوار
​​
 

السؤال: 
السلام عليكم شيخنا العزيز الفاضل
لقد تفشت عندنا في الآونة الأخيرة قضية مدعي اليماني ( أحمد الحسن البصري ) وهناك من آمن بدعوته ممن نعرفهم ، واستفتينا العلماء وطلبنا منهم ردا على هذه الدعوة الجديدة التي لا نعرف مدى صحتها وقوبلنا بالسكوت ، ولكن الوضع يزداد عندنا اضطرابا 
فنرجو من سماحتكم أن تفيدنا بالرد السريع .
فإن كانت دعوة حقة فأفيدونا لنتبعها وإن كانت باطله فأثبتوا لنا بطلانها لكي تنتهي هذه الفتنة المتفشية
والسلام عليكم


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التحية والسلام أقول لحضراتكم إنه لقد جاء في المأثور الذي لا شك ولا ريب فيه (ألا ومن إدعى رؤيتي بعد غيبتي هذه فكذبوه) وعليه فلا نتردد أبدا منذ زمن الغيبة الكبرى ليومنا هذا أن من ادعى او يدعي رؤية صاحب الامر (عج) كذاب وما ينسب من البعض إلى اكابر بعض علمائنا الكرام فهم برئاء مما ينسب إليهم كما وأني لا اتردد في بطلان مقالة كل من يدعي أنه احد انصار صاحب الامر ومن يحتمل في حق فلان او فلان أنه اليماني او الخراساني او شعيب بن صالح او …………… فهي ظنون من بعض لا قيمة لها ان حملنا صاحبها على البساطة او الجهل وإلا فقد تكون من بعض من هو مشكوك الحال لخدمة بعض ما يخطط له للنيل من مذهب أهل البيت عليهم السلام وإن تظاهر بعض هؤلاء بالولاء لأهل البيت عليهم السلام فلا تصدقوا أحدا منهم كما و أن العقل لأدلّ دليل على أن الله تعالى و أولياءه الكرام عليهم السلام لا يفتحون مثل هذه الابواب حتى لا تكون وسيلة للنيل من مذهب الحق وفي الختام ندعوا لأمثال هؤلاء ان يهديهم الله تعالى الى سواء السبيل ان كانوا أهلا للهداية وأن يقطع أيدي الذين يسعون للنيل من مذهب أهل البيت عليهم السلام كما وأنا ندعوا الله تعالى أن يعجل بفرج مهدي آل محمد (عج) لأنا نعيش في زمن كثر فيه ادعاء العلم والصلاح وراح لتختلط فيه الم
​​
وازين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
-- 
مع تحيات ادارة موقع سماحة الاستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني


كما يمكنكم متابعتنا على كل من