الخميس، 31 ديسمبر 2015

فَكوثرُ الكونِ

فَكوثرُ الكونِ
قصيدة نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
--------------------------------------------------------------
لَمحُ العيونِ لأسرار القلوبِ فَمُ ---- فكيفَ يرقى له في جَريِه قَلمُ
أو مَن رَماهُ بأقواسِ الفَنا قَدرٌ---- كأحرفٍ هيَ في أكوانِها عَدَمُ
فَهْوَ الوجودُ بما للوجدِ مِن أثرٍ ---- وغايةٍ لمْ يَطأ أعتابَها قَدمُ
فاشربْ كؤوسَ الهوى مُزنَاً معتقةً ---- مِنْ كفِ ساقيةٍ أنفاسُها كَرمُ
حيثُ الصَّبابةُ في أسحارِها طَربٌ ---- وحُسنُ لحنٍ إذا ما هاجَها نَغَمُ
فَكوثرُ الكونِ في صُقعٍ لدى عِظَمٍ ---- طافَ الخلائقَ فَهْوَ القُربُ والعِصَمُ
فَذاكَ مِنْ أزَلٍ حتّى سَنا أبَدٍ ---- وجْهُ الإلهِ ونُورُ الحقِّ والحِكَمُ
وهْوَ الحقيقةُ والأسماءُ قاطبةً ---- بل وحدةٌ هيَ في إشراقِها قِدَمُ
فكنْ لها في دُجى ليلٍ مَنارَ هُدىً ---- يُذكي الصَّبابةَ فيها للنَّوى نَسَمُ
قدْ كانَ آيةَ صِدقٍ مِن جِنانِ عُلاً ---- وذا هوَ اليومَ في دُنيا الشِّقى عَلمُ

ودَعْ مَقالةَ قومٍ قَال قائلُهُمْ ---- بأنَّ وَجْدَ الهَوى الإضلالُ واللَّمَمُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق