هل صحيح أن الإمام علي عليه السلام حارب الجن؟
إسم السائل : حبيب حسين
السؤال:
السلام عليكم شيخنا الجليل ورحمة الله وبركاته
سؤالنا هو: هل صحيح أن الإمام علي عليه السلام حارب الجن في بئر وعاد وسيفه يقطر من دماء الجن المشركين ؟
نرجو التفصيل في ذلك مشكورين
الجواب:
الروايات في المقام لا يعتمد عليها ونقل القضية بكيفيات مختلفة لا ربط لبعضها ببعض ولاجامع بينها هو ايضا من دواعي التأمل فيها وكون بعض الصحابة شاهد الكثير من وقائع هذه القضية من نيران ودخول في بئر وأصوات وضحك للجن وغير ذلك يدفع بالمتأمل الى التردد في صحتها اكثر فأكثر و بالأخص ما وردت من أن بعض الصحابة شاهد في المسجد النبوي مندوب الجن وهو يتكلم مع الرسول (ص) ولا يبعد القول بأن نسيجها بما نقله بعض الصحابة وما ادعوا من المشاهدات اقرب الى نسج الخيال وقصص الاوهام منها الى الواقع كما وانه لابد من الالتفات الى ان سلطان الرسول (ص) وعلي (ع) على الجن او غيرهم لا يبلغ مدارج شهوده من يدعي الشهود من الصحابة ومن كان يشاهد امرا بما له من عظيم المقام فهو مستودع الاسرار ومثل هؤلاء العظماء لا يبوحون بسر غيب لأمثالنا من سائر الناس ولو كانت القضية صحيحة لنقلت كخبر عن غيب لا بأن ينقلها ناقل بهذه الطريقة ولو أراد الله تعالى ان يجعل الناس امة واحدة لجعلها بظهوره تعالى بأسماء القهر والجبروت في دار الدنيا او بمعاجز حسية لا تدع مجالا للشك لكن بذلك تخرخ الدنيا عن واقع كونها دار اختبار او بإظهار الملائكة او الجنان والنيران وجعل الناس يطمئنون بوجود الجن لا يحتاج الى مثل هذا النسيج من الاخبار ولا مكانة علي (ع) التي هي نفس رسول الله تحتاج الى مثل هذه الطرق وكون النبي محمد (ص) والائمة الاطهار لهم الولاية التكوينية المطلقة في عالم الامكان كما نعتقد لا يستدعي ان نصدق كلما ينسب اليهم من مثل هذه القصص او غيرها من الفضائل والكرامات والمعجزات التي البعض منها لا ينسجم مع ابسط مقاييس القبول, نعم محاربة شياطين الجن قد تكون بروح الايمان والعلم وقوة النفس لدفع شرورهم عن المؤمنين من الجن والانس فان ذلك لا مانع منه لكن ما ورد من قتل الألوف منهم بسيف علي عليه السلام مع انهم كالانس فيهم المؤمن والكافر وهم يختبرون فيما بينهم كما نختبر نحن, كل ذلك يبعد صحة مثل هذه الاخبار وليس من المستعبد ان القضية كانت بكيفية مقبولة معقولة ثم حُفّت بنسيج من الخيال والله العالم بحقائق الامور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق