أخيةُ دار الخلد خيرٌ
من الدّنا
نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
في أربعين أخته أم بهاء الخاقاني
**********************
فهل
بعد ليل الهجر موعدنا الحشر---- أخية أم نلقاك إن بزغ الفجر
أخية
إن طال الفراق لغربة ---- فقد نلتقي
يوماً إذا انهزم القهر
أخية
صبراً رغم كل رزية ---- فإن الليالي السود يعقبها البُشر
كذا
جاء في التنزيل في كل موطنٍ ---- توالت به الأحزان واستحكم الضر
ألا
ليت قيد الأسر في موطن الشقا ---- تقطعه الأيام أو يبله الصبر
فيسعد
بعد الهجر والبعد والجفا ---- بقربٍ به تهدى البلابل والزّهر
أمَ
أنًّ الذي نرجوه وهمٌ لواهمٍ ---- وكأس صبابات طوى سفرها الدّهر
وكيف
وأنّى للوصال وقد رمى ---- ربوع الهنا ليلاً بأسهمه الغدر
وهل
يأمل الولهان جمعاً لفرقةٍ ---- طوى صرحها من بعد قارعةٍ قبر
فأصبح
وهماً قد يمرّ بخاطرٍ ---- وطيف خيال قد يردده الذكر
وتمثال
ودٍ فوق رمشٍ لأعينٍ ---- مسهّدة ليلاً يؤرقها الفكر
تعيش
خيالاً بات يرسم للهوى ---- معالم أحبابٍ همُ في الدجى بدر
فيا
دهر مهلاً قد أذبت لنا الحشا ---- وقد قلّ للهجران والمحن الصبر
فكم
من عزيزٍ قد خطفت لشقوةٍ ---- وكم من ديارٍ قد هدمت أيا قهر
فإن
صدى الأنغام في كل لحظةٍ ---- يجدد أحزاناً بها يوقد الجمر
كأني
بأهلي نصب عينّيَ شخصهم ---- لأنهم الأنفاس والحسن والعمر
أباً
كان في يوم الكريهةٍ ملجأً ---- وحصناً به قد لاذ في الحمم السّمر
رأيت
به للعزم آفاق عزةٍ ---- تساقط في أعتابها للعلا الذعر
وراح
ليبقى للمكارم معلَماً ---- يرفرف في الآفاق لم يبله الدهر
ولم
أنسَ أياماً قضيتُ كأنها ---- براكينُ قد أرسى بمرفأها الشر
بها
ينعق الغربان في كل موطنٍ ---- ويمطرنا موتاً بأحقاده الغدر
فذا
هي للأهوال من بعد عزّها ---- مرابع أحبابٍ بها يقطن النّكر
وليس
لها من بعد علياء صرحها ---- سوى سكنٍ للبوم أورثه الفقر
أخية
دار الخلد خيرٌ من الدنا ---- وإن جوار الصالحين هو الفخر
وليس
بدنيا القهر ما يأمل الفتى ---- وقد راح في أصقاعها يحكم المكر
مطيّة
أوهامٍ بليلِ متاهةٍ ---- إذا ما هوى زيدٌ علا متنها عمرو
تبدّل
أسماءٌ والقاب قادةٍ ---- ولكن حادي الضعن في ركبها زجر
رضينا
بحكم الله في كل كربةٍ ---- وإن طال ليلٌ واستهان بنا شمر
فإن
قضاء الله لابدّ واقعٌ ---- وإن سبيل المتقين هو البشر
فبشرى
لمن قد عاش للخلد رافعاً ---- أكفاً بمحراب به يُنشد الذّكر
وإنّا
كمن قد مرّ في نفق الدنا ---- سنصبح أخباراً يلفلفها الدّهر
فكم
قد طوى من أمّةٍ كان ذكرها ---- على الأفْق خفّاقاً يغازله الثغر
فذا
هي من بعد العلوّ كأنها ---- أحاديث وهمٍ قد طوى سفرها ستر
فأضحت
خيالاً قد يمرّ بخاطرٍ ---- إذا ما تجلّى للسرى طللٌ قفر
***************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق